"بوليتيكو": واشنطن تطلب من إسرائيل تفسيرات وشرحا لقصفها مخيم جباليا
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "بوليتيكو" إن مسؤولين أمريكيين طلبوا من الجيش الإسرائيلي تقديم تفسيرات للقصف الذي استهدف مخيم جباليا في قطاع غزة هذا الأسبوع وأسفر عن مقتل العشرات.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول أمريكي لم تكشف عن هويته، أن إدارة بايدن طلبت من تل أبيب تقديم شرح مفصل للتخطيط الذي سبق الضربة على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.
وأفاد المصدر ذاته بأن واشنطن حثت إسرائيل على تنفيذ عمليات استهداف دقيقة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة.
وأوضح المسؤول أنه ومنذ بداية الحرب طرحت الولايات المتحدة أسئلة على إسرائيل بشأن أهدافها وكيفية تحقيقها، وحثت تل أبيب على تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، مؤكدا في السياق أن "دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يزال قويا".
من جهته صرح مسؤول إسرائيلي للصحيفة بأن مسؤولي البنتاغون سألوا القوات الإسرائيلية على وجه التحديد عن القصف الإسرائيلي لمخيم اللاجئين في جباليا في شمال غزة يوم الثلاثاء.
وزعم المسؤول الإسرائيلي أن "تل أبيب تبذل الكثير من الجهد لضمان عدم إصابة المدنيين بالأذى".
إقرأ المزيدهذا، وقال عضو ديمقراطي في مجلس النواب مطلع على المحادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل للصحيفة، إن "الإدارة الأمريكية تضغط بشدة على الإسرائيليين للتخفيف خاصة بعد قصف مخيم اللاجئين".
وأضاف عضو مجلس النواب أن الديمقراطيين يناقشون مبدئيا إجراءات معاقبة إسرائيل إذا لم تغير مسارها، مثل "التطبيق الفعلي للتدقيق القائم في حقوق الإنسان".
وصرح المشرع بأن هناك آليات قائمة لتحقيق ما نحتاج إلى تحقيقه، مثل "قانون ليهي" الذي يحظر مساعدة الدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي السياق، شدد المتحدث باسم البنتاغون العميد باتريك رايدر للصحفيين، على "أن واشنطن عندما تقدم المساعدة العسكرية للشركاء بما في ذلك إسرائيل توضح أن هذا الدعم يجب أن يستخدم بما يتفق مع القانون الدولي، ليشمل قانون الحرب، والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين".
إقرأ المزيدوأشارت الصحيفة إلى أن أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع ذهب خطوة أبعد من ذلك، حيث قال في محادثات خاصة مع تل أبيب إن المسؤولين في البنتاغون طلبوا من الجيش الإسرائيلي "التفكير في عملياتهم" ومراعاة حياة المدنيين الأبرياء.
وذكرت "بوليتيكو" أن التدقيق في العمليات الإسرائيلية وراء الكواليس يأتي في الوقت الذي يكثف فيه مسؤولو إدارة بايدن الضغط في الأماكن العامة.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصحفيين في إسرائيل يوم الجمعة إنه خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حث إسرائيل على مواصلة وقف القتال وقدم نصائح بشأن الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وهو ما رد عليه نتنياهو في تصريحات علنية حيث أكد أنه لن يوافق على فترات توقف إنسانية وأن حملة إسرائيل ستستمر "بكامل قوتها" حتى تطلق حماس سراح جميع الرهائن والأسرى.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لم تأخذ بنصيحة واشنطن إلا "جزئيا" بشأن العملية البرية، مشيرة إلى أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عملية أكثر دقة بدلا من عملية برية واسعة النطاق.
إقرأ المزيدوأفادت "بوليتيكو" بأن الرسالة القادمة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بدت بالفعل أكثر انتقادا لإسرائيل، حيث صرح كريس ميرفي السناتور الأمريكي كريس ميرفي، كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الخميس، بأن عدد القتلى المدنيين في غزة "غير مقبول ولا يمكن تحمله".
وقال ميرفي في بيان "أحث إسرائيل على إعادة النظر فورا في استراتيجيتها فلقد حان الوقت لأصدقائنا في إسرائيل أن يدركوا أن النهج العملياتي الحالي يتسبب في مستوى غير مقبول من الضرر المدني ولا يبدو من المرجح أن يحقق هدف إنهاء تهديد حماس بشكل دائم".
وأضاف السيناتور الديمقراطي "كما تعلمنا من حملات مكافحة الإرهاب الأمريكية، فإن الأعداد الكبيرة بشكل غير متناسب من الضحايا المدنيين تأتي بتكلفة أخلاقية، ولكنها أيضا تكلفة استراتيجية، حيث تتغذى الجماعات على المظالم الناجمة عن الأضرار المدنية'.
كما أكدت الصحيفة أن كريس ميرفي و13 من زملائه، بقيادة السيناتور تيم كين (فرجينيا)، أصدروا بيانا مشتركا لدعم التوقفات الإنسانية في الحرب.
جدير بالذكر أن قصفا إسرائيليا عنيفا جدا استهدف منطقة سكنية مكتظة بالنازحين والمدنيين في وسط مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، مخلفا مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل وجريح وفق وزارة الصحة.
المصدر: "بوليتيكو"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية البنتاغون البيت الأبيض الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس حقوق الانسان صواريخ طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام واشنطن وفيات إقرأ المزید مخیم جبالیا إسرائیل على تل أبیب
إقرأ أيضاً:
اطمئنان لبناني لإلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب
يقف لبنان على مشارف عودة الاستقرار إلى جنوبه بانسحاب إسرائيل من البلدات التي تحتلها فور انتهاء مهلة التمديد الأول للهدنة في 18 شباط الحالي. ويراهن لبنان في هذا المجال على التزام نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، بتعهدها أمام الرؤساء الثلاثة بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده، رغم أن هناك من يخشى أنها يمكن أن تسعى من جديد إلى توفير غطاء سياسي لإسرائيل بطلبها تمديد الهدنة مرة ثانية.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر وزارية أن نسبة التفاؤل لدى الرؤساء الثلاثة تتراوح بين التحفظ وبين الركون إلى التعهد الذي قطعته أورتاغوس أمامهم بأن لا تمديد للانسحاب الإسرائيلي. ويبدو أن سلام هو الأكثر تفاؤلاً، بحسب ما نقل عنه الذين التقوه في اليومين الأخيرين، إذ عد أن النبرة العالية التي استخدمتها المبعوثة الأميركية خلال تصريحاتها في لبنان لن تبدّل من إلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب فور انتهاء التمديد الأول للهدنة.
وقالت المصادر الوزارية إنه لا مبرر لعودة أورتاغوس إلى بيروت ما لم يكن في جعبتها تأكيد بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده. وأكدت أن عدم الانسحاب يعني، من وجهة نظر بيروت، وجود صعوبة بالانتقال بالبلد إلى مرحلة سياسية جديدة، وهو أمر يطرح سؤالاً عن مصير الضمانات التي تقدمها الإدارة الأميركية.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه لا مجال أمام واشنطن للتذرع، بالإنابة عن إسرائيل، بأن تباطؤ انتشار الجيش اللبناني يؤخر انسحابها. وقالت إن الجيش أكمل جهوزيته، باعتراف رئيس لجنة الرقابة الدولية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، مضيفة أن ثمة مخاوف، في حال استمر الاحتلال، من دخول أطراف على الخط لمقاومة الاحتلال ما يؤدي إلى عودة الوضع في الجنوب إلى المربع الأول.
وأكدت أن استقرار الوضع يبدأ من البوابة الجنوبية على قاعدة التزام لبنان بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وأولها حصر السلاح بالشرعية اللبنانية، ولا مكان لأي سلاح آخر، خصوصاً أن الدخول في مرحلة جديدة يعني حكماً أن الطريق معبدة أمام إعادة الاعتبار لاستكمال تطبيق «اتفاق الطائف»، وتنقيته من الشوائب الناجمة عن سوء تطبيقه. وتابعت أن إحياء «اتفاق الطائف» باستكمال تطبيقه يلغي مفاعيل «اتفاق الدوحة» الذي خص «حزب الله»، ولو بطريقة غير مباشرة، بالثلث الضامن في الحكومة، وهو أمر كان وراء تعطيل الوزارات المتعاقبة منذ التوصل إليه عام 2008.
وتابعت المصادر أن «اتفاق الطائف» يضع الأطراف أمام مسؤولياتها، وتحديداً «حزب الله» الذي لا يترك مناسبة إلا ويؤكد التزامه بهذا الاتفاق، وهذا ما يشكّل له إحراجاً في حال أصر على التمسك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» (في البيان الوزاري). وقالت إن البيان الوزاري للحكومة العتيدة لن يأتي على ذكر الثلاثية أسوة ببيان الحكومة السابقة التي غيّبته بالكامل.
وزادت المصادر أنه لم يعد من خيار أمام «حزب الله» سوى التموضع تحت السقف السياسي لخطاب القسم للرئيس عون ليكون في وسع الحكومة الانتقال بلبنان إلى المرحلة السياسية الجديدة، ووقف انهيار البلد، وهذا أمر يتوقف أيضاً على مدى التزام واشنطن بتعهدها إلزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب.