بعد جدل واسع في البرلمان التونسي.. سعيّد يقترح تعديلا يجعل التطبيع مع إسرائيل خيانة عظمى
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
جدد الرئيس التونسي، قيس سعيد، موقفه من التطبيع مع إسرائيل بعد جدل واسع في بلاده بشأن مشروع "قانون تجريم التطبيع" مع تل أبيب، مقترحا تغيير مادة في الدستور تجعل التطبيع خيانة عظمى.
وقال الرئيس التونسي: "هذا الوقت الذي تهدم فيه البيوت على رؤوس الفلسطينيين، وتنتهك فيه كل شرائع الأرض والسماء، في هذا الوقت الذي لا يقطع فيه البنزين عن المشافي، بل تقطع فيه حتى قطرة الماء، وسويت فيه بالأرض لا مربعات بل مدن بأكملها، وتم تهجير قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين، يتحول الصراع للأسف إلى صراع قانوني".
وشدد سعيد: " نحن اليوم في حرب تحرير لا حرب تجريم، ومن يتعامل مع العدو الصهيوني لا يمكن إلا أن يكون خائنا، وخيانته هذه هي خيانة عظمى".
وأكد سعّيد أن "ما يسمى بالتطبيع مصطلح لا وجود له عندي على الإطلاق لأنه يعكس فكرا مهزوما والفكر المهزوم لا يمكن أن يكون فكر المقاوم والفدائي في ساحات الوغى والقتال".
وأوضح أن "الغاية من هذه الكلمة ليست الدخول في سجال قانوني عقيم، ولا في جدل حول عدد من المصطلحات والمفاهيم القانونية التي لا جدوى منها في هذه اللحظات التاريخية التي يواجه فيها شعبنا العربي في فلسطين أبشع الجرائم، ولكنه يواجهها بعزيمة الفدائي المقاتل، وهي نفس العزيمة التي نتقاسمها معه، لأننا لا نرضى إلا بالنصر أو الاستشهاد".
وأردف: "أجد نفسي مضطرا اليوم، خاصة وأن عديد الأذان التي بها وكر للتذكير بأن الدستور الخامس والعشرين من يوليو لسنة 2022، نص في توطئته على الانتصار للحقوق المشروعة للشعوب التي من حقها وفق الشرعية الدولية أن تقرر مصيرها بنفسها، وأولها حق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة وإقامة دولته عليها بعد تحريرها وعاصمتها القدس الشريف".
وتابع: "الفرق واضح، بينما ورد في الدستور التونسي الذي صحح مسار الثورة وما ورد في دستور 2014، الذي اقتصر على الإشارة إلى مناصرة حركات التحرر العالمية وفي مقدمتها حركة التحرر الفلسطيني.. فلا إشارة على الاطلاق في حق الشعب الفلسطيني في فلسطين السليبة وإقامة دولته عليها وعاصمتها القدس الشريف.. فهل تحتاج الشمس إلى دليل؟.. ربما تعرفون الأسباب التي أدت إلى الصيغة التي تم الاختيار عليها في دستور 2014.. فأحد الصهاينة من الذين كانوا يترددون منذ سنة 2011، على قصر باردو، فضلا عن اللقاءات التي كانت تجمعه بعدد من المؤسسين آنذاك في بعض العواصم في الخارج، وحين طرح علي السؤال حول مقترح القانون الذي تم التداول فيه يوم أمس، جددت الموقف ذاته وهو أن الأمر يتعلق بخيانة عظمى مشيرا إلى إمكانية الاستئناس بالفصل 60 من المجلة الجزائية الذي ينص على أنه يعد خائنا للشعب الفلسطيني مع تعداد صور الخيانة بكل دقة والتنصيص على الجزاء الذي يترتب عن كل واحدة منها، ومع التأكيد على أن هذه الخيانة هي خيانة عظمى".
كما أكد: "لست في حاجة لشهادة أحد وتكفيني شهادة الله وشهادة الشعب والتاريخ، وأؤكد مجددا اليوم على أن الأمر يجب أن يكون متعلقا بالخيانة العظمى للشعب الفلسطيني.. ليست لدينا صواريخ عابرة للقارات ولكن لدينا مواقف عابرة للقارات ولا نقبل المساومة ولا المزايدة ولا الضغط ولا الابتزاز من أي جهة كانت، لا في الداخل ولا في الخارج.
واختتم الرئيس التونسي: "لمجلس نواب الشعب وظائفه طبق أحكام الدستور ولرئيس الجمهورية وظائفه طبق مقتضيات الدستور والسيادة في كل الحالات للشعب التونسي الذي يريد تحرير كامل الوطن المحتل.. حرب التحرير نخوضها مع كل أحرار العالم، والتحرر لا يؤخذ بالنصوص وبالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".
وتأتي تصريحات الرئيس التونسي وسط جلسات البرلمان المثيرة للجدل بمناقشة قانون حظر وتجريم التطبيع، ومحاولات كتل نيابية تأجيل القانون، وعدم التصويت عليه إلى حين استشارة الرئاسة والخارجية ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى، حيث أعلن رئيس مجلس النواب التونسي إبراهيم بودربالة رغبته في عدم تمرير مشروع قانون تجريم التطبيع، ومعارضته التصويت على هذا القانون، لكونه يمثل" خطرا على مصالح البلاد ويضرّ بالمصالح الخارجيّة للبلاد ".
ومع دخول الحرب يومها الـ28 منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، لا يزال الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه لقطاع غزة، بينما تواصل الفصائل الفلسطينية استهداف تحشيدات القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع. فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 9227 فلسطينيا وإصابة 23516 آخرين.
إقرأ المزيدالمصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اطفال الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية طوفان الأقصى قطاع غزة قيس سعيد نساء هجمات إسرائيلية الرئیس التونسی خیانة عظمى
إقرأ أيضاً:
شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
شهر واحد فقط مرّ بالكاد على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن دونه زلازل وتقلبات أصابت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مقتل.
تشهد العلاقات بين ضفتي الأطلسي حالة من التقلبات وقد مرّ شهر بالكاد على تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. حيث ألقت هذه العودة أحجارا لا حجر واحدا في مياه العلاقات الدولية، فما هي تلك الأحجار؟
الرسوم الجمركيةوكانت التجارة هي نقطة الخلاف الأولى. فقد فرض الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم.
بعدها، أعلن الملياردير عن رسوم جمركية متبادلة، انطلاقا من مبدأ يعتنقه ألا وهو العين بالعين والسنّ بالسنّ مما رفع الحرب التجارية إلى مستوى أعلى.
وأعلن الرئيس الأمريكي:"فيما يخص التجارة، قررت، حرصًا على العدالة، فرض رسوم جمركية متبادلة، بمعنى أن جميع الدول التي تفرض رسومًا جمركية على الولايات المتحدة... سنفرض عليها رسومًا جمركية".
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تبحث القارة العجوز عن ردّ.
إذ توعدّت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن "الرسوم الجمركية غير المبررة المفروضة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد".
وأكدت أورسولا فون دير لاين في مؤتمر ميونيخ للأمن قائلة: "نحن أحد أكبر الأسواق في العالم. سوف نستخدم أدواتنا لحماية أمننا ومصالحنا الاقتصادية، وسوف نحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا في جميع الأوقات".
Relatedمن الولايات المتحدة إلى ألمانيا.. كيف أصبح ماسك لاعبًا سياسيًا مؤثرًا؟فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد"ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات إيلون ماسك يهاجم ستارمر وشولتس.. هل تعكس تصريحاته استراتيجية أمريكية جديدة تجاه أوروبا؟ فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصينالحرب في أوكرانياعلى هامش محادثات السلام في أوكرانيا، بدأ وفد أمريكي مفاوضات ثنائية مع موسكو في السعودية يوم الثلاثاء الماضي، مما فتح الباب أمام تقديم العديد من التنازلات لفلاديمير بوتين
وقال دونالد ترامب:"لا أرى كيف يمكن لدولة في موقف روسيا أن تسمح لهم (أوكرانيا) بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" .
وأضاف:"أعتقد أن هذا هو سبب اندلاع الحرب" ، مرددًا خطاب موسكو.
في الجانب المقابل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى رصّ الصفوف وتوحيد المواقف للحديث بصوت واحد.
فقد أكد أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، في مؤتمر ميونيخ للأمن،"سنواصل دعم أوكرانيا في المفاوضات، من خلال تقديم ضمانات أمنية، وفي إعادة الإعمار وباعتبارها عضوا مستقبليا في الاتحاد الأوروبي" .
وقد ذهب دونالد ترامب إلى أبعد من ذلك في الأيام الأخيرة ، حيث شكك في شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واتهمه بأنه "ديكتاتور"، مما أثار سيلا من الانتقادات من قبل الأوروبيين.
إذ ردت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك على قناة ZDF التلفزيونية العمومية بالقول: "إنه أمر سخيف تمامًا. لو لم تكن متسرّعا في التغريد (على منصة إكس تويتر سابق، لكنت رأيت العالم الحقيقي وكنت عرفت من في أوروبا يعيش للأسف في ظل ظروف ديكتاتورية: إنهما شعبا روسيا وبيلاروسيا"،
وأضافت بايربوك:"الشعب الأوكراني مع إدارته يناضل كل يوم من أجل الديمقراطية في أوكرانيا".
في الفترة التي تسبق الانتخابات المبكرة في ألمانيا يوم الأحد، انتقد نائب الرئيس الأمريكي ما يُقال عن تراجع حرية التعبير في أوروبا.
قالجي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي: "إن أكثر ما يقلقني أن التهديد الذي يواجه أوروبا ليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي آخر. بل ما يقلقني هو التهديد من الداخل- تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، وهي قيم مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأثارت تلك التصريحات حفيظة برلين، إذ ندد المستشار الألماني أولاف شولتز بالتدخل الأجنبي قائلا: "لن نقبل أن يتدخل أشخاص ينظرون إلى ألمانيا من الخارج، في ديمقراطيتنا وانتخاباتنا ولا في المسار الديمقراطي لتشكيل الرأي.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها "الترامبيون" ذلك. ففي 9 يناير، أي قبل عشرة أيام من تنصيب دونالد ترامب، كان الملياردير الأمريكي والصديق المقرب من الرئيس المنتخب إيلون ماسك قد حدد النغمة بالفعل من خلال الدردشة المباشرة على شبكته الاجتماعية X مع أليس فايدل، مرشحة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وبهذا يبدو أن صفحة جديدة قد طُويت. فوفقًا لدراسة أجريت مؤخرًا، يعتبر الأوروبيون الآن الولايات المتحدة "شريكًا ضروريًا" وليس "حليفًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية الكشف عن ورشة سرّية لتزوير الأعمال الفنية في إيطاليا ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" الغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةأمن