أحمد شعبان (القاهرة)

أخبار ذات صلة 20 قتيلاً بانفجار عبوة ناسفة في نيجيريا خطر «داعش» يهدد الهدوء الهش في أفغانستان

تشهد منطقة الساحل الأفريقي المزيد من الأزمات السياسية والتوترات الأمنية، وانتشار تنظيمات مسلحة عابرة للحدود نتيجة لتداعيات المناخ، ويحذر الخبراء من مغبة تردي الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل ودول أخرى بسبب الإرهاب.


وبحسب مؤشر أنشطة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، أشار تقرير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى أن منطقة الساحل الأفريقي احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات وما أسفرت عنها من ضحايا خلال سبتمبر الماضي؛ حيث شهدت المنطقة 13 عملية إرهابية، في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أدت إلى مقتل 204 أشخاص، وإصابة 32 آخرين. 
ويقول الباحث في الشأن الأفريقي الدكتور رمضان قرني إن تحليل الواقع الأمني والسياسي والاستراتيجي في الساحل الأفريقي يشير إلى أن هذه المنطقة رخوة وتمثل خطورة شديدة، تستغلها المنظمات الإرهابية بدرجة كبيرة.
وأوضح قرني في تصريح لـ«الاتحاد» أن مثلث الحدود بين «مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر»، أحد المؤشرات القوية حول هذه الخطورة التي يمثلها «داعش» في أفريقيا، مشيراً إلى أن بوركينا فاسو فقدت سيطرتها على 40% من مساحتها، فيما تعاني النيجر أيضاً من بسط سيطرتها على مساحات شاسعة من البلاد.
ومن جانبه، أشار الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إلى أن الانقلابات العسكرية التي حدثت في غرب ووسط أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، خاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أثرت بصورة كبيرة على مواجهة الإرهاب. 
وقال أديب في تصريح لـ«الاتحاد» إن الحكومات العسكرية التي تولت السلطة في دول الساحل باتت غير قادرة على مواجهة التنظيمات التي تنشط بصورة كبيرة، وبالتالي من الطبيعي نشاط تلك التنظيمات بصورة كبيرة مهددة أمن أفريقيا، خاصة منطقة الساحل والصحراء.
وحذر أديب من أن التنظيمات الإرهابية تتحرك بأريحية شديدة بين الحدود الأفريقية، ما يعطيها قوة كبيرة فيما بينها، بالإضافة إلى قيام الحكومات الجديدة بتقليص الدور الدولي في مواجهة التنظيمات المسلحة بعد الانقلابات.
بدوره، أشار نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير صلاح حليمة إلى تزايد الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل بشكل كبير لبعض التنظيمات الإرهابية مثل «بوكو حرام» وغيرها من الجماعات التي ترتبط بـ«القاعدة» و«داعش».
وأوضح حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» أن العمليات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي تسببت في عدم الاستقرار، وتوقف عملية التنمية، محذراً من أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها دول الساحل الأفريقي تعد تربة خصبة لتمدد التنظيمات الإرهابية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية الجماعات الإرهابية الهجمات الإرهابية مكافحة الإرهاب منطقة الساحل الأفريقي التنظیمات الإرهابیة الساحل الأفریقی منطقة الساحل إلى أن

إقرأ أيضاً:

20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تزايد أعداد النازحين في بلدان القرن الإفريقي بشكل غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، في وقت تشتد فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعرف منطقة القرن الأفريقي التي تضم 8 دول، اضطرابات وأزمات متعددة تغذيها عوامل داخلية وخارجية وتقاطع المصالح بين القوى الدولية وتداخل الأجندات الإقليمية، وذلك نظرا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية.

وعانت منطقة القرن الأفريقي لعقود من حروب أهلية وصراعات داخلية وإقليمية، ما جعلها من بين المناطق الأقل استقرارا في العالم.

وتدقع الأزمات والصراعات بالقرن الأفريقي ملايين الأشخاص إلى النزوح بشكل مستمر، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء.


20 مليون نازح معرضون للجوع
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر قبل يومين، إن عدد النازحين في منطقة القرن الإفريقي بلغ 20.75 مليون شخص في نهاية عام 2024، وهو ما قالت إنه يمثل ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بعدد النازحين إلى غاية اكتوبر الماضي.

وأشارت المنظمة إلى أن أزيد من 68800 أسرة اضطرت للنزوح، بسبب الأزمة السودانية خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2024، وأن 15129 نازحا تعرضوا للنزوح مجددا.

وأضح التقرير أن الصومال تضم 3.5 مليون نازح، وإثيوبيا 3,2 مليون نازح، وجنوب السودان مليوني نازح.
وديسمبر الماضي قال السفير السوداني لدى تونس أحمد عبد الواحد أحمد، إن هناك نحو 13 مليون سوداني نزحوا داخليا وخارجيا نتيجة ما وصفها بـ"اعتداءات" قوات الدعم السريع في البلاد.

وأوضح الدبلوماسي السوداني -في مؤتمر صحفي - أن "هناك 10 ملايين نزحوا داخل السودان من الأقاليم ونحو 2.5 مليون أو 3 ملايين نزحوا إلى الخارج.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت إحصائيات أخرى عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية ومجاعة.

وترجع المنظمة الدولية للهجرة التزايد في أعداد النازحين في القرن الإفريقي إلى استمرار الاقتتال الدائر في السودان، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إن حوالي 67.4 مليون شخص معرضين لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة بينهم 38 مليون شخص ينحدرون من الدول الأعضاء في "إيغاد" وهي جيبوتي، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.

وتؤكد المنظمة أن النزاعات والأوبئة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب ما زالت تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي.


عوامل الأزمة
ويرى الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، محفوظ ولد السالك، أن ثلاث عوامل رئيسية وراء موجة النزوح الحالية بشرق أفريقيا.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن العامل الأول هو "عدم الاستقرار الأمني بسبب الهجمات المسلحة، وهذا يخص الصومال بالدرجة الأولى، حيث تعاني من هجمات جماعة الشباب المسلحة منذ أزيد من عقد ونصف، وفي الفترة الأخيرة أضحى في البلاد نشاط لتنظيم "داعش"، وهذا النشاط المسلح يعد سببا رئيسيا في موجات النزوح في البلاد".

وأوضح أن العامل الثاني يجمع بين عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني "وهو ما تعاني منه السودان التي تشهد منذ ابريل 2023 حربا ضارية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وهو ما سبب بالإضافة للخسائر الكبيرة في الأرواح، موجة نزوح كبيرة فاقت 10 ملايين نازح داخلي".

أما العامل الثالث – يضيف ولد السالك – فهو التغير المناخي "سواء فيما يتعلق بموجات الجفاف التي ضربت كامل منطقة القرن الإفريقي خلال السنوات المتتالية الأخيرة، أو الفيضانات التي تأثر بها أزيد من مليون و400 ألف شخص في جنوب السودان خلال العام 2024، وتسبب في نزوح كبير في البلاد".

تداعيات متوقعة
ويؤكد الباحث المختص في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، أن موجة النزوح هذه ستكون لها تداعيات كبيرة ومباشرة على بلدان الشرق الأفريقي.

وأضاف: "ستكون هناك تداعيات كبيرة فأكثر من 20 مليون نازح يعانون أوضاعا صعبة اقتصاديا، واجتماعيا، وصحيا، وتعليميا، وهذا يفاقم أزمات الدول".

ولفت إلى تحديات تأمين مناطق النزوح الجديدة، والتي في الغالب هي عبارة عن مناطق نائية وقاحلة، وتفتقر للخدمات الإنسانية.

ونبه إلى أنه "لا يوجد حضور أمني في مناطق النزوح، وغالبا ما تتركها السلطات دون تأمين وهذا يجعلها محل استهداف من طرف الجماعات المسلحة، من خلال عمليات الاختطاف مقابل الفديات المالية، أو بالقتل، وهو ما يخلق أزمات جديدة في هذه الدول".


الوجود العسكري الأجنبي
ولفت ولد السالك إلى أن الوجود العسكري الأجنبي "لا يثير إشكالات سياسية وشعبية في منطقة القرن الإفريقي، عكس منطقة الساحل الافريقي".

وقال إنه توجد في الصومال قوات عسكرية أمريكية "مرحب بها شعبيا ورسميا، تماما كما وجود قوات عسكرية إفريقية، والأمر يعتبر داخلا في إطار التصدي لنشاط جماعة الشباب".

وأضاف أنه في جيبوتي أيضا "تستغل موقعها الاستراتيجي باعتبارها تطل على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، الذي يشكل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، من أجل كسب استفادة اقتصادية أكبر، وذلك من خلال استضافة 6 قواعد عسكرية أجنبية لكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، والولايات المتحدة واليابان والصين".

وأكد أن حساسية الوجود العسكري الأجنبي لا تثار بشكل كبير في منطقة القرن الإفريقي.

ماهي منطقة القرن الأفريقي؟
هي الجزء الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن، وتشمل بمفهومها الواسع  8 دول في شرق أفريقيا، هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

وتعد بلدان القرن الأفريقي من أكثر المناطق نزاعا على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية، فموقع القرن الأفريقي يعتبر استراتيجيا وبالغ الأهمية بالنسبة للقوى الدولية، حيث تعج بلدان المنطقة بالموانئ وتعبر من خلالها حاملات النفط والغاز والسفن المحملة بالبضائع والأسلحة.

وتسعى العديد من بلدان العالم لتعزيز حضورها في هذه المنطقة، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك قواعد عسكرية هناك، وكذلك الصين والهند وتركيا التي افتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في مقديشو.

مقالات مشابهة

  • "مدبولي" يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين
  • مدبولي يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين
  • وسط مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية.. واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا
  • رئيس الوزراء يضع شرطًا جديدًا للاستثمار بالساحل الشمالي
  • رئيس الوزراء يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين السياحيين
  • رئيس الوزراء يوجه بضرورة تنفيذ جزء فندقي في كل مشروع سياحي بالساحل الشمالي
  • مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية.. واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا
  • واشنطن تخطط لسحب قواتها من سوريا وسط مخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية
  • 20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول
  • خبراء المركز المصري يحذرون من التحولات السياسية في الشرق الأوسط وعودة صعود التنظيمات الإرهابية