البرهان والجيش – كل الممكن.. وبعض المستحيل – عمار العركي
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
لم يشهد تاريخ المنطقة أن يتم إختراق ومصادرة إرادة وقرارات دولة كالدولة السُودانية.
اربعة سنوات من التغيير الذى طال كل شيء ، حتى الثوابت الوطنية والقيم الأخلاقية والمبادئ الدينية ،التى ظلت راسخة وضاربة فى الجذور تأثرت وتضعضت ، حتى يسهل اجراء عملية إحلال الوصاية والسيطرة الأجنبية مكان السيادة والارادة الوطنية.
اربعة سنوات ، أجهزت المخابرات الاقليمية و الدولية على كل مؤسسات الدولة السودانية وعلى كل ما هو “وطني سوداني” وأحلته الى ” عميل أجنبى” إلا من رحم ربى و قوات الشعب المسلحة دون الأجهزة النظامية الأخرى والتي لم تنجو من عبث العابثين وتأمر المتأمرين
اصبح (الجيش وقائده) يقاتلوا في كل الجبهات الداخلية والإقليمية والدولية من اجل مقاومة مخطط تفكيك المؤسسة العسكرية بسيناريو الهيكلة والدمج ، تزامناً مع واجبه الدفاعي ، في ذات الوقت قيامه بواجبات المؤسسات السيادية والخدمية التي اما أخترقت ، إما حُلت ً أو شُلت حركتها وفاعليتها.
اربعة سنوات ظل الجيش وقيادته يقومون مقام المؤسسات الأخرى، بتسيير إلتزامات الخدمية منها، أعباء وواجبات السيادية منها، في ذات الوقت القيام بواجب الدفاع عن النفس بمجابهة معركة التفكيك والتي من أجلها اتحدت كل الجبهات المعادية و المخابرات المضادة والدول الداعية لتدمير وتقسيم السودان في كيان واحد تحت غطاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، وإتخذت من الخرطوم جوار قيادة الجيش مقراً لها بدعوة قميئة من رئيس حكومة الثورة والتغيير والانتقال عبد الله حمدوك ، عراب ومؤسس مشروع (تمكين الأجنبي والتغول لتحقيق التحول).
اربعة سنوات، البرهان ومن خلفه قوات الشعب المسلحة أفشلوا- ولا زالوا – كل المخططات و السيناريوهات بدءاٌ من مخطط الثورة المزعومة وسيناريو خنجر الإعتصام في خاصرة القيادة ، ثم مخطط الوثيقة الدستورية وسيناريو ارتهان السيادة ، مخطط الإتفاق الإطاري وسيناريو استقطاب اكبر فصيل و وحدة استراتيجية تابعة للجيش ( قوات الدعم السريع ) ، وصولاً لمخطط الحرب الحالية وسيناريو جدة .
كلمة حق يجب أن تقال في حق البرهان والجيش لكل من يتتبع تسيير دولاب الدولة وإدارة الأزمة داخلياً وخارجياً ، والإستراتيجية العسكرية المتبعة في إدارة حرب فريدة من نوعها وغير مسبوقة في تاريخ الحروب ، فنجد أن قوات الشعب المسلحة وقائدها العام ( فعلت كل الممكن وبعض المستحيل ) ، وعبرت بالبلاد من كل المزالق وأفشلت كل السيناريوهات التي أعيد انتاجها خصيصاً لتدمير السُودان.
اللوم والنقد الموجه “للبرهان” غير منصف وغير موضوعي ، كونه لم يستدعي آداء الرجل حين مزالق ومنعطفات السنوات الأربعة وكيفية قيادته للسفينة وبمحرك واحد في ظل كل تلك العواصف والتيارات العالية حتى وصل بها إلى بر الأمان ، ولحظة وصول اليابسة يُفاجأ البرهان بغدر وخيانة وتمرد ومحاولة قتله غيلة ، فكان لزاماً عليه وقبل أن يلتقط أنفاسه من رهق وارهاق وإفشال المخططات السابقة ، أن يستعد لمواجهة ومجابهة سناريو غادر ومفاجيء ، المنطق والتوقعات والمقارنات كانت تذهب ناحية تحققه ونجاحه وإستحالة إفشاله ، ولكن القوات المسلحة وقائدها كان لهم رأي آخر في تحقيق المستحيل بإفشاله.
خلاصة القول ومنتهاه:
الوضع فى الميدان يشير الى نهاية المعركة العسكرية رغم تأمر بعض الجوار والإمداد ، والوضع فى جدة يشير الي نهاية المعركة العسكرية رغم تلاحم دول الأطماع والعملاء والإتحاد الإفريقى والإيقاد .
بكل السلبيات والنواقص الموجهة – وإن وُجدت – فقوات الشعب المسلحة (الجيش) بكل المقاييس والمعايير الواقعية والمنطقية أصبحت خط الدفاع الأخير والمؤسسة السُودانية الوحيدة التى تقاوم وتواجه التدخل الأجنبى والغزو الرامى لتدمير وتقسيم السُودان ،. وبالتالى أصبحت آخر عقبة وحائل أمام تنفيذ وتحقيق العدو لهدفه ومبتغاه .
العدو وصل لقناعة تامة بأن سبب هزائمه وفشله رغم الفارق والإمكانات ، (هو تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الشعب وتلاحمه مع قواته ) فها هو يعمل على ازالة هذا المانع وزعزعة الثقة بين الجيش والشعب ، وزرع الفتنة داخل الحيش بكل الوسائل وما أوتي من قوة ، فعلى الشعب أن يعي ويوعى، وآلا يكون الثغرة التى يحدثها العدو فى جدار حصين لمعركة كرامة ووجود .
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: البرهان الممكن كل والجيش قوات الشعب المسلحة
إقرأ أيضاً:
المعارك تقترب من القصر الرئاسي بالخرطوم والجيش يسيطر على مدينة بكردفان
قال مصدر عسكري ميداني في الجيش السوداني اليوم الخميس للجزيرة إن قوات من الجيش والقوات المساندة له أطبقت حصارها على القصر الرئاسي بشارع النيل وسط الخرطوم، في حين أفادت مصادر بدخول قوات الجيش مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وبحسب المصدر العسكري السوداني، فإن المعارك تدور ضد قوات الدعم السريع على مقربة من "العمارة الكويتية" غربي القصر الرئاسي بالعاصمة.
وأوضح المصدر أن قوة أخرى من الجيش تحركت من ناحية الجنوب والجنوب الشرقي لإطباق الحصار على القصر، الذي يوجد به مكتب رئيس وأعضاء مجلس السيادة السوداني.
وترافق ذلك مع معارك في غرب أم درمان، إذ شن الجيش والقوات المساندة له هجوما على من سماها مليشيا الدعم السريع غربي المدينة صباح اليوم الخميس.
مناطق السيطرة في الخرطوم (الجزيرة)كما أوضحت المصادر أن الجيش "أحرز تقدما غربي أم درمان وكبّد قوات الدعم السريع خسائر في العتاد والأرواح، في حين أصيب عدد من منسوبي الجيش وتم نقلهم إلى مستشفى وادي سيدنا لتلقي الرعاية الطبية".
وأمس الأربعاء، قال مصدر عسكري إن الجيش والقوات المساندة له سيطرت بشكل كامل على مدينة الخرطوم بحري بما في ذلك جيوب بالجزء الجنوبي الغربي من المدينة كانت خارج السيطرة، في حين أعلنت قوات الدعم السريع مقتل قائد كبير في صفوفها أمس الأول.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من فك الحصار عن القيادة العامة وسط الخرطوم، وسلاح الإشارة، ومقر تابع لجهاز المخابرات يقع بالقرب منه في الخرطوم بحري، ليبدأ الجيش في تنفيذ المرحلة الثالثة من العملية العسكرية التي أطلقها يوم 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
إعلان معارك كردفانواليوم الخميس، أفادت مصادر عسكرية بدخول قوات الجيش السوداني إلى مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد معارك مع الدعم السريع.
وأكدت المصادر أن الجيش تمكن من تأمين المدينة وفرض سيطرته على المواقع الإستراتيجية فيها، مع التأكيد على استمرار العمليات العسكرية في المنطقة لتأمين الطرق والمرافق الحيوية.
وتعد أم روابة من المدن الإستراتيجية وسط السودان، ومثلت مركزا إداريا وتجاريا مهما، فهي تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالعاصمة وميناء بورتسودان، إلى جانب أنها تعد سوقا ضخما للمحاصيل التي تصدّر إلى الخارج.
واندلعت المعارك في السودان في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.