مع استمرار المجازر التي يقترفها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، والضغوط التي يمارسها الرأي العام العربي والعالمي، يرجح محللون وخبراء أن يتغير الموقف الأميركي باتجاه الضغط على إسرائيل لحملها على وقف عدوانها، لكنهم أكدوا أن ذلك يرتبط بحسابات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يسعى للانتقام من أهل غزة بكل الطرق.

وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خليل العناني، إلى إمكانية حدوث تحول في الموقف الأميركي بسبب الانعكاسات الداخلية على خلفية تكلفة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق المدنيين في قطاع غزة، ووجود انقسامات داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، وهو ما قد يؤثر على حظوظ الرئيس الحالي جو بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4سياسيون أميركيون يطالبون بوقف الحرب على غزة ومظاهرات منددةlist 2 of 4مظاهرات جديدة تواصل التنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزةlist 3 of 4مظاهرات بمدن أوروبية تضامنا مع غزة وحشود أمام داونينغ ستريتlist 4 of 4مظاهرات بمدن عربية وعالمية تندد بالحرب الإسرائيلية على غزةend of list

ورجح العناني -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية "غزة.. ماذا بعد؟" التي تبث يوميا على قناة الجزيرة- أن تكون زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل مرتبطة بمنح هذا الحليف وهو ما اعتبرها فرصة أخيرة لإمكانية الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها خاصة في ظل عجز جيش الاحتلال على تحقيق إنجاز على الأرض.

ومن وجهة نظر نفس المتحدث، فإن ضغط الشارع العربي قد يؤثر على موقف حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى مصر والأردن اللتين ترتبطان بعلاقات مع إسرائيل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ضغط ما باتجاه وقف المجازر التي ترتكب بحق أهل غزة.

غير أن العناني أشار إلى الإستراتيجية الأميركية التي تقضي بتقديم كافة أنواع الدعم لإسرائيل وعدم الحديث عن وقف إطلاق النار بغزة، ورغبتها في عدم اتساع نطاق الحرب في الإقليم، يضاف إليها الوحشية التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين بهدف الانتقام ومحاولة تحقيق مخططه بتهجيرهم خارج وطنهم.

ومن جهته، تحدث مسؤول الفريق الطبي النرويجي لقطاع غزة، الدكتور مادس غلبرت عن وجود ضغط دولي كبير يمارس على الإدارة الأميركية لتغيير موقفها، منوّها إلى أن الأميركيين الذين يتواصل معهم عبّروا له عن استيائهم الكبير من عواقب الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل. وتوقع أن تنظم لاحقا مظاهرات كبيرة في واشطن للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق المدنيين في غزة.

واعتبر غلبرت أن هجمات الاحتلال على سيارات الإسعاف والمستشفيات في غزة ستزيد الضغوط على واشنطن من قبل الرأي العام.

تصدع إسرائيلي

ومن وجهة نظر الخبير بالشؤن الإسرائيلية، مهند مصطفى، فإنه بدون ضغط عملي واضح ستستمر إسرائيل في عدوانها الوحشي على غزة في محاولة منها لاستعادة هيبتها التي فقدتها بسبب معركة طوفان الأقصى.

ورجح إمكانية أن يتغير الموقف الإسرائيلي في حال تزايدت الضغوط الداخلية بسبب الخسائر الكبيرة التي يتلقاها جيشهم على يد المقاومة الفلسطينية في غزة، وبسبب عدم ثقة الإسرائيليين بحكومة نتنياهو وشكوكهم في إمكانية تحقيق أهدافها من الحرب التي شنتها على قطاع غزة.

وأشار إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يدعم حتى اللحظة الحرب على غزة، لكنه قد يتصدع كلما زادت الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ومن جهة أخرى، اتهم مسؤول الفريق الطبي النرويجي الاحتلال الإسرائيلي باستهداف سيارات الإسعاف بشكل متكرر، مؤكدا أن ذلك حدث عام 2009 ويتكرر الآن في الحرب التي يشنها على القطاع.

وكشف أن ما حدث اليوم هو أن قافلة من سيارات الإسعاف غادرت باتجاه معبر رفح وكانت تحمل الإشارات الدولية، الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وعند مغادرتها أطلق الاحتلال صواريخه عليها، مما أدى إلى إصابة أحد السائقين بجروح بليغة، وعندما عادت هذه السيارات لمستشفى الشفاء وعند باب المستشفى استهدفت مرة أخرى، مما نتج عنه شهداء وجرحى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تبدي موقفها من وقف إطلاق النار مع حزب الله: هناك طريقة واضحة

أعلنت إسرائيل، الاثنين، رفض مقترح لوقف إطلاق النار مع حزب الله، كان قد عرضه الوسطاء خلال الفترة السابقة.

وقال مراسل "الحرة" في تل أبيب، إن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أجرى خلال الأيام الماضية، وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، محادثات مع عدد من وزراء الخارجية، بمن فيهم أولئك المشاركون في خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأكد كاتس أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلية. وقالت إن وزير الخارجية الإسرائيلي نقل هذه الرسالة إلى أكثر من 25 وزير خارجية، من بينهم وزراء خارجية ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، وكندا. وأوضح قائلا: "الطريقة الوحيدة التي تقبل بها إسرائيل وقف إطلاق النار هي إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه". وأضاف كاتس للوزراء: "فقط التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان سيؤدي إلى وقف إطلاق النار. ما لم يحدث ذلك، ستواصل إسرائيل عملياتها لضمان أمن مواطنيها وعودة سكان الشمال إلى منازلهم". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد قال إن اغتيال نصر الله، كان من أكثر العمليات المبررة التي نفذتها إسرائيل على الإطلاق. وأشار إلى أن نصر الله كان يخطط لشن هجمات إضافية ضد إسرائيل. كما نقل كاتس رسالة واضحة فيما يتعلق بإيران، قائلا: "إذا هاجمت إيران إسرائيل، فإن إسرائيل سترد بالهجوم عليها". ومن جانب آخر، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الجمعة الماضي، عن أسفه لعدم وجود أي قوة قادرة على "وقف" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بشأن الحرب في غزة ولبنان. وقال بوريل لمجموعة صغيرة من الصحفيين أثناء حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة "ما نفعله هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على وقف نتانياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية". وأيد بوريل مبادرة فرنسا والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان التي تجاهلتها إسرائيل مع تكثيف ضرباتها في لبنان. وقال بوريل إن نتانياهو كان واضحا في أن الإسرائيليين "لن يتوقفوا حتى يتم تدمير حزب الله"، تماما كما يحدث في الحرب المستمرة منذ قرابة عام في غزة ضد حماس المدعومة من إيران.

وأضاف بوريل متحدثا بالإنكليزية "إذا كان تفسير التدمير هو نفسه ما حدث مع حماس، عندها نحن ذاهبون إلى حرب طويلة". ودعا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، المنتهية ولايته، مرة أخرى إلى تنويع الجهود الدبلوماسية بعيدا عن الولايات المتحدة التي حاولت دون جدوى التوصل إلى هدنة في غزة تتضمن إطلاق سراح الرهائن. وقال: "لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة فقط. الولايات المتحدة حاولت مرات عدة، لكنها لم تنجح". ونقلت إسرائيل ثقلها العسكري في الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان الذي شهد هجمات إسرائيلية يومية على أهداف لحزب الله خصوصا، شملت اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 105 أشخاص وجرح 359 جراء الهجمات الاسرائيلية، الأحد. وبعد عام تقريبا على بدء تبادل القصف عبر الحدود، بدأت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف بمناطق متفرقة في لبنان في 23 أيلول. ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي منذ شنت حماس هجومها غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من تشرين الاول وردت إسرائيل بعملية عسكرية متواصلة على قطاع غزة. وقتل المئات وجرح الآلاف نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في لبنان، والتي تسببت بنزوح وتهجير مئات الآلاف. وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع أنه يواصل غاراته الجوية في لبنان وذلك في إطار عملية أسماها "سهام الشمال". ويعلن حزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، وغالبا ما تعترض المنظومات الدفاعية معظمها. (الحرة)

مقالات مشابهة

  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • إسرائيل تبدي موقفها من وقف إطلاق النار مع حزب الله: هناك طريقة واضحة
  • واشنطن بوست: حذر وخوف في إسرائيل من ضربات يمنية وعراقية
  • واشنطن: الحرب الشاملة ليست سبيل إعادة سكان شمال إسرائيل
  • هل عجّلت الانتخابات الأميركيّة قرار اغتيال نصرالله؟
  • خبير استراتيجي: هدف إسرائيل من الحرب في لبنان صرف الانتباه عن الهزيمة بغزة
  • اللواء إبراهيم عثمان: هدف إسرائيل من حرب لبنان صرف الانتباه عن فشلها بغزة
  • بكري: اغتيال نصر الله ضمن مخطط توسيع الحرب لتغيير خرائط دول المنطقة
  • خسائر بشرية قد تفوق غزة.. وزير الدفاع الأميركي يحذر من حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟