د. أسامة هاشم الحديدي يكتب.. فلسطين أرض عربية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
شغلت القضية الفلسطينية منذ نشأتها عقلَ الأمة بأسرها، وهوى إليها فؤادها ووجدانها، فمهما توالت الأحداث أو تعاقبت الأجيال، ستبقى فلسطين قضيتها المحورية، وشغلها الشاغل عبر التاريخ، ففلسطين أرض عربية، بها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله، أولى القبلتين، وثالت الحرمين الشريفين، زهرة المدائن.
ويشهد التاريخ أن فلسطين أرض عربية خالصة، فقد بناها اليبوسيون (الكنعانيون) فى الألف الرابع قبل الميلاد، أى قبل ظهور اليهودية بسبعة وعشرين قرناً، وسكنوا بها، وبنوا بها أول مدينة فى التاريخ، وهى أريحا، التى بُنيت قبل الميلاد بعشرة آلاف سنة، ثم بنوا الخليل ثانى أقدم مدينة فى التاريخ.
ثم تتعاقب الأجيال، ويمر التاريخ حتى يأتى الوعد المزعوم المشؤوم، ويمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، فى عام 1917م، فأعطى بموجبه حق غير مشروع بإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين العربية، ذلك الوعد الذى تبدأ منه نكبة شعب فلسطين، ثم تكتمل النكبة بهزيمة فى حرب 1948م.
ولا يخفى على أحد، ولا أحد يستطيع أن ينكر كائناً من كان دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، فعقب إعلان قيام دولة الكيان الإسرائيلى فى عام 1948 هب الجيش المصرى ضمن الجيوش العربية للذود عن أهل فلسطين وأرضها، وإرجاع الحق لأهله، وبعد ثورة 1952م كانت القضية الفلسطينية حاضرةً فى العقل والقلب المصرى قيادة وشعباً.
وانطلاقاً من مكانته التاريخية العظيمة، ودوره فى نصرة قضايا الأمة، كان الأزهر الشريف وما زال حاضراً بقوة فى نصرة القضية ومساندة الشعب الفلسطينى والحفاظ على المقدَسات، فسجل علماؤه ومشايخه مواقف جليلة وتاريخية لا تنسى، فكان منها على سبيل المثال لا الحصر: فتوى العالِمَيْن الأزهريَّين الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أمين الحسينى عام 1935م بحرمة بيع الأراضى العربية لليهود، وفى عام 1947م أعلن علماء الأزهر الشريف رفضهم لقرار تقسيم فلسطين، وفى عام 1948م أصدر الشيخ حسنين مخلوف فتوى توجب الدفاع عن فلسطين بالنفس والمال.
ومن الواضح للقاصى والدانى أن القضية الفلسطينية بصورة عامة والقدس بصورة خاصة تستحوذان على اهتمام بالغ من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ففى عام 2011م صدرت وثيقة الأزهر الشريف للتأكيد على عروبة القدس، ثم أطلق الأزهر الشريف برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمره التاريخى فى 2018م لنصرة القدس بمشاركة ممثلين عن 86 دولة، وكانت توصياته ومخرجاته بمثابة إعلان تاريخى تنقش حروفه من نور فى مسيرة الأزهر الشريف لنصرة قضايا الأمة، والتى كان من ضمنها:
- التأكيد على وثيقة الأزهر الشريف عن القدس، والتى شددت على عروبة القدس وكونها حرماً إسلامياً ومسيحياً مقدساً عبر التاريخ.
- التأكيد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتى يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى كافة المنظمات والهيئات الدولية.
- إن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهى ثابتة تاريخياً منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية فى تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم.
- يؤازر المؤتمر صمود الشعب الفلسطينى الباسل ويدعم انتفاضته فى مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
- يدعم المؤتمر مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف يدرس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاء لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخاً لها فى ضمائرهم.
• يحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، ويدعوها إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطينى، وخاصة المرابطين من المقدسيين.
وفى هذه الأحداث الأخيرة يتأكد لنا أن الأزهر الشريف هو قلب الأمة النابض، وضميرها اليقظ، الذى لا يتوانى عن نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، فبادر بإصدار بيانات تندد بجرائم ذلك الكيان المجرم، وتحض على نصرة الشعب الفلسطينى الأبى، الذى حمل على كاهله الدفاع عن أحد مقدسات الأمة، مسرى رسول الله وثالث الحرمين الشريفين.
فاللهم احفظ مصر بلدنا وفلسطين وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.
والحمدلله رب العالمين
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الشعب الفلسطينى فلسطين عربية مدينة الخليل القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الأزهر الشریف فى عام
إقرأ أيضاً:
أحمد كريمة يفجر مفاجأة: السلفيون يكفرون الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن السلفيين يكفرون الأزهر الشريف الذي يُعد القوى الناعمة لمصر، متسائلًا: "ما سبب ترك السلفيين في مصر، في حين أن الدستور المصري ينص على أن الأزهر الشريف هو المسؤول عن الحديث عن الشريعة الإسلامية في مصر؟.
وأضاف "كريمة"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن هناك كتابًا يُباع في مصر يُسمى بـ"الفتاوى الحرام" يُهاجم الجيش المصري، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب متواجد في المكاتب المصرية منذ 30 عامًا.
وأوضح أنه كتب مقالًا نُشر في بعض الصحف عن القيادات التي تطعن في السنة النبوية، معقبًا: "مسؤولية تجديد الخطاب الديني ليست مسؤولة الأزهر الشريف فقط، ولكن مسؤولية كافة المؤسسات مثل الإعلام، والأوقاف، الأزهر يبني والآخر يهدم، والبعض يتفرج".