الوطن:
2024-07-06@17:10:05 GMT

د. أسامة هاشم الحديدي يكتب.. فلسطين أرض عربية

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

د. أسامة هاشم الحديدي يكتب.. فلسطين أرض عربية

شغلت القضية الفلسطينية منذ نشأتها عقلَ الأمة بأسرها، وهوى إليها فؤادها ووجدانها، فمهما توالت الأحداث أو تعاقبت الأجيال، ستبقى فلسطين قضيتها المحورية، وشغلها الشاغل عبر التاريخ، ففلسطين أرض عربية، بها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله، أولى القبلتين، وثالت الحرمين الشريفين، زهرة المدائن.

ويشهد التاريخ أن فلسطين أرض عربية خالصة، فقد بناها اليبوسيون (الكنعانيون) فى الألف الرابع قبل الميلاد، أى قبل ظهور اليهودية بسبعة وعشرين قرناً، وسكنوا بها، وبنوا بها أول مدينة فى التاريخ، وهى أريحا، التى بُنيت قبل الميلاد بعشرة آلاف سنة، ثم بنوا الخليل ثانى أقدم مدينة فى التاريخ.

ثم تتعاقب الأجيال، ويمر التاريخ حتى يأتى الوعد المزعوم المشؤوم، ويمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، فى عام 1917م، فأعطى بموجبه حق غير مشروع بإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين العربية، ذلك الوعد الذى تبدأ منه نكبة شعب فلسطين، ثم تكتمل النكبة بهزيمة فى حرب 1948م.

ولا يخفى على أحد، ولا أحد يستطيع أن ينكر كائناً من كان دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، فعقب إعلان قيام دولة الكيان الإسرائيلى فى عام 1948 هب الجيش المصرى ضمن الجيوش العربية للذود عن أهل فلسطين وأرضها، وإرجاع الحق لأهله، وبعد ثورة 1952م كانت القضية الفلسطينية حاضرةً فى العقل والقلب المصرى قيادة وشعباً.

وانطلاقاً من مكانته التاريخية العظيمة، ودوره فى نصرة قضايا الأمة، كان الأزهر الشريف وما زال حاضراً بقوة فى نصرة القضية ومساندة الشعب الفلسطينى والحفاظ على المقدَسات، فسجل علماؤه ومشايخه مواقف جليلة وتاريخية لا تنسى، فكان منها على سبيل المثال لا الحصر: فتوى العالِمَيْن الأزهريَّين الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أمين الحسينى عام 1935م بحرمة بيع الأراضى العربية لليهود، وفى عام 1947م أعلن علماء الأزهر الشريف رفضهم لقرار تقسيم فلسطين، وفى عام 1948م أصدر الشيخ حسنين مخلوف فتوى توجب الدفاع عن فلسطين بالنفس والمال.

ومن الواضح للقاصى والدانى أن القضية الفلسطينية بصورة عامة والقدس بصورة خاصة تستحوذان على اهتمام بالغ من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ففى عام 2011م صدرت وثيقة الأزهر الشريف للتأكيد على عروبة القدس، ثم أطلق الأزهر الشريف برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمره التاريخى فى 2018م لنصرة القدس بمشاركة ممثلين عن 86 دولة، وكانت توصياته ومخرجاته بمثابة إعلان تاريخى تنقش حروفه من نور فى مسيرة الأزهر الشريف لنصرة قضايا الأمة، والتى كان من ضمنها:

- التأكيد على وثيقة الأزهر الشريف عن القدس، والتى شددت على عروبة القدس وكونها حرماً إسلامياً ومسيحياً مقدساً عبر التاريخ.

- التأكيد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتى يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى كافة المنظمات والهيئات الدولية.

- إن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهى ثابتة تاريخياً منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية فى تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم.

- يؤازر المؤتمر صمود الشعب الفلسطينى الباسل ويدعم انتفاضته فى مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

- يدعم المؤتمر مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف يدرس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاء لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخاً لها فى ضمائرهم.

• يحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، ويدعوها إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطينى، وخاصة المرابطين من المقدسيين.

وفى هذه الأحداث الأخيرة يتأكد لنا أن الأزهر الشريف هو قلب الأمة النابض، وضميرها اليقظ، الذى لا يتوانى عن نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، فبادر بإصدار بيانات تندد بجرائم ذلك الكيان المجرم، وتحض على نصرة الشعب الفلسطينى الأبى، الذى حمل على كاهله الدفاع عن أحد مقدسات الأمة، مسرى رسول الله وثالث الحرمين الشريفين.

فاللهم احفظ مصر بلدنا وفلسطين وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.

والحمدلله رب العالمين

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الشعب الفلسطينى فلسطين عربية مدينة الخليل القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الأزهر الشریف فى عام

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: النهج الوسطي الذي لا يعرف الإقصاءأو شيطنة تلقتها جماهير الأمة بالقبول

أكد شيخ الأزهر أن السبيل العلمي الذي يضمن تأسيس روح الوحدة بين المسلمين واستمرارها، هو النهج التعليمي الوسطي المنفتح، الذي لا يعرف الإقصاء ولا شيطنة المخالفين، ولا الإدانة الجاهزة لمذاهب إسلامية تلقتها جماهير الأمة بالقبول ولا تزال تستمسك بها إلى يوم الناس هذا.

وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، بمناسبة منح فضيلته الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، أنه كتب علينا نحن المسلمين في الآونة الأخيرة أن نوضع جميعا -بإسلامنا ونبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام- في قفص الاتهام، من قبل مؤسسات غربية سياسية ودينية، واتهم الإسلام زورا وبهتانا -أو جهلا- بأنه دين العنف والتطرف والسيف والحرب، وهي تهم قديمة بالية، كنا نظن أن العقل الغربي المعاصر قد تخطاها بعد ما توفرت لديه الحقائق والوثائق العلمية والتاريخية الشاهدة على زيف هذه الادعاءات.

وأوضح شيخ الأزهر أنه قد بذلت جهود ومحاولات كثيرة من أجل توضيح الحقيقة على الجانبين؛ الغربي والإسلامي، لكنها لم تؤت ثمارها المرجوة؛ لعـقبات كثيرة، أهمها: عقبة التعميم المعيب من بعض الغربيين الذين يعممون أحكامهم المسيئة على الإسلام والمسلمين، انطلاقا من تصرفات فئة شاردة، انحرفت بفهم الإسلام؛ إما إلى حرفية شديدة الانغلاق والتزمت، وإما إلى عنف مسلح، اتخذته أسلوبا في التعبير ومنهجا في الحوار.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن بعض المسلمين في الشرق لم يتخلصوا من هذا العيب حين وضعوا الغرب كله في سلة واحدة، ونظروا إليه على أنه شر مستطير وعدو متربص بالإسلام والمسلمين، تجب مواجهته، وتحين الفرص لتحجيـم آثـاره قدر المستطـاع، معبرا عن أمله في أن تكون هبة شباب الجامعات الأوروبية والأمريكية لنصرة القضية الفلسطينية في غزة تسهم بشكل كبير في تجاوز هذه العقبة، وتكشف لنا عن منابع الخير في نفوس الأحرار في العالم.

وأشار شيخ الأزهر إلى عقبة أخرى نتفهمها نحن المسلمين؛ وهى: أن بعض الغربيين يتوجس خيفة من تكاثر الجاليات الإسلامية، والخشية من غلبة أنماطها الثقافية على الشارع الغربي، مؤكدا أننا يمكن أن نتغلب على هذه العقبة إذا ما اقتنع العقلاء في الغرب والشرق بأن الإسلام بطبيعته دين له تجارب تاريخية معلومة في تجاور الحضارات، وتعدد الأديان والتشريعات والطقوس والأنظمة الاجتماعية تحت سماء الدولة الواحدة، دون إقصاء لهذه الحضارات، أو إزاحتها، أو حتى مزاحمتها.

واستشهد فضيلته بمؤسسات الإسلام العلمية –وفي طليعتها الأزهر الشريف– لنتأمل الرسالة التي تحملها، والتي تتمثل في المقام الأول في أمرين، أولهما: الحفاظ على وحدة المسلمين وجمع كلمتهم. والسلام الداخلي والإقليمي ثم العالمي؛ وذلك انطلاقا من أن رسول الإسلام قد أرسله الله رحمة للعالمين: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فلا بد أن ينال الناس في الشرق والغرب نصيبهم من هذه الرحمة المهداة، التي يجسدها هذا النبي الرحيم بقوله: «إنما أنا رحمة مهداة»، وثانيهما: تجربة الأزهر الشريف في تعليم الدين: نصوصا وعقائد وقيما وأحكاما، والتي أكدت أنه كلما اتسع نطاق النظر، وتنوعت مصادر الفكر، ولم يقتصر الباحث على مورد واحد من مشارب الفكر، أو مفكر واحد من أهل النظر والاجتهاد، أو حتى على مدرسة واحدة ومذهب واحد بعينه، كلما كان الأمر كذلك أمن طالب العلم من خطر التشدد، وخطل التعصب، واكتسب رحابة صدر ومرونة فكر، تعينه على الخيار الصحيح، والاقتناع الراسخ بما يهدي إليه الدليل وتسلم إليه الحجة.

ومنحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، حيث سلمها لفصيلته سمو ولي العهد السيد، تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور السيد، داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية USIM، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • البرلمان العربي يؤكد استمراره في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية
  • أسامة فهمي يكتب: حكومة ما بين الأولويات والتحديات
  • شيخ الأزهر: القرآن نقل الأمة من حالة الضعف والبساطة إلى العالميَّةِ
  • شيخ الأزهر: النهج الوسطي الذي لا يعرف الإقصاءأو شيطنة تلقتها جماهير الأمة بالقبول
  • جلسة حوارية تناقش القيم الفكرية والأدبية لفلسطين
  • المخرج هاني أبو أسعد: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليود بعد 7 أكتوبر
  • كافينديش يكتب التاريخ بتحقيقه الفوز للمرة الـ35
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر