الوطن:
2024-11-07@12:38:11 GMT

د. أسامة هاشم الحديدي يكتب.. فلسطين أرض عربية

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

د. أسامة هاشم الحديدي يكتب.. فلسطين أرض عربية

شغلت القضية الفلسطينية منذ نشأتها عقلَ الأمة بأسرها، وهوى إليها فؤادها ووجدانها، فمهما توالت الأحداث أو تعاقبت الأجيال، ستبقى فلسطين قضيتها المحورية، وشغلها الشاغل عبر التاريخ، ففلسطين أرض عربية، بها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله، أولى القبلتين، وثالت الحرمين الشريفين، زهرة المدائن.

ويشهد التاريخ أن فلسطين أرض عربية خالصة، فقد بناها اليبوسيون (الكنعانيون) فى الألف الرابع قبل الميلاد، أى قبل ظهور اليهودية بسبعة وعشرين قرناً، وسكنوا بها، وبنوا بها أول مدينة فى التاريخ، وهى أريحا، التى بُنيت قبل الميلاد بعشرة آلاف سنة، ثم بنوا الخليل ثانى أقدم مدينة فى التاريخ.

ثم تتعاقب الأجيال، ويمر التاريخ حتى يأتى الوعد المزعوم المشؤوم، ويمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، فى عام 1917م، فأعطى بموجبه حق غير مشروع بإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين العربية، ذلك الوعد الذى تبدأ منه نكبة شعب فلسطين، ثم تكتمل النكبة بهزيمة فى حرب 1948م.

ولا يخفى على أحد، ولا أحد يستطيع أن ينكر كائناً من كان دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، فعقب إعلان قيام دولة الكيان الإسرائيلى فى عام 1948 هب الجيش المصرى ضمن الجيوش العربية للذود عن أهل فلسطين وأرضها، وإرجاع الحق لأهله، وبعد ثورة 1952م كانت القضية الفلسطينية حاضرةً فى العقل والقلب المصرى قيادة وشعباً.

وانطلاقاً من مكانته التاريخية العظيمة، ودوره فى نصرة قضايا الأمة، كان الأزهر الشريف وما زال حاضراً بقوة فى نصرة القضية ومساندة الشعب الفلسطينى والحفاظ على المقدَسات، فسجل علماؤه ومشايخه مواقف جليلة وتاريخية لا تنسى، فكان منها على سبيل المثال لا الحصر: فتوى العالِمَيْن الأزهريَّين الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أمين الحسينى عام 1935م بحرمة بيع الأراضى العربية لليهود، وفى عام 1947م أعلن علماء الأزهر الشريف رفضهم لقرار تقسيم فلسطين، وفى عام 1948م أصدر الشيخ حسنين مخلوف فتوى توجب الدفاع عن فلسطين بالنفس والمال.

ومن الواضح للقاصى والدانى أن القضية الفلسطينية بصورة عامة والقدس بصورة خاصة تستحوذان على اهتمام بالغ من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ففى عام 2011م صدرت وثيقة الأزهر الشريف للتأكيد على عروبة القدس، ثم أطلق الأزهر الشريف برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمره التاريخى فى 2018م لنصرة القدس بمشاركة ممثلين عن 86 دولة، وكانت توصياته ومخرجاته بمثابة إعلان تاريخى تنقش حروفه من نور فى مسيرة الأزهر الشريف لنصرة قضايا الأمة، والتى كان من ضمنها:

- التأكيد على وثيقة الأزهر الشريف عن القدس، والتى شددت على عروبة القدس وكونها حرماً إسلامياً ومسيحياً مقدساً عبر التاريخ.

- التأكيد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتى يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى كافة المنظمات والهيئات الدولية.

- إن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهى ثابتة تاريخياً منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية فى تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم.

- يؤازر المؤتمر صمود الشعب الفلسطينى الباسل ويدعم انتفاضته فى مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

- يدعم المؤتمر مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف يدرس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاء لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخاً لها فى ضمائرهم.

• يحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، ويدعوها إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطينى، وخاصة المرابطين من المقدسيين.

وفى هذه الأحداث الأخيرة يتأكد لنا أن الأزهر الشريف هو قلب الأمة النابض، وضميرها اليقظ، الذى لا يتوانى عن نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، فبادر بإصدار بيانات تندد بجرائم ذلك الكيان المجرم، وتحض على نصرة الشعب الفلسطينى الأبى، الذى حمل على كاهله الدفاع عن أحد مقدسات الأمة، مسرى رسول الله وثالث الحرمين الشريفين.

فاللهم احفظ مصر بلدنا وفلسطين وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.

والحمدلله رب العالمين

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الشعب الفلسطينى فلسطين عربية مدينة الخليل القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الأزهر الشریف فى عام

إقرأ أيضاً:

تأثير فوز ترامب على القضية الفلسطينية والعلاقات العربية

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

تعود الولايات المتحدة كفاعل رئيسي في الشرق الأوسط كلما شهدت تغييرات في إدارتها، لا سيما حين تكون هذه الإدارة عائدة إلى البيت الأبيض بنهج وسياسات غير تقليدية مثلما هو الحال مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية سيحمل تداعيات عميقة على القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، التي تأثرت بشكل كبير خلال فترة ولايته الأولى، فماذا قد يحمل فوز ترامب لهذه القضية المحورية؟ وما  انعكاسات ذلك على العلاقات العربية والدولية؟

1. تقوية الدعم الأمريكي لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية

إن عودة ترامب إلى السلطة قد تكون بمثابة تعزيز للمواقف المتشددة تجاه القضية الفلسطينية، حيث يُتوقع أن يعيد ترامب دعمه اللامحدود لإسرائيل، بما في ذلك سيادتها على الأراضي المحتلة -سبق أن اعترفت إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الأمريكية إليها- كما دعمت شرعنة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. هذه الخطوات تعتبر محاولة لتغيير الحقائق على الأرض وتكريس الاحتلال، مما يجعل أي حل سياسي مستقبلي أكثر صعوبة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى ترامب إلى تهميش دور المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، التي تقدم دعمًا للحقوق الفلسطينية وتدعو إلى حل الدولتين، هذا التوجه سيعزز من موقف إسرائيل في المحافل الدولية ويقلل من الضغوط عليها لإيجاد تسوية عادلة.

2. التطبيع العربي الإسرائيلي وتداعياته على القضية الفلسطينية

خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، شهدنا تطبيع عدد من الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل عبر "اتفاقيات أبراهام". ومع العودة للبيت الأبيض قد يضغط ترامب على دول عربية أخرى من أجل السير في هذا الاتجاه، في ظل تشجيع أمريكي للتعاون بين إسرائيل والعالم العربي على أسس اقتصادية وأمنية.

إلا أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى شعور الفلسطينيين بالعزلة، إذ قد يجدون أنفسهم في موقف ضعيف دبلوماسياً أمام انفتاح عربي متزايد على إسرائيل دون وجود تقدم حقيقي في ملف حقوقهم الوطنية.
ومثل هذا السيناريو سيضعف الموقف العربي حول القضية الفلسطينية، وقد يجعلها قضية ثانوية على جدول الأولويات الإقليمية.

3. الضغوط المالية والسياسية على السلطة الفلسطينية

سبق أن قطعت إدارة ترامب السابقة الدعم المالي عن وكالة الأونروا ومؤسسات دولية وفلسطينية، وسياسة كهذه قد تتكرر، مما يضاعف الأعباء الاقتصادية على الفلسطينيين ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية، إن تقليص الدعم قد يدفع السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات صعبة ويزيد من صعوبة تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، ما يؤدي إلى مزيد من التوترات الداخلية.

كذلك، قد يتعرض الفلسطينيون لعزلة دبلوماسية في حال تجاهلت الإدارة الأمريكية الجديدة طلباتهم، وقلصت من دعمها للهيئات الدولية التي تسهم في تحسين أوضاعهم، مما يضعف من أوراق الضغط السياسي المتاحة لهم.

4. تصاعد الاستقطاب الإقليمي وتفاقم التوتر مع إيران

عودة ترامب قد تعني إعادة التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث من المتوقع أن يدفع بحلفائه العرب إلى تبني مواقف أكثر تشدداً تجاه إيران، هذا التصعيد قد يساهم في خلق حالة استقطاب إقليمي بين الدول العربية المؤيدة لهذا المحور والمناهضة له.

وتداعيات هذا الاستقطاب قد تكون كارثية، حيث يمكن أن يتسبب في توترات عسكرية أو حتى صراعات داخل بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، مما يعمّق من أزمات هذه الدول ويزيد من معاناة شعوبها.

5. تجاهل حقوق الإنسان وتدعيم سياسات الاستبداد

تميل سياسات ترامب إلى إعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية والأمنية على حساب حقوق الإنسان، وهذا النهج قد يشجع بعض الأنظمة العربية على اتخاذ إجراءات قمعية ضد المعارضة والتضييق على الحريات.

قد تجد بعض الأنظمة العربية في غياب الضغوط الأمريكية بشأن حقوق الإنسان فرصة لتوسيع سيطرتها وتقوية نفوذها الداخلي، خاصةً إذا استمر الدعم الأمريكي المباشر لها.
 وهذه السياسة قد تؤدي إلى تراجع الحريات العامة وتفاقم قضايا حقوق الإنسان في بعض الدول العربية، مما يؤثر على استقرار المجتمعات بشكل عام.

6. تعزيز الصفقات الاقتصادية على حساب الحلول السياسية

تعكس سياسة ترامب في الشرق الأوسط تفضيله للصفقات التجارية والعقود الاقتصادية، ومن المحتمل أن يركز في حال فوزه على تعزيز صفقات اقتصادية كوسيلة لتحقيق الاستقرار السياسي، بدلاً من الضغط لحل القضية الفلسطينية بطرق دبلوماسية مستدامة.

هذا النهج التجاري قد يحقق مكاسب اقتصادية قصيرة الأمد للدول العربية، إلا أن غياب الحلول السياسية الدائمة سيتسبب بتفاقم الأزمات على المدى الطويل، فالاقتصاد وحده لا يمكن أن يكون بديلاً عن تحقيق العدالة والحلول الشاملة، وقد يؤدي هذا إلى زيادة التوترات في المستقبل بسبب غياب رؤية سياسية متكاملة.

الخلاصة.. أنه مع عودة ترامب للرئاسة الأمريكية، من المرجح أن يواجه الفلسطينيون تحديات أكبر في ظل دعم أمريكي غير محدود لإسرائيل، وتزايد التطبيع العربي معها. وهذا الدعم قد يعزز من حالة الانقسام العربي ويزيد من تدهور الأوضاع في بعض الدول العربية.
إن عودة ترامب قد تجعل الحلول السياسية بعيدة المنال وتدفع باتجاه تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تأثير فوز ترامب على القضية الفلسطينية والعلاقات العربية
  • بعد أن حظي بأكثر من 1.2 مليون متابع.. ميتا تحاول كتم الأصوات الفلسطينية وتحذف حساب الصحفي أنس الشريف
  • ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
  • تعاون جديد يجمع ببن الأزهر الشريف واتحاد عمال مصر
  • المطران عطا الله حنا: لن تتمكن أي قوة غاشمة من تصفية القضية الفلسطينية
  • تخطي 16 لاعبًا.. محمد صلاح يكتب التاريخ مع ليفربول
  • أحمد الشرقاوي: الأزهر الشريف جسد في رسالته العميقة السامية الرسالات الدينية كلها
  • تفاصيل لقاء شيخ الأزهر الشريف مع محافظ أسيوط لبحث سبل التعاون المشترك   
  • علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
  • شاهد| التهجير القسري.. الجريمة الأخطر على القضية الفلسطينية