ما أعظم النعم التى وهبنا الله إياها، ومنها قدرتنا على الكلام والتعبير عن أنفسنا، ولكن ماذا لو لم نستطع أن نتكلم أو نصرخ أو نستغيث؟! ماذا لو أصواتنا لا يسمعها أحد؟!.. وكأننا فى كابوس مفزع، نصرخ بصوت مكتوم، ولا نعرف كيف نستغيث، كى يستجيب أحد لإنقاذنا!.. وماذا لو نحتاج أن نجرى ولكن يقيدنا عجزنا على الفرار!.
. هذا هو الكابوس الذى أصبحنا نعيشه فى الواقع، بعد أن أصبحنا أسرى لمواقع التواصل الإجتماعى، وللتكنولوجيا التي لا نتحكم فيها أو بها، وإنما أصبحت هي من تتحكم فينا!.. نتخيل أننا نستخدمها، والواقع أنهم يستخدموننا من خلالها!.. يقرأوننا ويعرفون ما نفكر فيه وما نحلم به، فيعرفون كيف يروجون لنا ما يريدون ترويجه، وكيف يخاطبوننا ويستغلوننا وفقًا لمصالحهم.. ومؤخرًا بعد الأحداث المؤسفة فى فلسطين، ظهر لنا جليًا أن ما نتخيل أنه مساحة يمكن أن نعبر بها عن أنفسنا، أو ننشر من خلالها أفكارنا - كالفيسبوك على سبيل المثال- ما هو إلا وسيلة مغرضة، يمكن أن تحجب ما لا يتوافق مع أفكار من أنشأه!.. فوجدنا أن كل ما ننشره لمناصرة الفلسطينيين، لا يصل لأحد تقريبًا، أو يصل لعدد قليل للغاية، فالصفحات التى يتفاعل معها آلاف هبطت للمئات، والمئات هبطت للعشرات وهكذا.. حتى شعر أغلب متصفحى الفيسبوك وكأنهم يخاطبون أنفسهم، والكل يشكو من الإخفاء لما يكتبه أو ينشره!.. بل زاد الأمر، ووصل إلى حد تهديد إدارة الفيسبوك للبعض بإلغاء صفحاتهم، إذا لم يعتذروا عما نشروه!.. وذلك بسبب كثرة ما ينشرونه من فيديوهات أو صور تكشف دونية ووحشية الكيان الصهيونى، ومن هؤلاء الذين هددتهم إدارة الفيسبوك مغنى الأوبرا الشهير الدكتور رضا الوكيل الأستاذ فى الكونسرفتوار والرئيس الأسبق للبيت الفنى بالمركز الثقافى القومى، والذى لم يخش من تهديد الفيسبوك ونشر على صفحته ما يلى: "جاء لى رسالة اليوم إنهم هيقفلوا الصفحه بتاعتي فى
خلال ٢٤ ساعه إن ما كنتش أعتذر على اللى أنا بكتبه على صفحتي.. معلومة لو صفحتي اتقفلت هرتاح جدًا من الفيسبوك لأنه بيتعب لى أعصابى وبيضيع وقتى.. شكرًا لو هتقفلوها.. أعتقد أن من حقى كإنسان أقول رأيى في اللي بيحصل فى فلسطين علشان العالم يعرف الحقيقة يا بتوع الديمقراطية وحقوق الإنسان".. تكرر ما حدث مع الدكتور رضا مع العديد من متصفحى الفيسبوك، ولكن ما حدث ينبهنا إلى أننا من السذاجة أن نتخيل أننا يمكن أن نعبر عن أنفسنا بحرية، أو أننا يمكن أن نوصل أصواتنا ونخاطب غيرنا فى دول العالم، من خلال وسيط لا نتحكم فيه!.. وإنما صنعه ويتحكم فيه غيرنا، وفقًا لمصالحهم وأهوائهم.. فيسمحون لنا بما يشاؤون ويمنعون ما يختلف مع أهدافهم أو قناعاتهم، ونحن كعرائس ماريونت نتحرك وفقا لإرادتهم دون أن ندرى!.. ولا ننس أن أغلب تلك الوسائل تابعة لأجهزة مخابرات دولية، وبالتالى لا يفترض أن تحتل تلك الأهمية لدينا ونصبح أسرى لها!.. فهل يمكن مثلًا أن ننتظر من العدو وحلفائه أن يوصل أصواتنا بضمير وشرف ونزاهة دون تزييف!.. فإذا كنا نرى أن الكيان الصهيونى والمناصرين له من منظمات ومؤسسات، لا يتورعون عن قلب الحقائق، والتشكيك فى الثوابت التى تَثبُت حد اليقين، هل ننتظر أن نعتمد عليهم فى توصيل إستغاثاتنا وصرخاتنا! وهل نتوقع أن تصل أصواتنا وآراؤنا الحقيقية دون تزييف من خلال منصاتهم؟!.. وهل هناك معنى لمقاطعة السلع التى ينتجها الكيان الصهيونى والمناصرين له، وفى نفس الوقت نتحدث مع بعضنا البعض ونعبر عن أنفسنا من خلال وسائل هم صانعوها ومتحكمون فيها؟!.. آن الأوان أن نستفيق، وندرك خطورة ذلك، ويصبح لدينا وسائلنا التى نكون نحن من يتحكم فيها وبها!.. وقبل ذلك علينا أن نحاول إعادة أبنائنا لقراءة الكتب والصحف، وألا يكتفوا بالوسائل الإلكترونية التى أصبحت وسيلتهم لتلقى العلم والمعلومات! آن الأوان أن يقرأوا التاريخ، ويدركوا أهمية القراءة والعلم.. وهنا ألفت النظر لمن يتبنون فكرة التابلت، والإعتماد عليه فى الدراسة، لأنهم سيقضون تدريجيا ونهائيا على الكتاب!.. وما يطلق عليه طرق حديثة فى التعلم، لا تقتضى من الطالب سوى الإختيار بين متعدد، ولكنها تقضى على قدرة الطلاب على التعبير عن أنفسهم.. وأريد من ذلك تلافى الفشل، وأن ندرك أن الطرق التقليدية التى توارثناها كانت أجدى وأنفع!.. كفانا تقليدًا لقشور ما يفعله الغرب، فنحن لا ننقل تجربتهم كاملة، ولكننا لا نأخذ سوى القليل، فنفقد البوصلة، ونتوه بين هذا وذاك!.
رشا يحيى: أستاذة بأكاديمية الفنون
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية:
رشا يحيى
فلسطين
الكيان الصهيوني
السلع
عن أنفسنا
یمکن أن
من خلال
إقرأ أيضاً:
جوزيه بيسيرو: كنت أفضل يومًا إضافيًا للراحة خصوصًا أننا في شهر رمضان
قال البرتغالي جوزيه بيسيرو، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، إن فريقه قدم مباراة جيدة في اللقاء أمام إنبي في مسابقة الدوري الممتاز.
وأضاف المدير الفني في المؤتمر الصحفي: "خلقنا العديد من الفرص ولم نسمح للمنافس بصناعة الفرص، والزمالك يستحق الفوز في لقاء اليوم، وسعيد بأداء الفريق لأن الجميع لعب بشكل جيد".
وواصل بيسيرو قائلاً: "في الشوط الأول لم يحدث ربط في طريقة اللعب ولم يتسلم الجناحان العديد من الكرات لأن الثنائي يجيد اللعب على الخط بشكل أكبر، وحتى الآن لا يوجد وقت كاف للتدريب على هذه الطريقة، وعدم تنفيذ الربط في وسط الملعب تسبب في تغيير طريقة اللعب، كما أن عبد الله السعيد وناصر ماهر قدما دوراً كبيراً في وسط الملعب وساهما في خلق الفرص".
وتابع المدير الفني: "الزمالك سيطر على المباراة وتقدمنا لأول مرة، خاصة أن الفريق كان يستقبل أهدافاً في المباريات السابقة ويحاول العودة، وبعد الهدف الأول كانت المهمة أسهل واستغل اللاعبون المساحات وسجلنا مجدداً، وأحيي الفريق المنافس خاصة وأنه لعب بشكل جيد في الفترة الأخيرة، والزمالك يستحق الفوز في لقاء اليوم".
وأضاف: "أمامنا مباراة بعد ثلاثة أيام، وكنت أفضل أن يكون هناك يوم راحة إضافي بين المباريات خاصة وأننا في شهر رمضان".
وواصل المدير الفني: "نسير على الطريق الصحيح، وقادرون على التحسن والمباريات التي خضناها كنا نستحق فيها الفوز".
وتابع بيسيرو: "حزين بسبب إصابة أحمد الجفالي وأريد الاطمئنان عليه وعلى حسام عبد المجيد وناصر منسي بعد تعرضهم لإصابات في لقاء اليوم".
وأوضح: "عبد الله السعيد يسير بشكل جيد جداً ولكن يجب وضع في الاعتبار جزئية اللياقة البدنية، ولذلك لم يبدأ اليوم، لا سيما وأنه بمجرد أن يحتاج الفريق له يشارك ويقدم مستويات رائعة".
واختتم بيسيرو قائلاً: "أريد التعرف على جميع اللاعبين في الملعب ولكني توليت المسئولية منذ أسبوعين فقط دون فترة إعداد، ومشاركة سيف جعفر في لقاء اليوم لأنني كنت أريد أن أره في الملعب، وهناك العديد من اللاعبين في التدريبات يصلون إلى 32 لاعباً وهذا عدد كبير ويجب التعرف على اللاعبين جيداً قبل اتخاذ أي قرار، ونحاول تحسين جميع اللاعبين وهناك العديد من اللاعبين الجيدين أمثال شيكابالا وأحمد فتوح ومحمد عاطف وإيشو ومصطفى الزناري وسيتم الدفع بالجميع مثلما حدث مع سيف جعفر في لقاء اليوم".
وفاز فريق الزمالك على نظيره إنبي بثلاثية دون رد في المباراة التي أقيمت بينهما على ستاد المقاولون العرب، في إطار مباريات الجولة السابعة عشرة لمسابقة الدوري الممتاز، ليرفع الأبيض رصيده إلى 32 نقطة.