ما أسباب الموسم الكارثي لمانشستر يونايتد ومن يتحمل المسؤولية؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
ليست هذه المرة الأولى في الموسم الحالي التي تملأ فيها صيحات الاستهجان مدرجات ملعب "أولد ترافورد"، ولكنها كانت أكثر وضوحا خلال هزيمة مانشستر يونايتد أمام نيوكاسل في كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم، والتي انتهت بهزيمة ثقيلة للشياطين الحمر في عقر دارهم 3-0.
لقد تعالت مثل هذه الصيحات في أوقات كثيرة هذا الموسم، ولكن الجديد هو جيوب المقاعد الحمراء الفارغة التي أخذت تتسع شيئا فشيئا مع مرور الوقت، وما أن وصلت الدقيقة 80 من مباراة مان يونايتد ضد نيوكاسل حتى غدت مساحات واسعة وضخمة تغطي نصف الملعب تقريبا.
حقق مانشستر يونايتد أسوأ بداية له هذا الموسم حيث يقبع في المركز الثامن برصيد 15 نقطة بعد انتهاء الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي الحقيقة، فإن هذه هي البداية الأسوأ له على الإطلاق منذ موسم عام 1986-1987، كما خرج من كأس الرابطة بعد خسارة مهينة أمام نيوكاسل، أما وضعه في دوري أبطال أوروبا فأسوأ، إذ يبدو مهددا بالخروج مبكرا من المسابقة، وليس أدل على ذلك من هزيمته في أولد ترافورد أيضا أمام فريق غلطة سراي التركي.
تعليق إريك تن هاج عقب المباراة.#يونايتد || #كأس_كاراباو pic.twitter.com/VjwpM18jqU
— مانشستر يونايتد (@ManUtd_AR) November 1, 2023
ما أسباب النتائج السيئة ومن يتحمل المسؤولية؟إذا كان هناك فرق بين الهزائم التي جاءت في وقت سابق من هذا الموسم، وبين الهزيمتين الأخيرتين المتتاليتين 3-0 خلال أربعة أيام فقط – أولاً أمام مانشستر سيتي، ثم أمام نيوكاسل يونايتد- فهو فرق ذهني، وهذا يقودنا للتدقيق في أداء الفريق ككل بما في ذلك اللاعبون والمالكون والمدير الفني.
قبل الدخول إلى التفاصيل لنسمع بيب غوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي وهو يحدد بدقة – دون أن يقصد- المشكلة التي يعاني منها الشياطين الحمر، وذلك في معرض تعليقه على فوز فريقه المؤزر على اليونايتد في ديربي مانشستر مؤخرا.
سُئل غوارديولا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة عن الفارق بين الناديين، وكانت إجابته كاشفة. أكد الكتالوني على "الوحدة" الموجودة خلف الكواليس في مانشستر سيتي. لم يذكر غوارديولا بشكل صريح أن اليونايتد لا يتمتع بهذه الصفة، ولكن الإجابة كانت واضحة، حيث أشار بشكل لا لبس فيه إلى أن الرئيس والمدير التنفيذي والمدير الفني واللاعبون يسيرون جميعا في نفس الاتجاه في السيتيزن. تُرى هل يتمتع مانشستر يونايتد بمثل هذه الوحدة؟. لندخل قليلا في التفاصيل.
غوارديولا (يمين) تفوق على تين هاغ عدة مرات في إنجلترا (رويترز) أزمة تين هاغانس أمر الدفاع عن "كأس كاراباو" في تكرار لنهائي ويمبلي الموسم الماضي، وهو الحدث الأبرز بلا منازع في العام الأول لإريك تين هاغ في قيادة الفريق. كان المدير الفني ليونايتد بحاجة إلى رد إيجابي بعد الخسائر الأخيرة، وبدلاً من ذلك، خسر الفريق مباراتين متتاليتين على أرضه بثلاثة أهداف للمرة الأولى في حياة المدرب البالغ من العمر 53 عاما.
هناك الكثير من العوامل المخففة للكارثة لصالح تين هاغ ومنها أزمة إصابات لا هوادة فيها ولا ترحم، والعديد من الخلافات والمشاكل خارج الملعب، وعدم اليقين بشأن القضية الأساسية المتمثلة في ملكية النادي المعروض للبيع منذ عدة أشهر.
ℹ️ سيغيب @Casemiro عن #يونايتد لعدة أسابيع بسبب الإصابة.
— مانشستر يونايتد (@ManUtd_AR) November 3, 2023
كان المدرب مترددا في الإشارة إلى أي من هذه العقبات كذريعة، فهو يعلم أنه سيتم الحكم عليه بناءً على النتائج، وأنه يجب عليه تقديمها باستمرار في نادٍ بحجم اليونايتد، بغض النظر عما يحدث في الخلفية، والنتائج الجيدة تعني الثقة، ويعي تين هاغ ذلك تماما فقد قال بعد الهزيمة الأخيرة "تحصل على الثقة فقط عندما تحصل على النتائج الصحيحة، وهذا ممكن عندما تتبع القواعد والمبادئ الأساسية وتكون حاضرا في المباراة، وتقاتل".
من الواضح أن الفريق يفتقر لهذه "المبادئ" التي تحدث عنها مديره الفني. أجرى تين هاغ سبعة تغييرات ضد نيوكاسل، وقام بالتبديل في كل مكان في الملعب تقريبا، ولكنه في محاولته لحل المشكلات القديمة، لم يخلق سوى مشاكل جديدة سواء في الهجوم أو الوسط أو الدفاع.
إليكم حديث إريك تن هاج عن فلسفته الخاصة خلال المؤتمر الصحفي ????#يونايتد
— مانشستر يونايتد (@ManUtd_AR) November 3, 2023
كان استبدال ماركوس راشفورد وبرونو فرنانديز أمرا حكيما على الورق فقط، فلم يوفق أليخاندرو جارناتشو وأنتوني في تقديم الفعالية المطلوبة أمام المرمى. ولم يكن خط الوسط البديل أكثر سلبية عما كان عليه الحال أمام السيتي في مبارة ديربي مانشستر، فقد حصل أغلبهم على بطاقات صفراء خلال أول 20 دقيقة فقط، أما الأخطاء الدفاعية مع عودة لانديلوف ودخول سيرجيو ريجليون بدلا من جوني إيفانز فكانت كارثية بكل معنى الكلمة.
أما الثقة التي تحدث عنها تين هاغ، فقد أجاب عنها لاعب نادي مانشستر يونايتد الأسبق روي كين في مقابلة له مع شبكة "سكاي سبورتس" قبل أيام بقوله "إحدى السمات القليلة المفهومة في فريق يونايتد الحالي هي أنه يفتقر إلى الثقة".
وأضاف "لا يوجد أسلوب لعب يمكن التعرف عليه عندما يهاجم يونايتد أو حين يسعى لبناء هجوم".
وأوضح كين "خسر يونايتد خمسا من مبارياته العشر الأولى في الدوري هذا الموسم، وهي أسوأ بداية له منذ موسم 1986-1987، وحتى المباريات التي فاز بها كانت تفتقد للثقة، ضع في اعتبارك أن نوتنغهام فورست كان متقدما 2-0 في أولد ترافورد ثم خسر بعشرة لاعبين، وأن الفوز على ولفرهامبتون جاء بسبب خطأ تحكيمي، وأن شيفيلد يونايتد لم يخسر إلا بتسديدة ديوجو دالوت المتأخرة، وكان برينتفورد متقدما في النتيجة بعد مرور 90 دقيقة، أما الفوز الوحيد المقنع ليونايتد هذا الموسم فكان الفوز 1-0 على بيرنلي".
تين هاغ أصبح مهددا بالرحيل بسبب سوء نتائج مانشستر يونايتد (رويترز) هل الحل في تغيير تين هاغ؟لا يبدو ذلك، فقد درب الفريق منذ رحيل السير أليكس فيرغسون تسعة مدربين على مدى تسع سنوات، ومن بين هؤلاء أسماء لها وزنها وتاريخها في عالم التدريب مثل جوزيه مورينيو، ولويس فان غال، وديفيد مويس، وغيرهم.
وهذه الإحصائية تعني تعيين مدرب جديد في كل عام تقريبا، وهذه فترة قصيرة جدا لأي مدرب كي يفرض بصمته وأسلوبه، ولهذا فإن تغيير تين هاغ لن يحل المشكلة بل ربما يزيدها تعقيداً. لقد قوضت قائمة الإصابات المتزايدة خططه لهذا الموسم، ومع عودة اللاعبين الآن، هناك متسع من الوقت لخبير تكتيكي ذكي مثله لتغيير الأمور، أو هكذا يأمل المشجعون في كل أرجاء العالم.
فيرغسون آخر مدرب قاد مان يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2012-2013 (الفرنسية) دوامة ملكية الناديبالعودة إلى مسألة الوحدة التي تحدث عنها غوارديولا، فإن هذا يرجع بنا للكواليس وبالذات إلى ملاك النادي وهم "عائلة غليزر" التي استحوذت على النادي منذ عام 2005 وكان همها الأكبر خلال هذه السنوات هو تحقيق الأرباح المالية، حسب ما يتهمها به الكثير من عشاق الشياطين الحمر. ولهذه الاتهامات ما يؤيدها فقد حقق النادي إيرادات سنوية قياسية لموسم 2022-2023 بلغت 648.4 مليون جنيه إسترليني على مدار الـ 12 شهرًا المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023.
وقد تعالت احتجاجات أنصار النادي ضد عائلة غليزر مرارا وتكرارا طوال السنوات الماضية بسبب سوء إدارتهم للنادي، وقلة اهتمامهم، وتدني مستواه، وخروجه من المنافسة سواء في الدوري الإنجليزي أو المسابقات الأوروبية المختلفة، وأهمها بطولة دوري أبطال أوروبا.
جماهير مانشستر يونايتد تطالب برحيل عائلة غليزر المالكة للنادي منذ الموسم الماضي (غيتي)ولتكتمل القصة عرضت العائلة الأميركية النادي للبيع مؤخرا، وحددت مبلغ 10 مليارات جنيه إسترليني ثمنا للنادي، وهو مبلغ كبير لم يتم تلبيته حتى الآن من قبل أي من المرشحين المحتملين لشراء النادي، وهو ما وضع الفريق في دوامة من الإشاعات التي أثرت بكل تأكيد على مجريات الأمور داخل النادي، وعلى طريقة إدارته، ووحدته وتماسكه، وعلى المستويات التي يقدمها في مختلف المسابقات.
وكما قال أسطورة النادي جاري نيفيل في حديثه لسكاي سبورت "الحقيقة هي أنه لن يتغير شيء في ظل حالة عدم اليقين السائدة في قمة النادي، والمشكلة هي أنه بعد مرور عام تقريبا على عرض يونايتد للبيع، لا يزال النادي معروضا للبيع، ولا توجد نهاية لهذه القصة في الأفق".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لاعب مانشستر يونايتد يطلب الرحيل
أشارت تقارير صحفية، عن رغبة مهاجم مانشستر يونايتد، جوشوا زيركزي، في العودة إلى الدوري الإيطالي.
زيركزي يريد مغادرة مانشستر يونايتدوقد انضم زيركزي إلى مانشستر يونايتد في صيف 2024، قادما من بولونيا، لكنه لم ينجح في تثبيت أقدامه مع الفريق.
ونشرت صحيفة "لا ستامبا" أن زيركزي يرغب بشدة في العودة إلى إيطاليا، بعد 4 أشهر قضاها في مانشستر يونايتد.
وأردفت "عرض أعمال زيركزي، خدمات اللاعب على يوفنتوس، الذي يتولي تدريبه حاليا، مدرب بولونيا السابق تياجو موتا".
نيفيل يشكك في احترافية ثنائي مانشستر يونايتد سلوت وهاو سعيدان بتمديد جوارديولا عقده مع مانشستر سيتيولم يحدد حتى الان إذا كان المهاجم الهولندي سيكون ضمن خطط مدرب مانشستر يونايتد الجديد، روبن أموريم، أم لا.
وقد كشفت بعض التقارير الصحفية سابقة، رغبة أموريم في الاستفادة من خدمات مهاجمه السابق في سبورتنج لشبونة، فيكتور جيوكيريس، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.