لماذا ترفض مصر تهجير الشعب الفلسطيني؟.. 3 أسباب لتجنب الفخ التاريخي
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
ما بين دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى الجنوب، وبين الرفض المصري القاطع لهذه الدعوات، وضحت رؤى وأهداف الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططات إبادة جماعية للشعب الفلسطيني فلم ينج منها صغيراً أو كبيراً، فالجميع سواسية تحت القصف وركام المنازل.
فسر الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الرفض المصري القاطع لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني، قائلاً: «لدينا 3 أسباب رئيسية للرفض أولها حفاظا على القضية الفسيطينية من التصفية ففكرة التهجير تحمل في طياتها إنهاء فكرة حل الدولتين وهو مخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي والذي يتجاوز فكرة تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، إلى إبادة الشعب».
ثاني أسباب الرفض، هي الحفاظ على الأمن القومي المصري والذي أكدته القيادة السياسية في أكثر من موقف، بحسب ما رواه «سلامة» لـ «الوطن»، موضحاً أن تهجير الشعب الفلسطيني يعني نقل مشاكل قطاع غزة إلى سيناء وبالتالي تتحول سيناء إلى نقطة انطلاق لهجمات عسكرية ومصر في غنى عن كل هذه الأمور، أما عن ثالث الأسباب فهي تتمثل في أن مصر تريد البناء والسلام والتنمية.
وأخيرًا سبب مهم كشف عنه أستاذ العلوم السياسية وهو أن الفلسطينيين أنفسهم يرفضون فكرة التهجير ويقبلون بالاستشهاد تحت القصف بدلاً من التهجير والنزوج إلى الجنوب، وهذا الموقف يتفق تماماً مع الموقف المصرية والقيادة السياسية المصرية المدعومة شعبياً.
مصر تتحرك في سبيل إبقاء مقومات الحياة بغزةمحاور الرفض، انطلقت على أساسها تحركات مصرية واضحة ومهمة، حددها الدكتور حسن سلامة، وهي أن مصر تتحرك في سبيل إبقاء مقومات الحياة في قطاع غزة وذلك من خلال إمدامه بالمساعدات الإغاثية والإنسانية وبالتالي هذه الأمور تُبدد مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ثم تحرك آخر وهو التواصل مع المجتمع الدولي من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
دلائل تاريخية لرفض مخطط التهجير، كشف عنها الدكتور محمد عبدالعظيم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، في حديثه لـ «الوطن»، أولها أن مفهوم التهجير مرتبط بعمليات في التاريخ البشري والهدف منها الاستحواذ على بعض المناطق أو فصل القبائل العرقية عن أصل الدولة نفسها، ودليل ذلك عمليات التهجير للسكان الأصليين في أمريكا الشمالية والاستحواذ على أكبر قدر من الأراضي من قبل المهاجرين من أوروبا.
الهوية السكانيةكما أن عمليات التهجير تمت على أكثر من مرحلة، عادة ما تبدأ بالنزوح، وفق «عبدالعظيم»، أي محاولة تفريغ القطاع من السكان رغبة في إعادة توطينه بسكان آخرين، ففي منتصف الستينات وخلال السبعينيات، كان هناك هدف واضح في المخطط الخاص بالتهجير لطمس وتهجير الهوية السكانية من الأراضي المحتلة من الضفة الغربية.
في منتصف الثمانينات، حدثت انتفاضة الأقصى الأولى والتي ارتبطت بها محاولات للتهجير لمناطق حول القدس الشرقية والضفة، حيث أكد الدكتور محمد عبدالعظيم، أن دولة الاحتلال لم تعترف بهوية السلطة الفلسطينية واعتبرت أن كل ما لا يحمل الهوية الإسرائيلية هو خارج النظام وشرعية الدولة ويعتبر الجماعات الإرهابية.
سيناريو آخر للتهجير، وضحه أستاذ العلوم السياسية، ففي عام 2012 كان يظن البعض أنه التوقيت المناسب لتنفيذ مخطط تغيير معالم وديموغرافية منطقة الشرق الأوسط، نظراً لحالة الفوضى الأمنية التي اتسمت بها هذه الفترة خاصة في مصر، إلا أن أمريكا كان لديها سيناريو آخر بشأن تنفيذ المخطط قائم على التعاون مع الجمعات المتطرفة لتغيير معالم المنطقة.
دولة الاحتلال تريد توسيع نطاق الصراعأثناء حكم ترامب لأمريكا منذ حوالي 4 سنوات، جاءت فكرة أخرى وهي التطبيع وضمنها عملية التهجير، وهي عملية مرتبطة بسيناريوهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي للشرق الأوسط، وهنا أكد الدكتور محمد عبدالعظيم، أن سيناريو التهجير «سيناريو قديم يُطرح بشكل جديد»، موضحاً أن إسرائيل تريد توسيع نطاق الصراع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تهجير الشعب الفلسطيني القضية الفلسطينية فلسطين غزة أستاذ العلوم السیاسیة تهجیر الشعب الفلسطینی الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
باختصار، أمريكا هي رأس الشر والإرهاب والإجرام في العالم، فها هي وللمرة الرابعة تستخدم حق النقض «الفيتو» لمنع إصدار قرار يقضي بوقف العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة!
فهل رأيتم إجراماً أكبر من هذ الفعل الأمريكي الآثم؟
ثم ماذا يعني استخدام الفيتو الرابع بعد مرور أكثر من 400 يوم متواصلة غير المزيد من العدوان والقتل والإجرام والحصار والتجويع..
كان مجلس الأمن المؤلف من15عضوا، قد صوت مؤخرا على مشروع قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع، دعا إلى «وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار» وطالب بشكل منفصل بالإفراج عن المحتجزين في غزة، فيما لم يطالب بالإفراج عن عشرات الآلاف من المحتجزين والمفقودين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، وقمة الانحطاط.. أن تصوت الولايات المتحدة الأمريكية بكل صلف وعنجهية وغرور وحدها ضد القرار، مستخدمة حق النقض «الفيتو» بصفتها عضوا دائما في المجلس ومنع صدور القرار الذي يقضي بوقف إطلاق النار والحلول دون التحرك العاجل لإنقاذ غزة.
أمريكا تزيح الستار عن وجهها القبيح الفاقد للضمير الإنساني والأخلاقي، ولا يهمها ما يتعرض له أطفال ونساء غزة من حرب إبادة جماعية..
أمريكا تعطي لنفسها حق الهيمنة والتسلط على مقدرات ومصير الشعوب وتستقوي على المستضعفين والمظلومين في الأرض وبكل وقاحة تمنع قراراً قدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فما هو دور الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: فرنسا، وبريطانيا ناهيكم عن روسيا والصين التين تتقمصان دور الثعلب المراوغ؟
ثم لماذا تحتكر هذه الدول الخمس الدائمة العضوية وعلى رأسها أمريكا راعية الإرهاب حق الفيتو فيما بينها؟.. هل فقط لأنها دول تمتلك أسلحة نووية وتضحك على العالم بمعاهدة نشرها على الشعوب والدول الحرة اليوم..؟
على الدول والشعوب الحرة أن تشغل عقولها إلى أقصاها لامتلاك ناصية العلم وصولا لحق امتلاك ذلك السلاح اللعين الذي تمتلك دول الفيتو بموجبه حق المنع، وذلك كي تمنع وقوع المزيد من الظلم والطغيان والهيمنة والغطرسة على شعوبها والمستضعفين في الأرض، وصولا لامتلاك حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء أسباب.
الجدير بالذكر أن امتناع أو غياب العضو الدائم عن التصويت لا يعيق اعتماد مشروع القرار، ومن المهم أن نلاحظ أن حق النقض هذا لا يمتد إلى التصويت «الإجرائي»، وهو القرار الذي يتخذه الأعضاء الدائمون أنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعضو الدائم أن يعيق اختيار الأمين العام، دون الحاجة إلى حق النقض الرسمي، حيث يتم التصويت بشكل سري.
ومنذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» للمرة الرابعة ضد قرار وقف العدوان على غزة.. نعم هذه المرة الرابعة التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض «الفيتو» لمنع إصدار قرار يقضي بوقف العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة- ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها كيان العدو الإسرائيلي المحتل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، بدعم أمريكي مطلق، ما أسفر عن نحو 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
فقط تشترط الإدارة الأمريكية الشيطانية قرارا يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في إطار وقف إطلاق النار فقط للمحتجزين والأسرى الصهاينة، فيما يقبع في سجون الاحتلال عشرات الآلاف من المحتجزين من أبناء الشعب الفلسطيني..
وها هي للتو محكمة العدل الدولية في لاهاى تصدر مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة وعلى رأسهم «النتن ياهو» ووزير دفاعه المقال غالانت، وهو ما يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والهيئات والمنظمات التابعة لهما أمام آخر اختبار حقيقي للخروج من دائرة الصمت والخذلان والتنفيذ الانتقائي للقانون الدولي والإنساني والأخلاقي والمواثيق والأعراف الإنسانية..
أما العرب والمسلمون فإنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التصعيد ودعم وإسناد محور المقاومة أو الانحناء والخضوع لسياسة الفيتو الأمريكي وانتظار التصعيد الكبير الذي لن يستثنيهم والدور القادم على البقرة الحلوب والمعنى في بطن ترامب اللعين..