كيف تشكل اليابان تهديدا للنظام المالي العالمي؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
شرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن مدى تأثير اليابان على النظام المالي العالمي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه حتى مع قيام البنوك المركزية في بلدان أخرى بالترفيع في أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة تمسّك بنك اليابان بسياسته الفضفاضة للغاية المصممة لتحفيز النمو، يبلغ سعر الفائدة القياسي في اليابان -0.
ورغم الضغوط المتزايدة، قرّر البنك في 31 تشرين الأول/أكتوبر تعديل الحد الأقصى لعوائد السندات الحكومية لعشر سنوات.
وقد أصبح سقف العائدات البالغ 1 بالمائة، إذ يشتري البنك كميات هائلة من السندات من أجل الحفاظ عليه، مرجعا وليس قاعدة.
وفي الواقع، بلغت العائدات على السندات القياسية 0.95 بالمائة، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد.
تراجعت قيمة الين إلى 151 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ عقود. ولم يعد التضخم، الذي ظل مستقرًا لفترة طويلة، منخفضا للغاية - فقد رفع بنك اليابان توقعاته للتضخم "الأساسي" على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويتوقع العديد من المحللين أن ينهي البنك المركزي سياسة التحكم في منحنى العائد بشكل نهائي في أوائل السنة المقبلة ويرفع أسعار الفائدة بحلول شهر نيسان/ أبريل.
ولكن حتى عندما يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في نهاية المطاف، فمن المرجح أن يتم ذلك بجزء من النقطة المئوية فقط، مما يعني أن الفجوة بين عائدات السندات اليابانية وبقية العالم ستظل كبيرة، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على الأسواق المالية العالمية.
تأثير انخفاض سعر الفائدة على اليابان
لفهم السبب، ينبغي النظر في التأثير الذي خلفته أسعار الفائدة التي بلغت أدنى مستوياتها في اليابان والتدخل المستمر لقمع عائدات السندات. لقد أدى انخفاض أسعار الفائدة على المستوى المحلي إلى توليد الطلب على الأصول الأجنبية، حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أفضل.
وفي السنة الماضية، وصل الدخل من استثمارات اليابان الخارجية إلى 269 مليار دولار أكثر مما حققه المستثمرون الأجانب في اليابان، وهو أكبر فائض في العالم، أي ما يعادل 6 المائة من الناتج المحلي الإجمالي الياباني.
وفي الوقت الراهن، تشكل الفجوة الهائلة بين عائدات السندات في اليابان وتلك الموجودة في بقية العالم خطراً على المستثمرين اليابانيين الذين اشتروا السندات الأجنبية والمصدرين العالميين الذين استفادوا من السياسات اليابانية.
وأوضحت المجلة أن المخاطر تكمن في أكبر الشركات المالية في اليابان، التي تجري استثمارات كبيرة في الخارج. تعتمد تكلفة التحوط على الاستثمارات الخارجية على الفرق بين أسعار الفائدة قصيرة الأجل للعملتين الحاليتين.
وتعد أسعار الفائدة قصيرة الأجل في الولايات المتحدة أعلى بأكثر من خمس نقاط مئوية من نظيرتها في اليابان، وتتجاوز الفجوة العائد على سندات الحكومة الأمريكية لعشر سنوات (4.8 بالمائة). وهذا يعني أن المشترين اليابانيين يتكبدون في الوقت الحالي خسارة عند شراء سندات طويلة الأجل بالدولار.
لهذا السبب، قامت شركات التأمين على الحياة في البلاد، التي تعد من بين المؤسسات الأكثر حرصًا على التحوّط من مخاطر عملتها، ببيع سندات أجنبية بقيمة 11.4 تريليون ين (أي ما يعادل 87 مليار دولار) في السنة الماضية.
الحلول المقترحة
وأكدت المجلة أن الفجوة الهائلة بين أسعار الفائدة قصيرة الأجل تعني أن خيارات المستثمرين اليابانيين أصبحت الآن محدودة أكثر. وفي هذا الصدد، أعلنت شركتا ميجي ياسودا للتأمين على الحياة وسوميتومو لايف، اللتان كانت كل منهما تمتلك أصولا تزيد قيمتها على 40 تريليون ين السنة الماضية، أنهما ستزيدان من مشترياتهما من السندات الخارجية دون التحوط من التحولات المفاجئة في العملة، وفي الواقع هما يراهنان على الارتفاع المفاجئ في قيمة الين.
ذكرت المجلة ارتفاع العائدات على السندات اليابانية طويلة الأجل، التي ستستمر بالتأكيد في الارتفاع إذا تخلى بنك اليابان عن السيطرة على منحنى العائد، قد يغري المستثمرين المحليين لإعادة أموالهم إلى بلادهم. وتقدم سندات اليابان لأجل 40 سنة عوائد تبلغ 2.1 بالمائة، وهو ما يكفي للحفاظ على رأس مال المستثمرين حتى لو حقق بنك اليابان هدفه المتمثل في بلوغ التضخم نسبة 2 بالمائة.
وحسب مارتن ويتون، من بنك وستباك، فإن "هذا الاحتمال يجب أن يثير قلق الشركات والحكومات في أمريكا وأوروبا التي اعتادت على تعطّش اليابان لسنداتها".
في مثل هذا السيناريو، سيتحوّل مصدر الطلب إلى مصدر ضغط على تمويل الشركات والحكومات الغربية. وقد يرتفع سعر الين بعد ذلك مع قيام المستثمرين اليابانيين ببيع ديونهم بالعملات الأجنبية وبعث استثمارات جديدة على المستوى المحلي. في هذا السياق، يحذر بوب ميشيل من بنك جيه بي مورغان لإدارة الأصول من عقد قادم يقوم على إعادة رأس المال إلى الوطن.
ورجّحت المجلة تضاءل تدفق رأس المال الياباني إلى بقية العالم، في توجّه ظهر خلال عقد من السياسة النقدية المتساهلة في مختلف أنحاء العالم. وعلى مدى الأشهر المقبلة، سوف يظهر ما إذا كانت المؤسسات المالية المحلية، أو مصدرو السندات الأجنبية، أو كليهما، ستطالها تداعيات ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة اليابان سعر الفائدة اليابان الاقتصاد النظام العالمي سعر الفائدة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة بنک الیابان فی الیابان
إقرأ أيضاً:
مهرجان أبوظبي 2025 يفتتح فعالياته بعرض عالمي لأوركسترا اليابان
تنطلق الدورة الثانية والعشرين من مهرجان أبوظبي يوم 7 فبراير 2025، بعرض عالمي مميز لأوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة في حضورها لأول مرة في العالم العربي، بقيادة المايسترو البارز يوتاكا سادو، وبمشاركة التينور العالمي جوناثان تيتلمان وعازف البيانو الشهير كيوهي سوريتا.
وسيتواصل الإبداع مع أمسية موسيقية استثنائية ثانية يوم 8 فبراير للأوركسترا نفسها، وذلك في قصر الإمارات بأبوظبي.
وتنظم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون دورة المهرجان لهذا العام تحت شعار "أبوظبي: العالم في مدينة"، احتفاءً بالتنوع الثقافي الذي تحتضنه العاصمة، وفي إطار الاحتفال بمرور أكثر من 50 عاماً على العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة اليابان، التي تم اختيارها كدولة شرف للمهرجان.
وسيشهد الحفل الافتتاحي للمهرجان أداءً استثنائياً من التينور العالمي جوناثان تيتلمان، الذي سيبهر الجمهور بتقديم أعمال أوبرا بوتشيني الشهيرة، بما في ذلك "مانون ليسكوت"، و"لو فيلي"، و"توراندوت"، مجسداً بصوته المتميز هذه الروائع الموسيقية الخالدة.
أخبار ذات صلة «إكسبو 2025».. بلا تدخين علياء القاسمي تطلع على جهود أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلةويتألق في هذه الأمسية عازف البيانو الشهير كيوهي سوريتا، الحائز على الميدالية الفضية في مسابقة شوبان لعام 2021، حيث سيعزف كونشيرتو البيانو رقم 2 لرخمانينوف، فيما ستقدّم الأوركسترا السيمفونية التاسعة "من العالم الجديد" لدفورجاك، التي تُعد واحدة من أعظم الأعمال السيمفونية، المستوحاة من تجارب المؤلف الموسيقي العالمي في أميركا.
وسيشهد العرض الرئيسي الثاني في 8 فبراير، عودة كيوهي سوريتا إلى المسرح ليقدم كونشيرتو البيانو الأولى لتشايكوفسكي، الذي يتميز بالبلاغة الهائلة والقوة العاطفية والإنسانية والتناغم والتوزيع الموسيقي، وسترافقه الأوركسترا بعزف مقطوعة ثلاثية لوتريات أوركسترالية للمؤلف الياباني ياسوشي أكوتاجاوا، وستُختتم الأمسية بأداء رائع للسيمفونية الخامسة لتشايكوفسكي، وهي عمل فني ملهم يعالج موضوعات الحياة والصراع والانتصار.
ويشكل هذان العرضان المميزان انطلاقة لموسم استثنائي من مهرجان أبوظبي 2025، ما يعزز مكانته كمنصة رائدة للتميز والإبداع الفني، حيث يجمع المهرجان نخبة من أبرز الفنانين والمؤدين العالميين ليسهم بذلك في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز التفاعل الفني على المستويين المحلي والدولي.