بغداد اليوم-ترجمة

تضاربت وسائل الاعلام الأجنبية في تفسيراتها وتحليلها لخطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الجمعة (3 تشرين الثاني 2023)، فبين من رآه خطابا روتينيا ومطمئنًا بعدم توسع الصراع، قرأته وسائل اعلام اخرى على انه تهديد بتوسيع الصراع.

وبحسب متابعة وترجمة "بغداد اليوم"، فقد اكدت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، ان خطاب نصر الله "اظهر بشكل واضح ان حزب الله لا يخطط لتوسعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وانه يكتفي الان باشغال القوات الإسرائيلية في صراع على الحدود اللبنانية لتخفيف الضغط عن حركة حماس"، بحسب وصفها، مشددة على ان "خطاب حزب الله يمثل تطمينا لدول المنطقة التي تخشى توسع الصراع الى حرب إقليمية جديدة".

موقف النيويورك تايمز عاكسه ما ورد عبر وكالة الاسوشيتد برس، التي اكدت ان خطاب نصر الله "هو تهديد واضح ومباشر لإسرائيل بقدرة ورغبة حزب الله بتوسعة الصراع"، موضحة "نصر الله اكد ان حزبه مستعد لكل الخيارات وقادر على اتخاذ أي منها في أي وقت ومنها مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر".

الوكالة اكدت أيضا، ان حركة حماس وخلال الفترة السابقة، حرصت على ممارسة "ضغوط" على حزب الله اللبناني للدخول الى المعركة بشكل مباشر واعمق، مشيرة الى ان خطاب نصر الله، أشار الى "رغبة" لدى الحزب بتوسعة الصراع، الامر الذي "قد يتقاطع" مع رغبة قادة دول المنطقة، بحسب وصفها.

التضارب في تناول وسائل الاعلام الأجنبية لخطاب حزب الله اتى بالتزامن مع اصدار الحكومة الإسرائيلية "ردا"، على خطاب نصر الله، حيث اعلن المتحدث الرسمي باسمها ايليون ليفي بحسب ما أوردت صحيفة تايمز اوف إسرائيل، ان الحكومة الإسرائيلية ترى في تصريحات نصر الله "تراجعا"، واصفة الخطاب بــ "الممل".

صحيفة النيويورك تايمز، اكدت أيضا ان موقف نصر الله المحذر من توسع الصراع الى حرب إقليمية، يمثل "خيبة امل" لحركة حماس بحسب وصفها، مؤكدة ان دخول حزب الله الى المعركة بقدراته الحالية والتي "تفوق بشكل كبير تلك التي تملكها حركة حماس" سيؤدي الى الاضرار بإسرائيل واصابتها بــ "الدمار"، بحسب وصفها. 

يشار الى ان النظام الإسرائيلي اعلن عن مقتل سبعة من جنوده ومواطنيه خلال اشتباكات وقعت على الخط الأزرق، في إشارة الى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من بينهم مراسل وكالة رويترز الدولية للانباء، والذي قتل نتيجة لضربة إسرائيلية داخل الحدود اللبنانية.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: خطاب نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسالةٌ إلى وسائل الإعلام

إسماعيل سرحان

أيها السادة والرفاق في عالم الإعلام، لو كانت قنواتكم ووسائلكم الإلكترونية قد وُجدت في عصر الأمم الخالية، لكانت الأحداث التاريخية تُروى بحبكةٍ درامية، تشبه إلى حَــدّ بعيد المسلسلات المثيرة.

تصوروا، طوفان نوح العظيم، لو كان لدينا إعلام في ذلك الزمان، لتم تغطيته كحدثٍ طبيعيٍّ خارق، وبعثت تقارير تقول: “ضرب الطوفان قوم نوح، جامعةً بين تقنيات التصوير الحديثة وأحاديث المساء”. وكأن الله لم يكن له يدٌ في ذلك، بل كانت مُجَـرّد حالة جوية استثنائية. لا داعي لذكر أن أحدًا لم يفكر في العلاقة بين تلك الأمطار الغزيرة وخروج شعوبٍ عن طاعة الحق سبحانه.

ثم تحكي وسائل الإعلام عن ريحٍ عاتيةٍ تحمل معها طوفان العذاب لقوم عاد: “عدد كبير من الضحايا، نأسف لعدم توفر التفاصيل، نستمر بالتغطية!”، وكأن الطيور قد أكلمتها بجائحة، لا جريمة عصيان، ولم يكن هناك عذابٌ يأتي من السماء.

وماذا عن الزلزال الذي دكّ ديار قوم ثمود؟ “نستوضح العوامل الجيولوجية المرافقة، ونلقى اللوم على الزلازل الطبيعية، أيها السادة، لا علاقة لأحد وكأن الأمر طبيعي جدًا!”، وكأن الأرض ليست لله وتسير وفق أمر الله وتدبير الله.

أما مشهدُ هروب موسى وقومه من فرعون، فلا ينتهي الحديثُ عند “موت أحدهم غرقًا!” بل يتطلَّبُ الأمرُ ملحقًا خاصًّا بعنوان “أسباب الفشل في السباحة. ” لقد أضاعت وسائل الإعلام، إن كانت موجودة آنذاك، الفرصة لتوضح لجمهورها أهميّة الطاعة والخضوع. للجبابرة والطغاة.

إن مثل هذه النظرة المبتورة، والتي تفصل ما بين الأحداث وأسبابها، تنذر بخطرٍ عظيم؛ إذ تفقد الجميع حقائق الأمور، وتجعلهم يتعاملون معها كنوع من الكوارث الطقسية غير المبرّرة.

الخطورة الحقيقية تكمن هنا، فهي لا تسمح للناس بالتفكير في التوبة والرجوع، بل تزرع فيهم شعورًا زائفًا بالأمان في المعاصي. تتكرّر الكوارث وكأنها تحولٌ من الطقس، فيما تبقى الأيدي منصوبة نحو السماء، تتساءل: لماذا يحدث ذلك لنا؟

الآن، بعد أن كشفنا نقطة الخلل، دعونا نذكر كلمات العزيز الجبار: {إِنَّ أخذهُ أَلِيمٞ شَدِيدٌ}، ودعونا نتذكر أن الأحداث لا تأتي عبثًا، بل هي رسائل علينا فهمها بعمق.

فلنجعل كُـلّ شاردة وواردة نملكها، علاقة بالله سبحانه، ولنتذكر أن الأحداث ليست مُجَـرّد تقارير تلفزيونية، بل هي دعوات للتوبة، والعودة إلى الطريق المستقيم، ولنا في الآيات المعجزات التي تبين لنا دائمًا “لعلّكم تتفكرون”. والحمد لله على نعمة الفهم وقوة الإيمان.

مقالات مشابهة

  • تسلسل زمني للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ماذا حدث خلال 15 شهرا؟
  • ماذا قال بايدن في خطاب الوداع عن ترامب واتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • الخطاب الأخير لبايدن من البيت الأبيض .. ماذا قال؟
  • رسالةٌ إلى وسائل الإعلام
  • حماس تشكر مصر وقطر على جهودهما في وقف إطلاق النار بغزة
  • مارك يسرح آلاف الموظفين بشكل مفاجئ.. ماذا يحدث داخل «ميتا»؟
  • وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق: الهدنة المرتقبة لا يمكن تناولها بشكل سطحي.. والوضع بغزة معقد
  • حتميةُ خوض الصراع من أجل إحقاق الحق
  • شولتس: التوصل إلى اتفاق بشأن الصراع في غزة بات قريبا
  • نحو 40 الف شركة مسجلة في اقليم كوردستان تتصدر الاجنبية منها تركيا وايران