قال الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن تزييف الوعي وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مُغيِّبات العقل ومُذهِبَات الفهم، فغياب الوعي من أكبر الأخطار المهددة لهم، وهذا هو ما يعلمه أعداء الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب فيستخدمونهم بابًا لتسريب أفكارهم ومِعوَلًا لهدم أساس الأمة وبنائها.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن هناك مصطلحات كثيرة وردت على لسان الفقهاء قديمًا كانت لها سياقات مكانية وزمانية، وكانت مرتبطة بحالات حرب وصدام، وهي نتيجة فتاوى خاصة بوقتها وقد تغيرت لتغير الزمان والمكان وهذا من أبجديات الفتوى".

وشدد مفتي الجمهورية على أن الفتوى هي عنصر أمان وعنصر دمار في نفس الوقت، فالمجتمع لا يستقر إلا بالفتاوى الرشيدة، مؤكدًا: "نحن فهمنا دَور الفتوى الحقيقي وأيقنَّا أن الفتوى يجب أن تَبني المجتمع ولا تهدمه".

وأوضح المفتي أن دار الإفتاء استشعرت خطر الفتاوى الشاذة والمضللة على الأمة فأنشأت في 2014 مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" وقد سار هذا المرصد على نهج الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما في جداله وحواره مع الخوارج بالحجج والبراهين، وهو مرصد يعمل على مدار الساعة من خلال محاور ثلاثة، الأول: عملية رصدية لما يصدر من فتاوى تكفيرية وآراء متشددة، والثاني: تحليل هذا المرصود من خلال وحدة التحليل الموجودة في دار الإفتاء المصرية، والأمر الثالث: إصدار تقرير عن عملية الرصد.مشيرًا إلى أن المرصد أصدر أكثر من 1000 تقرير حتى الآن كلها تعكس الخبرة التي اكتسبناها من خلال تحليل الأحداث والفتاوى.

وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تعاملت مع الفتاوى التي تصدر من المتشددين في حق غير المسلمين بالرد والتحليل، وكانت هذه الفتاوى تحصر التعامل معهم في دائرة الحرام والمكروه، وتضيِّق دائرة التعامل المباح مع غير المسلمين، بالخلاف لما جاءت به الشريعة الغراء وبالمغايرة لفعل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، فضلًا عن أغلب هذه الفتاوى هي فتاوى قديمة منقولة من كتب قديمة مختلفة السياق والزمان.

ولفت المفتي النظر إلى قيام دار الإفتاء بدراسة المنشورات والكتابات المتطرفة، ويقوم فريق متخصص بتصنيفها، وكثيرًا ما يتم استهداف الدار من خلال كتائب إلكترونية، خاصة عندما يتم نشر أي شيء يخص دعم الدولة الوطنية لتكوين رأي عام مضاد، ونحن نقف طويلًا عند أي آراء بناءة نصحح من خلالها المسار وفكرة النقد البناء هامة وفكرة الوعي هامة أيضًا.

وقال مفتي الجمهورية: "إن دار الإفتاء المصرية حرصت في عملها وفتاواها أن تعمل على حفظ استقرار المجتمعات والدولة الوطنية، والدعوة إلى قبول الآخر والتناغم معه في سبيل البناء الحضاري للإنسان والتعاون المشترك".

وأكد المفتي أنه بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحركات السياسية والتي استغلت الدين استغلالًا خاطئًا، فقد فشلت فشلًا ذريعًا نتيجة سوء مذهبهم ومنهجهم، فقد سقط مشروعهم دينيًّا وقيميًّا وأخلاقيًّا منذ بداية نشأته، والسبب في ذلك أنه قام على أسس واهية، ومفاهيم خاطئة، وتصورات باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أطلقت منذ سنوات طويلة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تهدف إلى تغيير التسمية التي أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً بـ"داعش" على نفسه، واستبدالها بتسمية "منشقي القاعدة"، معتبرة أن الاسم المستخدم حاليًا ساهم في تشويه صورة الإسلام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية دار الإفتاء الإعلامي حمدي رزق الدولة الوطنية الحركات السياسية دار الإفتاء المصریة مفتی الجمهوریة من خلال

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: اللقمة التي يضعها الرجل في فم زوجته صدقة

قال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى وعمره 63 عاما، ولم يكن في شعره سوى 17 شعرة بيضاء، لافتا إلى أن الاتساق مع النفس يعطي راحة بال.

إيزاء النبي صلى الله عليه وسلم 

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»: «سيدنا النبي تعرض لإيذاء شديد، لو تعرض له أحد منا لخرج من دين الله، فسيدنا النبي قال لنا كيف يصرف عني شتم قريش، يشتمون مذمما ويلعننون مذمما وأنا محمد».

الاتساق مع الكون يعلمنا كيف ندير الحياة

وتابع: «الاتساق مع الكون يعلمنا كيف ندير الحياة، فالدين في اللغة الطريق، فأسلوب الطريق هو الإدارة الأمثل وهي الوحي ففيه كل شيء حتى اللقمة حين تضعها في فم زوجتك لك بها صدقة، فهذا يدل على المودة والألفة بين الخلق».

 

 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ المستشار أحمد عبود على توليه رئاسة مجلس الدولة
  • وزير الأوقاف: تنسيق مع الإفتاء والصوفية والأشراف لتكون يدا واحدة خلف شيخ الأزهر
  • وزيرة التنمية المحلية تتطلع لزيادة الوعي لدى المواطنين بالتعاون مع دار الإفتاء
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: اللقمة التي يضعها الرجل في فم زوجته صدقة
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: تصوير الكتب دون إذن صاحبها ونشرها عبر الإنترنت حرام شرعا
  • دريان استقبل القاضي الشيخ خلدون عريمط
  • هل الحسد والسحر ابتلاء؟.. أمين الفتوى بـ«الإفتاء» يجيب
  • الرياضة المصرية وحكومة الجمهورية الجديدة
  • مستشار المفتي يكشف تفاصيل مؤتمر الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع
  • مستشار مفتي الجمهورية يكشف أهم ملامح المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء