انتقادات لـموسم الرياض في زمن الحرب.. وأصوات سعودية ترد
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
تتعرض السعودية لانتقادات، إثر إطلاقها الفعاليات الترفيهية الشهيرة بـ "موسم الرياض"، بينما تستعر الحرب بين إسرائيل وغزة منذ قرابة الشهر.
وتخلل حفل افتتاح النسخة الرابعة للموسم، عروضا ترفيهية مختلفة، منها ما هو رياضي، ومنها الفني، حيث افتتح الموسم، المطرب السعودي الشهير، عبد المجيد عبد الله.
تلك العروض التي صاحبتها رقصات على أنغام الفولكلور السعودي، غزت مواقع التواصل الاجتماعي العربية، مرفوقة بعبارات منتقدة.
وبينما انتقد البعض السعودية، اصطف آخرون إلى جانبها، قائلين إن موسم الرياض تظاهرة تمت برمجتها منذ أشهر، ولم يكن بالإمكان إلغاؤها.
بالجزائر ألغوا الاحتفالات بذكرى الثورة الجزائرية تضامناً مع أهل غزّة. وهيدا عيد وطني.
أما موسم الرياض بقي بموعده. يا عيب الشوم على كل فنان شارك فيه وما أعتذر. وأهم شي ما يطلعوا يتفصحنوا بالمقابلات ويحكوا عن الإنسانية وعن الأخلاق والمثاليات .
ويذهب المحلل السياسي السعودي، حمود الزيادي، إلى الرأي الأخير، حيث يرى أن موسم الرياض، تظاهرة ثقافية متجددة، تتم برمجتها قبل عدة أشهر، رافضا ربطها بالأحداث التي تطرأ.
وقال الزيادي في اتصال مع موقع الحرة "الموسم يتم التحضير له قبل أشهر، وهناك عقود مع المشاركين، ليس سهلا أن تلغيه بين يوم وليلة".
ثم أضاف في رده على المنتقدين "أولئك الذين يرون أنه كان علينا عدم برمجته، ينتمون لبلدان تُنظّم تظاهرات ثقافية مختلفة، دون أن تُثير لديهم هذا الحس الانتمائي".
وفي سياق ردّه، لفت الزيادي إلى أن السعودية كانت دائما سباقة في تنظيم حملات التبرع لأهل غزة، وأشار إلى أنه خلال أقل من 24 ساعة، تمكن السعوديون من جمع ما قيمته أكثر من ربع مليار ريال" حسب تقديره، متسائلا "مَن مِنَ المنتقدين قام بذلك؟".
وتحاول المملكة تحقيق توازن بين موقفها التقليدي الداعم لحقوق الفلسطينيين واهتمامها بمصالحها الوطنية والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
مشهور التيك توك الفلسطيني ابو رهيب :
ردا على شخص يسأله عن رأيه في مايحصل في المملكة يقصد موسم الرياض ؟
فأجاب :
فلسطين محتله من قبل 70 سنه والدول تقوم بأنشطتها ومصالحها واقتصادها ومهرجاناتها واحتفالاتها ، الآن العالم كلها صارت مسلمه ومؤمنه وخايفه على اهل فلسطين لما صار السعوديه… pic.twitter.com/CCvbkmlcs8
والخميس، أطلقت السعودية، حملة لجمع تبرعات للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر "ما يشكّل مساحة نادرة للسعوديين للتعبير عن تضامنهم" وفق وكالة فرانس برس.
وحتى مساء الخميس، ساهم أكثر من 186 ألف متبرّع في الحملة ليصل مجموع التبرّعات إلى 118,4 مليون ريال سعودي (حوالى 31.5 مليون دولار)، وفق منصّة "ساهم"، وهي موقع إلكتروني مخصص لـ"الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
في هذا الصدد، قال الزيادي إن بلاده "لطالما كانت في طليعة البلدان المؤيدة لحق الفلسطينيين في إنشاء دولة خاصة بهم" مشيرا إلى بيانات الاستتنكار الشديدة التي تصدرها الرياض منذ انطلاق الحرب الجديدة بين حماس وإسرائيل، إثر هجوم عناصر من الحركة، التي تُدير قطاع غزة، على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي.
يومها، قالت الرياض في بيان، إن المملكة "تُتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات، هناك".
وتابع البيان "تُجدد المملكة دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين".
وفي السابع من أكتوبر الماضي، شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، تسللت خلاله إلى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل قرابة 1400 شخص معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتردّ إسرائيل مذاك بقصف مدمر على قطاع غزة حيث قُتل خلاله أكثر من تسعة آلاف شخص، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 3600 طفل، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من أكتوبر "لحصار كامل" من إسرائيل يشمل قطع إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، بينما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وفي سياق الرد السعودي على الانتقادات التي طالت البلاد بعد إطلاق موسم الرياض، تجادل الأمير السعودي، عبدالرحمن بن مساعد، ومدون يمني، نسب له تصريحات تتعلق بعدم القدرة على إرجاء التظاهرة لارتباط المملكة بعقود مع فنانين ومشاهير عالميين.
وكتب المغرد اليمني، على منصة "إكس"( تويتر سابقا) " سلطنة عمان تلغي مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني تضامناً مع غزة، وعبدالرحمن بن مساعد، قال ما نقدر نلغي الاحتفالات بموسم الرياض لأننا عملنا عقد مع شاكيرا قبل الحرب".
في رده، سأل الأمير، المغرد، وهو صحفي يمني، تقديم دليل عما كتب، ليرد الثاني بتغريدة للأمير تخص التظاهرة، لكنها لا تتضمن أية إشارة لاستحالة فسخ العقود مع الفنانين كما زعم.
"حملات تشويه"قال المحلل السعودي، مبارك آل عاتي، إن المملكة اعتادت على "حملات التشويه، التي تقودها بعض التنظيمات، ضد ها وتحديدا موسم الرياض، والمواسم الاقتصادية والسياحية".
وتابع في مقابلة مع موقع الحرة، إن تلك الحملات هدفها إفشال خطط السعودية للنهوض الاقتاصدي ولا سيما "رؤية 2030" وربط ما يحدث بالمملكة بالأحداث، والمشهد السياسي الحاصل حاليا في المنطقة.
وقال "هذه الأصوات التي دائما تتقصّد الإساءة للمملكة، تقفز على ما قدمته وتقدمه السعودية من دعم" في إشارة إلى الحملة التضامنية التي أشار إليها أيضا مواطنه، الزيادي.
وتابع "الجهات التي تقود هذه الحملات، تُحسب على دول فاشلة سقطت في أتون الثورات، والاستقطابات الطائفية" مضيفا أن المملكة هي الدولة "الأكثر صدقا وديمومة من ناحية تأييد الفلسطينيين منذ عقود".
وللحصول على تعليق رسمي من السعودية حول الاتهامات التي طالتها بسبب تنظيمها لهذه التظاهرة، في غمرة الحرب بين إسرائيل وغزة وما أوقعته من ضحايا بين المدنيين، أرسلنا بطلب تعليق لوزارة الثقافة السعودية، لكننا لم نتلق أي رد حتى كتابة هذا التقرير.
View this post on InstagramA post shared by موسم الرياض | Riyadh Season (@riyadhseason)
في غضون ذلك، أكد لنا المحلل الزيادي، أن الرياض "لم تضع أبدا القضية الفلسطينية جانبا، بينما تنظم تظاهرات اقتصادية وفنية" مشيرا إلى الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، وتحرك الرياض، الحثيث، دبلوماسيا ، خلال الأيام الأخيرة.
وقال "الحضور السعودي واضح ومُعلن.. هذه مُزايدات، من ينتقدون السعودية، توجد في بلدانهم أنشطة ترفيهية على مدار الساعة، موسم الرياض مجدول ومرتب مسبقا، ويسير كما يسير النشاط التعليمي والرياضي في أي دولة مستقرة".
وتساءل "هل إذا توقف موسم الرياض، توقفت الحرب؟" ثم تابع متهما تيار "الإخوان المسلمين" بالوقوف وراء حملة التشويه تلك.
وتابع "هذا التيار المدعوم من إيران، لا يقدم أي شيء للفلسطينيين إلا الشعارات" ثم انتقد حديث قادة حماس عن حل الدولتين "وهم الذين رفضوه دائما.. وهذا دليل على أنهم يميلون إلى الشعارات فقط" حسب قوله.
في المقابل، أبرز الزيادي "الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية السعودية لإيقاف نزيف غزة" وقال "موسم الشعارات هو الذي يجب أن يتوقف".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: موسم الریاض قطاع غزة أکثر من التی ت
إقرأ أيضاً:
هكذا تعاملت الصحافة السعودية مع تصريحات ترامب ورد الرياض عليها
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل، بشأن تهجير الفلسطينيين ومساعي الولايات المتحدة للاستيلاء على قطاع غزة، اهتماما واسعا في الصحف الدولية والعربية، وسط رفض فلسطيني لكافة مخططات التهجير.
وترصد "عربي21" أبرز ما تناولته الصحافة السعودية حول هذا الموضوع، وكيفية تعاملها مع تصريحات ترامب، ورد الرياض عليها.
وصدّرت صحيفة "البلاد" عبر الصفحة الأولى في نسختها الورقية، عنونا رئيسيا: "الخارجية: موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية ثابت ولا يتزعزع"، وكتبت عنوانا إشاريا: "رفض قاطع للتهجير وضم الأراضي".
وتضمنت تغطية الصحيفة الموقف المصري المطالب بتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة، واستعرضت بيان الخارجية السعودية والذي أكد أن "موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت ولا يتزعزع وليس محل تفاوض أو مزايدات".
وأبرزت في متن خبرها الرئيسي، عناوين فرعية: "محمود عباس: مواقف السعودية شجاعة ومشرفة"، و"ملك الأردن: نرفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني".
صحيفة "سبق" السعودية كتبت: "بيان الفجر لمن يهمه الأمر.. حزم المملكة لا يلين أمام كل من يمس قضية فلسطين"، مشيرة إلى أنه "لدى المملكة تاريخ كبير في دعم القضية الفلسطينية، بدأ هذا التاريخ مع نكبة عام 1948، وهو مستمر إلى اليوم، ويتضمن مواقف كثيرة ومشرفة".
ثوابت السعودية تجاه قضية فلسطين
وأضافت الصحيفة أنّه "مع تعاقب الحكومات السعودية، لم تغيّر المملكة من ثوابتها تجاه قضية فلسطين، وهو ما ظهر جلياً خلال العقود الماضية، وصولاً إلى الحرب الأخيرة التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرت قرابة 15 شهراً".
ولفتت إلى أنه فجر الثلاثاء الماضي، "أصدرت السعودية بيانا كررت فيه، ما سبق أن أكدته من قبل مرات عدة، بأن موقفها تجاه القضية الفلسطينية، ثابتٌ وراسخٌ ولا يتغيّر، ولا يحتمل المزايدات".
وبحسب "سبق"، فإن المملكة زادت في بيانها الأخير، بأنها ستقف بحزم لا يلين أمام أي محاولات للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وتابعت: "في إشارة واضحة وجلية، لمَن يهمه الأمر، بأن السعودية قيادة وشعباً، سترفض أيَّ محاولاتٍ من هنا أو هناك، لفرض واقعٍ جديدٍ، يعمل على تصفية القضية الفلسطينية، أو يقلّل من أهميتها في وجدان كل العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم القيادة والمواطن السعوديان، ويريان أن عدم دعم هذه القضية، خيانة صريحة، وتآمراً علنياً لا مبرر له، ولن يتسامح معه التاريخ".
أما صحيفة "عكاظ" السعودية، فقد نشرت تقريرا عن الرفض العربي والدولي لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة، وتضمن التقرير مواقف رافضة من روسيا وتركيا ومصر، وسط تأكيد على ضرورة السعي نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
واقتصر التقرير على الردود الفلسطينية الرفضة مطلقا للتهجير، بما فيها موقف حركة حماس الذي وصف هذه التصريحات بـ"العبثية".
قليلا من العقل يا فخامة الرئيس
ونشرت "عكاظ" أيضا مقالا للكاتب حمود أبو طالب بعنوان: "قليلا من العقل يا فخامة الرئيس"، وقال فيه: "لم يكذب أو يبالغ بنيامين نتنياهو عندما وصف الرئيس دونالد ترامب بأنه أعظم صديق لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعهما على هامش زيارته لواشنطن".
وأضاف أن "ترامب يعد بأن يقدم لدولة الاحتلال ما لم يجرؤ على التفكير فيه رئيس سابق منذ قيامها، إنها الوصفة الترمبية السحرية: سيادة إسرائيل على الضفة الغربية واستيلاء أمريكا على قطاع غزة كملكية أمريكية طويلة الأمد، وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط. ولكن من سيعيش فيها يا فخامة الرئيس؟ يجيب بكل بساطة: ستكون موطناً لشعوب العالم".
وأردف قائلا: "يبدو بشكل مقلق جداً أننا إزاء نسخة ثانية متحورة من دونالد ترامب تتصف بالخطورة الشديدة. فكرة الاستيلاء والغزو تعيدنا إلى ما قبل قيام العالم الجديد والنظام العالمي الذي نشأ بإنهاء الاستعمار وتكوين الأمم المتحدة والقانون الدولي. الرئيس ترامب يعتقد أن الدول لا تختلف عن منتجع مارا لاغو يمكن الاستيلاء عليها ضمن صفقات، وإذا لزم الأمر بالقوة. هذه العقلية تشكل خطراً على العالم بأسره عندما تعشش في جمجمة رئيس أقوى دولة في العالم، بل إنها تشكل خطراً حتى على الدولة التي يقودها، لأن العالم لن يستسلم للتهديد وممارسات الفوقية والإملاءات المتعسفة".
صحيفة "الوطن" السعودية صدّرت خبرا رئيسيا بعنوان: "السعودية: الدولة الفلسطينية ليست محل تفاوض ولا تنازلات"، وأوردت فيه تفاصيل البيان السعودي الرافض لتصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين وعدم إقامة دولة فلسطينية.
ونشرت الصحيفة ملخصا لما وصفته "الموقف السعودي الثابت"، وذكر على شكل نقاط، أن مواقف السعودية ثابتة ولا تقبل المساومة أو المزايدات، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة شرط لأي علاقات دبلوماسية مُحتملة مع إسرائيل، ووقوف المملكة مع الحق الفلسطيني ضد أي محاولات تسعى لتصفيته، والسلام لن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه.
أما صحف "الرياض" و"المدينة" و"الجزيرة" فقد تجاهلت تصريحات ترامب، والبيان السعودي الذي رد على مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وفق ما رصدته "عربي21" على الموقع الإلكتروني الخاص بهذه الصحف.