"كل الخيارات مطروحة".. صحيفة عبرية تحلل خطاب نصر الله والتطورات المحتملة في المستقبل
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
سلطت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية في مقال نشرته مساء يوم الجمعة الضوء على خطاب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وقالت الصحيفة إن "حسن نصر الله التزم الصمت منذ 7 أكتوبر والجزء الرئيسي من خطابه اليوم إذا لم يكن هذا خداعا، يبدو أنه في الأساس محاولة لثني إسرائيل عن توجيه ضربة استباقية إلى حزب الله وهي خطوة من شأنها أن تكون "أغبى شيء فعلته إسرائيل في تاريخها حسب قوله".
وأضافت "ينبغي لنا أن نتذكر أن حزب الله الآن في حالة تأهب قصوى في لبنان".
إقرأ المزيد نصر الله يتحدث عن تحركات "حزب الله" لمساعدة غزةوذكرت أن نصرالله وعد بأن تخرج "حماس" منتصرة في حرب غزة رغم الدمار والخراب، تماما كما انتصرت لبنان عام 2006.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات أمين عام حزب الله جمعت بين الحذر والتهديد، حيث أكد أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وتطرقت الصحيفة إلى الكلمات التي قالها عن المواجهات مع إسرائيل على طول الحدود مثل إجبار الجيش الإسرائيلي على تقليص القوات المهاجمة في غزة من أجل نقل جزء منها إلى الشمال، مشيرة إلى أن نصر الله يفضل الاستمرار في هذا المسار وعدم التصعيد ما دامت النيران أقل حدة من تلك التي تؤدي إلى حرب شاملة.
وأوضحت أنه ومن الناحية العملية، فقد حدد نصر الله الظرفين اللذين سيصعّد فيهما، الأول التطورات في غزة على سبيل المثال إذا شعر أن حماس على وشك الهزيمة، والثاني بحسب الطريقة التي ستتصرف بها إسرائيل على الحدود الشمالية.
وكان نصر الله قد أكد أن "المقاومة الإسلامية منذ 8 أكتوبر تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من يتواجد بالفعل على الحدود.
إقرأ المزيد كيف سيتعاطى حزب الله مع إسرائيل في ضوء حرب غزة؟.. أبرز نقاط خطاب حسن نصراللهكما أكد أن "الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، مشيرا إلى أن عمليات المقاومة في الحدود تأتي ضمن حسابات دقيقة جدا.
وأوضح أن جبهة لبنان استطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي ومنها جزء مهم لقوات النخبة ونظامية لتخفيف الضغط على غزة.
وصرح بأن الجبهة اللبنانية أجبرت عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح، وتم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا".
وردا على خطاب نصر الله، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة له تلت خطاب أمين عام حزب الله، بأن أي خطأ سيكون ثمنه باهظا.
وأضاف نتنياهو أنه يرفض أي وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلا إنه سيمضي قدما في الهجوم العسكري حتى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس".
المصدر: صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار لبنان الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بيروت تل أبيب حركة حماس حزب الله حسن نصرالله طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام واشنطن نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى المستقبل يمر من هنا
فـي الوطن تكبر الأحلام، تعيد تشكيل نفسها، تعاود ترتيل صلوات الشكر، وتسيل كماءٍ من فم الزمان، تسير بهدوء نحو غايتها، ترتفع كقامة لا تنحني، أو تتعثر، تمسك الحلم البعيد، وترصد الرؤى القابلة للتحقق، مجسدة ملحمة خالدة، تقود مركب الوطن فـي أمواج هائجة، وتسافر كسهم نحو غايتها البعيدة، تحاول أن تعطي الحياة، لأولئك الذين يمسكون بأسراب الأمل، يحملون فـي قلوبهم عطاء هذا الوطن، ويعيدون مشهد الولاء لذلك القائد الملهم الذي وقف كسدٍ منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب، أو يحاول أن يتكسّب من وظيفته، أو منصبه.
لم يكن الأمر هينًا، فإغلاق كل ثغرات التبذير والفساد يحتاج إلى الكثير من سعة البال، والصبر، والعمل دون هوادة، أو محاباة لكي يستعيد هذا الوطن عافـيته، ويقوم من عثرته، ويبدأ فـي عملية بنيوية وتفكيكية طويلة، تحتاج إلى طاقات هائلة، وجهود غير عادية، ورجال يستطيعون أن يمضوا دون أن يتذمروا أو يتراجعوا، ومع كل هذه الصفات يحتاجون إلى الكثير من الإرادة الصلبة، والإخلاص منقطع النظير لتنفـيذ توجيهات القائد، والعمل دون توقف للوصول إلى الغاية البعيدة، وسط تحديات غير عادية، وطبيعة متقلبة، وعوامل غير ثابتة، ولكن تحت إمرة قيادة حكيمة، وواعية، حددت هدفها سلفًا، وذللت الصعاب، وأخذت على عاتقها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، لكي يصل الوطن إلى شاطئ الأمان، ويعود قويًا، صلبًا كما كان فـي أوج عزه، وجلاله.
إن الإرادة تصنع المستقبل، وتهزم المستحيل، وتعيد تشكيل خارطة الشعوب، فلم يكن لشعب على وجه الأرض أن يصل إلى غايته المنشودة دون إرادة، وعزيمة فولاذية لا تُقهر، أو تتقهقر، وإذا لم تكن لدى ذلك الشعب الأدوات التي تعينه على الوصول إلى ما يحلم به، وإذا لم يحظَ بقيادة واعية تأخذ بيده إلى وجهته الصحيحة، وتشجعه لكي لا تفتر قواه، أو تتراجع أحلامه، لولا هذه وجود هذه العوامل لفترت الهزيمة، وبردت الهمة، وهذا ما حبا الله به سلطنة عُمان، حين قيّض لها قائدًا ملهمًا، يؤجج فـيها الحماس، ويذكي بها روح العمل، ويمضي بها إلى طريق السؤدد والمجد، وهذا ما فعله صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -، وهو يمسك بيد شعبه، ويقوده إلى مكانه، ومكانته اللتين تليقان به، كشعب عريق، وبلد موغل فـي الزمن، وتاريخ لا يُمحى، حين تسيّد الأرض، وكان ذات يوم على قمة العالم، فكان لا بد من وضع الحلم فـي مرمى الهدف، والعمل على تحقيقه حسب رؤية واضحة المعالم، قادرة على التحقق، مرنة، تتكيّف مع الظروف، وترتبط بعنصر الزمن، والرقابة الصارمة والدقيقة التي تساعد على التحقق، وتمنع أي تجاوزات قد تحدث نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة.
قد تكون العواصف الهوجاء صعبة فـي بداية الأمر، ولكن الربّان الماهر هو من يخرج منها سالمًا، وقويًا، وقادرًا على مواصلة الرحلة الشاقة دون أن تفتر عزيمته، أو تتراخى همته، لذلك حرص جلالته - أبقاه الله - على التحقق بنفسه من كل صغيرة وكبيرة، وأشرف بنفسه على تنفـيذ الرؤية، التي اختارها لكي تصبح سلطنة عُمان فـي مقدمة الدول التي تفاخر بإنجازاتها، بيد شبابها، وثباتهم فـي ميادين العطاء.
فلتمضِ النهضة الجديدة مكللة بالرخاء، واليُمن والبركة ليكون الغد ملكًا فـي أيدي شباب هذا الوطن، ومنجزًا مهمًا من منجزاته العظام، ولتتبوأ هذه البلاد الكريمة مكانها العالي الذي يليق بها، وبمجدها التليد.