الجزيرة:
2025-01-11@02:36:47 GMT

هل أصبح الذكاء الاصطناعي واعيا بذاته؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

هل أصبح الذكاء الاصطناعي واعيا بذاته؟

نماذج اللغة الكبيرة هي برمجيات حاسوبية تم تدريبها على الكثير من البيانات النصية لفهم اللغة البشرية وتوليدها، ويمكن لذلك النوع من التعلم العميق مثل "شات جي بي تي" فهم الأسئلة والرد عليها، بل وكتابة المقالات وحتى ترجمة اللغات.

وكلما ازداد كم البيانات التي يتم تدريب تلك النماذج عليها، أصبحت أفضل في فهم اللغة وتوليدها، مما يعني أنها بشكل أو بآخر تصبح أكثر قدرة كل يوم.

لكن عند تلك النقطة ينشأ سؤال جديد: هل هذه البرمجيات التي تزداد ذكاء وتُطور قدراتها يوما بعد يوم تمتلك وعيا فتدرك ما يطلب منها، أم أنها مجرد زومبي يعمل بناء على خوارزميات ذكية لمطابقة الأنماط؟

في دراسة جديدة نُشرت بدورية "تريندز إن نيوروساينس" بقيادة باحثين من "جامعة تارتو" في إستونيا، يحاول علماء الأعصاب اتخاذ زاوية علمية عصبية للإجابة عن هذا السؤال.

رغم أن استجابات أنظمة مثل "شات جي بي تي" تبدو واعية فإنها على الأرجح ليست كذلك (شترستوك) العلم يرفض

وبحسب الدراسة، يشير هذا الفريق إلى أنه على الرغم من أن استجابات أنظمة مثل "شات جي بي تي" تبدو واعية، إلا أنها على الأرجح ليست كذلك، ويسوق هذا الفريق 3 دلائل على ذلك الادعاء:

أولها أن المدخلات في نماذج اللغة تفتقد الإدراك المتجسد والمضمّن الذي يميز اتصالنا الحسي بالعالم من حولنا. والإدراك المضمّن المتجسد مفهوم يشير إلى أن الإدراك لا يقتصر على الدماغ فحسب، بل يتم توزيعه عبر الجسم ويتفاعل مع البيئة المحيطة، حيث تتشابك قدراتنا المعرفية بشكل عميق مع تجاربنا الجسدية وتفاعلاتنا الحسية الحركية مع العالم، بينما تتمحور نماذج اللغة الكبيرة حول النص فقط.

أما الدليل الثاني بهذا السياق فيتعلق بافتقاد بُنيات خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحالية إلى السمات الرئيسية الطبيعية التوصيلية للنظام القشري المهادي في الدماغ، والذي يمكن أن يرتبط بالوعي في الثدييات.

وثالثا، فإن مسارات النمو والتطور التي أدت في المقام الأول إلى ظهور كائنات حية واعية ليس لها مثيل في الأنظمة الاصطناعية كما يتم تصورها اليوم.

وبحسب الدراسة فإن الخلايا العصبية الحقيقية مماثلة للشبكات العصبونية الاصطناعية، فالأولى كيانات مادية حقيقية يمكنها أن تنمو وتغير شكلها، في حين أن الشبكات العصبونية في نماذج اللغة الكبيرة مجرد أجزاء من التعليمات البرمجية لا معنى لها.

العقل البشري ليس فقط محركا إحصائيا يهدف لتحليل الأنماط في كم هائل من البيانات (شترستوك) من علم الأعصاب إلى الفلسفة

وفي مقال لعالم اللسانيات والفيلسوف الأميركي الشهير نعوم تشومسكي، فإن العقل البشري ليس فقط محركا إحصائيا يهدف لتحليل الأنماط في كم هائل من البيانات وكنتيجة لذلك يستنبط الاستجابة الأكثر احتمالا، ولكنه نظام فعال يعمل بكميات صغيرة من المعلومات، ولا يسعى إلى استنتاج الارتباطات بين نقاط البيانات، ولكن لإنشاء تفسيرات أكثر عمقا من مجرد جمع مخرجات البيانات الاحتمالية.

وفي هذا السياق، تعد هذه النماذج محاكاة للبشر ولا تمتلك وعيا بشريا، كما يوضح جون سيرل أستاذ فلسفة العقل واللغة بجامعة كاليفورنيا بيركلي، حينما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يتحدث ويكوّن الجمل بطريقة نحوية وليست دلالية أو ذات معنى، وهما أمران منفصلان تماما، فبناء الجمل لا يمكن له أن يكون مؤسسا لمكونات عقلية مثل المعنى أو الدلالة التي يمتلكها البشر.

في النهاية، يوضح الباحثون بالدراسة الجديدة أنه ما يزال أمام علماء الأعصاب والفلاسفة طريق طويل لفهم الوعي، وبالتالي فالطريق أطول للوصول إلى الآلات الواعية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يزيح 92% من البشر عن وظائفهم

بغداد اليوم - متابعة 

يستعد العالم لفقدان 92 مليون وظيفة بحلول 2030، مع عزم 40% من الشركات تقليص الوظائف في القطاعات التي أثبت الذكاء الاصطناعي فيها كفاءة، بحسب ما كشفه تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

ويخطط 40% من الشركات حول العالم لتقليص عدد الموظفين مع تراجع أهمية مهاراتهم في الوظائف التي يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها، فيما يسعى 50% لنقل الموظفين من الأدوار التي يقل الطلب عليها إلى الأدوار المناسبة للعصر الحالي.

بحسب التقرير فإن التغيرات التكنولوجية، والتفتت الجيو-اقتصادي، وعدم اليقين الاقتصادي، والتحولات الديموغرافية، والانتقال الأخضر – سواء بشكل فردي أو مجتمعة – تعد من القوى الرئيسية المتوقع أن تعيد تشكيل سوق العمل العالمي بحلول عام 2030.

وكان 60% من أصحاب الأعمال يرون أن اتجاه تعزيز الوصول الرقمي سيكون له أكبر الأثر على أعمالهم، في المتبقي من العقد الحالي، إذ يتوقع 86% من أصحاب العمل أن يُحدث التقدم التكنولوجي، وخاصة الذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات، تحولًا في أعمالهم حتى 2030، وتقل النسبة إلى 58% بالنسبة للاعتماد على الروبوت والميكنة الكاملة.

المصدر : وكالات

مقالات مشابهة

  • اللغة التى جعلتهم يقهروا الظلام
  • AI Drones: تأثير مُسيّرات الذكاء الاصطناعي في نتائج الحروب
  • الذكاء الاصطناعي يزيح 92% من البشر عن وظائفهم
  • للألعاب وتدريب الروبوتات.. جوجل تسعى لبناء نماذج عالم للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يُهدد 92 مليون وظيفة
  • مساعد الذكاء الاصطناعي «Gemini» يصل عالم السيارات| تفاصيل
  • الذكاء الاصطناعي يُهدد 92 مليون وظيفة عالمياً بحلول 2030
  • أكثر من مجرد شاشات.. هكذا يطور الذكاء الاصطناعي أجهزة التلفاز
  • حجم سوق الذكاء الاصطناعي خليجياً.. 15 مليار دولار
  • بـ3000 دولار.. إطلاق أصغر حاسوب فائق الذكاء الاصطناعي