مصر تكشف عن خطة لتنمية شمال سيناء.. ما علاقتها بتهجير الغزيين؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أثار المؤتمر الحكومي لرئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في شمال سيناء والكشف عن خطة خمسية جديدة بمئات المليارات لتنمية وتعمير سيناء بالتزامن مع الحديث عن تهجير سكان قطاع غزة ودعوة واشنطن للقاهرة لاستقبال مواطنيين من القطاع، تساؤلات حول توقيته وأهدافه.
وأعلن مدبولي في حماسة غير معتادة وسط عدد من السياسيين والعسكريين ورموز المجتمع المصري المصري من داخل كتيبة عسكرية، الثلاثاء، عن خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية بقيمة نحو 363 مليار جنيه في شمال سيناء خلال السنوات الخمس المقبلة، (الدولار يساوي 30.
وتضمن خطاب مدبولي وعد جديد متجدد بإعادة أهالي شمال سيناء إلى المنطقة المتاخمة للحدود في رفح والشيخ زويد بعد سنوات من الإخلاء والتهجير، مشيرا إلى أن الدولة نفذت أكثر من 1000 مشروع منذ يونيو/حزيران 2014 باستثمارات 283 مليار جنيه.
لكن الخطة وبحسب مراقبين ومعنيين تبدو أكبر بكثير من مجرد تنمية منطقة حدودية لا تتمتع بأي ثقل سكاني، حيث تتوسع إلى إنشاء ميناء بحري وميناء جوي ومناطق تجارية وصناعية وحرة في شمال سيناء وبينها منطقة لوجستية في رفح لخدمة حركة التجارة بين مصر وجيرانها، فضلا عن مخطط منطقة لوجستية لتداول السلع في بئر العبد.
كما تتضمن الخطة تنفيذ مشروعات مياه شرب وصرف صحي ومشروعات طاقة كهربائية، ومشروعات للغاز الطبيعي، ومشروعات تنمية سياحية، وموانئ وكورنيش لخدمة أهالي شمال سيناء وتجمعات سكنية بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش بتخطيط عمراني جديد فضلا عن منطقتين صناعيتين في رفح ونخل، و مجمعين صناعيين في رفح والحسنة، و10 مصانع للرمال السوداء.
وكان منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي قد قال في وقت سابق إن السلطات الأمريكية تتحدث مع مصر وشركاء آخرين في المنطقة، حول إمكانية استضافة لاجئين يرغبون بالهروب من الحرب في غزة "مؤقتا".
ونقلت صحيفة " فاينانشال تايمز " عن دبلوماسيين غربيين، القول إنهم يعتقدون بأن الضغط الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة قد يؤدي إلى تغيير في الموقف المصري وقبول مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر .
"هجرة اقتصادية و3 لاءات أمريكية"
إرهاصات تطوير وتنمية شمال سيناء دون التطرق إلى أي تفاصيل تجري منذ 2015، يقول السياسي المصري والمرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، حيث شرعت السلطات في إقامة مشاريع بنية تحتية في شمال سيناء وإخلاء المنطقة من السكان (الحدودية) كان من الواضح أنه "يتم تنفيذها تمهيدا لشيء ما أكبر من مجرد تنمية اقتصادية".
وأوضح لـ"عربي21": "لو رجعنا لصور الأقمار الصناعية هناك تغير كبير جرى على المنطقة الحدودية بشكل ينبئ بأن شيء يُعد له في الخفاء وفي السر، ولكن دعني أقول ليست كل المؤسسات المصرية طرفا فيما يجري ولا أستبعد تورط دول عربية في القضية".
وفيما يتعلق بحديث المسؤولين الأمريكيين أنه تهجير مؤقت، كشف نور "كل تهجير مؤقت يتحول إلى تهجير دائم ولم نر مهجرين عادوا إلى بلادهم جزء من مخطط التهجير هو مثلث ذهبي جديد يحظى بقبول أمريكي وبعض الدول الغربية ويتضمن 3 لاءات، الأولى غزة بلا حماس واللاء الثانية الضفة بلا عباس والثالثة إسرائيل بلا نتنياهو وأقربهم إلى التحقيق الأخير، مشيرا إلى أنه يجري التخطيط للإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لصالح شخصية أخرى من حركة فتح يتم إعدادها منذ سنوات".
"خطة اقتصادية أم مخطط سياسي"
قامت السلطات المصرية ما بين عامي 2014 و 2018 بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، وشرعت في تنفيذ مئات المشاريع التنموية والعمرانية بدعوى القضاء على الجماعات المسلحة وقامت بتهجير السكان على وعد بعودتهم بعد الانتهاء من خططها وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وكان الكاتب البريطاني جوناثان كوك قال في تحليل موسع لصحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية إبان الترويج لما يسمى "صفقة القرن" أن أحد الأهداف الرئيسية هي وضع غزة وسكانها تحت إشارة الاحتلال دون أن تتحمل أي مسؤولية أو لوم.
تتلخص الخطة، بحسب الكاتب البريطاني، بناء مشروعات للبنية التحتية لقطاع غزة خارج القطاع، أي في شمال سيناء، وتوفير الكهرباء والمياه والوظائف والميناء والمطار والمناطق الصناعية ومنطقة للتجارة الحرة لسكان القطاع، وتشجيعهم للعمل في شمال سيناء للاستقرار نهائيا هناك.
ظهرت الخطة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق، وكان يديرها جاريد كوشنر صهره ومستشاره في البيت الأبيض، ووصفها في يونيو/ حزيران بأنها "صفقة القرن"، وهي تتجاهل فكرة حل الدولتين التي كانت تمثل الصيغة الأمريكية والدولية المقبولة لإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة إلى جانب دولة الاحتلال.
صفقة القرن التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع عام 2021 بـ"التاريخية" قوبلت بترحيب مصري ورفض فلسطيني واسع والتهديد بالانسحاب من اتفاقية أوسلو، وقال مسؤولون فلسطينيون على إطلاع بالخطة حينها لوكالة رويترز إن الخطة تتصور على الصعيد السياسي توسعة قطاع غزة في جزء من شمال مصر تحت سيطرة مصرية.
"خطط مستقبلية غير معلنة"
اقتصاديا، يعتقد أستاذ الاقتصاد، الدكتور أحمد ذكر الله، أن "كل ما يثار عن تنمية سيناء وتحديدا المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة هذه الأيام تزامنا مع العدوان على القطاع والكشف عن مخططات للتهجير يثير العديد من علامات الاستفهام، وإعلان رئيس الوزراء المصري عن تنمية شمال سيناء بمئات مليارات الجنيهات خلال السنوات الخمس المقبلة فضلا عن إنفاق مئات مليارات الأخرى خلال العقد الماضي يجب التوقف عنده".
مضيفا لـ"عربي21" أن "إنشاء ميناء العريش والمطار الدولي من الواضح أن هناك أمور تتم في سيناء في 2015 لم يكن لها أي مبررات وتفسيرات، وإنشاء مجتمعات سكانية دون سكان دون تسليمها إلى أهالي سيناء الذين تم تهجيرهم بدعوى التنمية والتطوير وعدم السماح بعودتهم، كل هذه قد يفسره ما يجري الآن في قطاع غزة وفي شمال سيناء".
يبدو أن هناك خطط مستقبلية ترسم على أرض الواقع حاليا على أن تنفذ لاحقا، أعتقد أن حجم البنية التحتية الكبير في شمال سيناء يمثل أهمية كبيرة لمصر نظرا لأهميتها الاستراتيجية، والتي ظلت مناطق فارغة وغير مؤهلة بالسكان إلا من سكان محليين بأعداد قليلة، لا يمكن الجزم بما سيحدث ولكنه يؤشر على خطط غير معلنة".
وأبرمت كل من السعودية ومصر اتفاقا تاريخيا ينبئ بتنمية اقتصادية ضخمة لواحدة من أهم المناطق الاستراتيجية غير المستغلة في الوطن العربي، لإنشاء منطقة حرة في شمال سيناء، عبر صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصري شمال سيناء غزة مصر غزة شمال سيناء المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شمال سیناء قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
الحكومة: 7 مدن جديدة و110 آلاف وحدة سكنية لتنمية وتعمير سيناء
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء مجموعة من الإنفوجرافات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي سلطت الضوء على الجهود التنموية التي تبذلها الدولة المصرية من أجل تعمير سيناء، حيث تشمل المشروعات القومية الكبرى التي تم تنفيذها في عدة قطاعات حيوية، وذلك ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في هذه المنطقة الهامة من أرض مصر.
عاجل:- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف جهود الدولة لتنمية سيناء أحمد موسى يكشف تفاصيل انسحاب إسرائيل الأخير من سيناء في ذكرى تحريرها الإنفوجرافات تستعرض مشروعات الإسكان والتنمية العمرانية في سيناءاستعرضت الإنفوجرافات الجهود المبذولة في التنمية العمرانية بشمال وجنوب سيناء، حيث يجري إنشاء وتطوير 7 مدن جديدة في إطار خطة تستهدف استيعاب أكثر من 5 ملايين نسمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ أكثر من 110 آلاف وحدة سكنية، منها 54.5 ألف وحدة لتطوير العشوائيات. هذه الجهود ساهمت في القضاء على العشوائيات غير الآمنة في سيناء ومدن القناة.
كما تم تنفيذ 5216 بيتًا بدويًا بتكلفة 6.9 مليار جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ 4 قرى صيادين بشمال سيناء. ويجري تنفيذ المرحلة الأولى من 4 تجمعات بدوية، وعدد من التجمعات السكنية الأخرى في شمال وجنوب سيناء.
تطورات في قطاع المياه والصرف الصحيشهد قطاع مياه الشرب والصرف الصحي في سيناء تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفعت نسبة تغطية مياه الشرب إلى 96.5% في عام 2025، مقارنة بـ 84.4% في عام 2014.
كما تم زيادة نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي إلى 78% في 2025، مقابل 17.3% في عام 2014.
من بين المشاريع الكبرى في هذا القطاع، تم تنفيذ محطات لتحلية المياه مثل محطة بحر البقر بطاقة 5.6 مليون متر مكعب يوميًا، بالإضافة إلى محطة المحسمة بطاقة 1 مليون متر مكعب يوميًا، ومحطة تحلية مياه البحر في شرق بورسعيد بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميًا.
مشروعات الطرق والأنفاق: ربط سيناء بوادي النيلتم تنفيذ مشروعات ضخمة في الطرق والكباري، حيث تم رفع كفاءة 5000 كيلومتر من الطرق والكباري، وتم إنشاء 7 كباري عائمة و5 أنفاق لربط سيناء بـ مدن القناة.
كما يتم تنفيذ المرحلة الأولى من خط السكك الحديدية (الفردان - بئر العبد - طابا)، بطول 100 كيلومتر، إلى جانب تنفيذ مشروع القطار الكهربائي السريع الذي يمتد بطول 660 كيلومترًا.
قناة السويس: الربط الدولي وزيادة القدرة الاستيعابيةشهد مشروع قناة السويس الجديدة تقدمًا ملحوظًا، حيث تم تقليص زمن العبور إلى 11 ساعة دون توقف بدلًا من 18 ساعة، مع زيادة القدرة الاستيعابية للقناة إلى 97 سفينة معيارية يوميًا بدلًا من 77 سفينة معيارية يوميًا.
يعكس هذا المشروع أهمية قناة السويس كأحد أبرز معابر النقل الدولية.
الطيران والموانئ: تطوير البنية التحتيةشهد قطاع الطيران في سيناء تطويرًا ملحوظًا، حيث تم تطوير 6 مطارات في المنطقة، بالإضافة إلى إنشاء مطار البردويل الدولي على مساحة 320 ألف متر مربع.
كما تم تطوير 8 موانئ بحرية وإنشاء 3 موانئ برية في إطار تحسين البنية التحتية اللوجستية في المنطقة.
الإشادات الدولية بجهود التنمية في سيناءتلقى الجهود التنموية في سيناء إشادات من عدة مؤسسات دولية، حيث وصف موقع "فيتش سولوشنز" خطة إنشاء ميناء بحري في طابا بأنها خطوة استراتيجية لتحويل سيناء إلى مركز لوجستي رئيسي بين البحرين الأحمر والمتوسط.
كما أشار ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن مؤتمر COP27 الذي أقيم في شرم الشيخ كان نقطة تحول رئيسية في تحويل المدن إلى مدن خضراء ومستدامة، مع الإشارة إلى أن شرم الشيخ أصبحت نموذجًا يحتذى به في هذا التحول.
فيما أضاف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التجمعات البدوية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة لسيناء، مع الحفاظ على التراث الثقافي للسكان الأصليين، وتوفير فرص اقتصادية جديدة.
كما نوه موقع "Trip Advisor" إلى النمو السريع في الاقتصاد السياحي في شرم الشيخ، مما أدى إلى ظهور منتجعات فاخرة وتطور الحياة الليلية.
أهمية قناة السويس في أسواق الطاقة الدوليةسلطت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الضوء على أهمية قناة السويس وخط أنابيب "سوميد" كجزء من البنية التحتية الاستراتيجية في أسواق الطاقة الدولية.
كما أشادت شركة "إيني" الإيطالية بحقل غاز ظهر في البحر المتوسط، واصفة إياه بأنه أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، مما يعزز موقع مصر كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال.
كما حصلت محافظة جنوب سيناء على جائزة التميز في نظم المعلومات الجغرافية لعام 2024 من شركة Esri، وذلك تقديرًا لمنصتها الجغرافية الرقمية.