حماس دمرت غزة.. لماذا استفزت إسرائيل بطوفان الأقصى؟ 4 إجابات منطقية
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
«لا حاجة لاستفزاز العدو الإسرائيلي لئلا يردَّ هذا الرد الهمجي الوحشي ويقتل آلاف المدنيين بحجة الرد على ما تعرض له من هجوم»؛ طرح بدأ يقول به البعض من العرب ممن لا يعلمون أبعاد القضية الفلسطينية وللرد على هذا الطرح وتفنيده وجهة نظر المقاومة الفلسطينية نرصد ما ذكره الدكتور الفلسطيني محمد بن محمد الأسطل فيما يلي:-
هناك 4 أسباب بسيطة تبرر عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائيل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وكتائب سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أولها:
تدنيس الأقصىإن العدو الإسرائيلي آخذٌ في تدنيس المسجد الأقصى وتهويده وبناء الهيكل المزعوم بقفزات سريعة غير مسبوقة، فما كان يقطعه من الخطوات في سنتين أو ثلاث صار يقطعه اليوم في أسبوعين أو ثلاثة، مع ما يتضمنه ذلك من إهانةٍ للمقادسة وإذلالٍ لهم وتنكيل بهم واعتقال لفضلائهم.
فضلًا عن الحَجْرِ عن فئات كثيرة لم يعد بوسعها أن تصل للمسجد الأقصى للصلاة فيه، وكان هناك في حدود 50 حلقة علمية في المسجد كلها مُنِعت من سنين.
اقرأ أيضاً محور الممانعة يعلن المعركة غربي اليمن ويتبرأ من غزة ويكتفي بالثناء عاجل: أسطول عسكري أمريكي ضخم لدعم إسرائيل تزامنا مع مجزرة مروعة إسرائيل ترفض وقف الحرب في غزة قبل تنفيذ شرط وحيد لدى ”حماس” عاجل: الطيران الأمريكي يدخل رسميا خط المعركة ضد الفلسطينيين في غزة الفنان أيوب طارش يطلق أغنية جديدة مع فنانة مصرية تضامنا مع أطفال غزة (فيديو) المقاومة الفلسطينية تباغت قوات الاحتلال في غزة بضربة موجعة من المسافة صفر إسرائيل تستعد لتقسيم غزة إلى 3 أقسام وتبحث عن ‘‘غزة السفلى’’ ارتفاع قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة دعوة حوثية لرجال القبائل الحاق أبنائهم ضمن كتائب طوفان الأقصى ! إسرائيل تلغي فكرة اجتياح غزة وتستبدلها بحل سياسي .. والسماح لقادة حماس بالخروج يهود اليمن في جيش الاحتلال الإسرائيلي يسخرون من القصف الحوثي ”فيديو” يقسم سفن إسرائيل نصفين.. لأول مرة كتائب القسام تفاجئ الاحتلال بسلاح ذو قدرات تكنولوجية جبارة «فيديو»وفي الأيام التي سبقت العملية دنس المسجد الأقصى قرابة خمسة آلاف مستوطن إن لم يكن أكثر، وهذا هو العدد الأكبر الذي يحصل خلال أيام قليلة ولم يحصل مثله من عشرين سنة، فجاءت هذه العملية للرد على هذا التدنيس والتهويد المتزايد، ودلالة ذلك ظاهرةٌ في اسم المعركة: طوفان الأقصى.
الحصار والموت البطيءالمبرر الثاني: العدو يمارس علينا عمليات موتٍ بطيء منذ خمس عشرة سنة، وهناك جيلٌ شبابيٌّ كامل وُلِد داخل الأزمة، وجيل العشرينات والثلاثينات في أكثره معطلٌ في عامة جوانب حياته، وكثيرٌ منهم لا يستطيع أن يتم تعليمه، ولا أن يتزوج ولا أن يبني بيتًا ولا أن يجد وظيفة؛ وهذا كله ورَّث المجتمع كثيرًا من المشكلات الاجتماعية، فالبطالة تزيد والعنوسة تزيد، وقائمة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تطول وتطول، ومؤخرًا هاجر من البلد عشرات الآلاف إلى بلاد الغرب ليجدوا شيئًا من القوت الذي يقتاتون به، وهناك العشرات أو المئات ابتلعتهم الحيتان والأسماك في البحر، مع أن غاية ذهابهم الانتقال من أزمة إلى أزمة.
تعذيب الأسرىالمبرر الثالث: أن العدو يعذب الأسرى، وكثيرٌ منهم يموت كل يوم مرات ومرات، ولك أن تتخيل أن بعضهم يعيش في متر ونصف من ثلاث عشرة سنة، وبعض الأسرى يتم إدخالهم إلى زنازين ملطخة جدرانها بالبراز، ويبقى الأسير في تنظيفها يومين أو ثلاثة في حالةٍ كئيبةٍ من الأذى وربما الانهيار النفسي؛ هذا مع تعرية الأسير من الملابس، وضربه، فإذا انتهى من التنظيف نُقِل إلى زنزانةٍ أخرى ليعيد نفس الدور في كثيرٍ من الأحيان، وبلغ الحال بالأسرى في المرحلة الأخيرة حدًّا لا يطاق، وبدؤوا يشعرون أن الأمة خذلتهم، وأنه لا أحد يشعر بشعورهم أو بمصابهم، بل لا يعلم بما يجري لهم، ومع تصاعد الخط الديني في الحكومة الصهيونية بقيادة ابن غفير ومن على شاكلته ازداد الجحيم بالنسبة لهم، حتى وصل لحدٍّ لا يُطاق فعلًا.
وبدأت الأصوات خلال الأشهر الماضية تتعالى بضرورة العمل على تحريرهم واستنقاذهم من هذا الهوان، وأضف إلى ذلك ما تتعرض له الأسيرات من أفعال مهينة خادشة للدين والعفة والحياء مما لا نستحيي التطرق إليها تفصيلًا؛ فجاءت عملية طوفان الأقصى لتضع حدًّا لهذه المآسي التي لا تكاد تنتهي.
هجوم مباغتالمبرر الرابع هو ما صرَّحت به المقاومة الفلسطينية بأنها استطاعت الوصول إلى معلومات سرية تكشف عن استعداد العدو لشن هجمة شرسة ضد قطاع غزة، بحيث تكون قاصمة، فأرادت المقاومة أن تُفوِّت عليهم الفرصة، وأن تحرمهم من مكتسبات المباغتة، بل أرادت أن تكون مكتسبات المباغتة بيدها هي لا بيد العدو، ومن ثم جاء هذا الهجوم الكاسح ليحقق عدة أغراض مجتمعة.
ومرت غزة بتجربة شبيهة في حرب 2014؛ إذ استقر عند المقاومة أن العدو الإسرائيلي يريد أن يشن حربًا قاصمة على غزة، فبدأت تستفزه بعشرات الصواريخ خلال يومين من غير إعلان رسمي، حتى اضطر للدخول من غير أن يقدر على تحقق المكتسبات التي يتمكن من إنجازها عبر المباغتة من مثل قتل أكبر عدد من القادة، أو مئات الجنود أثناء دورات التدريب وما إلى ذلك.
ومع تلك التبريرات المنطقية فإن أهل الثغور أدرى بأحوالهم، وحق الذي لا يعلم أن يسأل قبل أن يستقر على رأي، وهذا مقتضى الحكمة، ولا يُمنع من هو خارج البلد من أن يفتي في أمر البلد؛ ولكن بعد أن يستكمل أدوات العلم بالواقع كما هو معلومٌ من شروط الفتوى، ووقت الأزمات وقت نصرة لا وقت نقدٍ وتقييم، وإن من تشبَّع برواية الأنظمة المستبدة التي تتبنى الرواية الإسرائيلية نفسها لن يقتنع، بل يكون متحفزًا للرد على كل من يقترب من قناعاته لئلا تُمس، ومن ثم فلا كبير نفع في مثل هذه المناقشات.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاستسلام للمهزوم
الاستسلام هو الوصفة الوحيدة التي حازت الضدين على مدار التاريخ البشري، وبالرغم من أنّ نتائجها كارثية، فما زالت برّاقة، على الأقل في أعين من طفحت على نفوسهم عقاقير العبودية، كأنّ التجارب الإنسانية منذ اخترع الإنسان أول أداةٍ للقتل والقتال، ليست كافية لتجنّب طريق الاستسلام، لأنّ تكلفته أعلى بكثير من كلفة الصمود والمقاومة.
وفي الصراع العربي-»الإسرائيلي» هناك فهمٌ خطأ لطبيعة العدو، كما لطبيعة الصراع، وهو الفهم الذي يحاول تكريسه من تعاطوا عقاقير العبودية حدّ الإدمان من أنظمةٍ وحركاتٍ ومؤسساتٍ وأفراد، وهذا الفهم الخطأ ينطلق من كون المعضلة مع العدو هي وجود السلاح، بينما الحقيقة أنّ معضلة العدو معنا هي الوجود بحدّ ذاته، فأنت كفلسطيني وكعربي يجب ألا تكون موجودًا، على الأقل، يجب ألا تكون هنا.
أما الفهم الخطأ لطبيعة الصراع، فهو أنّه صراعٌ فلسطيني-»إسرائيلي»، وهذه الحصرية هي جزءٌ من الفهم الخطأ لطبيعة العدو كذلك، فهو ينظر للجميع في هذه المنطقة كأعداء وطارئين على الأرض والمكان، وأنّ القدرات وحدها هي المانع الوحيد لاحتلال الجميع واستعبادهم واستحمارهم توراتيًا، حرفيًا. يعني لو افترضنا أنّ تعداد اليهود مائة مليون، فلن يتوانوا لحظة عن احتلال ما بين المحيط والخليج.
واليوم، بات من المقبول أن تمارس أفعالًا خيانية علنية، تحت ستار درء المفاسد وسحب الذرائع، وهي الدعوة لتسليم السلاح، وهي دعوةٌ تجابه كل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي أقصر الطرق لإعطاء العدو سياسيًا ما عجز عن أخذه بالقوة، وهي دعوة صريحة للكيان لاحتلال لبنان وتهجير الفلسطينيين، ورغم ذلك فلا أحد ممن يطالب بذلك تتم محاسبته قضائيًا على الأقل.
في جيوشٍ ومجتمعاتٍ تُعتبر شذرات في شرّ الكيان المطلق، مورست جرائمُ بحق المستسلمين الطامعين بالأمان مقابل تسليم سلاحهم، جرائمُ طائفية ومذهبية وعرقية وسياسية، تستنكرها شياطين الإنس والجن، فكيف بمن سيستسلم للكيان وأدواته محليًا وإقليميًا.
والأهم أنّ هناك فهمًا خطأ لقوة الكيان وقدراته، فهذا الكيان الذي يتسابق المستسلمون لخدمته عبر الضغط على من لا يريد الاستسلام، هو حقيقةً أوهن من بيت العنكبوت، وإلّا لما كان بحاجةٍ لخدمات هؤلاء الإمّعات، وهم بالمناسبة الذين يروجون للاستسلام عبر محاولات ترسيخ فكرة قوة الكيان، وألّا طاقة لمجابهته، ولذا وحقنًا للدماء يجب الاستسلام له، فكيف يتم تسويغ هذه المتناقضات للعقول؟ وعقلنة الاستسلام لمهزوم؟
وأيضًا فهمٌ خطأ لموازين القوى التي نتجت عن معارك طوفان الأقصى بكل ساحاتها، عبر محاولاتٍ حثيثة لتكريس فكرة هزيمة محور المقاومة وانتصار الكيان، رغم أنّ الكيان بذاته لم يستطع حتى اللحظة ادعاء هذا النصر، وما زال نتنياهو مصرًا على استمرار الإبادة بحثًا عن نصره الذي يروّج له أولئك المنتفعون، هذا مع افتراض الكثير من حسن نواياهم.
ولكن الواقع ينبئنا، بأنّ الكيان لم ينتصر، وأنّ محور المقاومة لم ينهزم، والأهم أنّه لن ينهزم، والكيان لن ينتصر، فلا تغيير لسنن التاريخ ومسارات الأقدار، والمسألة مسألة وقت، فحين يبدأ مسار انحدار الدول، لا شيء ولا أحد يستطيع إيقافه، ولا انحدار أكبر من السابع من أكتوبر وما تلاه، وما سيليه أكبر وأشدّ انحدارًا.