الحرة:
2024-12-17@18:36:02 GMT

صدى خطاب نصرالله في إسرائيل ولبنان

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

صدى خطاب نصرالله في إسرائيل ولبنان

لم يكن خطاب زعيم "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله متناسبا مع المشاهد التسويقية والدعائية التي سبقته قبل أيام أو فيما يتعلق بالفترة الزمنية التي مرّت على حرب إسرائيل في قطاع غزة دون أن يظهر بتصريح أو إطلالة.

وبينما يرى مراقبون تحدثوا لموقع "الحرة" أنه "لم يقفز فوق موقف إيران" اعتبر آخرون أن عباراته "كانت مزانة"، في وقت ينظر محلل سياسي إسرائيلي إلى دلالات العبارات والسياقات التي أطلقها "نصر الله" على أنها "تبقي الأمور على وضعها"، وإعلانا ضمنيا بعدم الدخول إلى المعركة.

ودام خطاب نصر الله، وهو الأول منذ الحرب الإسرائيلية في غزة، حوالي الساعة والنصف، وبدأه بالتطرق إلى السياقات والأسباب التي شكّلت شرارة الهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي.

وبالتدريج اتجه زعيم "حزب الله" للحديث عن المواقف الدولية والإقليمية، إلى أن تناول قضية تتعلق بإيران، مكررا موقفها الذي ينفي صلتها بالهجوم وكذلك الأمر بالنسبة للحزب الذي يتزعمه، بقوله: "إيران لا تمارس أي وصاية على قوى المعارضة، وأصحاب القرار الحقيقيون هم قيادات المقاومة، ومجاهدوها الذين يخدمون أهدافها".

وربط "نصر الله" تصعيد تحركات قواته العسكرية جنوبي لبنان بنقطتين، الأولى بمسار العمليات العسكرية في غزة، والثانية بسلوك إسرائيل العسكري تجاه لبنان، معتبرا أن "الحزب دخل المعركة بالفعل منذ 8 من أكتوبر".  

وبينما أشار إلى أن ثلث الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، وجزء مهم منه هو قوات نخبة، أعلن أن "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات".

وحدد أيضا خلال حديثه هدفان، الأول يتعلق بـ"وقف الحرب والعدوان في غزة"، والثاني بأن "تنتصر غزة وتحديدا حماس"، وفق تعبيره.

"لم يقفز فوق موقف إيران"

وبوجهة نظر الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، العميد المتقاعد خالد حمادة "لم يتجاوز خطاب نصر الله ما كان متوقعا"، ويقول لموقع "الحرة": "منذ البداية كان معروفا أن خطابه لن يقفز فوق التصريحات الإيرانية، التي برأت طهران من أي دور في هجوم حماس بغزة".

ويرى حمادة أن "الخطاب كان محبطا ولم يتضمن أي رؤية لما يمكن أن يحصل وما هي خطط حزب الله للرد على ما يجري في غزة"، كما "لم يكن على مستوى من كان يراهن بأن نصر الله قادر على حماية لبنان، وحتى إن لم يكن هؤلاء من محور المقاومة والممانعة".

وخلال الساعة والنصف من الخطاب حاول "نصر الله" أن يقدم "صورة رتيبة لما يمكن تسميته مقاومة"، وفق حمادة، لكنه يضيف متسائلا: "هل يعني هذا ما يقوم به نصر الله يمكن أن يشكل تكتيكا مقاوما أو عملا عسكريا يمكن أن ينسب إلى حركات مقاومة؟".

ويتابع: "على حزب الله أن يبحث عن صيغة أخرى يقدم بها نفسه للجمهور اللبناني تختلف عن كل ما كان يطرحه سابقا".

لكن في المقابل يصف الكاتب والصحفي اللبناني، منير ربيع خطاب نصر الله بأنه "كان مسؤولا ويسير بين النقاط، وحتى أن كلماته كانت مزانة بميزان الذهب"، حسب تعبيره.

ويقول ربيع لموقع "الحرة": "نصر الله لم يشأ إخافة اللبنانيين من الحرب واتساع أفقها، ولم يشأ طمأنة الإسرائيليين في نفس الوقت"، ولذلك أعلن الجهوزية الكاملة في حال حصلت أي تطورات.

"هو رد بشكل مباشر على الرد الغربي والأميركي بأن الهدف هو هزيمة حماس وإنهائها وعدم وقف إطلاق النار، ورد أيضا على كلام إسرائيل في سحق حماس وعدم وقف إطلاق النار".

واعتبر الكاتب اللبناني أن "نصر الله وضع خلال خطابه معادلة جديدة، وهي انتصار حماس والسعي لوقف إطلاق النار، في حال أراد الأميركيون أن يجنبوا المنطقة حربا إقليمية".

وفي حال لم يتحقق ذلك "ترك زعيم حزب الله مجاله مفتوحا للقيام بعمليات، انطلاقا من جنوب اللبنان وقوى محور المقاومة في مناطق مختلفة"، حسب ربيع.

كيف علّقت الولايات المتحدة؟

وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض لـ"الحرة" إن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "على علم بما جاء في خطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله لكنهم لا ينوون الانخراط في حرب كلامية".

وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى توسيع رقعة التصعيد الذي فرضته "حماس" على إسرائيل.   كما أضاف أن "واشنطن وشركاءها أوضحوا بجلاء أنه لا ينبغي على حزب الله أو جهات أخرى في المنطقة سواء كانت دولا أو مجموعات غير حكومية أن تستغل الصراع الدائر".

وحذر المسؤول من أن ذلك من شأنه أن يحول الصراع الحالي إلى حرب أكثر دموية من الحرب بين إسرائيل و لبنان في عام 2006، وشدد في ذات الوقت على أن الولايات المتحدة لا ترغب من أن يتسع هذا الصراع ليشمل لبنان، مضيفا أنه "من الصعب تخيل الدمار الذي سيلحق بلبنان".

"أبقى الأمور على وضعها"

وكانت إسرائيل قد بدأت توغلا بريا في غزة قبل أيام، وما تزال تواصل حملتها الجوية على القطاع المحاصر، وتؤكد في ذات الوقت على هدفين، الأول هو "تحرير الرهائن"، والثاني "تفكيك وإنهاء حماس بشكل كامل".

ولطالما هدد مسؤولون إسرائيليون خلال الأيام الماضية "حزب الله" من أي خطأ على حدودهم الشمالية، وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو في تصريح سابق له بين عدد من جنوب الجيش الإسرائيلي: "أي خطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله"، موجها تهديده لنصر الله.

ويعتقد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن أن "خطاب نصر الله أبقى الأمور على وضعها بحيث أنه يقول إن كل الإمكانيات مفتوحة، ولم يقل سندخل المعركة لحماية غزة".

ولم يكن خطابه تصعيديا بل "تحذيريا"، ويراه شتيرن أيضا في حديثه لموقع "الحرة" "إيجابيا بحد ذاته"، لأن عكس ذلك "كان من الممكن أن يقود إلى تصعيد سريع".

"كما يبدو ليس مصلحة في إيران وحزب الله في الدخول للمعركة عندما توجد في المنطقة بوارج أميركية".

ويضيف شتيرن: "حزب الله الآن قبل فكرة أن المعركة ستكون في غزة لوحدها"، وأن "التهديدات بالتدخل مع بدء إسرائيل هجومها البري اختفت بالكامل".

ويرى العقيد المتقاعد خالد حمادة أن "خطاب نصر الله كان محبطا لجمهوره".

ويقول أيضا إن حديثه عن المشاركة في الحرب انطلاقا من الجنوب اللبناني "لن يتمتع بأي نوع من المصداقية لدى مقاتلي حماس، والذين يخوضون معارك مختلفة الوتيرة والنوع، وذات أخطار مرتفعة".

لكن في المقابل يوضح الكاتب منير ربيع أن "نصر الله يعرف أن أمريكا لا تريد توسيع الحرب بينما إسرائيل غير قادرة على فعل ذلك".

ولديه أيضا، وفق ما يقول ربيع "معطيات حول المساعي العربية والدولية في سبيل الوصول إلى نوع من تفاهم حول إطلاق سراح الأسرى وفرض هدنة مؤقتة إنسانية".

وبمجرد إتمام ذلك "وحصول تفاوض مع حماس سيعتبر الأمر إنجازا وانتصارا للحركة من منطلق الاعتراف بها، ما سيخفف القدرة العسكرية على سحقها".

ويرى الكاتب ربيع أن "نصر الله يقرأ كل الظروف على أنها تصب في صالحه، طالما أن أمريكا وإسرائيل لا تريدان أو ترغبان في توسيع الحرب في غزة".

"هو قادر على مراكمة الأرباح بالمعنى السياسي بعد الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار مهما طالت المعارك"، وفيما يتعلق بجبهة جنوب لبنان يعتقد ربيع أنها "قد تتوسع وتتصاعد العمليات فيها دون الانزلاق لحرب مفتوحة".

ولكن ما سبق مرهونا بنقطة تتعلق إما "بقلب الطاولة أو أي حصول سوء تقدير من إسرائيل وأميركا"، حسب كلمات ذات الكاتب. 

وحتى الآن "ليس هناك نية في إيران لتوسيع المعركة"، ويعتقد المحلل الإسرائيلي شتيرن أن "الوجود الأميركي بمثابة ردع لها وللأطراف المرتبطة بها".

ويوضح أن "خطاب نصر الله يمثل اعترافا ضمنا بأنه لن يدخل للمعركة"، وأنه "يعتقد كما يبدو أن إسرائيل ليس لديها نية في توسيع المعركة".

لكن إسرائيل كانت قد أقدمت على تجنيد كل قواتها في وقت كان الحضور الحشد العسكري الأميركي على أشده في المنطقة من أجل دعمها.

ولا يستبعد شتيرن وجود هناك نية إسرائيلية للقيام بمعركة واسعة في ظل "الفرصة الذهبية القائمة"، موضحا أن "الاستمرار بالوضع القائم يعني أن هناك تهديد مستمر لإسرائيل مع الحدود مع لبنان".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار خطاب نصر الله حزب الله یمکن أن لم یکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية

يمانيون../
لم يكن ما ألقاه السيد القائد، الخميس الماضي، خطابًا عابرًا، بل كان خطابًا تاريخيًّا، وبركانًا من العِزَّةِ والاستنهاض والإقدام والجاهزية والاستعداد لمواصلة الموقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي ومن يتحَرّك لخدمتهم؛ فهو خطاب انطلق من عمق القرآن الكريم ومن مدرسة آل البيت، حَيثُ أقام من خلاله الحجّـة الكاملة، على العالم العربي والإسلامي والأمة كلها، ورسم المسارات وحدّد الخيارات، وكشف المؤامرات الأمريكية التي تتربص بالأمة الإسلامية، والحال المذل والمؤسف الذي عليه العرب والمسلمون ومواقفهم المخزية أمام ما يقوم به الأعداء في سوريا بعد غزة ولبنان، دون أن يحركوا ساكنا.

الخطاب ثبّت بُوصلة مقاومتنا نحو أعداء الإسلام والمسلمين، الذي لا أعداء لنا غيرهم، وهم اليهود والذين أشركوا، وكذلك حدّد معيار الموقف وأين نقف من العداوة لليهود التي أمر الله بها، فالإيمان يلزم كُـلّ الشعوب الإسلامية والعربية، أن تقف بالقول والفعل ضد الكيان وترفض التطبيع وتعلن العداوة للعدو الأمريكي والإسرائيلي.

إقامة الحجّـة أمام الله:

وكون خطاب السيد القائد -يحفظه الله- أزال الانكسار الذي أصاب كُـلّ المسلمين في العالم هذه الأيّام؛ بسَببِ ما حَـلّ بغزة من عدوان وما يحل بسوريا من تآمر، ويحتاج أن نعيد قراءته والحديث عنه، والتزود منه بالزاد الذي نتحصن به من أي انكسار أَو ارتباك.

وفي هذا الصدد يقول القاضي عبدالوهَّـاب المحبشى -عضو المكتب السياسي لأنصار الله-: إن “خطاب السيد القائد عبدالملك، كان خطابًا تاريخيًّا بكل ما للكلمة من معنى، خطابًا يكاد يكون هو الأبرز على مستوى معركة طوفان الأقصى بعد الخطاب الأول في بداية انطلاق المعركة”.

ويضيف: “ميزة هذا الخطاب هو أنه عالج مسألة بالغة الحساسية، كان سماحة السيد (يحفظه الله) يتحاشى الحديث حولها، ولكن عندما قاربها هذه المرة قاربها على أرقى مستويات المقاربة كإقامة للحجّـة“، مؤكّـدًا أن “هذا الخطاب هو خطاب وعي مركَّز، وحجّـةٌ أمام الله على كُـلّ أبناء الأُمَّــة الإسلامية لكيلا يُخدَعوا”.

قراءةٌ واقعيةٌ للأحداث:

في إطار مسؤولية السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- المنبثقة من التوجيه القرآني لكل من يؤمن به حق الإيمَـان، يقول الباحث في الشؤون الدينية والسياسية الدكتور يوسف الحاضري: “من منطلق المسؤولية الإيمَـانية والإنسانية، يطل علينا السيد القائد، كُـلّ خميس ليلقي للعالم أجمع عامة وللأمتين العربية والإسلامية خَاصَّةً كلمة قرآنية مليئة بالعبر والحكم، يذكّر الجميع بخطورة الوضع ومسؤوليتهم تجاه هذه الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية، منطلقًا من عين على الأحداث وعين على القرآن”.

ويضيف “لأن أحداثَ الأسبوع الماضي من أخطر الأحداث على الأمتين العربية والإسلامية جاء خطابُ السيد القائد التاريخي، على مستوى الوضع والأحداث، فشمل قراءةً واقعيةً للأحداث والمحدثين لها خَاصَّة فيما يخص سوريا، واستغلال فرصة الانهيار فيها من قبل أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، بل وللبشرية وهم اليهود الصهاينة”.

ويتابع الحاضري في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “الخطاب شخّص الوضع كاملًا والأسباب التي أَدَّت إلى ذلك والأخطار الأشد القادمة، فيما إذَا استمر الوضع كما هو عليه متمثلًا في تنصل السوريين ومحيطهم العربي والإسلامي عن مسؤولياتهم وبقائهم في وضع خضوع وخنوع للعدو الأمريكي الصهيوني، ثم تكلم عن الحلول القرآنية للتصدي لذلك وكيف أن خذلان غزة أَدَّى لهذا الوضع الكارثي وما سيكون من كوارث قادمة”، مؤكّـدًا “أن هذا الخطاب له أهميّة كبيرة في هذا التوقيت، وله مميزات كثيرة منها:

– الحالة النفسية المستاءة للسيد القائد من العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، والجرائم التي يرتكبها في فلسطين، ومن تخاذل العرب ومن المسلمين على حَــدٍّ سواء، تجاه ما يحصل في المنطقة.

– النبرة العالية الغاضبة للسيد جراء استمرار الخِذلان لغزة رغم مرور ١٥ شهرًا في وقت أن هناك قوىً وجيوشًا وإمْكَانيات عربية وإسلامية ظهرت في أحداث سوريا.

– السرد الدقيق التفصيلي لبعض جرائم العدوّ في غزة وبالتحديد (مستشفى كمال عدوان) ليضع الجميع عن كُـلّ مأساة حصلت في الجريمة وماذا يجب علينا تجاهها ليخرجَنا من حالة النقل الرقمي إلى التفاعل المشاعري والنفسي.

– التوجيه المباشر للأعداء لليمن سواء في دول العدوان الخليجي على اليمن أَو في مرتزِقتهم في الداخل بأن الردَّ سيكون عنيفًا على الجميع فيما إذَا فكَّروا مُجَـرّدَ تفكير باستنساخ تجربة سوريا في اليمن خدمةً للكيان الصهيوني والأمريكي.

– رفع مستوى التفاعل الشعبي اليمني في الإعداد والتدريب والتأهيل والتحَرّك الشعبي والفردي سواءٌ نصرةً لغزة أَو استعدادًا لمواجهة أدوات العدوّ في الداخل.

– المقارنة الواقعية بين ما يقوم به اليمن في إطار مسؤوليتهم الدينية والإنسانية وبين تخاذل الآخرين واستعدادنا للعمل بما هو أوسع وأشمل وأقوى وأشد”.

ويختتم الباحث في الشؤون الدينية والسياسة الحاضري، حديثه لـ “المسيرة” بقوله: “إن السيد القائد أعلن بشكل واضح موقف الشعب اليمني من العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ قال: إننا سنكون سندًا لسوريا كما كنا سندًا لفلسطين ولبنان فيما إذَا كان هناك تحَرّك سوري ضد العدوّ المشترك للجميع المتمثل في العدوّ الإسرائيلي؛ فالمسؤولية الدينية تلزمنا ذلك بعيدًا عن أية اعتبارات مذهبية أَو مناطقية أَو حزبية أَو فئوية أَو فكرية، وهذه رسالةُ إلزام حُجَّـة للأمتين العربية والإسلامية لأهميّة تحمل مسؤوليتهم بعيدًا عن المذهبية الخبيثة التي زرعها اليهودُ ليفرِّقونا؛ فهل من مُدَّكِر؟”.

تشخيص مسؤول وعلاج مأمول:

من جانب آخر، اعتبر سياسيون خطاب السيد القائد، تشخيصًا مسؤولًا وعلاجًا مأمولًا، مؤكّـدين أنه خطاب العزة والكرامة والإيمَـان، والثقة بالنصر، والاستمرار بمواجهة أعداء الله نصرة لله وللمستضعفين في فلسطين ولبنان، وكل بلد إسلامي يتعرض لعدوان من قبل اليهود.

وأكّـدوا استمرار موقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه الأخير تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة، فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وتدمير واعتداء على المستشفيات خُصُوصًا مستشفى كمال عدوان والإندونيسي شمالي القطاع، وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين.

ولم يتغير موقفه قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو “الواجب الذي لا تراجع عنه” ومن ذلك خروج المسيرات المليونية، وضرب الاحتلال بالصواريخ والمسيرات وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه.

كذلك لم يتغير تشخيص السيد القائد، لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة العربية والإسلامية، والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها.

ولم تختلف نبرة الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من اليمن متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقرب للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته.

ورغم ذلك فقد احتلت سوريا مساحة واسعة من خطابه التاريخي ولم تكن عادة من ضمن الجبهات الساخنة التي يمر عليها في خطاباته كما اليمن والعراق ولبنان، وكان واضحًا إدانتُه للعدوان الصهيوني على سوريا وفي مساندته لسوريا، بغض النظر عمن يحكمها الآن.

وثمة نقطتان بارزتان أسماهما معادلاتٍ ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى الاحتلالُ لتكريسِه:-

أولًا: معادلة الاستباحة؛ فالعدوّ يضرب في كُـلّ مكان وفي كُـلّ وقت يدمّـر ويقتل دون توقف، وليس ذلك في غزة وفلسطين فقط بل في فلسطين وسوريا، ومن المتوقع أن ينتقل بالتدريج لاستباحة كُـلّ الدول الأُخرى في الأُمَّــة.

ثانيًا: معادلة التفوق، بأن تكون قدرات الدول العربية تحت سقف معين فلا تمتلك الأُمَّــة الأدوات المناسبة للدفاع عن نفسها. وفي الحقيقة أن الاستباحة متحقّقة فعليًّا بدرجة كبيرة، والتفوق بدا واضحًا في القدرات والإمْكَانيات العسكرية والتكنولوجية والتدميرية والأمنية التي يملكُها العدوّ.

وهناك الكثير من النقاط المهمة والرسائل الواضحة والعميقة التي أدلى بها السيد القائد في هذا الخطاب التاريخي، والذي رسم منهجيةً واضحةً لمواجهةِ الأعداء في المرحلة القادمة، والتي هي المرحلةُ المفصليةُ والأكثرُ حساسية.

المسيرة: عباس القاعدي

مقالات مشابهة

  • بالصورة.. نجل نصرالله ظهر في إيران مرتديا عمامة والده
  • بماذا فوجئ نصرالله قبل عام؟ صحيفة إسرائيلية تعلن
  • إبنة نصرالله تكشف معلومات عن والدها... هكذا كانت حياته
  • وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
  • متى سيتم تشييع نصرالله؟
  • خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
  • كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
  • باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية
  • إسرائيل ترى في خطاب نعيم قاسم اعترافاً بأزمة غير مسبوقة
  • رسائل غير عاديّة من حزب الله.. محلل إسرائيلي يكشفها