الولايات المتحدة لم ترسل حاملة الطائرات للعرض.. مسؤول أميركي سابق يعلّق على خطاب نصرالله
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أثار الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة، بشأن الموقف من الحرب على غزة، تساؤلات بشأن تداعيات ذلك خلال الأيام المقبلة، بعد التحذير الأميركي بألا يحاول الحزب استغلال الصراع الدائر.
وكان حسن نصر الله قد ألقى خطابا الجمعة، كان يتوقع الكثيرون أن يحدد بوصلة الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس التي تقترب من إكمال شهرها الأول.
تطور العمليات
وقال نصر الله إن "تطور الأمور في الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث في غزة وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان وأحذره من بعض التمادي الذي طال بعض المدنيين وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني".
وأشار إلى أن "المقاومة في لبنان تقوم بمعركة حقيقية منذ 8 تشرين الأول الماضي، مختلفة عن كل المعارك التي خاضتها المقاومة في لبنان سواء في 2000 أو 2006".
واعتبر نصرالله أن "الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات الإسرائيلية التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، إذ أن ثلث قوات إسرائيل البرية متواجد عند الحدود اللبنانية ونصف القوات البحرية وربع القوات الجوية وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي والقريب من الثلث من القوات اللوجستية موجه باتجاه جبهة لبنان".
كما علق على التحذيرات الأميركية من تدخله في الصراع قائلًا: "وصلتنا رسائل بأن أميركا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب، وأقول لهم إن هذه التهديدات لن تخيفنا ونقول لكم إن أساطيلكم التي تهددونا بها نحن مستعدون لها".
موقف واشنطن
وقال البيت الأبيض في تعليقه على خطاب نصر الله إنه "على حزب الله ألا يحاول استغلال الصراع، إذ أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان".
وبدا من التعليق الأميركي أن واشنطن وصلتها الرسالة بأن حزب الله لا يرغب حاليا في التصعيد.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال سكوت مورغان، الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي، أن الولايات المتحدة ركزت جهودها خلال الأسابيع الماضية، وكذلك في جولات وزير الخارجية أنتوني بلينكن، على منع التصعيد في المنطقة وخاصة على الجبهة اللبنانية.
وأوضح مورغان أن إدارة بايدن قد تبدو "مطمئنة ومسرورة" الآن لعدم دخول حزب الله في المعركة بشكل مباشر؛ استنادًا إلى خطاب نصر الله الذي لم يُعلن الحرب على إسرائيل، أو رغبته في توسيع نطاق الاشتباك عما يجري الآن من عمل محدود على الحدود.
وأشار الباحث الأميركي إلى دلالة مهمة في خطاب نصر الله، بتأكيده على أن حزب الله أو إيران لم يكن لديهما علم أو مشاركة في هجوم حماس في 7 تشرين الأول الماضي؛ تأكيدًا لتقارير أميركية تطرقت إلى ذلك.
التمركز الأميركي
وعن تداعيات موقف حزب الله من الصراع الراهن، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "إذا دخل حزب الله الحرب ضد إسرائيل، وقام بفتح جبهة أخرى للحرب، فعليه أن يُدرك أن الولايات المتحدة لم ترسل اثنين من مجموعات حاملة الطائرات الضاربة إلى شرق البحر المتوسط، للعرض فقط، إذ تتواجد هناك لدعم إسرائيل إذا لزم الأمر، وما يقوم به حزب الله حالياً سيساهم في تشغيل تلك الآليات لصد تهديداته".
وعززت الولايات المتحدة قواتها البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط في خطوة أظهرت الدعم لإسرائيل، إذ انضمت حاملة الطائرات "يو اس اس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد" التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب هجوم حماس يوم 7 تشرين الأول الماضي، كما أعلن "البنتاغون"، إرسال أنظمة دفاع جوي إضافية في الشرق الأوسط.
وأوضح "ملروي" الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن واشنطن ستتخذ خطوات إضافية بنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط "لكنهم لن يتخذوا أي إجراءات ما لم يشن حزب الله الهجوم الكامل على إسرائيل، وإعلان إسرائيل أنها بحاجة إلى المساعدة".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي وضع قواته للقتال على الجبهتين، سواء في غزة أو على الحدود اللبنانية، ولا أعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيعدل عملياته في غزة على أساس بدء حزب الله جبهة أخرى في الشمال".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة نصر الله خطاب نصر حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا لو كانت “إسرائيل” داخل أراضي الولايات المتحدة؟!
الولايات المتحدة – على مدى فترة طويلة من الزمن ظهرت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود في مناطق متعددة من العالم إحداها تبنتها ألمانيا النازية في 12 نوفمبر 1938، وكان مكانها جزيرة مدغشقر.
في ذلك اليوم خلال مؤتمر في برلين، أعلن أحد قادة ألمانيا النازية، هيرمان غورينغ أن زعيمه أدولف هتلر يفكر في خطة لهجرة اليهود إلى مدغشقر. فكرة إعادة توطين اليهود في هذه الجزيرة كانت ظهرت لأول مرة في بولندا عام 1926.
طرحت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود منذ القرن التاسع عشر، إلا أن مشاريع بناء مستوطنات يهودية وخاصة في العالم الجديد بدأت قبل ذلك بكثير، ويعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر. خطط بناء مثل هذه المستوطنات جرت في مناطق مختلفة مثل سورينام وبيرو وجمهورية الدومينيكان والبرازيل وغيانا وأوروغواي والأرجنتين.
يصف بعض الكتاب “إسرائيل” بأنه عمليا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للدعم المطلق الذي تقدمه واشنطن لها، فماذا كان سيحدث لو أقيم وطن قومي لليهود داخل الولايات المتحدة؟
هذا المشروع كان قائما في الفعل في القرن التاسع عشر ويوصف بأنه كان إحدى أولى المحاولات الرفيعة لإقامة دولة يهودية. المشروع كان فكرة لرجل يدعى مردخاي مانويل نوح. نوح كان وقتها متيقنا باستحالة إقامة دولة لليهود في فلسطين، ولذلك أراد توطين اليهود في جزيرة غراند بالقرب من نيويورك في دولة تسمى “أرارات”!
خطط مردخاي نوح الذي ولد في عام 1785 في فيلادلفيا لإقامة دولة يهودية منفصلة داخل الولايات المتحدة، أريد لها أن تكون دولة داخل دولة.
نوح الذي كان عين قنصلا للولايات المتحدة في تونس في عام 1813، اقترح أثناء افتتاح كنيس في نيويورك في عام 1818 بناء وطن جديد لليهود في أمريكا.
اختار الرجل جزيرة كبيرة على نهر نياغرا. وكان يفترض أن يقوم بشراء أرض بمساحة 70 كيلو مترا مربعا. في عام 1830 حصل نوح على إذن رسمي بشراء ثلث أراضي الجزيرة.
مردخاي قرر البدء ببناء مدينة واحدة هي أرارات، التي كان يفترض أن تصبح في المستقبل “عاصمة الدولة اليهودية الأبدية لبني إسرائيل”.
وجه مردخاي وقتها دعوة إلى اليهود في جميع أنحاء العالم للانتقال إلى أمريكا قائلا: “أنا مردخاي مانويل نوح، مواطن أمريكي، قنصل سابق للولايات في مدينة ومملكة تونس، بنعمة الله، حاكم وقاضي إسرائيل، أعرض ملجأ لليهود في جميع أنحاء العالم، حيث يمكنهم التمتع بالسلام والسعادة، التي حرموا منها في أماكن إقامتهم الحالية بسبب التعصب والقمع”.
في الإعلان ذاته، دعا نوح جميع المعابد اليهودية في العالم إلى إجراء تعداد للسكان اليهود وفرض ضريبة قدرها دولار إسباني واحد لصالح إنشاء وتطوير مدينة أرارات. أعلن نوح نفسه “قاضيا وحاكما” لمدة أربع سنوات، بشرط أن يكون هذا المنصب انتخابيا. كان لليهود من أي منطقة في العالم الحق في دخول المدينة.
وضع حجر الأساس لمدينة أرارات في احتفال رسمي حضرته جموع غفيرة إلى درجة تعذر نقل الجميع في قوارب إلى جزيرة غراند. تقرر حينها إقامة حفل حضره جميع المسؤولين في ولاية نيويورك في كنيس مدينة بوفالو. أمام المدخل وضعت لوحة حجرية نقش عليها باللغتين العبرية والإنجليزية عبارة “أرارات مدينة ملجأ لليهود، أسسها مردخاي مانويل نوح في سبتمبر عام 1825 في الذكرى 50 للاستقلال الأمريكي”.
في تلك المناسبة ألقى مردخاي خطابا أكد فيه أن مدينة “أرارات” هي ملجأ مؤقت لليهود، وأنه ستتم تهيئة الظروف من خلال الجهود المشتركة لإحياء الدولة اليهودية في إسرائيل. اختتم ذلك الحفل بتحية من المدفعية، وحين توفى مردخاي مانويل نوح، طوي المشروع برمته.
المصدر: RT