بلينكن : بحثت في إسرائيل إعلان هدن إنسانية في غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مساء اليوم الجمعة 3 نوفمبر 2023 إنه بحث مع المسؤولين في إسرائيل إعلان هدن إنسانية في قطاع غزة .
واعتبر بلينكن خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب أن ما يدخل من مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة ليس كافيا، مشيرا إلى أنه بحث مع المسؤولين الإسرائيليين إعلان هدن إنسانية في القطاع.
وأشار إلى أنهم "بحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة وأن يخرجوا المواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب من القطاع".
وبيّن: "تحدثت مع المسؤولين الإسرائيليين عن خطوات عملية لزيادة دخول الغذاء والماء والوقود، وتحدثنا عن آليات لوصول الوقود إلى المستشفيات وغيرها من الاحتياجات في الجنوب".
وأكمل بلينكن: "نواصل التركيز على إطلاق الرهائن بمن فيهم الأمريكيون وقد بحثنا هذه الجهود المستمرة اليوم".
ومضى قائلا: "نؤمن بأنه يمكن تسهيل هذه الأمور من خلال هدن إنسانية، من خلال ترتيبات على الأرض تزيد الأمن للمدنيين وتسمح بتوريد فعال للمساعدات الإنسانية".
واستطرد: "تم طرح عدد من الأسئلة المشروعة في نقاشاتنا عن كيفية استخدام أي فترة هدنة إنسانية وكيفية ربط الهدن للإفراج عن رهائن وكيف نتأكد من أن حماس لا تستخدم الهدن من أجل مصلحتها، هذه قضايا علينا التعامل معها بشكل سريع ونعتقد أنه يمكن حلها".
وبشأن اليوم التالي لما بعد الحرب في غزة، قال بلينكن: "الأهم هو أنه لا يمكن العودة إلى وضع ما قبل 6 أكتوبر (الماضي تاريخ عملية طوفان الأقصى)"، مشيرا إلى "رفض عودة حكم حماس لغزة".
وعبر وزير الخارجية الأمريكي عن الحاجة إلى "منع توسع الصراع في غزة"، الجاري منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال بلينكن: "قدمنا لإسرائيل للمشُورة التي يمكن فقط لأفضل الأصدقاء تقديمها، حول كيفية الحد من القتلى المدنيين".
وأضاف بشأن عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، "سمعت التزاما واضحا من الحكومة الإسرائيلية بالتعامل مع عنف المتطرفين".
وأردف: "نحتاج إلى منع توسع هذا الصراع"، مضيفا: "بشأن إيران وحزب الله، لقد كنا واضحين منذ البداية بأننا مصممون على عدم فتح جبهة إضافية ثانية أو ثالثة في هذا الصراع".
وتابع: "أكد الرئيس (الأمريكي) جو بايدن أن على إسرائيل العمل بما يتوافق والقانون الدولي، وقلت إن حماية المدنيين يجب أن تتم ليس فقط في غزة وإنما أيضا في الضفة الغربية".
وكان بلينكن وصل إلى إسرائيل، الجمعة، في ثالث زيارة له إليها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، ويغادرها للأردن في مستهل جولة آسيوية تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، تستمر حتى 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
السودان.. الحرب المنسية وخطر الغياب الدولي
المشهد الذي يعيشه السودان مؤسف جدا، ثلاث سنوات من حرب مدمرة حولت الحرب السودان إلى ساحة ترتكب فيها أبشع الكوارث الإنسانية في العالم دون أن يرى ذلك أحد.
وما بدأ أنه صراع على السلطة بين الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع تحوّل بسرعة إلى حرب مفتوحة ضد المدنيين، وأنتج مآسي جماعية مزقت النسيج الاجتماعي السوداني وحولت البلد المتقدم في الكثير من المجالات والذي يملك ثروات طبيعية وغذائية كبيرة إلى بلد يعيش في مجاعة فظيعة.
أرقام الكارثة تروي القصة بمرارتها: عشرات الآلاف من القتلى، مئات الآلاف يواجهون الجوع الكارثي، وملايين أجبروا على الفرار من ديارهم. فيما البنية التحتية، التي كانت أصلا هشة، تهاوت تحت وطأة المعارك المستمرة، وسط غياب أي أفق لحل سياسي حقيقي.
ورغم خطورة المشهد، تبدو استجابة المجتمع الدولي خجولة ومجزأة. النداءات الإنسانية لا تجد تمويلا كافيا، والمؤتمرات الدبلوماسية لا تتجاوز حدود البيانات الرمزية. في غضون ذلك، تتسع مأساة دارفور مجددا، ويُهدد الانقسام الجغرافي والعسكري بخطر تقسيم السودان إلى كيانات متناحرة، مع احتمالات صعود تيارات متطرفة من بين إنقاذ الصراع.
وما يزيد المشهد تعقيدا أن بعض الأطراف الإقليمية لا تكتفي بالمراقبة، بل تساهم بشكل أو بآخر في إذكاء الصراع، إما بدعم مباشر للأطراف المتحاربة، أو بصمت يحفز الاستمرار. وفي ظل هذه التدخلات، تقل فرص الحل السلمي، وتتراجع أولويات إنقاذ السودان من حافة الانهيار الشامل.
لا يمكن تصور حل عسكري لهذا الصراع. بل إن الإصرار على الحسم بالقوة يعمّق النزيف ويدمر القليل المتبقي من مقومات الدولة السودانية. المطلوب اليوم تحرك دولي جاد، لا يقتصر على الدعم الإنساني بل يشمل أيضا، فرض مسار سياسي واضح يربط بين إنهاء الحرب وحماية المدنيين، وتوفير ضمانات لانتقال سياسي حقيقي لا يُقصي أحدا ولا يعيد إنتاج الاستبداد مرة أخرى.
كما أن على القوى الإقليمية، وخاصة الدول العربية والأفريقية، مسؤولية مضاعفة للعمل على تهدئة الصراع ودعم مبادرات حقيقية للحوار الوطني الشامل. فالخراب في السودان لن يقف عند حدوده الجغرافية؛ بل ستمتد تداعياته إلى دول الجوار، كما أن موجات النزوح والجوع ستشكّل تحديا إقليميا متصاعدا.
إن صمود السودانيين رغم المأساة، عبر مبادرات محلية لإغاثة المنكوبين وإعادة بناء الحياة اليومية تحت القصف، يستحق دعما سياسيا وإنسانيا أوسع.
ذلك أن استمرار الحرب بصورتها الحالية لا يهدد السودان وحده، بل يمثل جرحا مفتوحا في ضمير الإنسانية جمعاء، وسؤالا حرجا عن مصداقية النظام الدولي في حماية الشعوب الضعيفة وقت المحن.
السودان لا يحتاج إلى بيانات تضامن عابرة، بل إلى خطة إنقاذ متكاملة تضع إنهاء الحرب وإعادة بناء السلام أولوية إنسانية لا تحتمل مزيدا من التأجيل.