يريد ميناء على البحر الأحمر.. رئيس وزراء إثيوبيا يخاطر بإثارة صراع آخر في إفريقيا
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
كشف تحليل لمجلة الإيكونوميست العالمية، عن توترات متزايدة في القرن الإفريقي، بعد عام واحد من انتهاء الحرب الأهلية الوحشية في إثيوبيا، والتي أدت إلى مقتل ما يتراوح بين 385 ألفا إلى 600 ألف شخص.
ويخشى الدبلوماسيون والمحللون الأجانب من أن آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، في محاولته للحصول على ميناء على البحر الأحمر، يخاطر بإثارة صراع آخر، ولكن هذه المرة بجوار أحد أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم.
وفي فيلم وثائقي تم بثه على شاشة التلفزيون الحكومي في 13 أكتوبر، قال آبي أحمد إن إثيوبيا غير الساحلية يجب أن تحصل على ميناء على البحر الأحمر؛ لإخراج شعبها البالغ عدده 120 مليون نسمة تقريبًا من "السجن الجغرافي".
أشار آبي إلى أن إثيوبيا كانت بالفعل قوة بحرية تمتلك قوة بحرية وميناءين، مصوع وعصب. لقد فقدت هذه المناطق مع بقية خطها الساحلي في عام 1993، عندما انفصلت إريتريا لتشكل دولة جديدة.
الآن، كما أشار آبي أحمد، أصبحت اللحظة قريبة من تصحيح خطأ تاريخي. وأصر على أن "الأمر ليس مسألة ترف، بل مسألة وجودية". ويقول دبلوماسيون أجانب إن هذا يعكس ما أعلنه آبي في جلسات خاصة منذ أشهر.
بحسب تحليل الإيكونوميست، يشعر جيران إثيوبيا بالانزعاج، خاصة وأن آبي أحمد لم يثر القضية معهم قبل إطلاق تهديداته، ويقول أحد مستشاري الرئيس الصومالي: "البلاد بأكملها تعتقد أن الرجل مجنون". ومن شأن القتال على الموانئ أن يزيد من زعزعة استقرار المنطقة التي تعاني بالفعل من الاضطرابات.
وانزلق السودان، جارة إثيوبيا من الغرب، إلى ما تسميه الأمم المتحدة "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث". وأدى القتال بين أمراء الحرب هناك إلى إجبار ما يقرب من 7 ملايين شخص على ترك منازلهم. وتواجه إثيوبيا نفسها حركات تمرد محتدمة في أوروميا، أكبر مناطقها وأكثرها اكتظاظا بالسكان، وفي أمهرة.
ويقول “آبي” إن مطالب إثيوبيا يمكن تلبيتها من خلال المفاوضات السلمية مع جيرانها. ويرى أنه من الأفضل مناقشة الأمر الآن بدلاً من المخاطرة بنشوب صراع مسلح في المستقبل. لكن يقال إن آبي قال في لقاءات خاصة إنه مستعد لاستخدام القوة إذا فشلت المحادثات.
ويضيف مسئول إثيوبي: "إذا لم يتم تحقيق ذلك بوسائل أخرى، فإن الحرب هي الطريق". وبعد أيام قليلة من البث، استعرض آبي عضلاته بعرض عسكري في العاصمة أديس أبابا، حيث عرض الجيش أسلحته الجديدة بما في ذلك نظام الحرب الإلكترونية روسي الصنع.
وتم الكشف عن تحركات للقوات على جانبي الحدود الإثيوبية مع إريتريا في الأسابيع الأخيرة. ويقول مصدر مطلع في أديس أبابا إن القوات المسلحة تجري تدريبات استعدادا لصراع آخر. في 22 أكتوبر، حذر قائد القوات الجوية قواته من الاستعداد للحرب.
تعود معضلة إثيوبيا في البحر الأحمر إلى بداية حربها الحدودية الدموية مع إريتريا في عام 1998 على الأقل. ورغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في عام 2000، ظلت الدولتان على خلاف. ولم تتمكن إثيوبيا من شحن البضائع عبر مينائي عصب ومصوع. والآن يتدفق نحو 90% إلى 95% من تجارتها الخارجية عبر جيبوتي، التي تدفع لها نحو 1.5 مليار دولار سنوياً كرسوم للموانئ.
من الممكن أن تؤدي التوترات المتزايدة مع إريتريا إلى تفاقم الصراعات الداخلية القائمة في إثيوبيا. وبموجب اتفاق السلام الذي أبرمه آبي مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي العام الماضي، كان من المفترض أن تقوم بنزع سلاح وتسريح مقاتليها بينما كان من المفترض أن تسحب إريتريا قواتها من تيجراي.
لكن إريتريا لا تزال تسيطر على 52 منطقة على الأقل في شمال تيجراي، وفقا للمسؤولين المؤقتين في المنطقة. وفي الأسابيع الأخيرة، قامت القوات الإريترية بتوسيع تواجدها على طول المناطق الحدودية، حسبما أفاد باحث أجنبي زائر.
ويقلل بعض المسؤولين الإثيوبيين من شأن حديث أبي عن القتال. يقول أحد حلفاء رئيس الوزراء: "الأمر يتعلق بتحويل الانتباه عن القضايا الداخلية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اثيوبيا أبي أحمد إريتريا البحر الأحمر آبی أحمد
إقرأ أيضاً:
لم تحدث منذ الحرب الباردة .. إجراءات عاجلة للجيش الأمريكي || تفاصيل
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الجيش الأمريكي يخطط لزيادة هائلة في استخدام الطائرات المُسيرة؛ مشيرة أن الجيش الأمريكي بدأ في أكبر عملية تجديد له منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية اخري الي ان الجيش الأمريكي يخطط لتجهيز كل فرقة قتالية من فرقه بنحو ألف مُسيّرة والتخلص من الأسلحة والمعدات القديمة.
ولفتت WSJ الي ان خطة تجديد قدرات الجيش الأمريكي تستند بشكل كبير على الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا
وذكرت ان كُلفة دمج الطائرات المُسيرة في فرق الجيش الأمريكي وعملياته تبلغ نحو 36 مليار دولار على مدى 5 سنوات.
وفي وقت سابق؛ أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أن سلاح الجو الملكي البريطاني شارك في هجوم مشترك مع الجيش الأمريكي ضد هدف حوثي في اليمن.
وقالت الوزارة في بيانٍ إن الهجوم جاء متوافقًا مع السياسة الراسخة للحكومة البريطانية، وذلك عقب بدء الحوثيين حملة هجماتهم في نوفمبر 2023، مهددين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومهاجمين السفن الدولية، ما أدى إلى مقتل بحارة تجاريين أبرياء.
وأوضح البيان أن تحليلًا استخباراتيًا دقيقًا كشف عن مجموعة من المباني التي يستخدمها الحوثيون في تصنيع طائرات بدون طيار من النوع المستخدم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وتقع هذه المباني على بُعد نحو خمسة عشر ميلًا جنوب صنعاء.
وأضاف البيان: "لذلك، قصفت طائرات تايفون FGR4 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، بدعم من طائرات فوييجر للتزود بالوقود، عددًا من هذه المباني باستخدام قنابل بافواي 4 الموجهة بدقة، وذلك بعد تخطيط دقيق يسمح باستهداف الأهداف بأقل قدر من المخاطر على المدنيين أو البنية التحتية غير العسكرية".
وتابع: "كإجراء احترازي إضافي، نُفّذت الضربة بعد حلول الظلام، حيث انخفض احتمال وجود مدنيين في المنطقة بشكل كبير، وقد عادت جميع طائراتنا بعد ذلك بسلام".