لجريدة عمان:
2025-03-15@06:29:38 GMT

نوافذ :أنفس جوعى..

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

[email protected]

يقال: «الخلافات ملح الحياة» وعلى الرغم من واقعية هذه المقولة، إلا أن الخلافات مؤذية إلى حد كبير، مؤذية؛ لأنها تسوق للأنفس الغاضبة، وللأنفس الضعيفة، وللأنفس القانطة، وللأنفس المحرومة من كثير من الإشباعات النفسية والمادية، ومعنى هذا أنه يبقى القليل من لا يقع في مصيدة هذه الصور بصورة مستمرة، وينشئ لنفسه خلافا ما، مع شخص ما، أو مجتمع ما، حيث يعيش في كنف نفس راضية، «ترى الوجود جميلا» ولذلك تقاس مسألة الرضا ليس فقط على مستوى الأفراد، بل على مستوى الشعوب، والأنظمة من خلال ما تفتقد ما هو موجود عند الآخر، ومن هنا تبدأ حالات التضاد، والمشاكسات، وقد تصل إلى ذروتها عندما تصل إلى مستويات التصادم؛ وما أكثرها.

وبقدر ما يكون الاختلاف سنة كونية، وأمرا متوقعا بين الأفراد لاختلاف تجربة الحياة، ومجموع العوامل النفسية والمادية الموجود عند كل واحد على انفراد، إلا أن الاختلاف يظل هو المسوق أكثر لمجموع الخلافات القائمة بين الناس، ففي اختلاف المستويات المادية، أو الوجاهية، أو الوظيفية، أو المعنوية كالأخلاق الرفيعة، أو الذكاء، أو الجمال، أو الكرم، أو التسامح، بين الأفراد، ولو على مستوى المجتمع الصغير في بيئة اجتماعية ما، يثير حنق الآخرين تجاه منْ منّ الله عليه بمثل هذه الفضائل، وهذا الحنق الذي يشعر به الآخر تجاه الآخر من حوله؛ لأن الحانق لم يصل إلى حالة الإشباع من هذا الذي يميز الآخر من حوله، وذلك يشعره بالنقص، ويرى أن من حقه أن يكون مثل صاحبه، مع أنه لو فكر في الأمر قليلا، لوصل إلى قناعة أن الله هو الرازق، وأن الله هو المانع، وما الآخرون من حوله سوى مكلفين بأمانة توصيل ما لديهم من نعم إلى الآخر، بصورة أو بأخرى، وأنهم ممتحنون في ذلك، ومحاسبون على مثقال ذرة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) إذن ليست هناك فضلة تستحق أن تنشئ خلافا ما قد يصل ذروته إلى التصادم، والبغضاء، ومنازلة الشر بالشر، وهذا النوع من التفكير ـ إن حصل- فإنه يعكس سذاجة صاحبه، وتوغل نفسه في مستنقع الحسد.

يشدد المنظرون؛ كثيرا على مسألة التسامح، وأن على الفرد أن يتسامى عن الصغائر التي تذهب به إلى الوقوع في الخلاف مع الآخر، انعكاسا لتميزه، ولكن هذه من الفطرة الإنسانية، ولا يقدر أحد أن ينكرها، والأمر ليس يسيرا أن يتحرر الفرد من إنسانيته، ويقولب نفسه في قالب الطهر الناصع من كل شائبة، وإلا عد ملكا من ملائكة الرحمة، وهذا ما لا يتحقق على الأرض، فالناس فطروا على مجموعة من النقائص التي لا محيد عنها، كما أنهم فطروا على مجموعة من القيم السامية، وتبقى المحنة هنا عند كل شخص على حدة، في قدرته على توظيف القيم السامية على نقائصه، أو عدم قدرته على كبح جماح نقائصه فيؤذي بها نفسه والآخرين من حوله، وهذا كله من الفطرة الإنسانية.

ومع ذلك فهناك انفراجات في مواقف كثيرة لهذا الفرد «الإنسان» في هذه الانفراجات تتجلى القيم السامية، وقد يتفاجأ الآخرون من ذلك، وقد يتساءلون: أيعقل أن يكون هذا فلان الذي نعرفه؟ وهذه الصورة تتكرر في حالتيها الإيجابية والسلبية، ولن تكون مقصورة على حالة واحدة، وهذا ما يدهش بعضنا بعضا من هذا التبدل المستمر في سلوكيات الإنسان بين مقدامين: أحدهما في لحظة ما، مقدام للخير، وثانيهما، في لحظة ما، مقدام للشر «ولله في خلقه شؤون».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من حوله

إقرأ أيضاً:

التفكير في المستقبل

أي حديث عن المال يكون عرضة لاحتمالين: إما الحديث عن عدم توفره وبالتالي العجز عن تنفيذ المطلوب، أو أنه موجود لكنه يُصرف في غير موضعه، وفي الحالتين، تكون النتيجة واحدة!

في الاتحاد العماني لكرة القدم، ومنذ أن تسلّم سالم بن سعيد الوهيبي رئاسة مجلس الإدارة قبل 9 سنوات، كان الهمّ الأكبر هو إلغاء المديونية المتراكمة على الاتحاد. وقد نجح مجلس الإدارة، بجدارة، في إنهاء هذا الملف، رغم كل التحديات التي واجهها خلال السنوات التسع الماضية، إلا أن لهذا الإنجاز تأثيرًا كبيرًا على المنتخبات الوطنية، لا سيما منتخبات المراحل السنية، كما أدى إلى إلغاء منتخبي كرة الصالات وكرة القدم النسائية.

بالإضافة إلى ذلك، عانى الاتحاد من نقص في الكادر الوظيفي، بعد تقاعد عدد كبير من الموظفين دون توفير بدائل لهم، مما أثر أيضًا على المسابقات المحلية، حتى أصبح الاتحاد عاجزًا عن تقديم جوائز مالية لبعض البطولات، وأبرزها دوري تحت 15 سنة، الذي سينطلق الشهر المقبل.

الجمعية العمومية للاتحاد، التي ستنعقد بعد غدٍ السبت، عليها أن تفكر في المستقبل بجدية، فنحن نعيش في عالم متسارع الخطى، حيث تتقدم كرة القدم عالميًا، بينما نحن ما زلنا نكتفي بالتفرج! فلا ثورة المعلوماتية أفادتنا، ولا النجاحات اللافتة في بعض الدول الصغيرة أيقظتنا من هذا السبات العميق.

إن كرة القدم اليوم أصبحت صناعة، وأنديتنا تحولت إلى شركات تجارية، بعد أن مُنحت سجلات تجارية، لكن إدارات الأندية تدرك أن المرحلة القادمة ستكون صعبة إن لم تتوفر الإمكانيات الكافية للقيام بدورها. فكل شيء أصبح له ثمن، وهذا الثمن يتطلب ضخّ أموال، ليس فقط للصرف، وإنما للاستثمار وتحقيق عائدات، بدلاً من إنفاقها دون تخطيط أو رقابة.

ينطبق هذا الأمر أيضًا على الاتحاد العماني لكرة القدم، الذي يستعد لتشكيل مجلس إدارة جديد يحمل على عاتقه مسؤولية تطوير اللعبة خلال السنوات الأربع المقبلة. نحن بحاجة إلى قيادة قوية، تتحمل هذه الأمانة الثقيلة، وتستحق أن نقف معها وندعمها لتحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا التي ليس لها حدود.

نملك جيلًا شابًا موهوبًا، لكنه بحاجة إلى من يقف بجانبه، ويدعمه، ويمنحه الثقة، ويوفر له التدريب والتأهيل العلمي المناسب. وهذا لن يتحقق بالإمكانيات الحالية، ما لم يكن هناك توجه حقيقي لدعم المجلس القادم؛ لأن الموازنة التقديرية لعام 2025، البالغة خمسة ملايين ريال، لا يمكن أن تكفي لإحداث نقلة نوعية في كرة القدم العمانية.

أتمنى أن أرى مبادرات حقيقية من أعضاء الجمعية العمومية، ليكونوا شركاء في النجاح، عبر تقديم أفكار ومقترحات تسهم في تطوير الاتحاد، وإيجاد منافذ تسويقية لأنشطته وبرامجه، بما يرتقي بالمنظومة الكروية إلى أفضل المستويات.

مقالات مشابهة

  • غالبني الوجع وأنا أتلقى نبأ استشهاد صديقي الدكتور عمر محمد علي
  • إطفاء بيروت تسلم من اكسبرتيز فرانس معدات لمكافحة الحرائق وادارة الازمات
  • رستم: لن تكون عكار بيئة حاضنة لأي شخص تدور حوله شبهات
  • آسر ياسين يكشف عن عهد لا يتراجع عنه في مسيرته الفنية!
  • شاهد| حين يتجه الإنسان ليعبِّد نفسه لعدوه
  • هات “الجِفت” يا خليل
  • بقرار مفاجئ.. مجلس نقابة المحامين العراقيين يحلّ نفسه (وثيقة)
  • مجلس نقابة المحامين يحل نفسه قبيل الانتخابات
  • التفكير في المستقبل
  • أستاذ علاج نفسي: الحب من طرف واحد مرض واسمه التعلق