لجريدة عمان:
2025-11-01@13:27:44 GMT

نوافذ :أنفس جوعى..

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

[email protected]

يقال: «الخلافات ملح الحياة» وعلى الرغم من واقعية هذه المقولة، إلا أن الخلافات مؤذية إلى حد كبير، مؤذية؛ لأنها تسوق للأنفس الغاضبة، وللأنفس الضعيفة، وللأنفس القانطة، وللأنفس المحرومة من كثير من الإشباعات النفسية والمادية، ومعنى هذا أنه يبقى القليل من لا يقع في مصيدة هذه الصور بصورة مستمرة، وينشئ لنفسه خلافا ما، مع شخص ما، أو مجتمع ما، حيث يعيش في كنف نفس راضية، «ترى الوجود جميلا» ولذلك تقاس مسألة الرضا ليس فقط على مستوى الأفراد، بل على مستوى الشعوب، والأنظمة من خلال ما تفتقد ما هو موجود عند الآخر، ومن هنا تبدأ حالات التضاد، والمشاكسات، وقد تصل إلى ذروتها عندما تصل إلى مستويات التصادم؛ وما أكثرها.

وبقدر ما يكون الاختلاف سنة كونية، وأمرا متوقعا بين الأفراد لاختلاف تجربة الحياة، ومجموع العوامل النفسية والمادية الموجود عند كل واحد على انفراد، إلا أن الاختلاف يظل هو المسوق أكثر لمجموع الخلافات القائمة بين الناس، ففي اختلاف المستويات المادية، أو الوجاهية، أو الوظيفية، أو المعنوية كالأخلاق الرفيعة، أو الذكاء، أو الجمال، أو الكرم، أو التسامح، بين الأفراد، ولو على مستوى المجتمع الصغير في بيئة اجتماعية ما، يثير حنق الآخرين تجاه منْ منّ الله عليه بمثل هذه الفضائل، وهذا الحنق الذي يشعر به الآخر تجاه الآخر من حوله؛ لأن الحانق لم يصل إلى حالة الإشباع من هذا الذي يميز الآخر من حوله، وذلك يشعره بالنقص، ويرى أن من حقه أن يكون مثل صاحبه، مع أنه لو فكر في الأمر قليلا، لوصل إلى قناعة أن الله هو الرازق، وأن الله هو المانع، وما الآخرون من حوله سوى مكلفين بأمانة توصيل ما لديهم من نعم إلى الآخر، بصورة أو بأخرى، وأنهم ممتحنون في ذلك، ومحاسبون على مثقال ذرة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) إذن ليست هناك فضلة تستحق أن تنشئ خلافا ما قد يصل ذروته إلى التصادم، والبغضاء، ومنازلة الشر بالشر، وهذا النوع من التفكير ـ إن حصل- فإنه يعكس سذاجة صاحبه، وتوغل نفسه في مستنقع الحسد.

يشدد المنظرون؛ كثيرا على مسألة التسامح، وأن على الفرد أن يتسامى عن الصغائر التي تذهب به إلى الوقوع في الخلاف مع الآخر، انعكاسا لتميزه، ولكن هذه من الفطرة الإنسانية، ولا يقدر أحد أن ينكرها، والأمر ليس يسيرا أن يتحرر الفرد من إنسانيته، ويقولب نفسه في قالب الطهر الناصع من كل شائبة، وإلا عد ملكا من ملائكة الرحمة، وهذا ما لا يتحقق على الأرض، فالناس فطروا على مجموعة من النقائص التي لا محيد عنها، كما أنهم فطروا على مجموعة من القيم السامية، وتبقى المحنة هنا عند كل شخص على حدة، في قدرته على توظيف القيم السامية على نقائصه، أو عدم قدرته على كبح جماح نقائصه فيؤذي بها نفسه والآخرين من حوله، وهذا كله من الفطرة الإنسانية.

ومع ذلك فهناك انفراجات في مواقف كثيرة لهذا الفرد «الإنسان» في هذه الانفراجات تتجلى القيم السامية، وقد يتفاجأ الآخرون من ذلك، وقد يتساءلون: أيعقل أن يكون هذا فلان الذي نعرفه؟ وهذه الصورة تتكرر في حالتيها الإيجابية والسلبية، ولن تكون مقصورة على حالة واحدة، وهذا ما يدهش بعضنا بعضا من هذا التبدل المستمر في سلوكيات الإنسان بين مقدامين: أحدهما في لحظة ما، مقدام للخير، وثانيهما، في لحظة ما، مقدام للشر «ولله في خلقه شؤون».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من حوله

إقرأ أيضاً:

⭕القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: ندعو كل شاب قادر على حمل السلاح

الشعب السوداني الأبي نقف اليوم وقفة إجلال وإكبار، ننحني فيها إجلالاً وتقديراً لأرواح شهدائنا الأبرار من المواطنين الأبرياء الذين قُتلوا وأُبيدوا دون وجه حق، وهم يُسطرون بدمائهم الزكية أروع ملاحم الصمود والتضحية.كما نترحم بكل فخر واعتزاز على أرواح رفاقنا البواسل، الذين رفضوا الإخضاع، وقاوموا المليشيا الغاشمة بشجاعة نادرة حتى آخر طلقة، دفاعاً عن كرامة الوطن وحريته. لقد أثبتوا أن روح المقاومة متجذرة في هذا الشعب الأبي.علي الشعب السوداني ان يعلم بأن هنآك مؤامرة كبيرة ضد بلدنا ، وكما ترون المجتمع الدولي وقف عاجزا لمنع جرائم الإبادة والتطهير العرقي فقط إصدار بيانات خجولة نسبة لتقاطع مصالحها للدولة التي ترعي المليشيا وتقدم لها كافة أنواع الأسلحة المتطورة لتمارس هوايتها المعروفة .ندعو كلّ القوى الوطنية، من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ونقابات وهيئات دينية وقبلية، إلى التوحد في مواجهة آلة القتل والاستعمار المحلي والخارجي للأجساد والأرض. كما ندعو وسائل الإعلام والمنظمات الدولية إلى تكثيف الضغط الدبلوماسي على كل الدول والمؤسسات التي تسهّل أو تغطي دعم المليشيا.نؤكد اليوم أمام التاريخ أن شعب السودان لن ينكسر في مواجهة آلة القتل التي تُمارسها مليشيا الدعم السريع، وبظلّ محاولات إقليمية ودولية لتفتيت الوطن، ندعو الجميع إلى تعبئة شاملة تقوم على حماية النفس، والعرض والأرض والحفاظ على الكرامة.الي شباب الوطن الأوفياءإن الواجب الوطني والشرعي يفرض علينا الآن الاستنفار العام ندعو كل شاب قادر على حمل السلاح، قادر على الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه، أن يتوجه فوراً للانضمام إلى المتحركات في جبهات القتال ، لدعم جهود و تأمين وحماية المواطنين والحفاظ على أمن وسلامة الوطن ووحدته، إنها معركة الوجود والكرامة .نحن في القوة المشتركة نعاهدكم ونعدكم بأن دماء الضحايا لن تذهب سدى إن القصاص العادل لدماء شهدائنا الأبرار، وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن، هو دين في أعناقنا. وسنعمل بكل قوة وحزم لتحقيق العدالة الناجزة لكل من تسبب في هذه الجرائم البشعة.30 اكتوبر 2025إعلام القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قوات الأمن المركزي في الأمانة تنفذ 1433 مهمة أمنية خلال ربيع الآخر
  • قوات النجدة في الضالع تحقق إنجازات أمنية متميزة خلال شهر ربيع الآخر
  • شرطي إسرائيلي يضرم النار بنفسه!
  • ⭕القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: ندعو كل شاب قادر على حمل السلاح
  • صحيفة أميركية: حزب الله اللبناني اعاد تسليح نفسه
  • حزب الله يعيد تسليح نفسه.. وتحذيرات من تجدد الحرب مع إسرائيل
  • أطباء بلا حدود: نازحو الفاشر جوعى وبلا مأوى والاستجابة الإنسانية غير كافية
  • التسامح.. وحدود الهوية الوطنية
  • وداعا للمتبرعين.. القلب القادم من صنع البشر
  • شاهد.. رونالدو يكلم نفسه في كأس ملك السعودية