مجدداً.. ماذا في جعبة بلينكن للشرق الأوسط؟

عاد وزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للمرة الثانية إلى الشرق الأوسط خلال أقل من شهر، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة، لكن الأجندات هذه المرة تغيرات وربما المواقف أيضاً.

حث الجيش الإسرائيلي جميع مدنيي قطاع غزة على النزوح من الشمال إلى الجنوب

ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن بلينكن حث القادة الإسرائيليين على حماية المدنيين المحاصرين في مرمى النيران في قتالهم مع حماس، مع تزايد الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار أو وقف الضربات الإسرائيلية على غزة، وبدء نفاد الوقود من المستشفيات في القطاع المحاصر براً وبحراً وجواً.

Pressure for a cease-fire or pause in Israeli strikes in Gaza grew as hospitals began to run out of fuel and displaced Palestinians struggled to find clean water https://t.co/c1EglsxE5f

— The Wall Street Journal (@WSJ) November 3, 2023 مناقشة الإستراتيجيات

التقى بلينكن بأعضاء الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ، وحضر اجتماعاً موسعاً مع حكومة الحرب الإسرائيلية لمناقشة الإستراتيجية والجهود المبذولة للتخفيف من صراع أوسع وقبل الزيارة، قال مسؤولون أمريكيون إن من المتوقع أن يثير بلينكن مسألة وقف القتال من بين إجراءات أخرى.

هذه المرة أشار بلينكن إلى أنه قبل مغادرته لواشنطن، سيتناول في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين "الخطوات الملموسة التي يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الضرر الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة"، كما ألقى باللوم على حماس لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية، فيما تأتي رحلة بلينكن وسط قلق دولي متزايد بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث يتحمل المدنيون وطأة الحرب الإسرائيلية ضد حماس، ودعت إدارة بايدن إلى "هدنة إنسانية" للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وربما خروج المزيد من الأجانب والفلسطينيين المصابين من القطاع.

قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنهم حثوا الحكومة الإسرائيلية بشكل متزايد على بذل المزيد من الجهد لمنع معاناة المدنيين في غزة، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مراراً وتكراراً، إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

قصف همجي

ومنذ الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف في غزة استهدفت المسلحين والبنية التحتية الخاصة بهم، لكنها أسفرت أيضاً عن مقتل آلاف المدنيين، أغلبهم من الأطفال، وأجبر "القصف الأهوج" الإسرائيلي ثلثي السكان على الفرار ونزوح مليوني شخص عن منازلهم.

Israeli airstrikes on a densely populated Gaza neighborhood show that Israel is waging a broader, more ferocious war against Hamas than before https://t.co/elHtqxvzQo

— WSJ Politics (@WSJPolitics) November 2, 2023

أخبر بلينكن لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع أن حماس تحتفظ بمخزونات من الوقود، وقال: "لو كانت تهتم قليلاً بشعب غزة، لتأكدت بنفسها من أنها استخدمت هذا الوقود حتى تتمكن المستشفيات من العمل، لتبقى حاضنات (الأطفال) قيد العمل.. لكن بالطبع لا.. وعلينا واجب أن نفعل كل ما في وسعنا، إذا لم تفعل حماس ذلك، لرعاية الناس في غزة.. نحن نعمل على آلية تمكننا من إيصال الوقود إلى حيث تكون هناك حاجة إليه، وخاصة المستشفيات والمخابز ومحطات تحلية المياه، فيما يتكثف النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل خاص في مدينة غزة وأماكن أخرى في الجزء الشمالي من القطاع، الذي تطوقه القوات الإسرائيلية، الذي وصفه بأنه "مركز ثقل" حركة حماس.

وتشير الصحيفة إلى أن الجزء الشمالي من القطاع هو المكان الذي تتدهور فيه الظروف المعيشية بسرعة أكبر، وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وهو أكبر مستشفى في القطاع، لا يوجد ما يكفي من الوقود لتشغيل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ويوجد حالياً حوالي 50 طفلاً في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.. وانقطعت الكهرباء عن معظم أنحاء المستشفى ما ترك 205 مرضى مصابين في الأقسام من دون ضوء أو كهرباء.

BREAKING: Israel is currently bombing 3 hospitals at the same time in Gaza.

Al-Quds Hospital, Al-Shifa Hospital and the Indonesian Hospital. pic.twitter.com/jHAfmltSVf

— sarah (@sahouraxo) November 3, 2023 نقص الخدمات

على الجانب الأخر، أوقف مستشفى السرطان في مدينة غزة عملياته في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب نفاد الوقود ومات 4 من مرضى في المستشفى منذ ذلك الحين.. ويعوق نقص الوقود الخدمات الأساسية الأخرى بما في ذلك المخابز وتوصيل المياه، وقالت الأمم المتحدة إن آبار المياه ومحطات تحلية المياه في جنوب غزة توقفت عن العمل بشكل شبه كامل، وأنها لا تملك معلومات كافية عن الوصول إلى المياه في الجزء الشمالي من القطاع.

ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه منذ بدء الحرب الشهر الماضي، توقفت 14 مستشفى من أصل 35 مستشفى في غزة عن العمل.. كما أن الإمدادات الطبية نادرة، حيث يقوم الأطباء بإجراء العمليات الجراحية من دون تخدير، وطلب الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً من جميع المستشفيات في شمال غزة إخلاءها، وهو طلب يقول مسؤولو الرعاية الصحية إنه من المستحيل تلبيته فيما تتهم إسرائيل حماس بأنها تخفي أسلحة ومراكز قيادة وسيطرة تحت تلك المستشفيات.

ومنذ بدء الحرب، حثت إسرائيل جميع المدنيين في غزة على الفرار من الشمال إلى الجنوب حفاظاً على سلامتهم، لكن البعض ظلوا في أماكنهم لأنهم يقولون إنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه.

وتقصف القوات الإسرائيلية أيضاً أهدافاً في جنوب غزة، حيث الوضع الإنساني سيئ أيضاً، وقد تعرض ما لا يقل عن 45% من الوحدات السكنية في غزة للأضرار أو للتدمير منذ بدء القتال، فيما يقيم مئات الآلاف من الأشخاص في ملاجئ الأمم المتحدة التي لا تتجاوز 4  ملاجئ، تستضيف فيها أكثر من 20 ألف شخص دون أبسط مقومات الحياة، بالإضافة لتعرضها لقصف إسرائيلي متكرر.

المصدر: موقع 24