بوابة الوفد:
2024-11-23@22:20:16 GMT

رؤية مصر الثاقبة وتراجع المجتمع الدولى

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

ماذا يعنى بيان السفارة الأمريكية الذى صدر يوم الخميس الماضى، بالتعهد بمنع التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر أو الأردن؟.. لقد صدر هذا البيان فى الوقت الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تعيين هيرو مصطفى جارج سفيرة لواشنطن بالقاهرة، وبالمناسبة هى من أصل كردى، وقالت فى بيان لها إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن والازدهار الإقليمى، أكثر من أى وقت مضى.

. وكانت السفيرة قد أعلنت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أنها يشرفها أن تكون أول سفيرة أمريكية من أصل كردى فى الخارج. كما وصفت توليها المهمة فى هذا التوقيت وفى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة بأنه يحمل أهمية خاصة.

التعهد الأمريكى من خلال بيان السفارة بالقاهرة بعدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو من الضفة إلى الأردن يعنى أن الرؤية المصرية ثاقبة فى هذا الملف، ويوم أن أعلنت القيادة السياسية موقف مصر الواضح والصريح من قضية التهجير القسرى، يؤكد أن السياسة المصرية رشيدة ومؤثرة حتى على المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة، وهذا يعنى بعد النظر المصرى فى هذا الأمر والذى يتمثل فى ضرورة عدم حل القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى سواء كانت مصرية أو أردنية. ويؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أنه مهما كانت المغريات فى هذا الشأن ومهما كانت العواقب لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تفرط مصر فى شبر واحد من أراضيها فهذه عقيدة مصرية لن تتغير أبداً حتى ولو كلفت مصر الكثير.

إن النظرة المصرية للحرب الإسرائيلية والموقف فى غزة، واجهه فى البداية المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بعدم اكتراث، إلا أن الأمر الآن تغير تماماً وباتت الرؤية المصرية أمام الدنيا كلها هى «الأصح» فى عدد من الأمور ويأتى على رأسها منع تهجير الفلسطينيين أو حل القضية على حساب أطراف أخرى فى المنطقة، لأنه من حق الفلسطينيين أن يقيموا دولتهم على أرضهم المحتلة. أما القضية الثانية فهى الموقف المصرى الأكثر من رائع والمتمثل فى ضرورة فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات ومواد الإغاثة والأدوية للشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه مصر.. صحيح أنه حتى الآن لم تدخل سوى مائتى شاحنة غذائية وطبية، وبالطبع لا تكفى لحوالى مليونى وأربعمائة ألف مواطن فلسطينى فى غزة، إلا أن مصر مازالت تواصل الجهود الكبيرة من أجل توصيل أكبر قدر من المساعدات للشعب الفلسطينى. ومصر تجرى جهوداً جبارة على قدم وساق مع جميع الجهات المعنية لتسهيل استقبال وإجلاء الأجانب من غزة عبر معبر رفح ويبلغ عددهم حوالى سبعة آلاف يحملون جنسيات أكثر من 60 دولة.

القضية الثالثة وهم الأهم فى هذا الشأن هى أن الرؤية المصرية الرائعة سواء كانت على المستوى الرسمى أو الشعبى غيّرت النظرة تماماً لدى شعوب العالم المختلفة لدرجة أن هذه الشعوب كشفت الازدواجية والكيل بمكيالين لدى حكومات المجتمع الدولى وخرجت المظاهرات الشعبية فى كل بلدان العالم تندد بالمذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتطالب حكام الغرب بضرورة وقف عمليات الإبادة الجماعية التى تتم حاليا.

ولمصر أن تفخر حكومة وشعباً فى تغيير بعض الشىء لموقف المجتمع الدولى والولايات المتحدة من القضية الفلسطينية.

القضية الرابعة والأكثر أهمية هى أن الحكمة المصرية كانت وراء عدم ضياع القضية الفلسطينية أو القضاء عليها أو إنهائها كما كان مخططاً لذلك. وما زالت مصر عند موقفها الداعى إلى السلام واستئناف المفاوضات وضرورة احترام الشرعية الدولية وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. ولذلك لا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن هناك تغييراً حتى ولو كان طفيفاً فى سياسة الولايات المتحدة والمجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطينية، ويرجع الفضل فى هذا الأمر إلى السياسة الحكيمة والرشيدة للدولة المصرية فى التعامل مع هذا الملف.

لقد استطاعت مصر برؤيتها الثاقبة أن تعيد ملف القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام من خلال إحياء مباحثات السلام مرة أخرى.. والسؤال المهم: ماذا لو كانت الأمة العربية جمعاء كانت تقف إلى جوار مصر فى هذا الأمر؟ وأعتقد أن الإجابة كانت ستكون إلى الأفضل والأحسن، ورغم ذلك ما زالت الفرصة الذهبية قائمة فى وحدة العرب فى ظل انهيار إسرائيلى كامل وتراجع فى مواقف أمريكا والمجتمع الدولى.

ويبقى إذن ضرورة وقف الحرب واستئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجتمع الدولي السفارة الأمريكية القسرى للفلسطينيين الشراكة الاستراتيجية مصر وأمريكا القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة المجتمع الدولى فى هذا

إقرأ أيضاً:

درة: تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا

أعربت الفنانة درة عن دعمها للقضية الفلسطينية مشيرة إلى أنها نشأت وتعلمت منذ الطفولة على أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا.

وقالت درة خلال الجلسة الحوارية التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائي اليوم تحت عنوان «السرد كأداة للصمود: قصص الهوية والبقاء»: «تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا يجب الإشارة إليه، فهناك تعتيم تام ومحاولة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لذا عرضت فيلم وين صرنا؟، كي أبين هذا الجانب الإنساني، وأنهم يستحقوا الحياة، لأن دي حياتهم وحاولت أعبر عنها».

وأقيمت الجلسة الحوارية «السرد كأداة للصمود: قصص الهوية والبقاء» على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وكانت تضم كل من الفنانة والمخرجة درة زروق، والمخرجة ميريام الحاج، والمنتجة مي عودة والمخرجة نجوى نجار، بينما يتولى غدارة النقاش النقاش الناقد محمد نبيل.، وجاء ذلك ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.

وسلطت الجلسة الضوء على قوة السرد في تحفيز قدرات الأفراد على المقاومة والتحمل في أصعب اللحظات والمواقف، ويحكي الحضور عبر خبراتهم ووعيهم الثقافي الفريد عن تجاربهم في تشكيل السرد السينمائي وروايات الهوية الشخصية والجماعية، ومحاولات البقاء والخلافات والنبرات الانهزامية.

كما سلطت الضوء على التقنيات السردية التي يمكنها تحويل قصص الصراع الشخصي إلى سرديات مهمة إعجازية تلهم الجماهير، وتحفز المجتمعات على الاستمرار والمقاومة.

وأشار الضيوف إلى تحديات صنع الأفلام في مناطق الصراع والنزوح وتلك المحاصرة بالقيود السياسية، وعن خبرة كل منهم في استخدام الإبداع للدفاع عن رؤيتهم والنجاة من الأسى والمآسي.

وتمثل فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، المقرر انطلاقها خلال الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر، منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

وستشهد فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما العديد من ورش العمل والجلسات الحوارية فضلا عن نقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي

وكان انطلق حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 يوم الأربعاء الماضي داخل دار الأوبرا، ومن المقرر أن تمتد فعاليات المهرجان حتى يوم 22 نوفمبر الجاري.

وشهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي حضور عدد من نجوم الوسط الفني أبرزهم: حسين فهمي رئيس المهرجان وزوجته، الفنان طه دسوقي، إلهام شاهين وآخرين.

اقرأ أيضاًبعد عرض وتر حساس.. كريم فهمي لـ صبا مبارك: «مهببة إيه للناس يا أحلام»

مسلسلات رمضان 2025.. باسم سمرة يشارك أولى كواليس «العتاولة 2» |صورة

مقالات مشابهة

  • مصر تشيد بالموقف المشرف لـ بوليفيا في دعم القضية الفلسطينية| صور
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • عاجل.. الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل تجاه القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان في القاهرة: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية
  • درة: تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا
  • عاجل - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد العلاقات الأخوية ودورها الريادي
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الريادي بالمنطقة