بوابة الوفد:
2025-02-08@11:50:01 GMT

رؤية مصر الثاقبة وتراجع المجتمع الدولى

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

ماذا يعنى بيان السفارة الأمريكية الذى صدر يوم الخميس الماضى، بالتعهد بمنع التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر أو الأردن؟.. لقد صدر هذا البيان فى الوقت الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تعيين هيرو مصطفى جارج سفيرة لواشنطن بالقاهرة، وبالمناسبة هى من أصل كردى، وقالت فى بيان لها إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن والازدهار الإقليمى، أكثر من أى وقت مضى.

. وكانت السفيرة قد أعلنت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أنها يشرفها أن تكون أول سفيرة أمريكية من أصل كردى فى الخارج. كما وصفت توليها المهمة فى هذا التوقيت وفى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة بأنه يحمل أهمية خاصة.

التعهد الأمريكى من خلال بيان السفارة بالقاهرة بعدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو من الضفة إلى الأردن يعنى أن الرؤية المصرية ثاقبة فى هذا الملف، ويوم أن أعلنت القيادة السياسية موقف مصر الواضح والصريح من قضية التهجير القسرى، يؤكد أن السياسة المصرية رشيدة ومؤثرة حتى على المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة، وهذا يعنى بعد النظر المصرى فى هذا الأمر والذى يتمثل فى ضرورة عدم حل القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى سواء كانت مصرية أو أردنية. ويؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أنه مهما كانت المغريات فى هذا الشأن ومهما كانت العواقب لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تفرط مصر فى شبر واحد من أراضيها فهذه عقيدة مصرية لن تتغير أبداً حتى ولو كلفت مصر الكثير.

إن النظرة المصرية للحرب الإسرائيلية والموقف فى غزة، واجهه فى البداية المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بعدم اكتراث، إلا أن الأمر الآن تغير تماماً وباتت الرؤية المصرية أمام الدنيا كلها هى «الأصح» فى عدد من الأمور ويأتى على رأسها منع تهجير الفلسطينيين أو حل القضية على حساب أطراف أخرى فى المنطقة، لأنه من حق الفلسطينيين أن يقيموا دولتهم على أرضهم المحتلة. أما القضية الثانية فهى الموقف المصرى الأكثر من رائع والمتمثل فى ضرورة فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات ومواد الإغاثة والأدوية للشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه مصر.. صحيح أنه حتى الآن لم تدخل سوى مائتى شاحنة غذائية وطبية، وبالطبع لا تكفى لحوالى مليونى وأربعمائة ألف مواطن فلسطينى فى غزة، إلا أن مصر مازالت تواصل الجهود الكبيرة من أجل توصيل أكبر قدر من المساعدات للشعب الفلسطينى. ومصر تجرى جهوداً جبارة على قدم وساق مع جميع الجهات المعنية لتسهيل استقبال وإجلاء الأجانب من غزة عبر معبر رفح ويبلغ عددهم حوالى سبعة آلاف يحملون جنسيات أكثر من 60 دولة.

القضية الثالثة وهم الأهم فى هذا الشأن هى أن الرؤية المصرية الرائعة سواء كانت على المستوى الرسمى أو الشعبى غيّرت النظرة تماماً لدى شعوب العالم المختلفة لدرجة أن هذه الشعوب كشفت الازدواجية والكيل بمكيالين لدى حكومات المجتمع الدولى وخرجت المظاهرات الشعبية فى كل بلدان العالم تندد بالمذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتطالب حكام الغرب بضرورة وقف عمليات الإبادة الجماعية التى تتم حاليا.

ولمصر أن تفخر حكومة وشعباً فى تغيير بعض الشىء لموقف المجتمع الدولى والولايات المتحدة من القضية الفلسطينية.

القضية الرابعة والأكثر أهمية هى أن الحكمة المصرية كانت وراء عدم ضياع القضية الفلسطينية أو القضاء عليها أو إنهائها كما كان مخططاً لذلك. وما زالت مصر عند موقفها الداعى إلى السلام واستئناف المفاوضات وضرورة احترام الشرعية الدولية وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. ولذلك لا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن هناك تغييراً حتى ولو كان طفيفاً فى سياسة الولايات المتحدة والمجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطينية، ويرجع الفضل فى هذا الأمر إلى السياسة الحكيمة والرشيدة للدولة المصرية فى التعامل مع هذا الملف.

لقد استطاعت مصر برؤيتها الثاقبة أن تعيد ملف القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام من خلال إحياء مباحثات السلام مرة أخرى.. والسؤال المهم: ماذا لو كانت الأمة العربية جمعاء كانت تقف إلى جوار مصر فى هذا الأمر؟ وأعتقد أن الإجابة كانت ستكون إلى الأفضل والأحسن، ورغم ذلك ما زالت الفرصة الذهبية قائمة فى وحدة العرب فى ظل انهيار إسرائيلى كامل وتراجع فى مواقف أمريكا والمجتمع الدولى.

ويبقى إذن ضرورة وقف الحرب واستئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجتمع الدولي السفارة الأمريكية القسرى للفلسطينيين الشراكة الاستراتيجية مصر وأمريكا القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة المجتمع الدولى فى هذا

إقرأ أيضاً:

«إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!

«إسرائيل ستسلم قطاع غزة لأمريكا بعد انتهاء القتال».. هكذا كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أهدافه تجاه القضية الفلسطينية، بخلاف ما وعد به خلال فترة انتخاباته الرئاسية.

جاء ذلك حسبما أفاد موقع العربية فى شريط عاجل، وأكد «ترامب»، أنّ أمريكا ستتسلم القطاع ولن ترسل قوات لأنه ليس هناك حاجة لقواتنا فى غزة.

وبالبحث عن ما وعد به «ترامب» خلال فترة انتخاباته، نجد عكس ما يحدث على أرض الواقع، حيث تعهد بأن فترة رئاسته الجديدة ستكون وفقًا لشعار بسيط، «الوعود المقدمة والوعود المحققة»، مؤكدا أنه سيحافظ على تعهداته، وهو ما خالف الحقائق الحالية.

وفي تقرير لموقع «BBC» لم يقدم ترامب سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تحقيق أهدافه، إذ سُئل في عام 2023 من قبل قناة «فوكس نيوز»، عما إذا كان سيسيء استخدام سلطته أو يستهدف المعارضين السياسيين، أجاب أنه لن يفعل ذلك «باستثناء اليوم الأول، وقال: «لا، لا، لا، باستثناء اليوم الأول، سنغلق الحدود، ونقوم بالحفر، والحفر، والحفر. وبعد ذلك، لن أكون ديكتاتورا».

كان قد انتقد ترامب عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة على دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتعهد بإنهاء الصراع «خلال 24 ساعة» من خلال اتفاق تفاوضي، ولم يوضح ما يعتقد أنه ينبغي على أي من الجانبين التخلي عنه، حيث يريد أن تنأى بلاده بنفسها عن الصراعات الخارجية بشكل عام.

وفيما يتعلق بالحرب في غزة، وضع ترامب نفسه في موقف الداعم القوي لإسرائيل، لكنه حث «تل أبيب» على إنهاء عمليتها، وتعهد أيضا بإنهاء أعمال العنف المرتبطة بها في لبنان، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.

اقرأ أيضاًواشنطن بوست: ديمقراطيون ينتقدون مقترح ترامب بشأن غزة

إعلام أمريكي: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بسماع خطة ترامب

أستاذ علوم سياسية: طرح ترامب حول غزة غير عملي ومرفوض عالميًا

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الدولة المصرية تقوم بدور كبير في دعم القضية الفلسطينية
  • تحالف آي 2 يو 2 يخفي مخططا أمريكيا لمواجهة الصين وتصفية القضية الفلسطينية
  • إيهاب عمر: مصر الدرع التاريخي والأول عن القضية الفلسطينية
  • «تنسيقية شباب الأحزاب»: بيان الخارجية المصرية يؤكد موقف مصر الراسخ ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • مصر: نرفض أي طرح من شأنه تصفية القضية الفلسطينية
  • مصر: نرفض التهجير ولن نشارك في تصفية القضية الفلسطينية
  • «إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!
  • فلسطين تتمسك بتراب غزة
  • رداً على ترامب.. الجامعة العربية: ثوابت القضية الفلسطينية محل إجماع عربي كامل
  • رؤية مستقبلية للغة العربية.. ندوة بمعرض الكتاب عن دور الذكاء الاصطناعي في التطوير