بوابة الوفد:
2024-12-24@01:24:34 GMT

«الصراع الدموى بين إسرائيل والعرب»

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

الصراع الدموى الدائر حالياً بين إسرائيل وفلسطين ليس وليد اليوم وإنما بدأ منذ خمس وسبعين عاماً بين الإسرائيليين من جهة والفلسطينيين والعرب من جهة أخرى وهو صراع على البقاء.. بقاء الفلسطينى صاحب الأرض أم بقاء الإسرائيلى المغتصب للأرض.. فهل ما زالت الأرض تتكلم عربى أم أصبحت تتكلم عبرى؛ بعد نشأة إسرائيل على أرض عربية لمزيد من الاغتصاب ليكشف عن الوجه الحقيقى لإسرائيل وما وراء إسرائيل؟

حيث شهد القرن التاسع عشر ولادة الحركة الصهيونية التى تتمثل أهم أهدافها فى إيجاد حل للمسألة اليهودية.

وبدأ عدد كبير نسبياً من أعضاء الجماعات اليهودية فى الهجرة إلى أرض فلسطين فى نهاية ذلك القرن. أما مؤسس الحركة الصهيونية العالمية تيودور هرتزل فكان يفاوض السلطات البريطانية فى هجرة اليهود إلى بلدان أخرى، من بينها أوغندا وشبه جزيرة سيناء، وكان الاقتراح الأكثر جدية هو إقامة حكم ذاتى يهودى فى أوغندا (كينيا حسب الحدود الحالية) وقد أعلنها وزير المستعمرات البريطانى فى أبريل 1903، بعد مذبحة كيشينوف التى تعرض لها اليهود فى تلك المدينة، والتى كانت ذروة مطاردة اليهود فى الإمبراطورية الروسية آنذاك، ما أدى إلى مهاجرة عدد كبير من يهود شرقى أوروبا إلى غربى أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط. فأرسل المؤتمر الصهيونى العالمى فى جلسته السادسة بعثة إلى أوغندا لبحث الاقتراح، أما فى الجلسة السابعة (1907) فرفضها لأسباب وطنية وتاريخية ومشيراً إلى التقرير المخيب الذى عرضته البعثة. كانت فلسطين وقتها تحت السيطرة العثمانية، وبشكل أوسع، عندما آلت السلطة للانتداب البريطانى.

ومن بين المهاجرين اليهود كان شمعون بيريز رئيس إسرائيل السابق وجاء فى الفيزا أنه جاء لاجئاً لفلسطين والغريب أن الفيزا تضمنت عبارة «أقسم بالله العظيم أن أكون أميناً ومخلصاً لحكومة فلسطين» فكان بئس الإخلاص وبئس الأمانة حيث أقاموا لليهود دولة على رفات دولة فلسطين.

ففى الثانى من نوفمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، نشرت الحكومة البريطانية وعد بلفور «أعطى من لا يملك لمن لا يستحق» والذى أكد دعم بريطانيا لطموحات الحركة الصهيونية فى إقامة دولة يهودية بفلسطين. وبعد الحرب أقرت عصبة الأمم وعد بلفور كالهدف النهائى لحكم الانتداب البريطانى فى فلسطين. ولكن فى فترة الثلاثينيات من القرن الـ20 تندمت بريطانيا على وعدها للحركة الصهيونية واقترحت تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب حيث يسيطر العرب على أكثرية الأراضى.بعد المحرقة التى تعرض لها المواطنون اليهود فى أوروبا مع أقليات أخرى خلال الحرب العالمية الثانية،

وفى عام 1947، اعتمدت الأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين توصى بإنشاء دولة عربية وأخرى يهودية مستقلة والقدس الدولية. وتم قبول الخطة من قبل الوكالة اليهودية، فى حين رفضها القادة العرب؛ حيث أعطى اليهود المقيمين فى فلسطين 55% من الأرض، عندما كانوا يشكلون 30% من السكان، مؤكداً بضرورة توطين لاجئى المحرقة النازية من اليهود فى الأراضى الموعودة للدولة اليهودية حسب قرار تقسيم. وشملت الأراضى المقترحة لليهود الجزء المركزى من الشريط البحرى (ما عدا مدينة يافا)، جزءاً كبيراً من النقب (ما عدا مدينة بئر السبع)، والجزء الشرقى من الجليل ومرج ابن عامر. رفض العرب قرار التقسيم آنذاك، حيث شن سكان فلسطين هجمات ضد السكان اليهود، هجمات ردت عليها المنظمات الصهيونية العسكرية. فقامت بريطانيا بالانسحاب من فلسطين وإعلان انتهاء الانتداب البريطانى فى منتصف ليل الـ15 من مايو 1948.

وفى العام التالى، أعلنت الوكالة اليهودية استقلال دولة إسرائيل، وشهدت الحرب العربية-الإسرائيلية اللاحقة عام 1948 قيام إسرائيل على معظم أراضى الانتداب السابقة، بينما كانت الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سيطرة الدول العربية المجاورة. وخاضت إسرائيل منذ ذلك الحين عدة حروب مع الدول العربية وهى:

حرب 1948:

فى 14 مايو 1948، وقبل انتهاء الانتداب البريطانى، أعلن رسمياً عن قيام «دولة» إسرائيل دون أن تعلن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثاً وكانت محصلة الحرب أن توسعت إسرائيل على 75% تقريباً من أراضى الانتداب سابقاً. وبقى 156٫000 من العرب داخل إسرائيل (حسب الإحصاء الإسرائيلى الرسمى فى 1952) وتشرد ما يقرب من 900٫000 (حسب تقديرات منظمة التحرير الفلسطينية) إما فى مخيمات فى الأردن ومصر اللتين ضمتا الضفة الغربية وقطاع غزة بعد استيلاء اليهود على غالبية فلسطين كما تشردوا فى لبنان وغيرها من البلدان العربية بعد أن طردهم اليهود من بيوتهم. فى نفس الوقت، تشرد اليهود من أوروبا جراء الحرب العالمية الثانية ومن إيران وأصبحت الدولة اليهودية الحديثة مكانا مرغوبا فيه وازدادت الهجرات اليهودية إلى إسرائيل مما سبب زيادة فى عدد السكان اليهود بشكل ملحوظ، فهى تمثل الجهة الثانية لهجرة الجماعات اليهودية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

ازدادت هجرات أعضاء الجماعات اليهودية فى الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وتفكك جمهورياته. إسرائيل، حالها حال أى بلد آخر تحتوى على مجموعات عرقية مختلفة، والأقلية من هذه العرقيات قد لا تشعر بأنها تنتمى انتماءً كلياً للدولة بالرغم من حصولهم على حق المواطنة فى «دولة» إسرائيل. من أشهر هذه العرقيات الإسرائيليون من أصل عربى، ويشعر هؤلاء بالانتماء إلى أصولهم العربية. وتبقى هذه المشكلة من إحدى المشاكل التى تواجه إسرائيل وهى التوفيق بين هوية الدولة اليهودية والعرب المقيمين بها بصورة رسمية وانتمائهم لهويتهم العربية.

حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر

العدوان الثلاثى أو حرب 1956

كما تعرف فى مصر والدول العربية وهى حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وهى ثانى الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التى ساهمت فى تحديد مستقبل التوازن الدولى بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت حاسمة فى أفول نجم القوى الاستعمارية التقليدية، وتألق نجوم جديدة على الساحة الدولية. بدأت عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات مصرية بريطانية رافقتها مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية بالقناة. وكانت علاقة عبدالناصر مع الدول الغربية فى تلك الفترة فى صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولى بدعم أمريكى بريطانى على منح مصر قرضاً لتمويل مشروع السد العالى الذى كان يطمح به عبدالناصر أن يحقق طفرة زراعية وصناعية فى البلاد. فى تلك الفترة كانت المناوشات الحدودية مستمرة بشكل متقطع بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن عبدالناصر صراحة عداءه لإسرائيل، وضيق الخناق على سفنها فى قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه تعليلاً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرر عبدالناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنهما ماطلتا فى التسليم ورفضتاه فى النهاية معللتين ذلك بوضع حد لسباق التسليح فى الشرق الأوسط، لم يجد عبدالناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفييتى وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة؛ فقررت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية، والرد على رفض عبدالناصر الدخول فى سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل طبقاً لشروط الغرب كما أقرتها الخطة «ألفا» وذلك بوضع خطةٍ جديدةٍ أطلق عليها «أوميجا» هدفت إلى تحجيم نظام عبدالناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السد ثم إلغاؤه بالكامل فى وقت لاحق.

وكان من أبرز نتائج الحرب: انتصار عسكرى أنجلو- فرنسى إسرائيلى- نجاح الدبلوماسية المصرية فى تحقيق ضغطٍ دولى على الدول المعتدية بمساعدة أمريكية وسوفيتية- نجاح القوات الإسرائيلية فى احتلال سيناء حتى 6 مارس 1957، فى ظل انسحاب القوات المصرية بأمر قيادتها خشية إحكام الخناق عليها من الدول الثلاث- عدم تمكن القوات الأنجلو- فرنسية من استكمال خطتها أو تحقيق أهدافها.

- فشل القوات المعتدية فى إسقاط النظام المصرى بقيادة عبدالناصر، أو الوصول إلى الإسماعيلية، أو التحكم فى قناة السويس- دخول قوات طوارئ دولية إلى منطقة النزاع للفصل بين القوات- انسحاب القوات الأنجلو- فرنسية تحت الضغوط الدولية والمقاومة المصرية- انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء بعد عدة ضمانات فى مارس 1957- ضمان إسرائيل حرية مرور سفنها بخليج العقبة (مضيق تيران) وقناة السويس.

- أفول نجم بريطانيا وفرنسا كقوى استعمارية بالمنطقة.

حرب 1967:

وتعرف أيضاً فى كل من سوريا والأردن باسم نكسة حزيران وفى مصر باسم نكسة 67 هى الحرب التى نشبت بين إسرائيل وكل من العراق ومصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو 1967، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء

وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربى الإسرائيلى؛ وقد أدت الحرب إلى مقتل 15,000- 25,000 شخص فى الدول العربية مقابل 800 فى إسرائيل، وتدمير 70- 80% من العتاد الحربى فى الدول العربية مقابل 2- 5% فى إسرائيل، إلى جانب تفاوت مشابه فى عدد الجرحى والأسرى؛ كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاث العربية فى الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيى محافظة القنيطرة فى سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان فى القدس الشرقية والضفة الغربية.

تم تهجير أعداد كبيرة من السكان العرب من الأراضى المحتلة، بلغت حسب إحصائيات الأمم المتحدة نحو مائة ألف سورى ومصرى، ونحو (300) ألف فلسطينى.

وحققت نتائج الحرب لإسرائيل مزايا عسكرية كثيرة، فبعد احتلال سيناء ازداد العمق الاستراتيجى الإسرائيلى نحو 200 كم، فأصبحت جميع الأغراض الحيوية الإسرائيلية خارج مدى المدفعية المصرية، وفى الوقت نفسه أصبحت مدن قناة السويس ومصافى البترول واقعة فى منطقة الرمى المجدى للمدفعية الإسرائيلية، كما أصبحت شبكة الإنذار الجوى الإسرائيلى أكثر فاعلية، وشكلت قناة السويس والممرات فى سيناء عوائق طبيعية جيدة لتنظيم دفاع إسرائيلى فعال عن سيناء، كما امتلكت البحرية الإسرائيلية حرية الإبحار باتجاه البحر الأحمر وخليج السويس، وبدأت إسرائيل باستثمار حقول النفط المصرى فى سيناء بأقصى طاقتها.

وباحتلال الضفة الغربية ازداد العمق الاستراتيجى الإسرائيلى نحو 60 كم، وأصبح السهل الساحلى المركزى، الواقع بين حيفا وتل أبيب، الذى لا يتجاوز عرضه 20 كم، خارج مدى المدفعية الأردنية، حيث يعيش فى هذا السهل 75% من سكان إسرائيل، وتقام فيه 70% من المنشآت الحيوية الإسرائيلية، وفى الوقت نفسه أصبحت معظم مدن المملكة الأردنية فى الضفة الشرقية ضمن المنطقة التكتيكية (عمان 35 كم)، كما ساعدت العوائق الطبيعية المتشكلة من نهر الأردن والبحر الميت، ومرتفعات الضفة الغربية على تنظيم دفاع إسرائيلى فعال عن الضفة الغربية، وتقصير خطوط الدفاع الإسرائيلية السابقة، وبدأت الشركات الإسرائيلية باستثمار الأراضى الصالحة للزراعة فى وادى الأردن، وإسكانها، وتشغيل المعامل الأردنية التى كانت قد أنشأت على شاطئ البحر الميت.

وباحتلال مرتفعات الجولان زاد العمق الاستراتيجى الإسرائيلى نحو 25 كم، وأصبحت الأغراض الإسرائيلية الحيوية فى وادى الحولة خارج مدى المدفعية السورية، وفى الوقت نفسه أصبحت القوات الإسرائيلية تشرف على مداخل دمشق (قمة جبل الشيخ على مسافة 50 كم منها)، وبذلك أصبحت دمشق العاصمة العربية الثانية، بعد عمان، واقعة ضمن المنطقة التكتيكية- العملياتية، كما وفرت مرتفعات الجولان المشرفة على محيطها، للقيادة الإسرائيلية ميزة تخطيط مناورات التفاف وتطويق بعيدة المدى ضد المجنبات السورية، باتجاه جنوب سورية والأردن، أوباتجاه دمشق وحمص عبر الجنوب اللبنانى، وساعدت سلسلة جبل الشيخ التى يصل ارتفاعها إلى نحو ثلاثة آلاف متر، على إنشاء مراكز استطلاع ورصد إلكترونية ومقرات سيطرة جوية إسرائيلية تغطى الأجواء السورية والأردنية واللبنانية، كما تغطى أجواء القسم الشرقى من البحر الأبيض المتوسط ضمناً جزيرة قبرص، أما خط المرتفعات شمال وجنوب القنيطرة فقد ساعد إسرائيل على إنشاء خط دفاع حصين ومشرف، يؤمن السيطرة على منطقة روافد نهر الأردن فى الأراضى اللبنانية والأردنية، تلك الروافد التى كانت الأطماع الإسرائيلية بضمها أحد الأسباب فى تأزيم الموقف قبل نشوب الحرب.

. رد القادة العرب على إسرائيل بمؤتمر عقد فى الخرطوم

عرف بمؤتمر اللاءات الثلاث أعلنوا فيه تبنيهم لمذكرة الوفد الفلسطينى الذى كان برئاسة أحمد الشقيرى التى نصت على (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف )

حرب الاستنزاف:

و بدأت بمعركة رأس العش: التى وقعت أحداثها يوم 1 يوليو 1967، وتعتبر هذه المعركة هى الشرارة الأولى للحرب، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلال مدينة بور فؤاد، فصدتها عن المدينة قوة من الصاعقة المصرية. إن نجاح القوات المصرية، ذات القدرات المحدودة فى ذلك الوقت وبسالتها، ضد قوات معادية متفوقة يساندها سلاح الجو الإسرائيلى، أثار مشاعر المقاتلين على طول خط الجبهة حمية وحماساً واستعداداً للمواجهة المنتظرة.

ثم معارك القوات الجوية: خلال يومى 14 و15 يوليو 1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية فى سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها. ومن هنا زادت الثقة لدى المقاتلين فى قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.

ومعارك المدفعية: كان الاشتباك الكبير الذى ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها فى قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، والذى تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى 9 دبابات مدمرة، فضلا عن الإصابات فى الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكى، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيلاً و300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.

ثم إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات: كان ذلك يوم 21 أكتوبر 1967، إذ تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات فى منطقة شمال شرق بورسعيد، وتعد هذه المعركة أول استخدام للصواريخ سطح سطح. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة أن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية فى ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة فى الأرواح، الأمر الذى دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة فى البحث عن القتلى والغرقى، فى منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت فى عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.

ومع استكمال الخطوط الدفاعية وتماسكها فى نطاقات عميقة غرب القناة، تكونت احتياطيات الجبهة خفيفة الحركة. وكانت الخطط النيرانية تعتمد على المدفعية بأعيرتها المختلفة. وعندها بدأت الدوريات المصرية المقاتلة من المشاة والقوات الخاصة والمهندسين فى التسلل شرقاً، ومهاجمة المواقع الدفاعية الإسرائيلية، مع التركيز ضد المناطق الإدارية الإسرائيلية وكانت المدفعية تؤمن أعمالها بالنيران.

كما استمرت معارك المدفعية والتراشق بالنيران طوال مرحلة الصمود، استهلكت فيها آلاف الأطنان من الذخائر بمعدل فاق جميع الحروب السابقة. إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين دربوا لقنص أفراد الجيش الإسرائيلى وقادته، سواء فى نقاط المراقبة، أوأثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.

وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلى بعد معركة رأس العش، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليو 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب فى قناة السويس فى مناطق القنطرة، وكبريت والشط، وبور توفيق، لإبراز سيطرتها على القناة. إلا أن القوات المصرية تصدت لها فى البر والبحر والجو، ما أدى إلى إفشال جميع المحاولات بعد أن أصيب لإسرائيل 8 طائرات، و8 زوارق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة فى الأفراد. فى حين كانت خسائر القوات المصرية 25 شهيداً و108 جرحى، وفى المعدات 3 طائرات، وزورقان بحريان.

واستمر تبادل المبادأة وردود الأفعال بين الجانبين. فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة ايلات، أى فى 24 أكتوبر 1967، وجهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة ضد مدن القناة ومصانعها وضد المدنيين. وبطبيعة الحال كان رد القوات المصرية الفورى عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيرانى، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيرا من الخسائر، خاصة فى الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.

وفى 3 يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة. فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلا أن القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه، ما اضطر طاقم الزورق إلى العودة. ثم جرت محاولة مرة أخرى قبل ظهر اليوم نفسه وفشلت للمرة الثانية. وعند ذلك تصاعدت الاشتباكات على ضفتى القناة وشملت الجبهة كلها.

وقد انتقلت ردود الفعل كذلك إلى الجانب الإسرائيلى، فى نهاية مرحلة الصمود فى يونيه 1968، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الدوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة وبمعدل شبه يومى، وفى مناطق متفرقة وغير متوقعة، مع نجاح معظمها فى تحقيق نتائج جيدة من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة. فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية فى العمق المصرى، مع تصعيدها للقصف المدفعى والدبابات، والتى شملت أحياناً مواجهة الجبهة بالكامل. واستمر الحال على هذا المنوال طوال مرحلة الصمود، التى استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، فى حرب طويلة ثابتة لم يتعودوا عليها.

مجزرة بحر البقر:

كانت المجزرة فى شكل هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية فى صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر،

أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

أكتوبر 1973:

وفى عام 1973 تعرضت إسرائيل لهجوم مفاجئ فيما عرف بحرب يوم الغفران من القوات المصرية والسورية ومن نتائج هذه الحرب تحطم أسطورة جيش إسرائيل الذى لا يقهر والتى كان يقول بها القادة العسكريون فى إسرائيل وانتهت الحرب بتوقيع العديد من الاتفاقيات التى نصت على خلق مناطق لا تسمح لأى قوة دخولها ومناطق أخرى تتواجد فيها القوات وبأعداد محددة وتم التوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية. تم استبدال الاتفاقية مع مصر بعد مفاوضات طويلة بدأت بزيارة الرئيس المصرى أنور السادات عام 1977م وتم توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979م وهى أول معاهدة لإسرائيل مع دولة عربية تم بوجب الاتفاقية انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وجعل سيناء منطقة منزوعة السلاح مقابل اعتراف مصر الكامل بإسرائيل وفتح سفارات فى كلا البلدين وإقامة علاقات تجارية وسياحية كاملة بين البلدين.

فى 1981 قرر الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى ضم هضبة الجولان إلى إسرائيل بشكل أحادى الجانب. ولا يزال التواجد الإسرائيلى قائماً فى جزء من الضفة الغربية بينما انسحبت إسرائيل من سيناء فى 1982 وفقا للمعاهدة السلمية مع مصر، ومن قطاع غزة بشكل أحادى الجانب فى 2005 (مسلمة السيطرة إلى السلطة الفلسطينية وضبط الحدود الموازى لمصر إلى السلطات المصرية).

وفى العدد القادم إن شاء الله نبين المذابح الإسرائيلية للفلسطينيين بداية من مذبحة بلد الشيخ وهى مذبحة قامت العصابة الصهيونية الهاغاناه بتنفيذها فى أواخر شهر ديسمبر سنة 1947 إلى مذبحة السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ فى قطاع غزة والضفة الغربية.

وما زال الصراع مستمراً...

 

عضو مجلس الشعب السابق

وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد

ورئيس اللجنة العامة ببنى سويف

وكيل كلية التجارة جامعة بنى سويف السابق

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل والعرب إسرائيل وفلسطين صراع على البقاء القوات الإسرائیلیة الحرب العالمیة القوات المصریة الضفة الغربیة الدول العربیة إسرائیل على قناة السویس إسرائیل من الیهود فى إلا أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية تعاني تشرذما أمام حكومة نتنياهو

أكد الدكتور منير نسيبة أستاذ القانون الدولي، أن المعارضة الإسرائيلية تعاني تشرذما أمام حكومة بنيامين نتنياهو، موضحًا أنه لا يستطيع القول إن هناك صوتا معارضا قويا ضد حكومة نتنياهو ربما يكون هذا الأمر طبيعيا بسبب وجود الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة.

 نتنياهو يطيل أمد الحرب 

وتابع «نسيبة»، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، : «الإسرائيليون يجتمعون سويا عندما يكونون في مجابهة عدو، ولا شك أن نتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب عديدة، أغلب هذه الأسباب يخص الجانب الاستراتيجي للاحتلال ومسيرته واستعماره إلى الأمام»، موضحًا أن نتنياهو يعمل على استغلال الإبادة الجماعية في قطاع غزة والظروف في الضفة الغربية بما فيها القدس وتوسيع الحروب إلى مساحات غير مبررة.

الحرب على سوريا

وشدد على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في سوريا ويحتل الأراضي السورية بدون أي مبرر الآن.

مقالات مشابهة

  • «اليونيفيل» تدعو إلى تسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان
  • أدرعي: القوات الإسرائيلية العاملة في جنوب لبنان كشفت عن مستودع أسلحة
  • المجر: ترامب لا يحتاج لوسطاء لوقف الحرب الأوكرانية
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية تعاني تشرذما أمام حكومة نتنياهو
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (71)
  • الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين وتترك جثامينهم لتنهشها الكلاب
  • الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين وتترك جثامينهم لتنهشها الكلاب
  • القوات الإسرائيلية تقوم بجرف حاجز للجيش عند مدخل الناقورة
  • العامري لزبابيك الإطار:لن نحل الحشد وسنقاوم إسرائيل والعرب