الرباط.. الإعلان عن اكتشافات أثرية مهمة في موقع شالة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، اليوم الجمعة بالرباط، عن اكتشافات أثرية مهمة بموقع شالة التاريخي، وذلك خلال لقاء خصص لتقديم النتائج الأولية للأبحاث الأركيولوجية المنجزة خارج السور المريني.
وتم إجراء أعمال الحفريات والاستبار هذه من طرف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في إطار مشروع الأبحاث الأثرية بموقع شالة الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل في شهر أبريل 2023.
وبعد القيام بعمليات واسعة مرتبطة بإزالة الأعشاب وأنقاض البنايات الحديثة، مكنت أعمال التنقيبات والاستبارات التي أنجزت في أربعة نطاقات من الحصول على نتائج مثمرة ومن الوصول إلى اكتشافات مهمة وغير منتظرة، على مستوى أربع نطاقات. وهكذا، وفي النطاق الأول ، وهو سور مدينة سلا المورية -الرومانية، خصصت أعمال التنظيف والتنقيب لجزء من جدار يوجد على بعد 130 مترا تقريبا شرق سور شالة المريني ويمتد على مسافة أكثر من خمسين مترا موازاة مع طريق روبنسون.
وبمحاذاة هذا السور، تم التعرف على جدران من التراب ما زالت محفوظة بشكل جيد ولكن لم يتم الكشف عنها بصورة كاملة.
وفي النطاق الثاني، تم الكشف مباشرة غرب السور القديم على بقايا معمارية مهمة تنتمي لحمام عمومي كبير شيد في بداية القرن الثاني بعد الميلاد.
إضافة إلى تمثال بحجم طبيعي ولكن من دون رأس، يمثل على الأرجح إحدى الإلهات الرومانية. وهو التمثال هو الأول من نوعه الذي يكتشف بالمغرب منذ سنوات الستينات من القرن الماضي.
أما في النطاق الثالث، فقد تم تحديد منطقة جنائزية أي جبانة مورية رومانية وذلك بفضل اكتشاف مدفن من نوع “كولومباريوم”، وهو أول مدفن من هذا النوع يعثر عليه لحد الآن في محيط سلا.
وبخصوص النطاق الرابع، وهو حي الميناء، فقد تم العثور على بقايا متنوعة متواجدة على عمق مهم وهي بقايا ثبت وجود حي سكني يمتد، حسب التقديرات الأولية، على مسافة 230 مترا تقريبا من الشمال إلى الجنوب.
وفي معرض كلمته خلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور أندري أزولاي، مستشارالملك، وشخصيات مغربية وأجنبية أخرى مرموقة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، أن هذه لهذه الاكتشافات الكبرى وقعا تاريخيا وعلميا واقتصاديا وسياحيا لمدينة الرباط، مبرزا أن الأمر يتعلق بجزء جديد من التاريخ المغربي يمكن دراسته لتعميق المعرفة في هذا الإطار.
وأشار بنسعيد إلى أن الوزارة ستوفر لفرق البحث كافة الإمكانات الضرورية، علاوة على تخصيص ميزانية للأبحاث في مجال الاركيولوجيا، وذلك بهدف مواصلة البحث والحفريات، مضيفا أن هذه الابحاث ستمكن أيضا من اكتشاف وإبراز ثراء هذا الموقع الأثري.
من جانبه، قال مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوغار، إن هذه الحفريات تعد من كبرى الحفريات المنجزة بالمغرب، مضيفا أنه تمت تعبئة فريق من علماء الآثار والباحثين المغاربة خلال عمليات البحث هذه، وهو ما مكن من اكتشاف مجموعة من المباني والعناصر الجديدة.
وأشار بوزوكار إلى أن من أهم الاكتشافات الأثرية بهذا الموقع هناك حي الميناء، مؤكدا أن “هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها ميناء لمدينة مورية- رومانية، وهو أمر يكتسي أهمية كبيرة ليس للتاريخ المغربي فقط، وإنما لتاريخ البحر الأبيض المتوسط أيضا”.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتهم قراصنة صينيين بتنفيذ حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق
اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء، قراصنة صينيين ومسؤولين حكوميين بتنفيذ حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق استهدفت مؤسسات وجامعات ومعارضين صينيين خارج البلاد، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
ووجهت وزارة العدل الأمريكية توجيه اتهامات لاثني عشر مواطنا صينيا بينهم قراصنة مرتزقة ومسؤولون في إنفاذ القانون وموظفون في شركة قرصنة خاصة.
وجاءت الاتهامات على خلفية قضايا تتعلق بحملات جرائم إلكترونية عالمية استهدفت المنشقين، المؤسسات الإعلامية والوكالات والجامعات الأمريكية.
وأوضحت القضايا الجنائية التي تم رفعها في نيويورك وواشنطن تفاصيل جديدة حول ما وصفه المسؤولون الأمريكيون بـ "نظام بيئي مزدهر للقرصنة مقابل أجر" في الصين، حيث يتم دفع الأموال للشركات الخاصة والمقاولين من قبل الحكومة الصينية لاستهداف ضحايا ذوي أهمية خاصة لبكين.
هذا النظام يهدف إلى توفير غطاء لقوات الأمن الصينية وتمكينها من إنكار المسؤولية، وفقا لما أوردته "أسوشيتد برس".
تأتي هذه الاتهامات في وقت تحذر فيه الحكومة الأمريكية من تهديد إلكتروني متزايد من الصين، حيث تم اختراق شركات اتصالات العام الماضي في عملية أطلق عليها اسم "Salt Typhoon"، ما منح الصين إمكانية الوصول إلى رسائل نصية ومحادثات هاتفية لعدد غير معروف من الأمريكيين، بما في ذلك مسؤولون حكوميون وشخصيات عامة بارزة.
وأشارت إحدى لوائح الاتهام إلى أن ثمانية من المتهمين من قادة وموظفي شركة قرصنة خاصة تُدعى "I-Soon" نفذوا سلسلة من عمليات اختراق في أنحاء مختلفة من العالم بهدف قمع التعبير وتحديد مواقع المعارضين وسرقة البيانات.
من بين المتهمين، وو هايبو الذي أسس شركة "I-Soon" في شنغهاي عام 2010 وكان عضوا في مجموعة قرصنة صينية أولى تعرف باسم "Green Army"، ويُتهم بإشرافه على عمليات القرصنة وتوجيهها.
كما تطرقت لائحة الاتهام إلى أنشطة "I-Soon" التي استهدفت مجموعة واسعة من المعارضين الصينيين والمنظمات الدينية والمنافذ الإعلامية الأمريكية، بما في ذلك صحيفة تروج لأخبار مناهضة للحزب الشيوعي الصيني.
وشملت الأهداف كذلك منتقدين صينيين يعيشون في الولايات المتحدة، ووكالة استخبارات الدفاع، وكذلك جامعة بحثية.
وفي بعض الحالات، تم توجيه الأهداف من قبل وزارة الأمن العام الصينية، حيث اتهم اثنان من ضباط إنفاذ القانون بتكليف بعض المهام، بينما في حالات أخرى، تصرف المتسللون بشكل مستقل وسعوا لبيع المعلومات المسروقة للحكومة الصينية، وفقا للائحة الاتهام.
ووفقا للوكالة الأمريكية، فإن شركة "I-Soon" فرضت على الحكومة الصينية مبلغا يتراوح بين 10 آلاف و75 ألف دولار عن كل صندوق بريد إلكتروني تم اختراقه بنجاح.
في المقابل، نفى المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، صحة الاتهامات التي وصفها بأنها "تشهير"، موضحا أن الصين تأمل في أن تتبنى الأطراف المعنية "موقفا مهنيا ومسؤولا” وأن تستند في تصنيفها للأحداث الإلكترونية إلى "أدلة كافية بدلًا من التكهنات والاتهامات التي لا أساس لها".
وفي لائحة اتهام منفصلة، تم اتهام اثنين آخرين من القراصنة الصينيين، وهما يين كيتشنغ وتشو شواي، في حملة قرصنة ربحية استهدفت شركات تكنولوجيا أمريكية ومراكز بحوث ومقاولين دفاعيين وأنظمة صحية.
ومن بين الأهداف التي تعرضت للاختراق كانت وزارة الخزانة الأمريكية التي كشفت عن خرق كبير من قبل جهات صينية في وقت لاحق من العام الماضي.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء عن فرض عقوبات في هذه القضية، بينما عرضت وزارة الخارجية مكافأة تصل إلى 2 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال المتهمين.
وتعد شركة "I-Soon" جزءا من صناعة مترامية الأطراف في الصين، موثقة في تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" العام الماضي، من مقاولي القرصنة الخاصة وهي شركات تسرق البيانات من دول أخرى لبيعها للسلطات الصينية.
وعلى مدى العقدين الماضيين، ارتفع طلب أمن الدولة الصيني على الاستخبارات الخارجية، مما أدى إلى ظهور شبكة واسعة من شركات القراصنة الخاصة المأجورة التي تسللت إلى مئات الأنظمة خارج الصين.