سودانايل:
2024-11-23@10:44:48 GMT

“هالووين” السودان!!

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

سألنى جارى بمدينة " تورنتو " بكندا ....كيف أنوى الإحتفال هذا العام ب " الهالووين " ، هززت رأسى بإشارة لا معنى لها، تركت جارى الودود الذى لم يفهم شيئا ،وجهه عامر بالدهشة.
فى العادة يحتفل الكنديون بهذه المناسبة فى الحادى و الثلاثين من أكتوبر من كل عام، و عادة الإحتفال و الإحتفاء بالهلووين، يعود تاريخها الى طقس فلكلورى موغل فى القدم ،كان يقوم به الأيرلنديين فى عهد " السلتك " قبل ألفى عام .

و بما أن تاريخ الإحتفال كان يتزامن عندهم مع آخر أيام الصيف و بداية الشتاء فقد كان معاصرو تلك الحقبة، يعتقدون إن أرواح الموتى تخرج من عالمها فى ذلك اليوم ومن بينها الأرواح الشريرة ، و تفادياً لما يمكن أن تسببه لهم من ضرر و لطردها، فقد كانوا يقدمون القرابين و يلبسون أغرب الملابس للتخفى منها، كما كانوا أيضا يتزينون بأزياء غريبة تثير الرعب.
عندما هاجر الأيرلنديين الأوائل الى الأرض الجديدة ( أمريكا ) نقلوا معهم ضمن ثقافتهم ذلك الطقس و من ثم إنتشر الى الدول المجاورة، كما ادخلت عليه بمرور الزمن كثير من المراسم و الطقوس المستحدثة . عندما عرفت الرأسمالية ولع الناس و شغفهم بهذا الطقس، قامت باستغلاله اقتصاديا لملئ خزائنها بمزيد من الربح من خلال الدعاية له، وغمر الأسواق بالأزياء العجيبة و الجديدة.
فى يوم الأحتفال ب "الهالووين " تزين الأسر منازلها بأشياء تبعث الرعب و الخوف للناظر اليها، كما يقوم الناس بتشكيل نبات " القرع " الى أشكال مختلفة و متنوعة فيها كثير من الإبداع، و يقال ان تشكيل نبات القرع هو اضافة تمت الى مراسم الإحتفال من قبل الأمريكيين ، و ذلك لتزامن موسم حصاد القرع فى أمريكا مع هذا الإحتفال بعد أن كان فى الماضى يشكل نبات " اللفت ".
فى هذا اليوم أيضا يقوم الأطفال و هم قد إرتدوا أغرب و أعجب الأزياء بزيارة المنازل القريبة منهم و مهددين أصحابها مزحَا، انهم سيقومون بتسليط الأرواح الشريرة و المؤذية عليهم اذا لم يستجيبوا لطلبهم بإعطائهم بعض الحلوى . يقوم أصحاب المنازل بتنفيذ طلبات الأطفال و ذلك بتقديم الحلوى التى تكون قد أحضرت و جهزت لهم منذ فترة.
بمرور الزمن الطويل منذ بِدء هذا الأحتفال بهذا الطقس، فقد تحولت المناسبة من حدث للرعُب و الأرهاب الجمعى الى طقس مسرحى أقرب للفكاهة و المرح، و لكن مع ذلك تظل الحقيقة قائمة و هى أن منشأ المناسبة و الإحتفال بها هى الخوف و الرعب المرتبط بالأسطورة.
بالطبع لم أذكر لجارى الودود و الملحاح، اننا نعيش فى السودان " هالووينا " من نوع آخر منذ أكثر من ثمانية أشهر، و هو أكثر رعبا و فتكا من كل ما ابتدعته و فكرت فيه عقلية الرعيل الأول من أسلاف الأيرلنديين.....
- كنت أنوى أن أقول له ان المغول و الهمج الجدد الجنجويد و مع الجيش السودانى الذى أصبح تابعا يأتمر بفكر " تنظيم الأخوان المسلمين " و سياساته قد قاما بالتضامن و الأنفراد..... و من أجل السلطة ،المال و المصالح بتدمير عاصمة البلاد الخرطوم حتى باتت أطلالا و أنقاضا و من ظل واقفاً على رجلين من تلك البنايات، لم يعد صالحاً للسكن.
- كنت سأقول له.... قتل بالقصف الطيرانى للجيش و دانات مدفعية الجنجويد فى الخرطوم وحدها عشرة آلاف قتيل من المواطنين كما مات المئات من الأشخاص لنقص الأدوية و إنعدام الرعاية الصحية اللازمه، و منهم من مات بالحسرة و الغضب و مهانة الحقارة بما يطلق عليه عامة الناس " موت الغبينه ". هذا غير الذين تم اعتقالهم و تعذيبهم و اغتصابهم من النساء كما نزح منها عشرة مليون شخصا خارجيا و داخليا.
- كنت أود مواصلة الحكى ذاكرا أن هنالك فى غرب السودان مدينة تسمى " الجنينه " دمرت تماما بواسطة الجنجويد، و هاجر منها مليون " مسلاتى " الى الدول المجاورة كما قتل الآلاف منهم.
كما استباح الجنجويد أيضا مدينة " نيالا " حاضرة جنوب دارفور بقتل مواطنيها و أغتصاب عدد كبير من النساء، و نزوح من تبقى منهم حيا الى القرى و المدن القريبة و طيران الجيش يقوم بقصفهم.
- الهجوم على العليفون بواسطة الجنجويد و نهبها ثم احتلال أم ضوبان كما تم الهجوم على القرى المتاخمة للكاملين تمهيدا للهجوم على مدينة مدنى.
- دمرت سته من محطات الشرب و معظم مكاتب الكهرباء
- دمرت معظم الأسواق فى العاصمة ونهبت بالكامل
- تم تدمير معظم مصانع أمدرمان ، الخرطوم و الخرطوم بحرى
- تم نهب و تدمير معظم صيدليات العاصمة و خروج 200 مؤسسة صحية من الخدمة
- تم طرد السكان من منازلهم بعد الإعتداء عليهم و الإستلاء على ممتلكاتهم و سكن فيها الجنجويد.....
- باختصار دمرت البنية التحتية للدولة و لا زال الطرفان يتحاربان و يموت المئات من المواطنين الأبرياء
- وددت أن أقول له أن الاطراف المتحاربة تعمل بالوكالة لصالح قوى خارجية دولية و أقليمية و ذلك لتأمين مصالحهم فى السودان ،كما انهم يساومون على السلام فى المؤتمرات لوقف الحرب، فهم يقدمون خطوة الى الأمام و ثلاث خطوات الى الخلف.
- وددت القول له ان مواطنى السودان المنتشرين على خارطة الدنيا، لا ينامون و لا يعرفون الراحة......قلقون على أسرهم " المشتته " داخليا و خارجيا وهم يعيشون فى ظروف بالغة الصعوبة.
- تمنيت أن أقول له....... فى خضم هذا الواقع البائس و المزرى هنالك مجموعات تنهض من تحت تلك الأنقاض و تعمل بعزيمة، اصرار و صمت من أجل تغيير ذلك الواقع، بغرس مفهوم السلام و بناء جبهة جماهيرية عريضة لتحقيق شعار مدنية الدولة و ديمقراطيتها.
فى الواقع و أنا أحكى لنفسى كنت مقتنعا أن جارى الودود لن يقوم بتصديقى اذا حكيت له لما يدور بذهنى، لأن ذلك ببساطة ووفقا لمفاهيمه من قبيل المستحيلات !! ..............لذلك آثرت الصمت و تركته ينعم باحتفال " هالوونى " ممتع !!!
عدنان زاهر
31 أكتوبر 2023

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”

أعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية

التغيير: الخرطوم

أعلنت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 7 آخرين في هجوم نفذته قوات الدعم السريع على قرية “شكيري” بولاية النيل الأبيض.

وفي بيان نشرته الشبكة على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، أكدت أن الهجوم أدى إلى مقتل 6 أشخاص، فيما تعرض 7 آخرون لإصابات، وصفت حالتهم بأنها مستقرة.

وأعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية نتيجة هذه الممارسات.

ودعت الشبكة المنظمات الدولية والإقليمية إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإيقاف الهجمات المتزايدة ضد المدنيين العزل، مطالبة بفتح مسارات إنسانية عاجلة للمناطق المحاصرة في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وجّهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، منها استهداف المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب.

وقد أجبر النزاع نحو 11.3 مليون شخص على النزوح، بينهم قرابة 3 ملايين فروا إلى خارج السودان، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع الإنساني بأنه “كارثة”.

كما يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.

في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة العنف، حيث أبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، أن كلا الطرفين يعتقد أن بإمكانه حسم الصراع عسكرياً.

الوسومالسودان انتهاكات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع ولاية النيل الأبيض

مقالات مشابهة

  • عالم “الجربندية” السياسية
  • منظمة دولية: السودان يمضي نحو “الانهيار الشامل”
  • “الأغذية العالمي”: نحو 2 مليون شخص على شفا المجاعة خاصة في السودان وغزة
  • أمن القليوبية يضبط المتهم ببث مقاطع فيديو يقوم خلالها بتهديد أحد لاعبي كرة القدم
  • 17 مليون طفل سوداني بلا تعليم بسبب الحرب
  • هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل.. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”
  • إبرة البرهان .. آلة التفكيك المدمرة لأبنية الجنجويد
  • الجنجويد منظمة إرهابية
  • ???? أطلق الجنجويد الرصاص في السماء وقالوا: إنهم قتلوا الله
  • السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”