سودانايل:
2025-04-07@18:54:32 GMT

“هالووين” السودان!!

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

سألنى جارى بمدينة " تورنتو " بكندا ....كيف أنوى الإحتفال هذا العام ب " الهالووين " ، هززت رأسى بإشارة لا معنى لها، تركت جارى الودود الذى لم يفهم شيئا ،وجهه عامر بالدهشة.
فى العادة يحتفل الكنديون بهذه المناسبة فى الحادى و الثلاثين من أكتوبر من كل عام، و عادة الإحتفال و الإحتفاء بالهلووين، يعود تاريخها الى طقس فلكلورى موغل فى القدم ،كان يقوم به الأيرلنديين فى عهد " السلتك " قبل ألفى عام .

و بما أن تاريخ الإحتفال كان يتزامن عندهم مع آخر أيام الصيف و بداية الشتاء فقد كان معاصرو تلك الحقبة، يعتقدون إن أرواح الموتى تخرج من عالمها فى ذلك اليوم ومن بينها الأرواح الشريرة ، و تفادياً لما يمكن أن تسببه لهم من ضرر و لطردها، فقد كانوا يقدمون القرابين و يلبسون أغرب الملابس للتخفى منها، كما كانوا أيضا يتزينون بأزياء غريبة تثير الرعب.
عندما هاجر الأيرلنديين الأوائل الى الأرض الجديدة ( أمريكا ) نقلوا معهم ضمن ثقافتهم ذلك الطقس و من ثم إنتشر الى الدول المجاورة، كما ادخلت عليه بمرور الزمن كثير من المراسم و الطقوس المستحدثة . عندما عرفت الرأسمالية ولع الناس و شغفهم بهذا الطقس، قامت باستغلاله اقتصاديا لملئ خزائنها بمزيد من الربح من خلال الدعاية له، وغمر الأسواق بالأزياء العجيبة و الجديدة.
فى يوم الأحتفال ب "الهالووين " تزين الأسر منازلها بأشياء تبعث الرعب و الخوف للناظر اليها، كما يقوم الناس بتشكيل نبات " القرع " الى أشكال مختلفة و متنوعة فيها كثير من الإبداع، و يقال ان تشكيل نبات القرع هو اضافة تمت الى مراسم الإحتفال من قبل الأمريكيين ، و ذلك لتزامن موسم حصاد القرع فى أمريكا مع هذا الإحتفال بعد أن كان فى الماضى يشكل نبات " اللفت ".
فى هذا اليوم أيضا يقوم الأطفال و هم قد إرتدوا أغرب و أعجب الأزياء بزيارة المنازل القريبة منهم و مهددين أصحابها مزحَا، انهم سيقومون بتسليط الأرواح الشريرة و المؤذية عليهم اذا لم يستجيبوا لطلبهم بإعطائهم بعض الحلوى . يقوم أصحاب المنازل بتنفيذ طلبات الأطفال و ذلك بتقديم الحلوى التى تكون قد أحضرت و جهزت لهم منذ فترة.
بمرور الزمن الطويل منذ بِدء هذا الأحتفال بهذا الطقس، فقد تحولت المناسبة من حدث للرعُب و الأرهاب الجمعى الى طقس مسرحى أقرب للفكاهة و المرح، و لكن مع ذلك تظل الحقيقة قائمة و هى أن منشأ المناسبة و الإحتفال بها هى الخوف و الرعب المرتبط بالأسطورة.
بالطبع لم أذكر لجارى الودود و الملحاح، اننا نعيش فى السودان " هالووينا " من نوع آخر منذ أكثر من ثمانية أشهر، و هو أكثر رعبا و فتكا من كل ما ابتدعته و فكرت فيه عقلية الرعيل الأول من أسلاف الأيرلنديين.....
- كنت أنوى أن أقول له ان المغول و الهمج الجدد الجنجويد و مع الجيش السودانى الذى أصبح تابعا يأتمر بفكر " تنظيم الأخوان المسلمين " و سياساته قد قاما بالتضامن و الأنفراد..... و من أجل السلطة ،المال و المصالح بتدمير عاصمة البلاد الخرطوم حتى باتت أطلالا و أنقاضا و من ظل واقفاً على رجلين من تلك البنايات، لم يعد صالحاً للسكن.
- كنت سأقول له.... قتل بالقصف الطيرانى للجيش و دانات مدفعية الجنجويد فى الخرطوم وحدها عشرة آلاف قتيل من المواطنين كما مات المئات من الأشخاص لنقص الأدوية و إنعدام الرعاية الصحية اللازمه، و منهم من مات بالحسرة و الغضب و مهانة الحقارة بما يطلق عليه عامة الناس " موت الغبينه ". هذا غير الذين تم اعتقالهم و تعذيبهم و اغتصابهم من النساء كما نزح منها عشرة مليون شخصا خارجيا و داخليا.
- كنت أود مواصلة الحكى ذاكرا أن هنالك فى غرب السودان مدينة تسمى " الجنينه " دمرت تماما بواسطة الجنجويد، و هاجر منها مليون " مسلاتى " الى الدول المجاورة كما قتل الآلاف منهم.
كما استباح الجنجويد أيضا مدينة " نيالا " حاضرة جنوب دارفور بقتل مواطنيها و أغتصاب عدد كبير من النساء، و نزوح من تبقى منهم حيا الى القرى و المدن القريبة و طيران الجيش يقوم بقصفهم.
- الهجوم على العليفون بواسطة الجنجويد و نهبها ثم احتلال أم ضوبان كما تم الهجوم على القرى المتاخمة للكاملين تمهيدا للهجوم على مدينة مدنى.
- دمرت سته من محطات الشرب و معظم مكاتب الكهرباء
- دمرت معظم الأسواق فى العاصمة ونهبت بالكامل
- تم تدمير معظم مصانع أمدرمان ، الخرطوم و الخرطوم بحرى
- تم نهب و تدمير معظم صيدليات العاصمة و خروج 200 مؤسسة صحية من الخدمة
- تم طرد السكان من منازلهم بعد الإعتداء عليهم و الإستلاء على ممتلكاتهم و سكن فيها الجنجويد.....
- باختصار دمرت البنية التحتية للدولة و لا زال الطرفان يتحاربان و يموت المئات من المواطنين الأبرياء
- وددت أن أقول له أن الاطراف المتحاربة تعمل بالوكالة لصالح قوى خارجية دولية و أقليمية و ذلك لتأمين مصالحهم فى السودان ،كما انهم يساومون على السلام فى المؤتمرات لوقف الحرب، فهم يقدمون خطوة الى الأمام و ثلاث خطوات الى الخلف.
- وددت القول له ان مواطنى السودان المنتشرين على خارطة الدنيا، لا ينامون و لا يعرفون الراحة......قلقون على أسرهم " المشتته " داخليا و خارجيا وهم يعيشون فى ظروف بالغة الصعوبة.
- تمنيت أن أقول له....... فى خضم هذا الواقع البائس و المزرى هنالك مجموعات تنهض من تحت تلك الأنقاض و تعمل بعزيمة، اصرار و صمت من أجل تغيير ذلك الواقع، بغرس مفهوم السلام و بناء جبهة جماهيرية عريضة لتحقيق شعار مدنية الدولة و ديمقراطيتها.
فى الواقع و أنا أحكى لنفسى كنت مقتنعا أن جارى الودود لن يقوم بتصديقى اذا حكيت له لما يدور بذهنى، لأن ذلك ببساطة ووفقا لمفاهيمه من قبيل المستحيلات !! ..............لذلك آثرت الصمت و تركته ينعم باحتفال " هالوونى " ممتع !!!
عدنان زاهر
31 أكتوبر 2023

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قرقاش: شكوى السودان لدى العدل الدولية ضد الإمارات “لعبة سياسية لجرنا إلى الصراع”

الإمارات العرابية – هاجم مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، الحكومة السودانية لتقديمها شكوى ضد بلاده لدى محكمة العدل الدولية، واصفا الخطوة بأنها محاولة لجر بلاده إلى الصراع.

واعتبر قرقاش في مقال رأي نشره في النسخة الدولية لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، أن “الأفعال السخيفة للحكومة السودانية بقيادة القوات المسلحة أمام محكمة العدل الدولية ليست سوى لعبة سياسية وخدعة دعائية وهي محاولة لجر صديق عزيز للسودان وإفريقيا إلى الصراع الذي أججته بنفسها”.

ولفت قرقاش إلى أن شكوى السودان تأتي بعد خطوة مماثلة أمام مجلس الأمن الدولي “بنيت بالمثل على افتراءات وأكاذيب وخرافات”.

وأكد أن الإمارات تربطها علاقات وثيقة بالسودان لأكثر من 5 عقود، وأن البلدين تجمعهما روابط تجارية وثقافية وصداقة عميقة.

وقال قرقاش إن الطريق واضح إذا سعت القوات المسلحة السودانية حقا إلى السلام، فإن عليها الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي سبق أن مددت من خلال إعلان جدة وغيرها من المبادرات.

وأضاف “يمكن لهذه الحرب أن تنتهي اليوم إذا وافق الطرفان على فك الارتباط وقبول عروض الحوار المتكررة التي قدمها المجتمع الدولي والشركاء الموثوق بهم”.

وكانت محكمة العدل الدولية أعلنت في نهاية مارس الماضي، أنها ستنظر في دعوى رفعها السودان وطالب فيها باتخاذ تدابير طارئة ضد الإمارات، متهما إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

وذكرت “رويترز” أن السودان يتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وهي تهمة تنفيها الإمارات لكن خبراء بالأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين قالوا إن الاتهامات ذات مصداقية.

وتتعلق شكوى السودان إلى محكمة العدل بهجمات مكثفة ذات دوافع عرقية شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات من قبائل عربية متحالفة معها ضد قبيلة المساليت غير العربية في 2023 بغرب دارفور.

وقالت المحكمة إنها ستنظر في طلب السودان في العاشر من أبريل نيسان.

وتستغرق القضايا المنظور فيها أمام محكمة العدل الدولية سنوات للوصول إلى نتيجة نهائية لكن الدول يمكنها طلب إصدار تدابير طارئة تهدف إلى التأكد من عدم تصعيد النزاع بين الدول بالتزامن مع النظر في القضية.

ونددت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية معتبرة أنها “حيلة دعائية خبيثة”.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • قرقاش: شكوى السودان لدى العدل الدولية ضد الإمارات “لعبة سياسية لجرنا إلى الصراع”
  • السودان يطلب من الأمم المتحدة إنقاذ سكان “الفاشر” من المجاعة
  • الامارات تريد امتلاك “السودان” مقابل التخلي عن “الدعم السريع” 
  • “معالجة النمو العشوائي للأشجار و الحشائش” .. ولاية الخرطوم تبدأ برنامج التدخل العاجل لإعادة الحياة للعاصمة
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • تقرير أممي: مستوى الدمار في الخرطوم “يفوق التصور”
  • السودان يغرق في الظلام.. هجوم جديد يفاقم أزمة الكهرباء
  • عقدة الدونية لدى الجنجويد
  • الجنجويد، كجماعة، لديهم خطاب ينكر الأصل العربي أو النوبي أو البربري لسكان شمال السودان
  • المصباح: ترويج المتمرد عبد الرحيم “دقلو” لنقل المعركة للشمالية محاولة تبرير لخسارة الخرطوم