نقاط بعد البث
(15)
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (1)
* نقلت لنا الأنباء الواردة من حلتنا بـ (حي السوق، الركابية، الشهداء السيد المكي، شارع السيد علي، عبد الله خليل) أن بيتنا في تلك النواحي قد تم استهدافه أيضاً، ضمن البيوت التي تم نهبها والسطو عليها.
* تحتفظ غرف بيوتنا في تلك النواحي ـ ضمن معظم بيوت أم درمان العتيقة ـ بتراث شعبي نادر من أثاث أم درمان القديم، إلى جانب متعلقات ومقتنيات من سكنوها.
* فالاعتداء الآثم الذي تم لمنزل عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق والذي يضم أثاث ومتعلقات صاحبه الشخصية ومقتنياته تاريخ كامل لأم درمان والسودان بأجمعه!، وكذا منزل الشاعر حسن عوض أبو العلا إضافة لبعض منازل أسر بعينها في حينا والتي نشير إليها كنماذج فقط لما تحتويه من كنز تراثي قلً أن يجود الزمان بمثله.
* في منزلنا المتواضع وسط هذه البيوت وقدر حدود استطاعتنا، حاولنا الحفاظ على متعلقات ومقتنيات الحبوبات والجدود من أثاث شعبي ضارب في عمق تاريخ المدينة، ، إلى جانب بعض الأواني وحتى الطابع البنائي القديم، حاولنا قدر الامكان المزاوجة بينه وبين المعمار المستحدث للبيت الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه.
* في طرف بيتنا توجد غرفة بعينها تعود لحبوبتنا، يحكون لنا بأن صبية الحي وفي أعقاب إنجلاء معركة كرري، واستهداف مدافع المستعمر الغاشم لقبة الامام المهدي، صعدوا إلى سطحها ليروا آثار التدمير الذي الحقته قذائف المعتدين عليها، لقرب موقع بيتنا من منطقة القبة وضريح الامام وبيت خليفته. ـ الذي لا نعلم إلى أي حد أصابه السطو والتخريب هو الآخر!ـ حيث جمعنا ما تبقى من تراث أولئك الجدود وتلك الحبوبات وصنعنا منه ما يشبه (المتحف المصغر) لتاريخ البيت!، وهو الذي ذاع صيته بين أهالي الحي ودفع بعضهم للعمل من أجل حفظ تراث أسرهم على ذات المنوال، فقد سجلت له الفنانة التشكيلية الراحلة سعدية الصلحي زيارة وشربت تحت شعبه التي تثبت سقف المنزل قهوة أم درمانية بذات الأطباق والأواني التاريخية القديمة التي كانت تحفظها (نملية) الغرفة القديمة وهي تقبع بجانب (السحارة) واللتان أعاد ترميمهما وإنتاجهما التشكيلي الحاذق الصديق عبد العزيز الحوري!.
* كان البيت عبارة عن حوش واسع وفسيح تسكنه عدة أسر قرايب بعض، ضمنهم كان (جناح) جدنا المطرب الأمين برهان، والذي شهد رائق المؤانسات لرهط مطربي ذلك الأوان ، سيما خليل فرح والعبادي وتوقيع عدد من الأغنيات، تروي حبوباتي (كلتوم ونفيسة) آخر لحظات رحيل (خالهم) فجأة، حيث عاد الأمين برهان منتصف نهار غائظ، غير ملابسه وارتدى سروالاً وعراقي هفهاف واستلقى على فراشه ثم نادى على (نفيسة) ابنة الشقيقة، قال لها أن نفسه تهفو لملاح أخضر بدون لحم مع فجل وبصل، لم تستغرق عملية تحضير صينية الغداء له سوى فترة بسيطة وعندما دخلت إليه وهي تحمل الأكل، وجدته قد فارق الحياة دون سابق أي مقدمات!.
* تم إذن نهب هذا البيت والمعلوم لقطاعات واسعة من الصديقات والأصدقاء وأصبح لهم فيه ذكريات جميلة وحميمه مع سكانه، سواء الراحلين منهم أو المتبقين.
* وقام بعض شهود العيان من أهالي الحي الذين يمرون سراعاً بالحي الذي هجره أهله تماماً وأصبح البوم ينعق على جوانبه، بنقل صورة قاتمه لمشاهداتهم لبيتنا وحكوا لنا كيف أن بوابته الحديدية، أصبحت منزوعة من مكانها وتقبع على الأرض وأنه أضحى بلا أبواب أونوافذ، وأن بقايا متعلقاته من كتب وملابس وأوراق وغيرها مبعثرة داخل حوشه العتيق وخارج المنزل تتلاعب بها الريح وبعضها مطمور في مياه البرك الآسنة التي خلفها انفجار المواسير وتوصيلاتها أو بقيا أمطار الخريف!.
ــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.
***
نقاط بعد البث
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (16)
حسن الجزولي
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (2)
* في الجزء الأول من هذا المقال تناولنا النهب والسطو والسرقة التي تمت بها بيوتنا في نواحي أم درمان القديمة المتاخمة لسوق أم درمان غرباً ويحدها بيت عبد الله خليل شرقاً والطريق الشاقي الترام شمالاً ثم مستشفى أم درمان جنوباً. وفي الحاشية أشرنا لما تعرض له منزل الشاعر محجوب شريف من نهب وسرقة، حسب الأنباء الواردة، مبينين أن ما تم يُعد بالنسبة لنا وكأن المنزل تعرضت محتوياته (للاستحواز) على مرتين ،، مرة عند نهب مقتنيات ومتعلقات الشاعر، أما عندما تم مع ذلك الاستحواز على متعلقاتنا ومقتنياتنا التي كانت موجودة هناك أصلاً!. فهذا يعني أن هناك (سوابق متعددة) فيما يتعلق بالاستحواز على هذه المقتنيات والمتعلقات الشخصية ، منها عدد من مقالات وكتابات تم نهبها في الوسائط ونُسبت لآخرين دون اختشى، وقد كتبنا وأشرنا لذلك مرات متعددة، فكان الاستحواز الأول قبل الثاني في بيت محجوب! ولله في خلقه شؤون
* ثم أشرنا لضياع تاريخ حافل يمثله تراث شعبي أم درماني قلً أن يجود الزمان بمثله، من الأواني والمتعلقات وغيرها والتي تعود لما قبل حقبة الثورة المهدية!.
* آزاء كل ذلك قبعنا نفكر حول ما كان يمكن للناس أن تحفظ أضابير تاريخها ومقتنياتها بعيداً عن سطو (المليشيا وجماعات 9 طويلة) إن كانوا يعلمون بالغيب!.
* هل كان يمكن أن نفقد مقتنيات ومتعلقات كم هي ثمينة لرجال وطنيين أفذاذ ارتبط تاريخهم بتاريخ وهوية أهل هذه البلاد، من أمثال مقتنيات سودانيين في قامة الصادق المهدي، علي شمو، محمد وردي، محمد إبراهيم نقد، عبد الله خليل، الشاعر حسن عوض أبو العلا، إبراهيم عوض، هؤلاء كمثال فقط. ثم مؤسسات من لدن جامعة الأحفاد، الجامعة الأهلية بأم درمان، المتحف القومي، بيت التراث، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، دار مدارك للنشر، أندية الهلال والمريخ والتحرير البحراوي،كأمثلة أيضاً، ثم قس على ذلك!.
* عملت قيادة الحزب الشيوعي السوداني ـ ومنذ نجاح إنقلاب الانقاذ في أيامه وأسابيعه الأولى ـ بكل همة على إخراج الأرشيف الحزبي التاريخي الضخم التابع له، حيث نجحت في ذلك، وهو محفوظ الآن بأرشفة تقنية حديثة في حدى المؤسسات المتخصصة في حفظ التراث الوثائقي بهولندا، حيث تتوفر إمكانية للدارسين والمنقبين حالياً للحصول على أي وثيقة من وثائق الحزب هم في حوجة إليها!.
* فهل كانت هناك يا ترى قرون استشعار لدى الشيوعيين السودانيين، استقرأوا بها ما سوف يأتي في قادم السنوات وعملوا على إنقاذ (تاريخهم) من الضياع هكذا؟.
* عموماً كيف السبيل لإعادة ما ضاع وتعرض للتخريب واندثر من تاريخ هذا البلد مستقبلاً عند عودة الحياة لمجاريها؟!.
* وعودة لموضوع نهب منزلنا وخلال رصد ما جري ويجري، فقد توفرت لنا معلومات مؤسفة تأكدت فيما بعد، مفادها أن بعض ذوي القلوب المريضة من شباب المنطقة والحي، هم من قاموا ـ متعاونين مع المعتدين ـ على تولي مهمة إرشادهم لمنازل معينة وتقديم معلومات (سياسية) عن أسر بعينها، وإطلاق شائعات غير سليمة في سبيل إغتيال الشخصيات إجتماعياً بدفع من تنظيم الأخوان المجرمين، لقاء (فتافت وعطيات) في ظل هذه الحرب اللعينة وقبلها كذلك!، وسنقوم بالكشف عن الأسماء ـ رغم أنهم قلة قليلة ـ في الوقت المناسب وبعد التأكد من المعلومة بالكامل حتى لا نظلم أحداً، وفي رصدهم قام شباب الحي مشكورين بنشر صور بعض هؤلاء، ولا نامت أعين الجبناء!.
* على كل وعندما تأكدت لنا أخبار نهب بيتنا والعبث بمحتوياته، لم نجزع أو نلطم الخدود، بل واجهنا الخبر بكل تجلد، معتبرين بأن ما تم ليس سوى بعض فداء منا للشعب والوطن، فلسنا برانا من تم نهب ممتلكاتهم، ومع ذلك آلينا على أنفسنا أن نرفع لافتة ستكون عبارة عن (بانار) ضخمة ـ بعد عودة الوطن المختطف ـ على واجهة ما تبقى من (أطلال) بيتنا وسنكتب عليها ( حا نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي ،، سنعيد بناءه كما كان وأجمل ضمن إعادة بناء الوطن الجريح ،، وخسئ أعداء الوطن والطمأنينة والحب والسلام)!.
ـــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.
hassangizuli85@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أم درمان
إقرأ أيضاً:
لطيفة تحصد تكريمات متعددة وتشارك في ليلة الراحل محمد رحيم
تعيش الفنانة لطيفة انتعاشة فنية خلال الفترة الحالية، إذ حصدت العديد من التكريمات والمشاركة في فعاليات بارزة، حيث تم تكريمها مؤخرًا في مهرجان الإبداع العربي تقديرًا لمسيرتها الفنية المميزة.
حرصت لطيفة على توجيه رسالة مسجلة عبرت خلالها عن شكرها وسعادتها واعتزازها بهذا التكريم من قبل المجتمع الفني في مصر.
وتشارك لطيفة اليوم في بروفات حفل تكريم الملحن الراحل محمد رحيم بدار الأوبرا المصرية، حيث عبرت عن حزنها العميق لرحيله برسالة مؤثرة قالت فيها: "وجعت قلبي والله يا رحيم.. ده أنا لسه مكلماك ومتفقين على شغل.. ربنا يرحمك ويصبر أهلك ويصبر كل محبيك على فراقك.. كنت فنان ومبدع وإنسان جميل وقلب حلو.. الله يرحمك".
وكانت لطيفة قد عادت إلى مصر عقب مشاركتها في النسخة الأولى من "بيلبورد أرابيا" بالرياض، ووصفت الحدث بأنه "ليلة ساحرة" في رسالة عبرت فيها عن فخرها بكونها جزءًا من هذا الحدث الفني الضخم، وهنأت المملكة العربية السعودية على فوزها بتنظيم كأس العالم 2034.
إلى جانب ذلك، حصدت لطيفة جائزة أفضل ألبوم لعام 2024 عن ألبومها "مفيش ممنوع" في مهرجان ضيافة الذي أُقيم في دبي، وعبّرت عن امتنانها وفخرها بهذا الإنجاز، موجهة شكرها لصُنّاع الألبوم وفريق عملها، وأهدت الجائزة إلى روح والدتها التي كانت داعمة لها خلال مراحل إعداد الألبوم.
كان تصدر اسم لطيفة قائمة الأكثر بحثاً على محركات البحث، مما يدل على الضجة التي أحدثتها هذه الخطوة.
واختارت لطيفة أن تغني كلمات جديدة للأغنية “المصري”، مع الحفاظ على اللحن الأصلي الذي يحمل في ذاكرة الجمهور مكانة خاصة، وقد لاقت هذه الخطوة إشادات من جمهورها الذي عبر عن إعجابه بصوتها وأدائها المميز.
لطيفةتعتبر لطيفة من أبرز الفنانات في الوطن العربي، وقد تمكنت على مر السنين من الحفاظ على مكانتها الفنية، وذلك بفضل صوتها القوي وأدائها المتميز، وقد أثبتت من خلال هذه الخطوة أنها فنانة متجددة تبحث دائماً عن الجديد.
جمال بخيت وخالد يوسف والعدل يدافعان عن الكلمات الجديدةأثار تغيير كلمات أغنية “المصري” جدلاً واسعاً، إلا أن الشاعر جمال بخيت الذي كتب الكلمات الجديدة دافع عن قراره، مؤكداً أن الكلمات الجديدة تحمل رسالة أعمق وأشمل، وتتناول قضايا عربية وإسلامية، كما أكد المخرج خالد يوسف أن الكلمات الجديدة هي إضافة للأغنية الأصلية وليست تشويهاً لها.
ودافع الشاعر والسناريست مدحت العدل، أيضا عن صناع الأغنية، وقال فيما يخص الشاعر الكبير أو ( مولانا ) كما احب أن اسميه أ جمال بخيت وأغنيته البديعة ( تعرف تتكلم بلدي) والتي غير بعض كلماتها لتناسب مبادرة عظيمة من مبادرات الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم والتي شرفت بالإشتراك فيها مرتين ولم أر في حياتي احترافية ولا حسن استقبال ولا احترام للفن وللبشر مثلما رأيت من العاملين في ديوانه بل ومنه هو شخصيا.
وأضاف العدل، أري ان مافعله جمال بخيت ليس به اي شئ خارج عن المألوف أو معيب فإن تغير كلمة ( بلدي) ب ( عربي) فهذا طبيعي وأعم وأشمل وهل المصريون ليسوا عرب مثلاً ؟! وهل أضرت بالمعني أو رخصته أو ابتذلته؟! قطعاً لا .. فمن يقرأ بخيت وأشعاره العظيمة ( لم الشمل) و( مسحراتي العرب) يعلم كم هو قومي وعروبي - ككل جيلنا- من الطراز الأول فلم يكتب - إذن- شيئا ضد ما يؤمن به .. ليس عيباً أن ننتقد اي فنان أو شاعر لكن العيب هو الغمز واللمز في قامة وقيمة مثل جمال بخيت الذي يكرمونه في كل بلاد الدنيا ويأتي بعض الصغار ليتقولوا عليه، إفخروا به وبمن هم مثله من القامات المصرية فهم قوة مصر الناعمة العظيمة.