سودانايل:
2024-07-31@20:41:46 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

نقاط بعد البث
(15)
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (1)
* نقلت لنا الأنباء الواردة من حلتنا بـ (حي السوق، الركابية، الشهداء السيد المكي، شارع السيد علي، عبد الله خليل) أن بيتنا في تلك النواحي قد تم استهدافه أيضاً، ضمن البيوت التي تم نهبها والسطو عليها.
* تحتفظ غرف بيوتنا في تلك النواحي ـ ضمن معظم بيوت أم درمان العتيقة ـ بتراث شعبي نادر من أثاث أم درمان القديم، إلى جانب متعلقات ومقتنيات من سكنوها.


* فالاعتداء الآثم الذي تم لمنزل عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق والذي يضم أثاث ومتعلقات صاحبه الشخصية ومقتنياته تاريخ كامل لأم درمان والسودان بأجمعه!، وكذا منزل الشاعر حسن عوض أبو العلا إضافة لبعض منازل أسر بعينها في حينا والتي نشير إليها كنماذج فقط لما تحتويه من كنز تراثي قلً أن يجود الزمان بمثله.
* في منزلنا المتواضع وسط هذه البيوت وقدر حدود استطاعتنا، حاولنا الحفاظ على متعلقات ومقتنيات الحبوبات والجدود من أثاث شعبي ضارب في عمق تاريخ المدينة، ، إلى جانب بعض الأواني وحتى الطابع البنائي القديم، حاولنا قدر الامكان المزاوجة بينه وبين المعمار المستحدث للبيت الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه.
* في طرف بيتنا توجد غرفة بعينها تعود لحبوبتنا، يحكون لنا بأن صبية الحي وفي أعقاب إنجلاء معركة كرري، واستهداف مدافع المستعمر الغاشم لقبة الامام المهدي، صعدوا إلى سطحها ليروا آثار التدمير الذي الحقته قذائف المعتدين عليها، لقرب موقع بيتنا من منطقة القبة وضريح الامام وبيت خليفته. ـ الذي لا نعلم إلى أي حد أصابه السطو والتخريب هو الآخر!ـ حيث جمعنا ما تبقى من تراث أولئك الجدود وتلك الحبوبات وصنعنا منه ما يشبه (المتحف المصغر) لتاريخ البيت!، وهو الذي ذاع صيته بين أهالي الحي ودفع بعضهم للعمل من أجل حفظ تراث أسرهم على ذات المنوال، فقد سجلت له الفنانة التشكيلية الراحلة سعدية الصلحي زيارة وشربت تحت شعبه التي تثبت سقف المنزل قهوة أم درمانية بذات الأطباق والأواني التاريخية القديمة التي كانت تحفظها (نملية) الغرفة القديمة وهي تقبع بجانب (السحارة) واللتان أعاد ترميمهما وإنتاجهما التشكيلي الحاذق الصديق عبد العزيز الحوري!.
* كان البيت عبارة عن حوش واسع وفسيح تسكنه عدة أسر قرايب بعض، ضمنهم كان (جناح) جدنا المطرب الأمين برهان، والذي شهد رائق المؤانسات لرهط مطربي ذلك الأوان ، سيما خليل فرح والعبادي وتوقيع عدد من الأغنيات، تروي حبوباتي (كلتوم ونفيسة) آخر لحظات رحيل (خالهم) فجأة، حيث عاد الأمين برهان منتصف نهار غائظ، غير ملابسه وارتدى سروالاً وعراقي هفهاف واستلقى على فراشه ثم نادى على (نفيسة) ابنة الشقيقة، قال لها أن نفسه تهفو لملاح أخضر بدون لحم مع فجل وبصل، لم تستغرق عملية تحضير صينية الغداء له سوى فترة بسيطة وعندما دخلت إليه وهي تحمل الأكل، وجدته قد فارق الحياة دون سابق أي مقدمات!.
* تم إذن نهب هذا البيت والمعلوم لقطاعات واسعة من الصديقات والأصدقاء وأصبح لهم فيه ذكريات جميلة وحميمه مع سكانه، سواء الراحلين منهم أو المتبقين.
* وقام بعض شهود العيان من أهالي الحي الذين يمرون سراعاً بالحي الذي هجره أهله تماماً وأصبح البوم ينعق على جوانبه، بنقل صورة قاتمه لمشاهداتهم لبيتنا وحكوا لنا كيف أن بوابته الحديدية، أصبحت منزوعة من مكانها وتقبع على الأرض وأنه أضحى بلا أبواب أونوافذ، وأن بقايا متعلقاته من كتب وملابس وأوراق وغيرها مبعثرة داخل حوشه العتيق وخارج المنزل تتلاعب بها الريح وبعضها مطمور في مياه البرك الآسنة التي خلفها انفجار المواسير وتوصيلاتها أو بقيا أمطار الخريف!.
ــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.
***
نقاط بعد البث
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (16)
حسن الجزولي
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (2)

* في الجزء الأول من هذا المقال تناولنا النهب والسطو والسرقة التي تمت بها بيوتنا في نواحي أم درمان القديمة المتاخمة لسوق أم درمان غرباً ويحدها بيت عبد الله خليل شرقاً والطريق الشاقي الترام شمالاً ثم مستشفى أم درمان جنوباً. وفي الحاشية أشرنا لما تعرض له منزل الشاعر محجوب شريف من نهب وسرقة، حسب الأنباء الواردة، مبينين أن ما تم يُعد بالنسبة لنا وكأن المنزل تعرضت محتوياته (للاستحواز) على مرتين ،، مرة عند نهب مقتنيات ومتعلقات الشاعر، أما عندما تم مع ذلك الاستحواز على متعلقاتنا ومقتنياتنا التي كانت موجودة هناك أصلاً!. فهذا يعني أن هناك (سوابق متعددة) فيما يتعلق بالاستحواز على هذه المقتنيات والمتعلقات الشخصية ، منها عدد من مقالات وكتابات تم نهبها في الوسائط ونُسبت لآخرين دون اختشى، وقد كتبنا وأشرنا لذلك مرات متعددة، فكان الاستحواز الأول قبل الثاني في بيت محجوب! ولله في خلقه شؤون
* ثم أشرنا لضياع تاريخ حافل يمثله تراث شعبي أم درماني قلً أن يجود الزمان بمثله، من الأواني والمتعلقات وغيرها والتي تعود لما قبل حقبة الثورة المهدية!.
* آزاء كل ذلك قبعنا نفكر حول ما كان يمكن للناس أن تحفظ أضابير تاريخها ومقتنياتها بعيداً عن سطو (المليشيا وجماعات 9 طويلة) إن كانوا يعلمون بالغيب!.
* هل كان يمكن أن نفقد مقتنيات ومتعلقات كم هي ثمينة لرجال وطنيين أفذاذ ارتبط تاريخهم بتاريخ وهوية أهل هذه البلاد، من أمثال مقتنيات سودانيين في قامة الصادق المهدي، علي شمو، محمد وردي، محمد إبراهيم نقد، عبد الله خليل، الشاعر حسن عوض أبو العلا، إبراهيم عوض، هؤلاء كمثال فقط. ثم مؤسسات من لدن جامعة الأحفاد، الجامعة الأهلية بأم درمان، المتحف القومي، بيت التراث، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، دار مدارك للنشر، أندية الهلال والمريخ والتحرير البحراوي،كأمثلة أيضاً، ثم قس على ذلك!.
* عملت قيادة الحزب الشيوعي السوداني ـ ومنذ نجاح إنقلاب الانقاذ في أيامه وأسابيعه الأولى ـ بكل همة على إخراج الأرشيف الحزبي التاريخي الضخم التابع له، حيث نجحت في ذلك، وهو محفوظ الآن بأرشفة تقنية حديثة في حدى المؤسسات المتخصصة في حفظ التراث الوثائقي بهولندا، حيث تتوفر إمكانية للدارسين والمنقبين حالياً للحصول على أي وثيقة من وثائق الحزب هم في حوجة إليها!.
* فهل كانت هناك يا ترى قرون استشعار لدى الشيوعيين السودانيين، استقرأوا بها ما سوف يأتي في قادم السنوات وعملوا على إنقاذ (تاريخهم) من الضياع هكذا؟.
* عموماً كيف السبيل لإعادة ما ضاع وتعرض للتخريب واندثر من تاريخ هذا البلد مستقبلاً عند عودة الحياة لمجاريها؟!.
* وعودة لموضوع نهب منزلنا وخلال رصد ما جري ويجري، فقد توفرت لنا معلومات مؤسفة تأكدت فيما بعد، مفادها أن بعض ذوي القلوب المريضة من شباب المنطقة والحي، هم من قاموا ـ متعاونين مع المعتدين ـ على تولي مهمة إرشادهم لمنازل معينة وتقديم معلومات (سياسية) عن أسر بعينها، وإطلاق شائعات غير سليمة في سبيل إغتيال الشخصيات إجتماعياً بدفع من تنظيم الأخوان المجرمين، لقاء (فتافت وعطيات) في ظل هذه الحرب اللعينة وقبلها كذلك!، وسنقوم بالكشف عن الأسماء ـ رغم أنهم قلة قليلة ـ في الوقت المناسب وبعد التأكد من المعلومة بالكامل حتى لا نظلم أحداً، وفي رصدهم قام شباب الحي مشكورين بنشر صور بعض هؤلاء، ولا نامت أعين الجبناء!.
* على كل وعندما تأكدت لنا أخبار نهب بيتنا والعبث بمحتوياته، لم نجزع أو نلطم الخدود، بل واجهنا الخبر بكل تجلد، معتبرين بأن ما تم ليس سوى بعض فداء منا للشعب والوطن، فلسنا برانا من تم نهب ممتلكاتهم، ومع ذلك آلينا على أنفسنا أن نرفع لافتة ستكون عبارة عن (بانار) ضخمة ـ بعد عودة الوطن المختطف ـ على واجهة ما تبقى من (أطلال) بيتنا وسنكتب عليها ( حا نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي ،، سنعيد بناءه كما كان وأجمل ضمن إعادة بناء الوطن الجريح ،، وخسئ أعداء الوطن والطمأنينة والحب والسلام)!.
ـــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.

hassangizuli85@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أم درمان

إقرأ أيضاً:

الشاعر عبدالله العريمي ينشر مخطوطات عشقه الأوّل في (جرش)

عمّان- أثير
إعداد: عبدالرزّاق الربيعي

تأكيدا لحضور الشعر العماني في المهرجانات العربية، شارك الشاعر عبدالله العريمي في الدورة الحالية من مهرجان جرش للثقافة والفنون التي انطلقت يوم الأربعاء وتستمر فعالياته حتى السبت 3 من أغسطس، وتحمل الرقم ( ٣٨)، وافتتح الجلسة الشعريّة التي أقيمت في المركز الثقافي الملكي بمشاركة عدد من الشعراء العرب من بينهم: حسن النجار( الإمارات)، حازم مبروك ( مصر)،إيمان عبدالهادي( الأردن)

وتألّق العريمي، وهو يلقي مجموعة من قصائد مجموعته الجديدة
(مخطوطات العشق الأولى)
الصادرة مؤخّرا عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد، وتفاعل الجمهور مع الشاعر الذي يعدّ من ابرز شعراء جيله، وهي يلقي قصائده مخاطبا الحبيبة الغائبة:
هل تذكرين
سقوط الليل في(أثينا)
كنت النساء
وكنت الوقت والمدنا
وكان وجهك مملوءا بعزته
وكان شعرك مشغولا ومفتتنا”
يذكر أن مجموعته(مخطوطات العشق الأولى)
هي الرابعة في مدونته الشعرية التي بدأها عام  2005م بمجموعته (كونشرتو الكلمات) التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، أعقبها بمجموعتيه: (سمّني أيّها الحب ) 2008م عن دار أطلس للنشر والتوزيع بدمشق،  و(لا أدّعي أفقا) الصادر عام 2012م عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
وفي نهاية الأمسية جرى تكريم المشاركين بشهادات تقدير.

مقالات مشابهة

  • جلسة تعريفية لأنشطة «الإمارات لبرّ الوالدين»
  • الشاعر عبدالله العريمي ينشر مخطوطات عشقه الأوّل في (جرش)
  • الحياة والواقع والأدب.. بعيني رامبو وميللر
  • دعاء قضاء الحاجة.. ردده لتفريج الكرب
  • تجربة الشاعر حسن بعيتي في جلسة حوارية باتحاد كتاب حمص
  • الدكتور إبراهيم نجم يحذِّر من مغبة الانسياق لمن يجيدون هدم الأوطان
  • أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)
  • إدارة الجوازات: من أكملوا إجراءاتهم بمجمع أم درمان قبل الحرب عليهم التوجه لبورتسودان للاستلام
  • جمال حسن سعيد.. الشاعر والكوميديان الذي جمع الابتسامة والحرف
  • الحدث: غارات مكثفة على تجمعات الدعم السريع جنوب أم درمان