سودانايل:
2025-03-20@05:30:47 GMT

أهم ما ورد في خطاب حميدتي..!! بقلم: إسماعيل عبدالله

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

قوله بأن البرهان لم يكن يعبأ بفرض هيبة الدولة، ودعوة البرهان الصريحة له بأن لا يهتم لتفكك البلاد وغرقها في الفوضى، انظروا يا إخوتي وأخواتي إلى الرجل الأول في الدولة ورأسها، كيف يفكر وكيف يعمل مع سبق الإصرار والترصد على انزلاق بلاده نحو قاع هاوية الانفلات الأمني؟، هذه هي العقول التي ادارت دولاب الحكم طيلة العقود الماضية، لا اكتراث لحيوات الناس ولا هم لها غير البقاء على الكرسي المرتكز على الجماجم والأشلاء والمطلي بالدماء، هل يجوز لمثل هذا الرأس أن يكون رأساً على بقالة صغيرة في أقصى أحياء المدينة؟، ناهيك عن أن يتولى إدارة قطر قارة مثل السودان، وما تلى الحرب الغادرة بعد أبريل من فظائع بحق المدنيين تولى كبرها الكبير الساعي لتفتيت البلاد لتعود مرتدةً إليه بعد دمار، يؤكد الشر المستطير الكامن داخل نفس الرجل، القصف الجوي للطائرات الحاملة لمتفجرات الموت القاطعة لأوصال الأطفال والنساء في مدن العاصمة الثلاث ومدينتي نيالا والفاشر، لابد وأن يكون مدبراً ومخططاً له من مثل هؤلاء المرابين، الذين رهنوا موارد بلادهم وأرواح مواطنيهم لأجندة التآمر الخارجي، ومهما جال بخاطرنا من سوء ظن بالجوقة المنحرفة الفكر والسلوك التي يقودها البرهان، إلّا أن طويتها السيئة تفوق سوء الظن العريض كما قال أحد حكماء بلادي، وما رشح من قائد قوات الدعم السريع من حقائق صادمة يوم أمس يزيد من حماس إزالة الأذى.


للمناضلين الأشاوس الحق الكامل في ربط أسباب إخفاقات الدولة السودانية بذلك الأنموذج الفاشل لدولة ست وخمسين، تلك المنظومة المفاهيمية التي أدارت المؤسسات الحكومية منذ بواكير السنوات التي أعقبت خروج البريطانيين، وذلك المنهج المكرّس للتآمر الداخلي الذي جعل من المواطنين درجات أولية وثانوية، وخلق رؤية مركزية لحكم البلاد أصبحت عقيدة فاسدة تتوارثها أجيال النخب الحزبية والعسكرية، وما البرهان إلّا رأس جبل الجليد، فالمؤسسة التي تخرج فيها معطوبة منذ نشأتها الأولى كونها سدرت في غي وظلم بائنين، ووجهت مخرجاتها للتدمير بدلاً عن التعمير، ففي البلدان المؤسسة تأسيساً صحيحاً تجد الجيش فيها ينجد المتأثرين بالفيضانات وضحايا الكوارث الطبيعية، إلّا في مثل حالنا، نراه يتوجه بكل عتاده وعدته لقهر السكان، وإجبارهم على الخضوع لحكومات المنافع الاقتصادية الفردية، ما أدى للحفاظ على النسق الاقطاعي لأنظمة الحكم الممتدة من سنة ست وخمسين، وما آلت إليه الأمور من حرب ودمار ما هو إلّا نتيجة حتمية لخطأ النشأة الأولى، وما بني على باطل فهو باطل، فلا يمكن للدولة المؤسسة على جرف هار الصمود طويلاً، لأن الانهيار الشامل للمرافق العامة والحرب والتهجير سيكون مآلها ومصير سكانها، وعلى أجيالنا الحاضرة أن تعي حقيقة أن الأجداد والآباء لم يورّثوهم وطناً كما زعموا، بل أورثوهم حطام أوطان بسبب هشاشة القاعدة التي أسسوا عليها البنيان.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي ذلك الجنرال العسكري الذي باستطاعته تقديم حجة مقنعة لشباب اليوم، بأن الجيش المخترق بالأجندة الأيدلوجية يمكنه أن يكون ضامناً لأي وثيقة وطنية تمهد للاستقرار الأمني والسياسي بالبلاد، وذلك لما شاب العلاقة ما بين الجيش والشعب من انعدام للثقة وتباعد للمسافات، ولقد كانت صدمة ثوار ديسمبر في جيشهم كبيرة حينما لجأوا إليه، وبعدما افترشوا الأرض أمام بوابته الكبيرة، في الوقت الذي لم يكونوا يدركون فيه أن الأرض التي افترشوها سوف تسقى بدمهم الطاهر يوم وقوع الواقعة، فكانت تلك آخر وشيجة رابطة بينهم وبين الجيش، ثم أتت حرب أبريل لتكمل الخياطة بالحرير كما يقول المثل السوداني، وكشفت جميع خيوط المؤامرة، وما أدل على هذا الكشف من خطاب قائد الأشاوس المبيّن للحقائق يوم أمس، عندما أماط اللثام عن حصولهم على الصندوق الأسود لمهندسي حرب أبريل، فإنّ الشعب السوداني سيكون في انتظار سماع الكثير والمثير عن المخطط التخريبي الذي سهر عليه المتآمرون من قادة الجيش الفاسدين وفلول النظام البائد، ذلك المخطط الذي ساقهم لحتفهم وهم عمي لا يبصرون، بعد أن أشعلوا فتيل حربهم العدوانية منتصف أبريل الماضي، ولا يحيق المكر السيء إلّا بأهله، وكما قال الأخ القائد أن حفرة السوء التي سهر الفلول على حفرها قد وقعوا فيها غير مأسوف عليهم، لقد بطشت جماعات الإسلام السياسي بالسكان، والآن جاء حسابها.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
3نوفمبر23  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عبد الباقي لـ سانا: شملت الإجراءات إلغاء عقود مُبرمة بشكل غير قانوني وثبت تورطها في فساد مالي، إلى جانب تخفيض أسعار مواد من متعهدين استغلوا العقوبات الاقتصادية التي جلبها النظام البائد لسوريا، وتسبب بفرض أسعار مُبالغ فيها على الجهات الحكومية

2025-03-18hadeilسابق مدير الرقابة والتدقيق الداخلي في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات الأستاذ ماهر عبد الباقي في تصريح لـ سانا: خلال الأشهر الثلاثة الماضية تمت إحالة ٤٣ ملفاً إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي لدراستها، حيث تم اتخاذ قرارات بشأن ٣٠ ملفاً منها، مع معالجة المخالفات وفقاً للقوانين النافذة انظر ايضاًمدير الرقابة والتدقيق الداخلي في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات الأستاذ ماهر عبد الباقي في تصريح لـ سانا: خلال الأشهر الثلاثة الماضية تمت إحالة ٤٣ ملفاً إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي لدراستها، حيث تم اتخاذ قرارات بشأن ٣٠ ملفاً منها، مع معالجة المخالفات وفقاً للقوانين النافذة

آخر الأخبار 2025-03-18مدير الرقابة والتدقيق الداخلي في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات الأستاذ ماهر عبد الباقي في تصريح لـ سانا: خلال الأشهر الثلاثة الماضية تمت إحالة ٤٣ ملفاً إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي لدراستها، حيث تم اتخاذ قرارات بشأن ٣٠ ملفاً منها، مع معالجة المخالفات وفقاً للقوانين النافذة 2025-03-18الأمن العام يستلم أسلحة وذخائر بموجب الاتفاق المبرم مع أهالي قرية زقزقانية 2025-03-18تجهيز قسم جديد لمرضى الكلى في مشفى حماة الوطني 2025-03-18تشييع أحد شهداء العدوان الإسرائيلي على درعا 2025-03-18وزارة الداخلية: خلال عملية تمشيط في محيط مطار حميميم بريف اللاذقية تمكنت قوات الأمن العام من العثور على كميات من الأسلحة والذخائر بالقرب من أسوار المطار حيث تم ضبطها ومصادرتها 2025-03-18الهيئة الناظمة للاتصالات: منع تقديم خدمة الإنترنت إلا من خلال الشركات ‏الحاصلة على تراخيص 2025-03-18القائم بأعمال وزارة الصحة يتفقد مشفى ابن رشد ‏للأمراض النفسية ‏ 2025-03-18حملة لردم آبار المياه الجوفية المخالفة في يبرود 2025-03-18تكليف لجان مركزية إعداد مشروع لتعديل قانون الجهاز المركزي للرقابة ‏المالية 2025-03-18فعاليات للأطفال واليافعين على مسرح قصر الثقافة بحمص في الذكرى الـ 14 للثورة السورية

صور من سورية منوعات المائدة الرمضانية في درعا… تنوع يجمع بين الأصالة والنكهة 2025-03-15 العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة  2025-03-11فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مليشيا الدعم السريع المتمردة غدرت بقوات الجيش والاحتياطي المركزي التي كانت تؤمّن القصر الجمهوري
  • الجيش السوداني من الجيوش القليلة في عالم اليوم التي تضم أكفأ الجنرالات وأشجع الجنود
  • حكم الإمام محمد بن إسماعيل في بيع الخيار
  • الثالوث الذي دمر حميدتي
  • اتساع الجبهة التي يدير عبرها الجيش معاركه الهجومية الحاسمة
  • عبد الباقي لـ سانا: شملت الإجراءات إلغاء عقود مُبرمة بشكل غير قانوني وثبت تورطها في فساد مالي، إلى جانب تخفيض أسعار مواد من متعهدين استغلوا العقوبات الاقتصادية التي جلبها النظام البائد لسوريا، وتسبب بفرض أسعار مُبالغ فيها على الجهات الحكومية
  • بعد تقدم الجيش وسط الخرطوم، حميدتي: باقون ولن نبرح قبورنا إلا يوم القيامة
  • خطاب قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”: استمعوا إليه بدلًا من الردح والشتائم
  • ‏قراءة في خطاب “حميدتي”
  • الأمير حميدتي يسجد لشمس منيرة سوداء