أهم ما ورد في خطاب حميدتي..!! بقلم: إسماعيل عبدالله
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
قوله بأن البرهان لم يكن يعبأ بفرض هيبة الدولة، ودعوة البرهان الصريحة له بأن لا يهتم لتفكك البلاد وغرقها في الفوضى، انظروا يا إخوتي وأخواتي إلى الرجل الأول في الدولة ورأسها، كيف يفكر وكيف يعمل مع سبق الإصرار والترصد على انزلاق بلاده نحو قاع هاوية الانفلات الأمني؟، هذه هي العقول التي ادارت دولاب الحكم طيلة العقود الماضية، لا اكتراث لحيوات الناس ولا هم لها غير البقاء على الكرسي المرتكز على الجماجم والأشلاء والمطلي بالدماء، هل يجوز لمثل هذا الرأس أن يكون رأساً على بقالة صغيرة في أقصى أحياء المدينة؟، ناهيك عن أن يتولى إدارة قطر قارة مثل السودان، وما تلى الحرب الغادرة بعد أبريل من فظائع بحق المدنيين تولى كبرها الكبير الساعي لتفتيت البلاد لتعود مرتدةً إليه بعد دمار، يؤكد الشر المستطير الكامن داخل نفس الرجل، القصف الجوي للطائرات الحاملة لمتفجرات الموت القاطعة لأوصال الأطفال والنساء في مدن العاصمة الثلاث ومدينتي نيالا والفاشر، لابد وأن يكون مدبراً ومخططاً له من مثل هؤلاء المرابين، الذين رهنوا موارد بلادهم وأرواح مواطنيهم لأجندة التآمر الخارجي، ومهما جال بخاطرنا من سوء ظن بالجوقة المنحرفة الفكر والسلوك التي يقودها البرهان، إلّا أن طويتها السيئة تفوق سوء الظن العريض كما قال أحد حكماء بلادي، وما رشح من قائد قوات الدعم السريع من حقائق صادمة يوم أمس يزيد من حماس إزالة الأذى.
للمناضلين الأشاوس الحق الكامل في ربط أسباب إخفاقات الدولة السودانية بذلك الأنموذج الفاشل لدولة ست وخمسين، تلك المنظومة المفاهيمية التي أدارت المؤسسات الحكومية منذ بواكير السنوات التي أعقبت خروج البريطانيين، وذلك المنهج المكرّس للتآمر الداخلي الذي جعل من المواطنين درجات أولية وثانوية، وخلق رؤية مركزية لحكم البلاد أصبحت عقيدة فاسدة تتوارثها أجيال النخب الحزبية والعسكرية، وما البرهان إلّا رأس جبل الجليد، فالمؤسسة التي تخرج فيها معطوبة منذ نشأتها الأولى كونها سدرت في غي وظلم بائنين، ووجهت مخرجاتها للتدمير بدلاً عن التعمير، ففي البلدان المؤسسة تأسيساً صحيحاً تجد الجيش فيها ينجد المتأثرين بالفيضانات وضحايا الكوارث الطبيعية، إلّا في مثل حالنا، نراه يتوجه بكل عتاده وعدته لقهر السكان، وإجبارهم على الخضوع لحكومات المنافع الاقتصادية الفردية، ما أدى للحفاظ على النسق الاقطاعي لأنظمة الحكم الممتدة من سنة ست وخمسين، وما آلت إليه الأمور من حرب ودمار ما هو إلّا نتيجة حتمية لخطأ النشأة الأولى، وما بني على باطل فهو باطل، فلا يمكن للدولة المؤسسة على جرف هار الصمود طويلاً، لأن الانهيار الشامل للمرافق العامة والحرب والتهجير سيكون مآلها ومصير سكانها، وعلى أجيالنا الحاضرة أن تعي حقيقة أن الأجداد والآباء لم يورّثوهم وطناً كما زعموا، بل أورثوهم حطام أوطان بسبب هشاشة القاعدة التي أسسوا عليها البنيان.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي ذلك الجنرال العسكري الذي باستطاعته تقديم حجة مقنعة لشباب اليوم، بأن الجيش المخترق بالأجندة الأيدلوجية يمكنه أن يكون ضامناً لأي وثيقة وطنية تمهد للاستقرار الأمني والسياسي بالبلاد، وذلك لما شاب العلاقة ما بين الجيش والشعب من انعدام للثقة وتباعد للمسافات، ولقد كانت صدمة ثوار ديسمبر في جيشهم كبيرة حينما لجأوا إليه، وبعدما افترشوا الأرض أمام بوابته الكبيرة، في الوقت الذي لم يكونوا يدركون فيه أن الأرض التي افترشوها سوف تسقى بدمهم الطاهر يوم وقوع الواقعة، فكانت تلك آخر وشيجة رابطة بينهم وبين الجيش، ثم أتت حرب أبريل لتكمل الخياطة بالحرير كما يقول المثل السوداني، وكشفت جميع خيوط المؤامرة، وما أدل على هذا الكشف من خطاب قائد الأشاوس المبيّن للحقائق يوم أمس، عندما أماط اللثام عن حصولهم على الصندوق الأسود لمهندسي حرب أبريل، فإنّ الشعب السوداني سيكون في انتظار سماع الكثير والمثير عن المخطط التخريبي الذي سهر عليه المتآمرون من قادة الجيش الفاسدين وفلول النظام البائد، ذلك المخطط الذي ساقهم لحتفهم وهم عمي لا يبصرون، بعد أن أشعلوا فتيل حربهم العدوانية منتصف أبريل الماضي، ولا يحيق المكر السيء إلّا بأهله، وكما قال الأخ القائد أن حفرة السوء التي سهر الفلول على حفرها قد وقعوا فيها غير مأسوف عليهم، لقد بطشت جماعات الإسلام السياسي بالسكان، والآن جاء حسابها.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
3نوفمبر23
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هروب حميدتي : تبعد 50 كم من الخرطوم.. الجيش السوداني يستعيد المسعودية
بورسودان - أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة المسعودية الواقعة في شمال ولاية الجزيرة وعلى مشارف ولاية الخرطوم، إذ تبعد نحو 50 كيلومتراً فقط من وسط العاصمة.
أتى هذا، بعدما أعلن الجيش في وقت سابق اليوم، إحراز تقدم كبير في مختلف المحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد.
فقد أكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، في بيان، اليوم الأحد، أنها تقدمت في مختلف المحاور، مشيرة إلى "هروب عناصر الدعم السريع".
وكان الجيش حقق خلال الفترة الماضية مكاسب كبيرة، وتقدم مؤخرا من أجل السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم، ما عكس مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023.
ففي يناير الماضي، استعاد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، قبل أن يتقدم في العاصمة الخرطوم.
ثم سيطر قبل أكثر من أسبوعين على مقر القيادة العامة في الخرطوم، التي استولى عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023.
وقبلها، فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلاد.
علما أنه في بداية الحرب التي تفجرت في أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم على جزء كبير من الخرطوم متقدّمة نحو الجنوب واستولت على ولاية الجزيرة.
Your browser does not support the video tag.