وول ستريت جورنال تحلل خطط المحور العسكري الإيراني الروسي للتصدي للغرب
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال لهيئتها التحريرية، أن الجمهوريين المنتقدين لمساعدة أوكرانيا، يزعمون عدم وجود أي صلة بين العدوان الروسي والحرب في إسرائيل، متجاهلين التحالف العسكري المتعمق بين روسيا وإيران الذي يهدد المصالح الأمريكية.
كما ذكر مقال هيئة تحرير وول ستريت جورنال، أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن مجموعة فاجنر الروسية تخطط لإرسال دفاعات جوية إلى حزب الله في لبنان، ومن شأن تلك الدفاعات الجوية، أن تعقد قدرة إسرائيل على الدفاع عن مدنها من الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله.
وأوضح المقال، أن ما كشفته الصحيفة، هو أحدث العلاقات العسكرية الروسية الإيرانية الوثيقة بشكل متزايد، حيث بدأت إيران العام الماضي، تزويد روسيا بطائرات دون طيار من طراز "شاهد"، ساعدت موسكو في مهاجمة المدن الأوكرانية.
كما تساعد طهران الآن، في بناء مصنع للطائرات دون طيار، في بلدة ييلابوغا الروسية، والذي سينتج آلاف المركبات الجوية بدون طيار للاستخدام العسكري.
وزودت إيران روسيا، بأكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية، ومليون طلقة ذخيرة.
وتمتلك إيران أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، وأحد المخاوف هو أنها ستساعد روسيا على تجديد مخزونها المتضائل.
وانتهت القيود التي فرضتها الأمم المتحدة على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، في 18 أكتوبر، ومن المؤكد أن روسيا ستستخدم حق النقض في مجلس الأمن؛ لمنع تجديدها.
وترى إيران وروسيا، فائدة متبادلة في إجبار أوروبا والولايات المتحدة على الدفاع عن أوكرانيا وإسرائيل في الوقت نفسه.
وفي الأسبوع الماضي، قال زعيم حماس، خالد مشعل: لقد استفادت روسيا من هجومنا؛ لأننا صرفنا انتباه الولايات المتحدة عنها وعن أوكرانيا.
وتساءلت الصحيفة، ما الذي ستحصل عليه طهران في المقابل؟ تريد طهران طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35، والتي تقول خدمة أبحاث الكونجر إنها يمكن أن تمثل أهم ترقية لقدرات إيران الجوية منذ عدة عقود.
قال مسؤولون إسرائيليون لـ"بلومبرج" هذا الربيع إن طهران تريد أيضًا أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400 التي من شأنها أن تجعل من الصعب جدًا شن ضربة على البرنامج النووي الإيراني.
وتتعاون روسيا وإيران منذ عدة سنوات للحفاظ على نظام الأسد في سوريا، وهو ما يشمل الضغط على القوات الأمريكية التي يبلغ عددها 900 جندي أو نحو ذلك في ذلك البلد. وقدمت روسيا مساعدة استخباراتية لإيران، وزادت من مضايقات القوات والطائرات والطائرات بدون طيار الأمريكية في سوريا، وقدمت ما لا يقل عن 17 شاحنة من الأسلحة للميليشيات المدعومة من إيران هناك هذا العام، حسبما يقول معهد دراسة الحرب في واشنطن.
وتساعد روسيا في إعادة تأهيل إيران في الشؤون العالمية، وفي هذا العام انضمت إيران إلى ما يسمى بتحالف البريكس الذي يضم الدول النامية الكبرى ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وأضافت هيئة تحرير وول ستريت جورنال إن أعداء أمريكا يعملون معاً، ومن الحماقة الاستراتيجية أن نتصور أن الولايات المتحدة قادرة على التعامل معهم وكأنهم مشاكل معزولة. إن السماح لروسيا بإخضاع أوكرانيا سيعطي فلاديمير بوتين فرصة لمزيد من مساعدة إيران ضد إسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمهوريون أوكرانيا إسرائيل العدوان الروسي على أوكرانيا إسرائيل وإيران وول ستریت جورنال
إقرأ أيضاً:
هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
طوال سنوات، كان العلم الأمريكي مرسوماً على أرضية المجمع الرئاسي الإيراني، والذي يقع في موقع استراتيجي كي يتمكن الزوار من الدوس عليه أثناء دخولهم.
طهران ستكون أكثر استعداداً لإبرام صفقة مع ترامب
لكن قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، تمت إزالة العلم بهدوء، على ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ولم يكن هناك تفسير رسمي من المسؤولين الإيرانيين، لكن هذه الخطوة عكست تحولاً في استراتيجيات طهران، ضمن ما يتشكل ليكون السنة الأهم منذ حرب إيران والعراق في الثمانينات، مع وصول البلاد إلى أضعف نقطة لها منذ سنوات.
وفق الصحيفة، تأتي عودة عدو طهران إلى البيت الأبيض في الوقت الذي وصلت المواجهة النووية الطويلة بين إيران والغرب إلى ذروتها.
كما تأتي بعد عام من الصراع الذي غير ديناميات القوة في الشرق الأوسط على حساب طهران.
Iran rethinks confrontation with Donald Trump | via @FT https://t.co/V0cSPyQZNv
— X.J. Mejid ???? (@XJMejid) January 28, 2025وتزعم إسرائيل التي تبادلت جولتين من الضربات مع إيران السنة الماضية أنها دمرت الكثير من دفاعاتها الجوية، كما دمرت بشكل كبير حزب الله اللبناني، وكيل طهران الرئيسي، فيما أدى إسقاط نظام الأسد في سوريا إلى حرمان إيران من حليفها الرئيسي.
بين التصعيد والمساومةوقال ولي نصر، أستاذ في كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة: "إنها سنة حرجة جداً، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السياق الاستراتيجي لإيران قد تغير بشكل كبير".
#Iran rethinks confrontation with Donald Trump. Told @FT Iran is weak but also thinks risks of war are a constraint on Trump https://t.co/4hM6xunNKk
— Vali Nasr (@vali_nasr) January 28, 2025وتوقع خبراء أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى سياسته المتشددة تجاه إيران، كما فعل في ولايته الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي وشدد العقوبات ضمن حملة "الضغط الأقصى".
لكن في المقابل، تبرز مؤشرات على احتمال استعداده للمساومة، إذ فوّض ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران. كما صرّح ترامب مؤخراً بأن "التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيكون أمراً جيداً".
يرى دبلوماسيون غربيون أن حكومة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أبدت استعداداً أكبر للموافقة على تسوية تفاوضية بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية الداخلية، نظراً لوضعها الهش ورغبتها في تجنب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكنهم يحذرون من أن فشل هذه المساعي سيؤدي إلى تصعيد جديد، خاصة أن القوى الأوروبية التي عارضت حملة ترامب السابقة باتت أكثر استياءً من إيران بسبب توسعها في الأنشطة النووية، ومبيعات الأسلحة لروسيا، واتهامات باستهداف مواطنين غربيين.
وفي ظل تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات تقارب الاستخدام العسكري، يرى دبلوماسيون غربيون أن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، مؤكدين أنهم يريدون أفعالاً ملموسة وليس مجرد وعود.
ومن المقرر أن تنتهي بنود اتفاق 2015 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني رفع القيود المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية وإعلان انتهاء الاتفاق فعلياً.
ومع اقتراب هذا الموعد، تواجه إيران خطر إطلاق القوى الغربية لآلية "إطلاق الزناد"، التي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة وعزل طهران دولياً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
ضغوط داخلية ونقاشات بين الإصلاحيينفي الداخل الإيراني، يحاول الإصلاحيون الضغط على المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري للانخراط في المفاوضات، محذرين من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب أزمة شاملة.
وفي هذا السياق، قال السياسي الإصلاحي البارز حسين مرعشي إن الرئيس بزشكيان "لديه فرصة لاتخاذ خطوات مهمة لإيران، ويجب أن يكون أولها فتح صفحة جديدة في السياسة الخارجية"، مشيراً إلى تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق.
لكن محللين إيرانيين يؤكدون أن طهران لا تريد أن تبدو وكأنها تتفاوض من موقع ضعف.
ونقل أحد أقارب خامنئي أن "إيران، رغم مواجهتها للضغوط الأمريكية، تحرص على الإشارة إلى استعدادها للتفاوض، لكنها تتجنب تقديم تنازلات كبيرة".
كما أقر بأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها دفعت القيادة الإيرانية إلى إعادة تقييم موقعها في المنطقة، لكنه شدد على أن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في سياسات طهران الداخلية والخارجية.
مخاطرة وحسابات إيرانيةيرى بعض الخبراء أن الضربات التي تعرض لها "المحور الإيراني" مؤخراً، والتي أضعفت النفوذ الإيراني، قد تدفع طهران إلى السعي لإبرام صفقة مع ترامب لضمان عدم تعرضها لهجمات إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، صنم وكيل، إن إيران بحاجة إلى تقديم مغريات لترامب سريعاً إذا أرادت تجنب جولة جديدة من "الضغط الأقصى" والضربات العسكرية المحتملة.
وحذرت من أن "عدم تقديم تنازلات حقيقية قد يؤدي إلى جولة ثالثة من الهجمات الإسرائيلية، بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية"، مشيرة إلى أن المخاطر المطروحة تتعلق ببقاء النظام الإيراني نفسه، وقدرته الاقتصادية، وإعادة تأهيله دولياً.