سودانايل:
2024-10-06@06:55:49 GMT

حرب داخل حرب: ازمة الجنينة المزمنة وروشتة منبر جدة

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

في وقت هددت فيه قوات الدعم السريع الجنينة ،بعد استيلائها على نيالا ثم زالنجي ،في تصعيد تزامن مع استئناف محادثات جدة ،لاجل انهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال الديموقراطي المدني،ما يعني ادراجها ضمن الازمة العامة،ليس من المتوقع
ان تؤدي اي اتفاقات لوقف اطلاق النار وانهاء العدائيات، تنتج من المفاوضات الجارية في جدة بين الدعم السريع والقوات المسلحة ،تلقائيا، الى وقف الحرب المزمنة، التي تجعل من الجنينية ،دار اندوكا، مسرحا لها.

فلحرب الجنينة خصوصيتها، كازمة محلية ،تميزها عن الازمة العامة، الناشئة من حرب 15 ابريل.
فمنبر جدة ،معني بايقاف حرب 15 ابريل ،بين البرهان وحميدتي ،بينما تمتد جذور حرب الجنينية، الى ابعد من ذلك التاريخ، وحتى الى ماقبل الفترة الانتقالية.يمكن التقرير بان حرب الجنينة هي بقايا من حرب 2003 ،التي ابتدرتها حركة تحرير دارفور ،ما يعني ان حرب الجنينة بحاجة لمنبر خاص،ولحزمة حلول جذرية تتجاوز روشتة منبر جدة.
خلال السنوات الاربع الماضية،منذ معارك نهاية العام 2019 وحتى مقتل خميس ابكر في يونيو 2023، شهدت الجنينة ما لايقل عن اربع جولات من الاقتتال الاهلي.واستقبلت اكثر من وفد من الحكومة المركزية ، حيث زارها، ابتداء ، الدكتور عبدالله حمدوك ،رئيس الوزراء ،مطلع عام 2020 ،ضمن وفد كبير ،لتفقد الاوضاع وتهدئتها،واستعادة الامن والسلام. كما استقبلت في اوقات لاحقة ، وعلى وقع الاقتتال الاهلي، ايضا، مسؤولين كبار آخرين، آخرهم الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،في ابريل 2022، حيث طرح خطة تتضمن خروج جميع المليشيات من المدينة ،وحفر خندق لمنع تسلل المقاتلين الاجانب.
تجدر بالملاحظة، ان اتفافات جوبا،التي وقعت عليها الحركات المسلحة ، وما رافقها من
تفاهمات،فوق وتحت التربيزة ، لم يكن لها اثر ملموس على الاوضاع في الاقليم، وفي الولاية على نحو خاص.مما يرجح الاستنتاج، بان تلك الاتفاقات والتفاهمات ،قد تنكبت الصراط المستقيم لمخاطبة جذور الازمة.
وبسبب الاحتقان المزمن، الذي يهدد التعايش السلمي بين مكونات الجنينية السكانية،ظل احتمال نشوب الاقتتال قائما ، في اي وقت ،ولاي سبب.
ففي احدى المرات ،نشب خلاف بين شابين ،قرب بائعة شاي، حول من يحصل اولا على طلبه من الشاي ، انتهى بقتل احدهما الاخر ، وفي مرة ثانية ، كان الخلاف والشجار، الذي انتهى- ايضا - بمقتل احد المتشاجرين الاثنين، حول ملكية شاحن موبايل ،وفق ما ورد في الصحف حينئذ.وفي الحالتين، تم استدراج قبائل المتشاحرين الى حلبة انتقام وثار واسعة.
تتميز حرب الجنينية، ببعدها الخارجي.ففي اكثر من مرة ،تمت الاشارة لمشاركة عرب من تشاد الى جانب عرب الجنينة في القتال القبلي الدائر.
وبفعل العسكرة المتزايدة للصراع في الولاية،نتيجة انتشار السلاح ،وقد كان للسلطات المحلية دور في ذلك ، وتوزع غالب المواطنين ،وفق خطوط التقسيم القبلي ،على الحركات ومليشياتها ،ما تجدر ملاحظته،ايضا،في هذا السياق ، ان الوالي السابق كان قائد مليشيا لها حضورها في خارطة الصراع،اصبح للاقتتال نتائج وخيمة انسانيا ،بدلالة محصلة القتل والتشريد والنزوح الداخلى والخارجي.
لكن تواتر جولات الاقتتال،الذي يخلو احيانا ، من مشاركة احد طرفي حرب 15 ابريل، اوكليهما، لم تمنع قيادات المجتمع المدني والاهلى،بالجنينة ،التي رفعت منذ وقت مبكر شعار:" الجنينة آمنة "، من مواصلة العمل على مبادراتها السلمية ،بالتوسط لوقف الاقتتال واستعادة التعايش السلمي بين مكونات المدينة والولاية.هذه القوى المدنية المناهضة للحرب جديرة بان يكون له دور في اي تسوية سلمية ناريخية للنزاع المتطاول.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الخريطة التي عرّفتنا على خطط نتنياهو

مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني، تزداد الأمور وضوحًا حول العقلية الاستعمارية التي يحركها بنيامين نتنياهو، ليس فقط من خلال تصريحاته الصاخبة، بل من خلال أفعاله على أرض الواقع. ومن بين تلك الأفعال وأهمها ما عرضه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدّم خريطة جديدة للشرق الأوسط تكشف عن نيته إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالح كيانه.

هذه الخريطة لم تكن مجرد رسم جغرافي، بل أظهرت رؤية نتنياهو لما وصفه بـ "محور النعمة"، الذي يضم الدول المطبّعة، في مقابل "محور النقمة"، الذي يشمل دول المقاومة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: عام على حرب غزة.. "مقبرة المبادئ الغربية"list 2 of 2حماس بعد عام من طوفان الأقصىend of list

بتنا نعرف كثيرًا عن عقل بنيامين نتنياهو وأفكاره خلال العام الأخير، ليس فقط من خلال تصريحاته وأقواله التي يرددها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن من خلال أفعاله الرهيبة التي ارتكبها وما يزال يهدد بارتكاب المزيد منها كلما أتيحت له الفرصة لذلك.

بتنا في العام الماضي نعرف أكثر عن الفكر الاستعماري التوسعي، فهو متطرف يستند إلى تقييمات جديدة لمعاني النعمة والنقمة والخير والشر والتنوير والظلامية ولا يُبالي بمصالح أو حقوق الآخرين، بل يربط كل ذلك بمصالحه ومصالح كيانه الذي يعتزم تشكيل المنطقة من جديد بما يناسبه.

فالخريطة التي حملها ليشرح بها أفكاره تُقسم الشرق الأوسط إلى قسمَين كبيرَين؛ الأخضر منهما هو ما يُسمى محور النعمة، ويشمل الكيان الصهيوني ومجموعة من الدول الإقليمية مما تسمى بمحور الاعتدال، وقد ظهر على الخريطة بلون داكن يغطي كل مساحة فلسطين التاريخية ولا يظهر فيه أي إشارة للضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر ولا شرقي القدس.

وهي المناطق التي يُفترض أن يقيم الشعب الفلسطيني عليها دولته العتيدة وفق اتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية أميركية في عام 1993 والتي أسس الرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات بموجبها السلطة الفلسطينية، بدايةً من غزة وأريحا، ثم توسّعت لتغطي المدن الرئيسية في الضفة الغربية والتي أصبحت مدينة رام الله مقرًا مؤقتًا لها؛ أملًا أن تكون القدس هي المقر الدائم وعاصمة دولة فلسطين الموعودة.

ليس ذلك فحسب، بل أطلق نتنياهو على خريطته الشرق الأوسط الجديد، والذي لا يظهر فيه إلا الجزء الملوّن بالأخضر، ويختفي منه الجزء الملون بالأسود الذي يرمز لما أسماه باللعنة أو النقمة، ويشمل كلًا من إيران، والعراق، وسوريا، ولبنان وهي مجموعة الدول التي يوجد فيها محور المقاومة أو الممانعة، والتي تقف مساندة لغزة، وطوفان الأقصى، وجنوب لبنان، وتقاوم بقوة السلاح والموقف، العدوانَ الإسرائيلي، ومحاولته القضاء على حماس وسيطرتها على غزة، وكذلك إنهاء السلطة الفلسطينية والتخلص من اتفاقية أوسلو، وإنهاء سيطرة حزب الله على الجنوب اللبناني، وتهديده المحتمل (لإسرائيل) الكاملة.

وفي محاولة إقناع الحاضرين في قاعة الأمم المتحدة، الذين غادر معظمهم قبل أن يبدأ خطابه، رسم نتنياهو سهمًا أحمر يبدأ من منطقة خضراء أخرى في الشرق الأقصى، وهي الهند التي ترتبط هي الأخرى بعلاقات جيدة مع الكيان الإسرائيلي، ويمرّ عبر الإمارات والسعودية والأردن ثم (إسرائيل) نحو أوروبا. وهي إشارة إلى خط تجاري بحري وبري مُفترض سيربط الشرق الأقصى بأوروبا، ومنه ستستفيد بلدان النعمة التي أشار إليها.

لكنه لم يفسر كيف ستستفيد مصر والسودان من هذه النعمة، حيث لا يمر الخط من خلالهما، بل إنه يحرم مصر على الأقل من أفضل دخل أجنبي لها والمتمثل في عائدات قناة السويس التي كانت حتى وقت قريب أفضل خطوط النقل البحري، وتمرّ عبره السفن التجارية القادمة من الشرق الأقصى نحو أوروبا دون توقف، لكنه تضرر كثيرًا؛ بسبب هجمات أنصار الله الحوثيين من اليمن على السفن التي تتعامل مع الاحتلال، أو الشركات التي ترسل سفنها لموانئ الاحتلال.

وقد تضررت بفعل هذه الهجمات حركة التجارة العالمية وتعطل العمل بميناء إيلات الإسرائيلي، وكذلك تضررت قناة السويس وبعض الموانئ الإسرائيلية، مثل: حيفا، وأسدود.

على الأرجح هو يفترض أن هناك دولًا مأزومة اقتصاديًا – ومنها مصر مثلًا – ستستفيد من بقايا ما سيقدمه لها هو من مساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، وتكون سوقًا استهلاكية واسعة تحصل على أرزاقها من دولة قوية ومتطورة في التكنولوجيا الزراعية والصناعية والطاقة، وأن عليها أن تسمح لإسرائيل بالسيطرة على مواردها وتنميتها وتقديم ما تحتاجه للبقاء على قيد الحياة، بينما ينتفع الكيان بما سيفيض عن ذلك ويضخه نحو أوروبا عبر خط النعمة الجديد الذي يسعى لتفعيله بعدما يقضي على مجموعة اللعنة والنقمة ليخلو الشرق الأوسط من أي منافسين له ولكيانه ويصبح (الشرق الأوسط الإسرائيلي) الجديد.

أما السودان، الذي كان أخضر بطبيعته وموارده الزراعية قبل أن تمتد إليه أيدي المؤامرات الإسرائيلية، والتي خلقت الفوضى والصراعات الأهلية الطاحنة، وأتت على الأخضر واليابس، وزرعت بدلًا من محاصيله الخضراء أحوالًا بائسة من الفقر والعوز والجوع والنزوح والتدمير، فضلًا عن الموت والدماء الحمراء التي لم تتوقف منذ سنوات؛ بفعل الدسائس والمؤامرات الخارجية، والتي تتجه أصابع الاتهام فيها نحو الكيان الإسرائيلي وبعض دول (النعمة) بالمسؤولية عنها.

فمن غير الواضح ما هي النعمة التي سيحصل عليها السودان حال انضمامه إلى الخريطة الخضراء، وكيف سينهض من جديد! إلا إذا كان هو الآخر مصدرًا للموارد الطبيعية يقدمها بثمن زهيد للاحتلال ليطبق عليها ما يُطبق على موارد غيره ممن تربطه بالكيان علاقات تجارية أو تطبيعية أو جغرافية، ويُعيد ما يشاء لاستهلاك السودان، ويرسل الباقي نحو أوروبا التي ستستفيد هي الأخرى من هذه النعم الإسرائيلية.

الأهم من كل ذلك أن المنطقة السوداء كلها أمامها خياران في فكر نتنياهو، إما أن تُحيّد نفسها بنفسها وتتخلص من قوى المقاومة فيها، أو أنه سيقوم بتغييرها وتحييدها بنفسه. وقد عبّر عن ذلك في سياق تهديده لإيران بأنه ليس هناك مكان لا نستطيع الوصول إليه وضربه في إيران.

وتنفيذًا لهذا المخطط العظيم، فقد اتجه بعد خطابه مباشرة إلى غرفة من غرف الأمم المتحدة ليُعطي تعليمات بإسقاط ثمانين قنبلة ثقيلة على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث كان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يعقد اجتماعًا ربما كان على أجندته البحث في عرض أميركي فرنسي، وبيان دعمته 21 دولة لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وهي الجبهة التي بقيت مشتعلة منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول مساندةً لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب الإبادة الإسرائيلية منذ ذلك التاريخ.

ولا يبدو أن نتنياهو كان منتظرًا لرد نصر الله على مقترح الهدنة ولا مباليًا برد الفعل المتوقع من حزب الله أو محور المقاومة على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فبالنسبة له تطغى فكرة الأخضر والأسود على خريطة تفكيره، ولا مانع لديه من تدمير الأسود كله كما فعل في غزة وتسويته بالأرض ما دامت القدرة العسكرية تتوفر لفعل ذلك، وما دام لا يجد شيئًا يردعه عن ذلك.

لا نحتاج لكثير من الخيال لنتوقع أي لون جديد سيكْسو الشرق الأوسط في الصراع المحتمل بين الاحتلال وداعميه وبين معسكر اللعنة والنقمة، وهو ما يُحذر منه المسؤولون في إدارة بايدن ويخافون حدوثه؛ لأن انعكاسه على مصالح الولايات المتحدة قد يكون مدمرًا، فضلًا عن تأثيراته المحتملة على الانتخابات الداخلية الأميركية التي سيستفيد منها أحد المتنافسين فيها وهو الرئيس السابق الجمهوري ترامب أكثر من منافسته الديمقراطية هاريس.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تصريحات جوارديولا تشعل ازمة التأجيلات في أوروبا
  • الخريطة التي عرّفتنا على خطط نتنياهو
  • شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة وتظهر داخل غرفتها بــ(الشورت) القصير أثناء عرضها لكريمات البشرة التي تستخدمها وساخرون: (جنيتي رسمي)
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • «المعداني»: نسعى لإنشاء مراكز متخصصة لعلاج الأمراض المزمنة
  • عائشة الماجدي: قريباً سوف نسمع الجنينة حُرة ✌️
  • أمينة المرأة بحزب التجمع تنظم قافلة طبية بقنا
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • فوائد الفول السوداني..ما هي أبرز المعادن والفيتامينات التي يحتويها؟