رفعت ركام الغيب فوق مدارج المجهول راياتي
و هأنذا أ نوء بصخرتي الصماء
فيا وطن الضياع المر ..يا نصلا
يمزقني ويكثر من جراحاتي
متى ينسل موج الضوء يغسل رمل
واحاتي ؟
محمد عثمان كجراي

أستوقفني خبر نقله قبل أيام موقع الراكوبة يقول (أبلغ رجال أعمال وملاك مصانع وزير المالية جبريل إبراهيم في لقاء جرى في العاصمة المصرية أن بعض المصانع نقلت معداتها خارج البلاد والبعض الآخر ينوي تنفيذ ذات المخطط لحمايتها من الحرب التي طالت المنشآت الصناعية في الخرطوم على خلفية القتال بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي .

. ومضى الخبر يقول أن الوزير تعهد بوضع معالجات للحفاظ على المصانع المحلية خلال لقاء رجال الأعمال . يذكر ان أغلب المصانع في السودان تتركز في الخرطوم وتشمل الحديد والصلب والسيارات والأجهزة الصغيرة والصناعات لغذائية والتحويلية فضلا عن مصانع التعبئة والتسويق ومصانع الأثاثات .
(2)
منذ 6 أشهر توقفت غالبية المصانع بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع فيما طال القصف الصاروخي وأعمال النهب العديد من الخسائر التي قدرت ب(ترليون دولار) حيث تعرضت بعض المصانع الى نهب أسطولها من السيارات الحديثة وسلاسل التبريد .انتهى خبر الراكوبة .
(3)
تعليقا على الخبر المحزن الذي يضاف الى أحزانها المتراكمة بطول البلاد وعرضها أقول ان الآمال كانت شارعة راياتها أن تستضيف المدينة المنصفة ثانية رغم أنها لا تقل عن العاصمة الخرطوم لكونها تعتبر الرئة التي يتنفس بها السودان كله بعضا من هذه المؤسسات الصناعية الهاربة كأم بديلة surrogate mother كما تقول الفرنجة لكن خاب الرجاء بتجريد الولاية بصورة ممنهجة من أية صلاحيات لادارة شؤونها فبدا المشهد وكأننا في ملهى ليلي نشاهد فاصلا من (الاستربتيز) حد التعري يتم خلاله تجريد الثياب قطعة قطعة حد التعري بتحويل كل السلطات الى الخرطوم واحدة أثر الأخرى .
(4)
كانت النتيجة الحتمية بالطبع صفرية وجود أي مرفق يتمتع باستقلالية من العاصمة وكان أكثرها وجعا وايلاما انتزاع مهنة (التخليص) من بورتسودان وتحويلها الى سوبا ..هذا القرار كما يعلم الجميع يجسد العذاب الذي يتجرعه رجال المال والأعلام والمؤسسات لتخليص بضائعها من السلع المستوردة بعد سبعة دوخات للتخلص من قيود البيروقراطية والجرجرة لاستلام حاجياتهم الرابضة في ارصفة ومخازن بورتسودان من سوبا التي تبعد حوالي 900 كيلومتر هادرين الجهد والوقت والمال .
(5)
لعبت المركزية المقيتة دورا محوريا في تهميش ولاية البحر الأحمر اذ لا يوجد مشروع تنموي او خدمي يخطر على البال في بورتسودان الا وقد وضع المركز يده عليه ابتداءا من الموانئ (بورتسودان وسواكن) وليس انتهاءا بذهب (آرياب) حتى مشروع (طوكر) سطا عليه المبرد الخرطومي فالذي يبحث عن العلاج لا خيار له الا الطيران الى الخرطوم أو القاهرة لعدم وجود أجهزة التحليل اللازمة .. ينسحب هذا على التعليم والسياحة وفرص العمل وتوثيق الشهادات والبحث عن الترقيات حتى الحصول على موقع في الإدارة الأهلية لابد أن يضرب أكباد الطائرات والحافلات الى حيث الرئيس ينوم والطيارة تقوم.
(6)
ما قلته يؤكده الواقع المرير الذي تعيشه المدينة فالبنية التحتية مهترئة منهارة والكهرباء والماء الذين يعتبران عصب أية تنمية اقتصادية تعاني الامرين ..التركيز هنا على مشروع مد الولاية من ماء النيل الذي كم دغدغ به البشير أحلام العطشى ردحا من الزمان قبل أن يتلقى حكما بالإعدام من وزير سدوده أسامة عبد الله بعدمية جدواه الاقتصادية فتأمل ..لعل هذا يعتبر سببا مباشرا في رفض حتى القطاع الخاص المغامرة في استثمارات اقتصادية تماهيا مع دور الحكومة في تهميش الولاية التي لم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض .
(7)
الآن فان نقل كل المصانع العاملة في الخرطوم آلياتها ومعداتها الى خارج البلاد وخروج ميناء السودان الأول من المولد بدون حمص رغم موقعه الاستراتيجي كنافذة يطل منها السودان الى العالم الخارجي عبر الموانئ والمطار هو تحصيل حاصل لقبضة المركزية التي أكلت هذه الموارد لحما وتركتها عظما وانتهى الأمر بالولاية لسد حاجتها من بعض السلع الاستهلاكية بالاستيراد من دول الجوار كمصر والسعودية وحتى أثيوبيا التي وجدت الفراغ فملأته فتأمل !.

oabuzinap@gmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحكومة ستنقل إلى الخرطوم في غضون ستة أشهر

وزير النقل السوداني لـ “المحقق”:
لا نستطيع تحديد ميزانية للإعمار في البنى التحتية والكهرباء في مقدمة الأولويات
شركة مصرية ستعمل على صيانة كوبري شمبات والحكومة ستنقل إلى الخرطوم في غضون ستة أشهر

القاهرة- المحقق- صباح موسى
أكد وزير النقل السوداني أبوبكر أبوالقاسم أن الحرب في السودان خلفت دمارا وخرابا كبيرا بفعل مليشيا الدعم السريع.

وقال أبوالقاسم في تصريح خاص لموقع “المحقق” الإخباري إن إعادة ما دمرته الحرب في السودان، وهو دمار كبير، وخراب يحتاج إلى مجهود جبار، موضحا أن الحكومة فضلت أن يكون الإعمار الأول في قطاع الكهرباء، مضيفا أن الكهرباء تأتي في مقدمه الأولويات الآن، وكذلك مطار الخرطوم وشبكات المياه لتسهيل إعاده النازحين واللاجئيين والمشرديين إلى ديارهم ومساكنهم، وتابع يأتي بعد ذلك الإعمار في قطاعات الكباري وإصلاح ماتم تخريبه فيها، وكذلك إعادة ما تم تدميره من البنيات التحتية بحيث تمكن الناس من الاستقرار، ومن ثم توضع برامج الإعمار في القطاعات المختلفة.

وابان وزير النقل أن التدمير في البنى التحتية كبير جدا، وقال لا نستطيع الآن تحديد ميزانية لإعادة الإعمار في البنى التحتية، مضيفا أن مباني الوزرات أيضا تعرضت إلى تدمير كبير، موضحا أن نقل الحكومة من بورتسودان للخرطوم يحتاج مالا يقل عن ستة أشهر، وقال نحتاج إلى ميزانية ودعم كبير للصيانة وإعادة تأهيل المقرات من جديد.

ولفت وزير النقل إلى أن العودة الطوعية للسودانين من مصر تسير بشكل منتظم، وقال لدينا نقل بري من أسوان إلى وادي حلفا، وأيضا نقل جوي عبر مطارات بورتسودان ودنقلة ومروي، مضيفا أن مطار الخرطوم تعرض إلى دمار كبير ويحتاج إلى إعمار حتى يعود إلى الخدمة، موضحا أن الباخرة “سيناء” جاهزة للابحار لنقل السودانيين من مصر في غضون ثلاثة أسابيع على الأكثر، وقال إن هناك شركة مصرية تعمل في تجهيز ميناء وادي حلفا، وأن الشركة المصرية عندما تنتهي من تأهيل 50 مترا من المرسى سيبدأ العمل بالميناء، وسوف تواصل العمل حتى تنتهي بعدها من باقي الـ 200 مترا في الميناء، مشيدا بالتعاون والدعم المصري الكبيرفي العمل بمرسى وادي حلفا، وقال إن هناك شركة مصرية ستعمل أيضا على صيانة كوبري شمبات، ولكن العمل لم يبدأ حتى الآن، متوقعا أن تدخل الشركات المصرية بصورة كبيرة في إعادة إعمار السودان في المرحلة المقبلة.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حرب السودان .. المرتزقة يقاتلون مع المليشيا
  • إعادة نشاط المنطقة الصناعية أمدرمان .. والي الخرطوم يرحب باستئناف نشاط مصنع أصيل للصابون
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
  • محامي دفاع حمدوك يواجه تهماً تصل إلى السجن المؤبد .. معتقل منذ 7 أشهر… بعد عرضه الدفاع عن قيادات سياسية
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • صفحة من كفاح بوليس السودان
  • السفير السعودي يصل الخرطوم ويعلن بدء العمل على تأهيل السفارة
  • مباني الخرطوم الأثرية.. ذاكرة تُسرق ومعالم تذوب تحت نار الحرب
  • الحكومة ستنقل إلى الخرطوم في غضون ستة أشهر