1
تسارعت تطورات الأحداث بعد بداية مفاوضات جدة بين الجيش والدعم والسريع الجارية حاليا حول وقف الحرب وفتح الطريق للمساعدات الإنسانية التي تزامن معها اجتماع أديس أبابا للجبهة المدنية لايقاف الحرب واستعادة الديمقراطية، واجتماع الحركات الموقعة على السلام في جوبا، كل ذلك استعدادا لمرحلة المفاوضات لتشكيل حكومة ما بعد الحرب التي بدعم خارجي إقليمي ودولي تحاول إعادة إنتاج التسوية والشراكة والافلات من العقاب في ظل اشتداد حدة الصراع الدولي علي الموارد والموانئ كما في الحروب الجارية في غزة وبين روسيا وأوكرانيا والحرب في السودان، مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب من جديد، مالم يتم الخروج من الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية، وتعزيز الحكم المدني الديمقراطي وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد كما في شعار الثوار" العسكر للثكنات، والجنجويد ينحل"
كما جاء خطاب البرهان في قاعدة وادي سيدنا ليؤكد على أهمية المفاوضات على غير خطاباته السابقة المشحونة بالحرب، التي كما أشار في حالة عدم التزام الدعم السريع بوقف إطلاق لاخيار غير الاستمرار في الحرب، اضافة لإصدار البرهان قرارا بتعيين وزراء جدد في إطار استمرار تمكين الإسلامويين في الوظائف استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب، وهي قرارات لا جدوى منها في ظل حكومة غير شرعية، ولاتشمل كل ولايات السودان.


كما أصدر قرارا بإعفاء الهادي إدريس من مجلس السيادة مما يؤكد أن اتفاق جوبا ما كان الا لمناصب ومحاصصات.
من الجانب الآخر جاء خطاب حميدتي أمام تخريج دفعة جديدة من قواته وحمل فيه البرهان مسؤولية الانقلابات التي حدثت في الفترة الانتقالية بعد الثورة، وأنه كان وراء اتفاق جوبا.. كما طالب الحركات المسلحة بتقديم الحماية للجيش. وتم إطلاق سراح قادة النظام السابق قبل 5 ايام من الحرب . وكأن حميدتي غير مسؤول عما حدث ولماذا صمت بعد إطلاق سراح قادة النظام السابق؟، فضلا عن كارثة اتفاق جوبا الذي دافع عنه في خطابه الذي لم يجلب السلام وهدد وحدة البلاد بتكريس تعدد الجيوش..
من التطورات الخطيرة بعد مباحثات جدة استيلاء الدعم السريع على مدن مثل : نيالا، زالنجي ومحاولة الاستيلاء على مواقع النفط في بليلة بكردفان ، والهجوم على الفاشر والجنينة، مما سيكون له تداعيات بتقسيم البلاد في حالة الاستيلاء على دارفور وتكرار تجربة انفصال جنوب السودان المريرة بتدخل خارجي ونتيجة لفاتورة الحرب اللعينة، مما يتطلب اوسع حملة لوقف الحرب والاستناد إلى تاريخ شعوب وقبائل دار فور البطولي التي قاومت الأنظمة الاستبدادية كما في الاحتلال التركي والمهدية في أيامها الأخيرة ولاسيما أن للجنجويد تاريخ دموي في دارفور وسوف تكون عصية عليهم.
2
اوضحنا سابقا أن الحرب اللعينة جاءت بدعم إقليمي ودولي بهدف :
- السلطة والثروة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع.
- قطع الطريق أمام الثورة كما في التهجير والنزوح الواسع الجاري داخل وخارج البلاد الذي بلغ 5.8 مليون شخص، ومقتل أكثر من 9 ألف شخص مع تدمير البنية التحتية، وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية، لاضعاف قوى الثورة الحية ، بعد مجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخري.
- تصاعد المقاومة لاتقلاب 25 أكتوبر الذي اصبح قاب قوسين أو أدني من السقوط.
- عقب الصراع الذي انفجر في الانفاق الإطاري حول الاصلاح الأمني والعسكري في قضية الدعم السريع اقترح البرهان عامين واقترح حميدتي عشر سنوات. - توفر الظروف الموضوعية الانفجار الثورة ، كما في الثورات والانتفاضات السابقة التي اسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الاضراب السياسي العام والعصيان المدني.
3
أخيرا، أكدت التجربة خطل تكرار الانفاقات الهشة بتدخل دولي واقليمي لقطع الطريق أمام الثورة ، فضلا عن تكريسها للمليشيات وجيوش الحركات كما في الوثيقة الدستورية 2019 التي انقلب عليها تحالف اللجنة الأمنية ومليشيات الكيزان والدعم السريع وجيوش حركات جوبا، في 25 أكتوبر 2021 الذي تدهورت بعده الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ووجد مقاومة باسلة ، وجاء الاتفاق الإطارى ليكرر خطأ الوثيقة الدستورية الذي كرّس وجود الدعم السريع واتفاق جوبا، وهيمنة العسكر ، مما أدي لانفجار الأوضاع في البلاد والحرب ، وهو في جوهره صراع على السلطة ونهب ثروات البلاد ، وانعكاس لصراع المحاور الاقليمية والدولية في السودان، والتدخل الدولي الكثيف فيه، بالتالي بعد وقف الحرب وبعد هذه التجربة المريرة لا عودة للاتفاقات الهشة لتقاسم السلطة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع، وتهدد استقرار ووحدة البلاد ، كما في الدعوات الجارية للعودة للانفاق الإطارى بعد وقف الحرب، وحتى لا يتم إعادة إنتاج الأزمة والشراكة مع العسكر والجنجويد والافلات من العقاب والحرب من جديد مما يهدد وحدة البلاد.

alsirbabo@yahoo.co.uk
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع کما فی

إقرأ أيضاً:

تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها

بقلم: تاج السر عثمان

١
تتصاعد نيران الحرب هذه الأيام، كما هو جارى الان في الفاشر امدرمان. الخ، ومواصلة تدمير البنيات التحتية، كما في قصف مطار دنقلا، ومحطة كهرباء وسد مروي، مما أدي لقطع الكهرباء عن معظم ولايات السودان، وتهديد عبد الرحيم دقلو باجتياح الشمالية، مما اكد انها حرب ضد المواطن بهدف تصفية الثورة، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
٢
كما هو معروف الحرب مدمرة ولا يمكن حسمها عسكريا، ولابد من الوصول لحل تفاوضي ينهي الحرب ويرسخ الحكم المدني الديمقراطي.
في الميثولوجيا اليونانية القديمة برزت أصوات دعت إلى الحكمة، وحذرت حكام أثينا من شرور وويلات الحرب، لأن الحرب في نهاية المطاف تجعل: " المغلوب يبكي ، والغالب يشق الجيوب" ، ولأن الحرب علي حد تعبير الفيلسوف سقراط: " يقتل فيها الانسان أخاه الإنسان أو يعرض نفسه لضربات أخيه الانسان" . ولكن حكام أثينا أصموا آذانهم عن صوت الحكمة و تنكبوا درب الحروب حتى ضعفت شوكتهم ، وفشلوا وذهبت ريحهم.
في السودان، كان انقلاب 30/يونيو/ 1989 وبالا علي البلاد، فبعد الوصول إلى اتفاقية الميرغني - قرنق، والاتفاق على الحل السلمي وعقد المؤتمر الدستوري، أشعل الإسلامويون نيران الحرب وحولوها لحرب دينية جهادية، واتسعت حرب الجنوب التي اتخذت طابعا دينيا ، واتسع نطاق الحرب بكل مأسيها ودمارها ليشمل جنوب النيل الأزرق ، وجنوب كردفان، ودارفور، وشرق السودان، وتعمق الفقر والاملاق حتي اصبح 95% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وتعمقت الفوارق الطبقية حتي اصبح 2% من السكان يستحوذون علي 88% من الثروة ، ورغم إنتاج الذهب، واستخراج وانتاج وتصدير البترول الا أن عائده لم يدعم الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي والتعليم والصحة والخدمات، حتى جاء الفشل الذي يتمثل في طامة الانفصال الكبري التي فقدت فيها البلاد 75% من بترول الجنوب، وازدادت الأوضاع المعيشية تدهورا، وتوقفت عجلة الإنتاج والتنمية وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية وانتشر الفساد بشكل لامثيل له في السابق، وتعمقت التبعية للعالم الرأسمالي حيث بلغت ديون السودان الخارجية أكثر من ٦٠ مليار دولار، وتم تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي(الخصخصة، سحب الدعم عن السلع الاساسية، رفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة.الخ.
٣
وبعد ثورة ديسمبر واصل الإسلامويون عن طريق العسكر في اللجنة الأمنية في القمع كما في مجزرة فض الاعتصام، وتخريب الثورة، حتى المشاركة مع اللجنة الامنية في انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 مع الدعم السريع وبعض حركات جوبا، الذي أعاد التمكين، وقاد للحرب اللعينة الجارية حاليا التي جلبت المزيد من الدمار والخراب وتدهور الاوضاع المعيشية جراء زيادة ميزانية الحرب، والضرائب والجبايات، والزيادات المستمرة في الأسعار. والخدمات. الخ. إضافة لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية، والأعمال البشعة التي يقوم بها طرفا الحرب من تدمير البنيات التحتية وانتهاكات ترقى لجرائم الحرب كما في الابادة الجماعية وحالات الاغتصاب والاستعباد الجنسي، وقطع الرؤوس وبقر البطون، ونهب الممتلكات وتهجير الملايين ، حتى اصبح حوالي ٢٥ مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة يحتاجون لمساعدات غذائية إضافة لخطر الحرب الإثنية والعرقية والجهوية التي تهدد وحدة البلاد.
٤
وأخير، لابديل غير مواصلة النضال اليومي في أوسع تحالف جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، والتي تفتح الطريق للتوزيع العادل للسلطة والثروة وقيام التنمية المتوازنة.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • تقارير فظيعة عن الاستعباد الجنسي الذي مارسته الدعم السريع بالسودان
  • تطورات جديدة حول تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول
  • متحدث الوزراء: الحكومة المصرية تتابع عن كثب تطورات الحرب الاقتصادية العالمية
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • الماتشا: المشروب الأخضر الذي يجتاح العالم ... ما السر وراء شعبيته؟
  • الدعم السريع يغتال حرس علي عثمان محمد طه
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • تطورات مفاوضات البرازيل مع جيسوس
  •  الجيش السوداني يواصل تقدمه ضد الدعم السريع والمدنيين يعانون