عربي21:
2025-04-25@02:08:49 GMT

غزّة الفلسطينيّة والفلوجة العراقيّة!

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

لا خلاف في أدبيات نضال الشعوب بين مكان ومكان، فالمحتلّ هو المحتلّ في أيّ قارّة وأيّ بلاد، والقاتل هو القاتل لأيّ إنسان فوق أيّ أرض، وتحت أيّ سماء!

ويبدو أنّ للمدن أَقْدَارا مثل أَقْدَار البشر، وعليه كان من أَقْدَار القدس وغزة وبغداد والفلوجة وغيرها من المدن أن ترتبط بالمقاومة والوقوف ضدّ الغرباء والاحتلال.



لقد استطاع الشعب الفلسطينيّ أن يختصر تاريخ المقاومات العربيّة والإسلاميّة والأجنبيّة في نضاله الطويل من أجل تحصيل حقوقه المشروعة!

وتُذكرنا تحديات المقاومة الفلسطينيّة بتحديات المقاومة العراقيّة التي وقفت ضدّ الاحتلال الأمريكيّ بعد العام 2003 في عدّة معارك شرسة رغم قلّة ذات اليد، ولكنّها في نهاية المطاف أجْبَرَت واشنطن على الرضوخ وتوقيع اتّفاقيات الانسحاب مع حكومة بغداد التي نَسَبَت قرار الانسحاب لجهودها، وهذا تزوير كبير للتاريخ النضاليّ العراقيّ القريب!

ومعركة "طوفان الأقصى" الفلسطينيّة تذكرنا بمعركة الفلوجة الأولى، وبصور التشابه بينهما!

إنّ اقتحام مئات المقاتلين الفلسطينيّين لمناطق "غلاف غزّة" بمعركة "الطوفان" دليل على الإصرار والتحدي، لأنّ التقديرات العسكريّة تُرَجّح "مقتل" من يُقْدِم على هذا النوع من العمليات في عمق الأراضي المحتلة!

وخَلّف "طوفان الأقصى" أكثر من 1400 قتيل إسرائيليّ وآلاف الجرحى، ومئات الأسرى، فيما استشهد نتيجة الضربات الجوّيّة والصاروخيّة على غزة قرابة عشرة آلاف فلسطينيّ، غالبيّتهم من الأطفال والنساء والمرضى، وجرح عشرات آلاف المدنيّين مع نزوح مليون آخرين لجنوب غزّة!

أمّا عراقيّا، فقد وقعت معركة الفلوجة الأولى، في الرابع من نيسان/ أبريل 2004 بعد مُحاولة قوّات الاحتلال الأمريكيّة دخول مدينة الفلوجة عَقِب مقتل أربعة عناصر من شركة "بلاك ووتر" الأمنيّة، ولكنّها فشلت!

وقد استمرّ القتال في معركة الفلوجة الأولى لأكثر من شهر ومع ذلك فشلت القوات الأمريكية في دخولها، تماما مثل الحال المستمرّ في غزّة حتّى الساعة، وتكبد الأمريكان، حينها، وفقا لبياناتهم، ٤٨٠ قتيلا، وقدّمت الفلوجة أكثر من 700 شهيد!

وأربكت الخطط الدقيقة للمقاومين العراقيّين القوّات الأمريكيّة التي كانت تُخطط لدخول المدينة، ولهذا لم تُقْدِم واشنطن على الهجوم البرّيّ بمعركة الفلوجة الثانية، نهاية العام 2004، إلا بعد حصار الفلوجة لسبعة أشهر، تماما مثلما تُحاصر "إسرائيل" غزّة اليوم، وتتردّد في دخولها برّيّا!

واستخدمت واشنطن في "الفلوجة الثانية" أسلحة تقليديّة ومحرّمة، ومنها الفسفور الأبيض، تماما مثلما تفعل "إسرائيل" في غزّة الآن!

وسبق لدراسة بجامعة ألستر الأيرلنديّة نهاية تمّوز/ يوليو 2010 أن أفادت بأنّ التزايد الملحوظ في وفيّات الأطفال، وأعداد مرضى السرطان واللوكيميا في الفلوجة كان نتيجة القصف الأمريكيّ للمدينة في العام 2004، والذي فاق بتأثيره القنبلة الذرّيّة على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيّتين عام 1945، وبالمقابل ألقت "إسرائيل"، حتى الآن، أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزّة!

واشتركت في "الفلوجة الثانية" القوّات العراقيّة والأمريكيّة وغيرهما، وذلك بعد قرابة سبعة أشهر على "معركة الفلوجة الأولى" وحصار اقتصاديّ صارم، وذات السيناريو يتكرر في المنطقة اليوم، حيث إنّ واشنطن تدعم "إسرائيل" بالجهود الدبلوماسيّة والعسكريّة والإعلاميّة وبلا حدود!

ومن صور التشابه الواضحة بين الفلوجة وغزّة حالة الخراب والهدم، وذلك لكثافة القنابل القاتلة التي ألقاها الاحتلال الأمريكيّ على الفلوجة، وهو ذات التخريب والتدمير المستمرّ على غزّة الجريحة!

ولاحظنا أنّ "إسرائيل" سعت، مثلما فعلت واشنطن في العراق، بإمكانياتها الذاتيّة وإمكانيات غالبيّة دول الغرب إلى تصوير قدراتها العسكريّة والتقنيّة بأنّها بعيدة عن الاختراق، ومنها القبّة الحديديّة التي اخترعتها لحماية نفسها من الصواريخ الفلسطينيّة لكنّ "طوفان الأقصى" أثبت الخلل الواضح في تلك المنظومة الحديثة!

‏لقد دفعت الوقائع الميدانية تلّ أبيب وواشنطن لكشف الحقيقة للرأي العامّ "الإسرائيليّ" والأمريكيّ، ولهذا علّق رئيس الوزراء "الإسرائيليّ" بنيامين نتنياهو على "طوفان الأقصى": "يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 سيتمّ تسجيله كيوم أسود في تاريخنا، وأكثر الأيّام رُعبا لنا"!

وسبق للرئيس الأمريكيّ جورج بوش الابن أن علّق على خسائر قوّاته في "الفلوجة الأولى": "لقد واجهت قوّاتنا أسبوعا قاسياً، لقد ملأت أرقام الموتى قلبي بالعذاب"!

وبعد مرور شهر تقريبا على بداية المواجهات الفلسطينية "الإسرائيلية"، هل ستأخذ تلّ أبيب بنصيحة واشنطن وتتريث أو تتجاهل العملية البرّيّة، أم أنّها ستُقْدِم على خوض التجربة الأمريكيّة بالفلوجة الثانية بهجومها البرّيّ على غزّة؟

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلوجة غزة إسرائيل العراق الفلسطينية العراق إسرائيل امريكا فلسطين غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الفلسطینی ة الأمریکی ة ة الثانیة ة التی على غز

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم

مقاتلات أمريكية (وكالات)

في تطور ميداني يعكس تصعيدًا عسكريًا لافتًا، شنت مقاتلات أمريكية، فجر اليوم الخميس، تسع غارات جوية استهدفت مناطق شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في إطار ما وصفه مراقبون بأنه حلقة جديدة من التصعيد المزدوج الذي تتعرض له البلاد من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية، في ظل تزايد الدعم اليمني للقضية الفلسطينية وقطاع غزة.

وبحسب مصادر محلية، فقد استهدفت ست غارات جوية منطقة "براش" الواقعة شرقي جبل نقم، وهي منطقة تشهد بين الحين والآخر نشاطًا عسكريًا محدودًا لجماعة الحوثيين. كما طالت ثلاث غارات عنيفة جبل نقم نفسه، وسط سماع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة، ما أثار حالة من الهلع في أوساط السكان المدنيين.

اقرأ أيضاً تصعيد أمريكي غير مسبوق: أكثر من 20 غارة على 5 محافظات يمنية خلال ساعات 24 أبريل، 2025 انهيار قياسي جديد للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم 24 أبريل، 2025

هذه الضربات الجوية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية شنتها طائرات حربية على محافظة صعدة شمال البلاد، والتي شهدت تسع ضربات جوية استهدفت مواقع متفرقة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية.

وتأتي هذه الهجمات في سياق متواصل من الضغوط العسكرية التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على قوات صنعاء، في محاولة – كما ترى أوساط سياسية – لثنيها عن موقفها المناصر لفلسطين، لا سيما بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتعتبر صنعاء أن دعمها لغزة هو "جزء من واجبها القومي والديني"، وقد تبنّت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع سلسلة من المواقف والخطوات التصعيدية، شملت تهديد الملاحة الإسرائيلية وشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى.

الضربات الجوية الأخيرة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية داخل اليمن، حيث اعتُبرت الهجمات انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، واستمرارًا لما تصفه صنعاء بـ"العدوان الأمريكي-الإسرائيلي المشترك" على الشعب اليمني.

منظمات حقوقية نددت أيضًا بما أسمته "الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية"، مشيرة إلى أن العديد من هذه الضربات تخلف أضرارًا كبيرة في الممتلكات، وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في البلاد.

مقالات مشابهة

  • لجنة الأقصى تحدد ساحات الاحتشاد بمسيرات ثابتون مع غزة رغم أنف الأمريكي وجرائمه
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • بينهم سيدتان.. إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا من غزة
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني في مسيرات “ثابتون مع غزة .. على رغم أنف الأمريكي وجرائمه”
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يحاصر القدس ويهدد الأقصى ببناء معبد يهودي
  • الاتحاد العراقي ينتقد الاحداث التي شهدتها مباراة نوروز وزاخو
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • بالفيديو.. سنجر: تقصير إسرائيل في حماية الأقصى سيواجه برد فعل قاسي من 2 مليار مسلم