إثيوبيا مهددة بالتخلف عن سداد ديونها بعد تخفيض تصنيفها الائتماني
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، اليوم الجمعة، عن تخفيض التصنيف الائتماني لمصدر العملة الأجنبية طويل الأجل لإثيوبيا، مما يعرضها إلى التخلف في سداد ديونها الخارجية.
وأدى تراجع إثيوبيا في تصنيفها الائتماني إلى ارتفاع مستوى الضعف في الوفاء بالتزاماتها المالية دون التخلف عن السداد، وجاء خفض وكالة فيتش تصنيف أديس أبابا، نتيجة للانخفاض الكبير في السيولة والنقص الكبير في التمويل، مما أدى إلى زيادة خطر التخلف المحتمل عن السداد، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تخفيض التصنيف الائتماني لإثيوبيا منذ سبتمبر 2023 وقبل شهرين، خفضت وكالة موديز، وهي وكالة تصنيف ائتماني أخرى، تصنيف إثيوبيا للعملات الأجنبية من "Caa2" إلى "Caa3" ويعزى هذا التخفيض إلى احتمال كبير للتخلف عن سداد ديون القطاع الخاص المقومة بالعملة الأجنبية.
وذكرت وكالة فيتش أن تصنيف إثيوبيا "cc" يشير إلى خطر التخلف عن السداد المحتمل المرتبط بمشاركتها في مبادرة تخفيف عبء الديون للإطار المشترك لمجموعة العشرين، والتي كان تقدمها محدودًا حتى الآن.
وعلى الرغم من أن لجنة الدائنين الرسمية اجتمعت في سبتمبر 2021، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق معترف به علنًا بشأن معاملة ديون إثيوبيا.
ويُعزى التأخير إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك صراع تيجراي وغياب تحليل القدرة على تحمل الديون.
ومهدت اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في نوفمبر 2022 الطريق أمام المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج التمويل. ومع ذلك، على الرغم من مرور عام على اتفاق السلام، لم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس وتحذر وكالة الائتمان من أن هذا التأخير المطول في تأمين التمويل من صندوق النقد الدولي وغيره من الأطراف المتعددة الأطراف سيؤدي إلى تفاقم وضع السيولة في إثيوبيا بشكل أكبر.
وقبل شهر، أصدر صندوق النقد الدولي إعلانا مشجعا بشأن المناقشات الجارية حول الدعم المحتمل للبرنامج الاقتصادي للسلطات الإثيوبية، وفي بيان أصدرته المنظمة، سلط الضوء على أن فريق صندوق النقد الدولي، الذي زار إثيوبيا في الفترة من 25 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2023، أقر بالخطوات المهمة التي اتخذتها إثيوبيا لمكافحة التضخم وتحقيق الاستقرار في اقتصادها.
وشددت وكالة فيتش على أن عدم وجود خطة لتخفيف عبء الديون، والتي يمكن أن تخفف من ضغط الديون الخارجية وتمكن التمويل، سيزيد من تدهور السيولة المتوترة بالفعل في إثيوبيا.
وبحسب تقديرات فيتش، من المتوقع أن تصل مدفوعات الدين الخارجي لإثيوبيا إلى مليار دولار في عام 2024 و2 مليار دولار في عام 2025، بما في ذلك سندات يورو بقيمة مليار دولار تستحق في ديسمبر 2024.
ونتيجة لتصاعد مدفوعات الديون الخارجية وتناقص التمويل الخارجي، تشير وكالة التصنيف الائتماني إلى أن احتياطيات إثيوبيا من العملات الأجنبية قد انخفضت إلى مليار دولار. وهذا المبلغ غير كاف، إذ يمثل أقل من ما يعادل مدفوعات خارجية لمدة شهر واحد.
وتشهد إثيوبيا عجزا مستمرا في حسابها الجاري، وقد تفاقمت هذه الاختلالات الخارجية على مدى السنوات الثلاث الماضية بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك الصراع وتعطل القروض الخارجية.
وتشير توقعات فيتش إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عجز الحساب الجاري لإثيوبيا إلى 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي (4.6 مليار دولار) في 2023، مقارنة بـ 3.8% في العام السابق.
ومن أجل تخفيف العبء، توصي وكالة فيتش بإجراء تعديل كبير على سعر الصرف الرسمي، حيث يوجد حالياً تباين كبير بين سعر الصرف الرسمي والموازي في السوق.
وعلى الرغم من الانخفاض المتواضع بنسبة 5% في سعر الصرف الرسمي لإثيوبيا مقابل الدولار الأمريكي في عام 2023، فإن علاوة سعر الصرف في السوق الموازية تتجاوز 80%. وقد أدى هذا التفاوت الكبير، وفقا لوكالة فيتش، إلى تدفقات مالية غير مشروعة وتجارة غير رسمية.
ومع انخفاض التمويل الخارجي، لجأت الحكومة بشكل متزايد إلى التمويل المحلي من القطاع المصرفي. وفقًا لتقرير صادر عن أديس ستاندرد في أغسطس 2023، شهد الدين المحلي في إثيوبيا زيادة كبيرة بنسبة 14٪ منذ يونيو 2022، ليصل إلى مستوى مذهل قدره 1.7 تريليون بر بحلول نهاية مارس 2023.
وتشير التوقعات إلى أنه من المتوقع أن تصل مدفوعات الفائدة المحلية إلى 10.5% من الإيرادات الحكومية السنوية في عام 2024 ويمكن أن تعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع التكاليف المرتبطة بإصدار الدين المحلي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وكالة فيتش التصنيف الائتماني العملة الأجنبية اثيوبيا أديس أبابا صندوق النقد الدولی ملیار دولار وکالة فیتش سعر الصرف فی عام
إقرأ أيضاً:
فيتش: تأثير مباشر محدود للرسوم الجمركية على البنوك الخليجية
رجّحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تُحدث الرسوم الجمركية الأميركية "آثارًا طفيفة مباشرة" على بيئات عمل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الآثار غير المباشرة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وضعف النشاط الاقتصادي العالمي، والتي قد تؤدي إلى خفض الإنفاق الحكومي- ستكون مؤثرة.
وحسب بيان لفيتش، فإن الهيدروكربونات (النفط والغاز والمواد المصاحبة) تهيمن على صادرات دول مجلس التعاون الخليجي إلى الولايات المتحدة، وهي معفاة من الرسوم الجمركية، أما الصادرات غير الهيدروكربونية، التي تُفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10%، أو 25% على الألمنيوم والصلب، فهي منخفضة نسبيًا، مما يحد من التأثير المباشر للرسوم الجمركية على اقتصادات الدول الخليجية وبيئات عمل بنوكها.
المخاطر الرئيسيةويُمثل انخفاض أسعار النفط وضعف الطلب العالمي المخاطر الرئيسية التي تواجه بيئات عمل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي، وفق البيان.
كما يؤثر الإنفاق الحكومي على ظروف تشغيل البنوك في معظم دول المجلس الخليجي، وقد يُضعف أي تراجع إضافي في أسعار النفط توقعات فيتش لنمو الإقراض الذي كان في معظم الحالات قريبًا من مستويات عام 2024.
وخفّضت فيتش توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في مارس/آذار الماضي إلى 2.3% في عام 2025 وإلى 2.2% في عام 2026، وتميل المخاطر نحو تباطؤ أكبر، وقد يُشكّل هذا ضغطًا على أسعار السلع العالمية، خاصةً الهيدروكربونات التي تُشكّل معظم الإيرادات الحكومية في دول الخليج، وتمثل تقليديًا دعامة للنشاط الاقتصادي والقطاع المصرفي من خلال الإنفاق الحكومي.
إعلانورأت فيتش أن توازن السوق وأسعار النفط سيُحدّدان بشكل رئيسي من خلال الأداء الاقتصادي العالمي وإدارة أوبك بلس للإمدادات، وكانت لدى أوبك بلس طاقة فائضة كبيرة تتجاوز 6 ملايين برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي، وأشارت إلى خطط لبدء تخفيف تخفيضات الإنتاج اعتبارًا من أبريل/نيسان الحالي.
وكان السيناريو الأساسي لوكالة فيتش قبل فرض التعريفات الجمركية هو أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدول مجلس التعاون الخليجي سيرتفع إجمالاً بأكثر من 3.5% في عامي 2025 و2026، ومع ذلك، فإن انخفاض أسعار النفط وإيرادات الموازنات قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في النشاط الاقتصادي غير النفطي والإنفاق الحكومي، مما قد يُضعف آفاق نمو إقراض بنوك دول الخليج.
وحسب التقرير، قد تتدهور أوضاع الائتمان لبنوك دول مجلس التعاون الخليجي إذا شهدت الشركات العاملة في القطاعات المتأثرة ضعفًا في الربح والتدفقات النقدية نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل والتضخم الناتج عن التعريفات الجمركية.
وقد تواجه الشركات كذلك تكاليف ديون أعلى بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بأسعار الفائدة واحتمال تأخير خفضها، وقد يُضعف الضغط على الشركات الطلب الإجمالي على الائتمان، ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع مخاطر الائتمان للبنوك وزيادة القروض المتعثرة، وفق التقرير.
لكن التقرير أشار إلى أن بنوك دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع عمومًا بوضع جيد لاستيعاب أي تدهور في بيئة التشغيل، وقد عززت العديد من البنوك احتياطاتها الرأسمالية في السنوات الأخيرة، مدعومةً بأرباح قوية نتيجة ارتفاع أسعار النفط وأسعار الفائدة، وتوفر سيولة جيدة، ونشاط اقتصادي قوي، وظروف ائتمانية مواتية.
وأشارت فيتش إلى أن بنوك البحرين هي الأكثر عرضة لخفض التصنيف، إذ تبلغ درجتها الائتمانية "بي+".
وتتمتع درجات بيئة تشغيل البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بتوقعات مستقبلية مستقرة باستثناء سلطنة عُمان، إذ تبدو التوقعات إيجابية.
إعلانوتتمتع هذه الدول السيادية بسجلات ائتمانية أقوى وتصنيفات ائتمانية أعلى:
السعودية: "إيه+" (A+)/مستقر الإمارات: "إيه إيه-" (AA-)/مستقر. قطر: "إيه إيه" (AA)/مستقر. الكويت: "إيه إيه-" (AA-)/مستقر. سلطنة عمان: "بي بي+" (BB+)/إيجابي.وهذا يعكس مرونة مالية أفضل واحتياطات أقوى، وبالتالي قدرة أفضل على مواجهة الصدمات والحفاظ على الإنفاق لتحفيز النشاط الاقتصادي، حسب الوكالة.