أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، اليوم الجمعة، عن تخفيض التصنيف الائتماني لمصدر العملة الأجنبية طويل الأجل لإثيوبيا، مما يعرضها إلى التخلف في سداد ديونها الخارجية.

وأدى تراجع إثيوبيا في تصنيفها الائتماني إلى ارتفاع مستوى الضعف في الوفاء بالتزاماتها المالية دون التخلف عن السداد، وجاء خفض وكالة فيتش تصنيف أديس أبابا، نتيجة للانخفاض الكبير في السيولة والنقص الكبير في التمويل، مما أدى إلى زيادة خطر التخلف المحتمل عن السداد، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.

وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تخفيض التصنيف الائتماني لإثيوبيا منذ سبتمبر 2023 وقبل شهرين، خفضت وكالة موديز، وهي وكالة تصنيف ائتماني أخرى، تصنيف إثيوبيا للعملات الأجنبية من "Caa2" إلى "Caa3" ويعزى هذا التخفيض إلى احتمال كبير للتخلف عن سداد ديون القطاع الخاص المقومة بالعملة الأجنبية.

وذكرت وكالة فيتش أن تصنيف إثيوبيا "cc" يشير إلى خطر التخلف عن السداد المحتمل المرتبط بمشاركتها في مبادرة تخفيف عبء الديون للإطار المشترك لمجموعة العشرين، والتي كان تقدمها محدودًا حتى الآن. 

وعلى الرغم من أن لجنة الدائنين الرسمية اجتمعت في سبتمبر 2021، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق معترف به علنًا بشأن معاملة ديون إثيوبيا.

ويُعزى التأخير إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك صراع تيجراي وغياب تحليل القدرة على تحمل الديون.

ومهدت اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في نوفمبر 2022 الطريق أمام المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج التمويل. ومع ذلك، على الرغم من مرور عام على اتفاق السلام، لم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس وتحذر وكالة الائتمان من أن هذا التأخير المطول في تأمين التمويل من صندوق النقد الدولي وغيره من الأطراف المتعددة الأطراف سيؤدي إلى تفاقم وضع السيولة في إثيوبيا بشكل أكبر.

وقبل شهر، أصدر صندوق النقد الدولي إعلانا مشجعا بشأن المناقشات الجارية حول الدعم المحتمل للبرنامج الاقتصادي للسلطات الإثيوبية، وفي بيان أصدرته المنظمة، سلط الضوء على أن فريق صندوق النقد الدولي، الذي زار إثيوبيا في الفترة من 25 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2023، أقر بالخطوات المهمة التي اتخذتها إثيوبيا لمكافحة التضخم وتحقيق الاستقرار في اقتصادها.

وشددت وكالة فيتش على أن عدم وجود خطة لتخفيف عبء الديون، والتي يمكن أن تخفف من ضغط الديون الخارجية وتمكن التمويل، سيزيد من تدهور السيولة المتوترة بالفعل في إثيوبيا. 

وبحسب تقديرات فيتش، من المتوقع أن تصل مدفوعات الدين الخارجي لإثيوبيا إلى مليار دولار في عام 2024 و2 مليار دولار في عام 2025، بما في ذلك سندات يورو بقيمة مليار دولار تستحق في ديسمبر 2024.

ونتيجة لتصاعد مدفوعات الديون الخارجية وتناقص التمويل الخارجي، تشير وكالة التصنيف الائتماني إلى أن احتياطيات إثيوبيا من العملات الأجنبية قد انخفضت إلى مليار دولار. وهذا المبلغ غير كاف، إذ يمثل أقل من ما يعادل مدفوعات خارجية لمدة شهر واحد.

وتشهد إثيوبيا عجزا مستمرا في حسابها الجاري، وقد تفاقمت هذه الاختلالات الخارجية على مدى السنوات الثلاث الماضية بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك الصراع وتعطل القروض الخارجية.

وتشير توقعات فيتش إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عجز الحساب الجاري لإثيوبيا إلى 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي (4.6 مليار دولار) في 2023، مقارنة بـ 3.8% في العام السابق.

ومن أجل تخفيف العبء، توصي وكالة فيتش بإجراء تعديل كبير على سعر الصرف الرسمي، حيث يوجد حالياً تباين كبير بين سعر الصرف الرسمي والموازي في السوق.

وعلى الرغم من الانخفاض المتواضع بنسبة 5% في سعر الصرف الرسمي لإثيوبيا مقابل الدولار الأمريكي في عام 2023، فإن علاوة سعر الصرف في السوق الموازية تتجاوز 80%. وقد أدى هذا التفاوت الكبير، وفقا لوكالة فيتش، إلى تدفقات مالية غير مشروعة وتجارة غير رسمية.

ومع انخفاض التمويل الخارجي، لجأت الحكومة بشكل متزايد إلى التمويل المحلي من القطاع المصرفي. وفقًا لتقرير صادر عن أديس ستاندرد في أغسطس 2023، شهد الدين المحلي في إثيوبيا زيادة كبيرة بنسبة 14٪ منذ يونيو 2022، ليصل إلى مستوى مذهل قدره 1.7 تريليون بر بحلول نهاية مارس 2023.

وتشير التوقعات إلى أنه من المتوقع أن تصل مدفوعات الفائدة المحلية إلى 10.5% من الإيرادات الحكومية السنوية في عام 2024 ويمكن أن تعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع التكاليف المرتبطة بإصدار الدين المحلي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وكالة فيتش التصنيف الائتماني العملة الأجنبية اثيوبيا أديس أبابا صندوق النقد الدولی ملیار دولار وکالة فیتش سعر الصرف فی عام

إقرأ أيضاً:

بنسبة 2%.. توقعات بقرب تخفيض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري القادم

يعقد البنك المركزي المصري اجتماعه الأول للجنة السياسات النقدية بالعام 2025، يوم الخميس المقبل الموافق 20 فبراير، لبحث أسعار الفائدة على الجنيه داخل القطاع المصرفي.

اختلفت توقعات المحللين حول إمكانية قيام البنك المركزي بتقليص معدلات الفائدة في اجتماع الخميس المقبل، حيث مال عدد نحو الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند «27.25% للإيداع و28.25% للإقراض»، فيما رأى أخرون أن «المركزي» سيتجه نحو الخفض لكن بنسبة لا تزيد عن 2%

اجتماع البنك المركزي المصري

وتوقعت مني بدير، محللة الاقتصاد الكلي، أن البنك المركزي المصري بصدد خفض أسعار الفائدة في نطاق يتراوح بين 100 - 200 نقطة أساس، مستندًا إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها انخفاض التضخم "المتوقع"، وتراجع الضغوط التضخمية الكامنة، وزخم دورة التيسير النقدي عالميًا، واتفقت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي مع ذلك التوقع.

وأشارت إلى أن هناك نافذة زمنية محدودة للاستفادة من زخم التيسير النقدي العالمي والتي أخذت في التراجع، موضحه أنه في حالة تأخر البنك المركزي عن اتخاذ القرار، قد يفقد الفرصة المثلى للتيسير النقدي قبل أن تتغير الظروف العالمية والمحلية.

وقالت: إن التضخم الرئيسي جاء أعلى من التوقعات في يناير لكنه لا يعكس اتجاهًا تصاعديًا رغم أن التضخم العام في يناير تجاوز التوقعات، فإن تحليل مكوناته الديناميكية يشير إلى مزيد من التراجع في الأشهر المقبلة"، وتابعت، "الأهم من ذلك، أن التضخم الأساسي يواصل انخفاضه بوتيرة متسارعة، مما يعكس انحسار الضغوط التضخمية الكامنة.

ولفتت محللة الاقتصاد الكلي إلى أنه مع تأثير سنة الأساس والتي ستقوم باحتواء الضغوط الموسمية، فمن المرجح أن ينخفض التضخم في مصر إلى أقل من 16% في فبراير الحالي، مما يمنح المركزي المصري مجالًا أوسع لاتخاذ قرار التيسير النقدي.

ونوهت إلى أن فقدان زخم دورة التيسير النقدي العالمي قد يضيق مجال المناورة أمام البنك المركزي المصري، حيث بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى خفض الفائدة، مشيرة إلى أن هناك إشارات على أن وتيرة التيسير قد تصبح أكثر تحفظًا في الأشهر القادمة، خاصة مع تباطؤ انخفاض التضخم في بعض الاقتصادات المتقدمة.

اجتماع البنك المركزي المصري

وقالت: إذا تأخر البنك المركزي المصري في التحرك قد يجد نفسه في بيئة تتسم بتجدد الضغوط على أسعار الفائدة العالمية، أو تراجع شهية المستثمرين للأسواق الناشئة، مما سيؤدي حتماً إلى تضييق مجال خفض الفائدة دون مخاطر.. باختصار، التوقيت مهم، وإذا لم يستفد المركزي من المساحة المتاحة حاليًا، فقد يفقد الزخم اللازم لاتخاذ خطوة مريحة نحو التيسي".

وأِشارت إلى أنه في ظل التضخم المتراجع واستقرار سعر الصرف، يشكل الإبقاء على مستويات الفائدة المرتفعة لفترة أطول من اللازم عبئًا على النشاط الاقتصادي دون مبرر قوي، موضحه أن خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي يعزز من نمو الائتمان الحقيقي، ويخفف أيضًا من

بدير: الجمود المؤسسي قد يبطئ خفض أسعار الفائدة لكنه لا يلغيه

وأردفت: البنك المركزي المصري يتبنى نهجًا حذرًا للغاية في تعديل أسعار الفائدة، لكنه يدرك أن تأخير الخفض أكثر من اللازم قد يؤدي إلى تفاقم تكاليف الاقتراض، وتقليل كفاءة السياسة النقدية في دعم التعافي الاقتصادي.

اقرأ أيضاً«اتش سي» تتوقع تأجيل تخفيض سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل

الدينار الكويتي أعلى خمس عملات عربية سعرا في البنك المركزي المصري

اجتماع في المركزي الخميس المقبل.. ما أثر القرار المنتظر على شهادات الادخار داخل بنكي «مصر والأهلي»؟

مقالات مشابهة

  • خبير: قانون الإجراءات الجنائية عمل على تخفيض مدة الحبس الاحتياطي
  • 3 آيات لمن غلبته الديون الكثيرة.. اقرأها بيقين يأتيك الفرج عاجلا
  • هل تغرق جمعيات ريادة الأعمال المواطنين في الديون؟
  • «عايره بتراكم الديون».. إعدام عامل شنقًا لقتله جاره في المنيا
  • بنسبة 2%.. توقعات بقرب تخفيض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري القادم
  • «اتش سي» تتوقع تأجيل تخفيض سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل
  • خبير اقتصادي: زيادة الاحتياطي النقدي يعزز التصنيف الائتماني لمصر
  • الصدارة مهددة.. ريال مدريد يتعثر أمام أوساسونا في الدوري الإسباني
  • يعادل 100 ضعف قوة القنبلة النووية.. ناسا تكشف 9 دول مهددة بكويكب خطير في 2032
  • في «إنجاز ماليّ» كبير.. تونس تسدد «40%» من ديونها خلال «شهر واحد»