لبنان ٢٤:
2025-02-17@01:04:45 GMT
الجميل بعد خطاب السيد: لبنان الرسمي غير موجود والقرار محصور بيد نصرالله
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل تعليقًا على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، "أن ما من جديد فكل الخطاب كان متوقعًا بشكل كامل، مؤكدًا أننا نعلم ألّا قرار عند المحور بفتح كل الجبهات، ولهذا السبب تبرّأ أمين عام حزب الله من عملية 7 تشرين الأول، وقال بصراحة إنها حصلت من قبل حماس وتحتفظ إيران وكل أذرعتها في المنطقة بهذه الورقة.
أضاف الجميّل في مداخلة عبر العربية: "اليوم تبيّن أكثر فأكثر أن لبنان الرسمي غير موجود وإرادة الشعب اللبناني لا اعتبار لها وكذلك رأي المؤسسات الشرعية والقرار محصور بيد السيد نصرالله المرتبط قراره بالمحور، وهو أعلن بوضوح أنه ينتمي له وربط مصير اللبنانيين بمصير غزة وهذا ما نرفضه".
وتابع رئيس الكتائب: "نصرالله قال بكل صراحة ووضوح إن قرار الدخول في الحرب يأخذه هو والمحور ومرتبط بالتطورات في غزة وأصبح مصير الشعب اللبناني عكس الشعبين الأردني والمصري وشعوب العالم مرتبطًا بالتطورات العسكرية التي تحصل في غزة".
ولفت الجميّل إلى ألّا أحد يستطيع التأكيد أو النفي إن كان محور الممانعة لديه علم بما تحضّره حماس، ولكن الأكيد وما يهمني هو ما يحصل اليوم وما يمكن أن يحصل غدًا وما يهم الشعب اللبناني من ألّا ننجر الى المشاهد التي نراها في غزة.
وأردف الجميّل: "بقدر ما نتعاطف مع شعب غزة، وبقدر ما نرفض المجازر بحق المدنيين، بقدر ما لسنا على استعداد لنعيش في لبنان هذه المأساة التي سبق وعشناها على مدى 50 سنة ونرى بلدنا يتدمّر بسبب حسابات حزب الله بجرّ لبنان الى هذه الحرب".
وجدّد الجميّل تأكيده أنّ حزب الله يتصرّف انطلاقًا من مصلحته ومصلحة إيران، الأمر لا يتعلق بحماس بل بمصلحة حزب الله وايران واليوم مصلحتها ألّا تدخل في الحرب ويمكن أن تتغيّر في المستقبل، والحزب ترك الخيارات مفتوحة وأكد أننا بمعزل عن رأينا وطائفنا وانتمائنا رهينة قراره وهذا تعدٍّ على حق الشعب اللبناني بتقرير مصيره وخطف لحياة اللبنانيين وربطها بما يحصل في المنطقة وغزة وبالمحور الذي ينتمي إليه وهذا ما نرفضه بشكل قاطع".
وشدّد الجميّل على أننا نعرف والسيّد نصرالله يعرف أن دخول الحزب إلى سوريا والدفاع عن نظام الأسد لم يكن قرار حزب الله بل كان قرارًا إيرانيًا وتم تنفيذه من الحزب وهذا مثل من الأمثلة التي نتحدث عنها، وبالنتيجة من يموّل ويسلّح والمرشد الروحي والسياسي هو الذي يمون بنهاية المطاف على قرار هذه الجماعات.
وعن رد نتنياهو على نصرالله الذي قال: "أي خطأ سيكلّفك ثمنًا لا يمكنك حتى تخيّله"، قال الجميّل: "كل الاحتمالات مفتوحة، والمسؤولية على المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف المجازر وتهدئة الحكومة الإسرائيلية وعلى ايران لتهدئتها ووقف الخطف الذي تقوم به لشعوب المنطقة وعبر الجماعات المسلّحة منها حزب الله في لبنان التي تأخذ الشعب رهينة، مضيفًا: "هناك جهد عربي ودولي يجب أن يُبذل لحماية لبنان والفلسطينيين لوقف مسلسل الدمار وقتل الأبرياء".
وشدّد رئيس الكتائب على أن من حق الفلسطييين بعد كل القهر منذ 75 عامًا أن يدافعوا عن أنفسهم، فالوضع الذي وضعوا فيه لا يطاق ولا يمكن لأي شعب أن يتحمل هذا السجن، لكن بالنسبة لنا وانطلاقًا من قناعاتنا الإنسانية والأخلاقية لا نبرر بأي شكل من الأشكال قتل الأطفال والنساء والأبرياء، فهذا أمر مرفوض من أي مكان أتى وعلى أي شعب مورِس وهذا موقف إنساني ومبدأي، مؤكدًا أن من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم والعمل لتحقيق دولة مستقلة، ولكن الحل بقيام الدولتين والعودة الى مبادرة ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهدفها استعادة السلام في المنطقة والذهاب الى مسار سلام فهذا المسار الصحيح، أما مسار الدماء من حكومة التطرف في إسرائيل التي تصر على إبادة الأبرياء فلن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف والقتل والدمار ولن يحقق الاطمئنان للشعب الفلسطيني.
وعن أن الحل يكمن في الإفراج عن الأسرى قال الجميّل: "هي حلول مؤقتة واقتراحات يتم عرضها خلال المعركة، لكن الحل النهائي لهذا الصراع هو الذهاب الى مسار سلام في المنطقة ووضع حد لتجاوزات إسرائيل وادخال الطرفين في مسار سلام ما يؤدي الى إعطاء الفلسطينيين الحق في دولة مستقلة، وفي الوقت نفسه الضغط على إيران لفكفكة الميليشيات التي في كل محطة تشعل النار وتؤدي الى مأساة وتأخذ شعوب المنطقة رهينة، فقد حان الوقت لترتاح شعوب المنطقة ونذهب الى مسار الحداثة والانفتاح والتطور والنهوض الاقتصادي".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشعب اللبنانی فی المنطقة حزب الله الجمی ل
إقرأ أيضاً:
مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!
في 14 شباط (فبراير) 2005، كان اغتيال رفيق الحريري. كان ذلك قبل 20 عاماً.
كان إيذاناً بحرب جديدة تستهدف إلغاء لبنان عبر قتل مشروع إعادة الحياة إلى البلد على غرار إعادة الحياة إلى بيروت بكلّ ما ترمز إليه. صدّ لبنان الحرب التي استهدفته. لم يربح بعد الحرب التي شنّت عليه باسم «المقاومة»، لكنّه خسر رفيق الحريري الذي يظلّ مشروعه المحاولة الوحيدة لإعادة وضع لبنان على خريطة المنطقة والعالم... وإعادة لبنان بعمقه العربي إلى اللبنانيين، جميع اللبنانيين إلى الشيعي والمسيحي قبل السنّي.قتلوا رفيق الحريري، القتلة معروفون. لكنّ هؤلاء القتلة لم يتمكنوا من مشروعه الذي هزمهم. إنّه المشروع الذي لا خيار آخر أمام العهد الجديد في لبنان غير العودة إلى خطوطه العريضة التي تستند إلى ربط البلد بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم... بدل أن يكون لبنان ضاحية فقيرة من ضواحي طهران.
خسر لبنان رفيق الحريري، لكنه لم يخسر نفسه بفضل ما بناه الرجل، بفضل رؤيته المستقبلية، التي عمّرت خمس سنوات تقريباً. بين نهاية 1992 ومنتصف 1998، عندما انتخب إميل لحود رئيسا للجمهورية في سياق حرب إيرانيّة - سوريّة على رفيق الحريري. جُنّد في تلك الحرب بشار الأسد، الذي كان يجري تحضيره لخلافة والده، تمهيداً لعملية وضع اليد الإيرانيّة على سوريا ولبنان في آن.
استطاع رفيق الحريري، إعادة بناء جزء كبير من البنية التحتية بأقل مقدار ممكن من الاستدانة وأكبر مقدار ممكن من الفعاليّة. فعل ذلك على الرغم من كلّ الحملات التي شُنّت عليه من كلّ حدب وصوب. اغتيل سياسياً ومعنوياً قبل اغتياله جسدياً. تبيّن أنّه كان على حق عندما قال لي شخصياً مساء السبت، قبل أقلّ من 48 ساعة من تفجير موكبه: «من سيغتالني مجنون». كان ذلك في منزله في قريطم، حيث سألني عن مدى جدّية التهديدات التي تستهدفه، فأجبته إنّها «أكثر من جدّية». زدت على ذلك ردّاً على سؤال منه: «هل النظام السوري عاقل أم مجنون؟» إن هذا النظام «بقي عاقلاً إلى اليوم الذي قرّر فيه التمديد لإميل لحود، في رئاسة الجمهوريّة على الرغم من صدور القرار 1559».
في الواقع، ما كنت لأجازف بالقول إنّ النظام السوري لم يعد عاقلاً لولا لقاء لي مع بشّار الأسد، قبل وفاة والده بأسابيع. اكتشفت في اللقاء الذي استمرّ ثلاث ساعات، في حضور شاهد، أنّ بشّار، شخص متهور لا علاقة له لا بما يدور في المنطقة ولا بما يدور في العالم. يقول بشّار، الشيء وعكسه في غضون دقائق قليلة. زادت قناعتي بأنّه سيقدم على عمل مجنون مثل تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري، وجرائم أخرى. معلومات بلغتني لاحقاً من شخص موثوق به فحواها أنّ خليفة حافظ الأسد «معجب بحسن نصرالله وبات تحت تأثيره»!
ما حقّقه رفيق الحريري، للبنان كان أقرب إلى معجزة من أي شيء آخر. مضى عشرون عاماً على غيابه ولا يزال حاضراً أكثر من أي وقت، خصوصاً بعد كلّ ما شهده اللبنانيون في عقدين كان فيهما الهمّ الأوّل لـ«الحرس الثوري» الإيراني، عبر أداته اللبنانيّة، تدمير كلّ مؤسسة لبنانية وكل رموز لبنان. هذا ما فهمه رفيق الحريري، باكراً، أي قبل تسلّمه مهمات رسمية.
لذلك، دعم المجتمع اللبناني عن طريق التعليم. ثلاثون ألف شاب لبناني من كلّ الطوائف والمناطق تعلموا على حسابه. دعم أيضاً كلّ ما له علاقة بصمود لبنان مثل المؤسسة العسكرية التي تكفل في مرحلة معيّنة بجزء من رواتب ضباطها وعناصرها. دعم الجامعة الأميركية وأساتذتها في بيروت على كل المستويات وقبل ذلك الجامعة اللبنانية. دعم أيضاً جريدة «النهار» بكل ما تمثله في وقت مرّت فيه بظروف صعبة. أثار ذلك غضب بشّار الأسد، الذي طلب منه بيع أسهمه في «النهار». ما لبث بشّار، أن حرض على جبران تويني، الذي اغتيل في أواخر العام 2005، مع مجموعة الشرفاء، من سمير قصير، إلى لقمان سليم ومحمد شطح وباسل فليحان، مروراً ببيار أمين الجميل، وكلّ مَنْ ساهم في ترسيخ فكرة «لبنان أوّلاً» مثل وسام الحسن ووسام عيد وجورج حاوي ووليد عيدو وانطوان غانم وفرنسوا الحاج...
بعد 20 عاماً على اغتيال رفيق الحريري، بقي المشروع، مشروع قيامة لبنان... ورحل القتلة. ليس ما يدعو إلى الشماتة، مقدار ما أنّ ليس هناك ما يعوض خسارة رجل أمضى حياته القصيرة وهو يبني. بنى نفسه أولاً ثم انتقل، بدعم سعودي وعربي ودولي، إلى بناء بلد كان مهووساً به اسمه لبنان.
كان رفيق الحريري، مهووساً بسوريا أيضاً. لم يسع إلى إنقاذ لبنان فحسب، بل سعى أيضاً إلى إنقاذ سوريا. سألني بعد عودتي من دمشق إلى بيروت ومقابلتي بشّار الأسد، عن رأيي في الرجل، فاجبته إنّّه «يكرهك إلى أبعد حدود». أخرجني من الغرفة التي كنا فيها إلى حديقة المنزل في قريطم، ليسألني مجدداً: «إلى أي حد يكرهني بشّار؟». أجبته مستخدماً عبارة بالفرنسية معناها «كرهه لك في العظم». لم اتجرأ وقتذاك، في العام 2000، على القول إنّّه يمكن أن يصل الأمر ببشار إلى حد التحريض على اغتيالك.
ليس ما يعوض خسارة لبنان لرفيق الحريري. لكنّ الأكيد أن مشروعه لايزال حيّاً يرزق. انتقم التاريخ له. انتقم له في لبنان وسوريا التي كان رفيق الحريري، أيضاً حريصاً عليها حرصه على لبنان!