لماذا مخيمات اللاجئين في غزة معرضة للخطر بشكل كبير؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) ضرب الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة للمرة الثانية خلال يومين، وقالت حركة حماس إن 195 شخصا قتلوا، بينما أفاد الجيش بأن المخيم كان معقلا لحماس، وادعى مقتل اثنين من قادة الحركة، مشيراً إلى أن معظم الأضرار التي لحقت بالمباني سببها انهيار الأنفاق تحت المخيم.
كان تأثير القصف المتواصل على المدنيين مدمراً، حيث تظهر اللقطات سكاناً يبحثون عن جثث تحت الأنقاض بعد الهجمات، لأنه وعلى عكس العديد من مخيمات اللاجئين في بقية أنحاء العالم، فإن جباليا ليس "مدينة خيام" بل مثله مثل غيره من الأحياء في غزة، ويتكون من منازل من كتل إسمنتية، معظمها بناها اللاجئون.. والعديد من الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات الثمانية في القطاع هم من الجيل الثالث أو الرابع من السكان، وهذا ما جعل مجلة "إيكونومست" تطرح تساؤلاً حول قصة هذه المخيمات وأهميتها ولماذا هي معرضة للخطر بشكل كبير؟
نكبة 48تقول المجلة إن هناك 1.7 مليون لاجئ مسجل يعيشون في غزة ويشكلون أكثر من ثلثي سكانها، معظمهم من نسل 250,000 فلسطيني تم طردهم من أراضيهم إلى الجيب الساحلي خلال النكبة عام 1948 عندما تم إنشاء إسرائيل، واقتلاع أكثر من 750,000 فلسطيني بشكل عام من جذورهم.
قبل وصول هذا العدد الهائل، كان عدد سكان غزة حوالي 80,000 نسمة فقط.. وفي أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، أنشأت الأمم المتحدة وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتقديم المساعدة لأولئك الذين نزحوا إلى غزة وأماكن أخرى، وعلى مدى السنوات القليلة التالية، منحت الوكالة ثماني قطع أرض عبر الجيب، وتم تجميع اللاجئين حسب قراهم الأصلية ومنحهم تلك القطع.
قدمت "الأونروا" التعليم والرعاية الصحية للسكان، في حين أن مصر، التي سيطرت على الإقليم في حرب مع إسرائيل، كانت تدير المخيمات وتراقبها.. استأجرت الوكالة موظفين من بين اللاجئين ووجد آخرون عملاً خارج المخيمات. ولكن عندما أصبح من الواضح أن النزوح سيكون طويل الأجل، بدأ السكان في بناء المزيد من المستوطنات الدائمة وهي الملاجئ الأولى المصنوعة من الطوب الطيني، ثم المنازل المبنية من الأسمنت. وفي عام 1955، أعادت الأونروا تنظيم المخيمات.
#Gaza – Given the high number of civilian casualties & the scale of destruction following Israeli airstrikes on Jabalia refugee camp, we have serious concerns that these are disproportionate attacks that could amount to war crimes. pic.twitter.com/ky2jYVrhJq
— UN Human Rights (@UNHumanRights) November 1, 2023 نمو المخيماتفي حرب الأيام الستة عام 1967، أو نكسة 67، خسرت مصر غزة لصالح إسرائيل.. وفي العقود التي تلت ذلك الوقت، استمرت المخيمات في النمو، وعلى عكس العديد من اللاجئين في أجزاء أخرى من العالم، لا يواجه السكان أي قيود على تنقلهم داخل غزة وهم أحرار في البحث عن عمل.
وينطبق الشيء نفسه على الفلسطينيين الذين فروا إلى الدول العربية والضفة الغربية.. وبالنسبة للعاطلين عن العمل أو كبار السن الذين يعيشون في مكان آخر في الجيب، أصبح الانتقال إلى مخيم، حيث التعليم والصرف الصحي مجانيين، احتمالاً جذاباً إلى حد ما، كما انتقل بعض اللاجئين من المخيمات النائية إلى تلك القريبة من المدن لتحسين فرصهم في العثور على عمل.
وتلقت المخيمات بعض الخدمات البلدية بما في ذلك الكهرباء والسباكة مثل أجزاء أخرى من القطاع، لكنها لم يتم تضمينها في خطط التنمية الحضرية، ما زاد من مشاكل الاكتظاظ وضعف البنية التحتية.
بنية تحتية سيئةويشرح التقرير، كان نمو المخيمات غير منظم، العديد من المباني غير صحية وغير سليمة من الناحية الهيكلية.. العديد منها الآن من بين أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، تم تسجيل حوالي 116000 شخص في مخيم جباليا، الذي يغطي مساحة 1.4 كيلومتر مربع.. وأدخلت الأونروا برنامجاً لتحسين البنية التحتية في عام 2010، والذي تضمن خططاً، تمولها المملكة العربية السعودية، لبناء 752 منزلاً في رفح، وهو مخيم في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه في الجنوب، لتحل محل بعض تلك التي دمرتها إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.
لكن هذا لم يكن كافيا تقريباً، فالعديد من المنازل في مخيمات غزة كانت في حالة سيئة حتى قبل بدء الحرب وبعضها يستخدم مواد بناء غير آمنة مثل "الأسبستوس".. ويضيف السكان طوابق إضافية لاستيعاب أفراد الأسرة الجدد، ما يؤدي إلى هياكل عشوائية على أزقة ضيقة، بحسب التقرير.
وأدى الحصار الإسرائيلي على غزة، الذي أعقب استيلاء حركة حماس على السلطة في عام 2007، إلى تفاقم الأوضاع في المخيمات.. فمعظم السكان فقراء ومعدل البطالة حوالي 48%، وهو أعلى قليلاً من المتوسط للقطاع، ويقول التقرير إن قدرتهم على التحرك خارج الجيب مثل قدرة أي من سكان غزة تقلصها إسرائيل، وهذا يجعل اللاجئين في غزة أسوأ حالاً بكثير من أحفاد أولئك الذين فروا في عام 1948 إلى الأردن، على سبيل المثال.. فهم هناك مندمجون بالكامل ومعظمهم يحملون الجنسية الأردنية.
لا مكان للاختباءويشير التقرير إلى أن الحروب التي هزت غزة على مدى العقدين الماضيين جلبت المزيد من الضيق لأولئك الذين يعيشون في المخيمات، وتقول الأونروا إنها قد تضطر إلى إغلاق عملياتها إذا لم يصل الوقود إلى القطاع، إلا أن الكارثة الإنسانية ليست سوى واحدة من العديد من المخاوف.
"Our staff are dedicated, they keep going - but they're also finding it extremely challenging to operate"@JulietteTouma spoke to @BeckyCNN about the latest blackout in communications, 70 @UNRWA staff now killed in????#Gaza and the visit of our Commsioner General @UNLazzarini ⬇️ pic.twitter.com/iu3cobwA3G
— UNRWA (@UNRWA) November 2, 2023تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس الذين يعملون من مخيمات اللاجئين في غزة يستخدمون المدنيين "كدروع بشرية".. في عام 2006، تم تشجيع سكان جباليا على التجمع حول منزل محمد بارود، زعيم حماس الذي يعيش في المخيم، لردع ضربة إسرائيلية، حيث نجحت هذه الجهود، فمن خلال القتال في المخيم أو تحته، يعرض مقاتلو حماس حتماً العديد من المدنيين للخطر، بحسب المجلة.
أما خلال الحرب في غزة في عام 2014، تركت الضربات الإسرائيلية 77000 لاجئ، مسجلين بلا مأوى.. وفي النزاعات السابقة، لجأ السكان إلى مدارس الأونروا، ولكن حتى تلك ليست آمنة: في عام 2014 أبلغت الأونروا عن أضرار لحقت بـ 118 من منشآتها داخل مخيمات اللاجئين. وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 700,000 شخص يحتمون حالياً في 149 من منشآتها، وأن 44 من مبانيها تضررت بسبب الضربات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ويخشى العديد من السكان أنه لم يتبق لهم مكان للاختباء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس مخیمات اللاجئین اللاجئین فی العدید من یعیشون فی فی المخیم فی عام فی غزة
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: 16% من الذين تم علاجهم في مستشفى بشائر من الأطفال
المنظمة أكدت أن أعداد الحالات تتزايد يومياً، وأن الأطفال هم الأكثر تضرراً من تداعيات النزاع، وشددت على أهمية الدعم الإنساني في ظل هذه الظروف الحرجة.
الخرطوم: التغيير
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن الأطفال يشكلون 16% من مرضى الحرب الذين تم علاجهم في مستشفى البشائر التعليمي، ما يعكس التأثير المدمر للصراع على المدنيين، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً.
وفي تقرير لها للفترة بين 19 أكتوبر و8 نوفمبر 2024، أشارت المنظمة إلى فحص 4186 امرأة وطفلاً في الخرطوم بسبب سوء التغذية، حيث تبين أن 1559 منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، و400 يعانون من سوء التغذية المعتدل.
وأكدت المنظمة أن أعداد الحالات تتزايد يومياً، وأن الأطفال هم الأكثر تضرراً من تداعيات النزاع.
وشددت أطباء بلا حدود على أهمية الدعم الإنساني في ظل هذه الظروف الحرجة، مؤكدة استمرارها في تقديم الرعاية المنقذة للحياة والوقوف إلى جانب المحتاجين للمساعدة.
وتأتي هذه التصريحات وسط أزمة إنسانية حادة في السودان نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأدت هذه الحرب إلى نزوح ملايين الأشخاص، وانهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية.
وتواجه العاصمة الخرطوم بشكل خاص أوضاعاً صعبة، مع نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية، ما يزيد من معاناة الأطفال والنساء.
وتعتمد المنظمات الإنسانية، مثل أطباء بلا حدود، على مواردها المحدودة لمحاولة سد الفجوة وتقديم الدعم في المناطق الأكثر تضرراً.
الوسومآثار الحرب في السودان أطباء بلاحدود جنوب الحزام جنوب الخرطوم مسشفى بشائر التعليمي ولاية الخرطوم