للمرة الأولى منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي تمددت شظاياها إلى الجنوب اللبناني، أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي لـ”الشهداء على طريق القدس” الذي أقيم في الوقت ذاته في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية وحسينية النبطية وحسينية دير قانون النهر وحسينية مقام السيدة خولا في بعلبك، وسبق هذه الإطلالة تركيز على طابعها المفصلي لتحديد المسار والمستقبل وإذا كانت مشاركة حزب الله ستتطور إلى انخراط في الحرب أم البقاء ضمن قواعد الاشتباك.

لكن نصر الله الذي حذّر العدو الإسرائيلي لم يعلن الدخول في الحرب بل لفت في مستهل كلمته إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أحدثت زلزالا عسكريا وسياسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن النتيجة النهائية بالضرورة هي انتصار غزة وحماس على الاحتلال.

وخلال كلمته، أضاف نصر الله أن المعركة أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة، موجها الشكر “للسواعد العراقية واليمنية التي دخلت هذه المعركة”، مشيرا إلى أن “المقاومة الإسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها وأعلنت أنها تدخل مرحلة جديدة”.

وهدد نصر الله الأساطيل الأمريكية والإسرائيلية في البحر والتي قال إنه جرى تهديد الحزب بأنها ستقصف مقراته في حال تدخل في الحرب، وقال إنها “لم تخفنا ولن تخيفنا يوما وأعددنا لها عدتها”، دون توضيح.

وبينما قال للأمريكيين “التهديد والتهويل علينا وعلى المقاومين لا يجدي نفعاً وأساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا” لم يستخدم عبارة “وحدة الساحات” في خطابه الذي استهله بالتبريك والعزاء لكل عائلات الشهداء، وقال “الشهداء هم الأحياء المستبشرون فهنيئًا لكل الشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والأطفال”، مؤكداً “أن هذه المعركة لا غبار عليها سواء على المستوى الأخلاقي أو الشرعي، وهي أعظم وأبين مصاديق القتال في سبيل الله وهي فداء للأقصى ولفلسطين”. ووجّه “التحية لكل الذين تضامنوا وتظاهروا في الدول العربية والإسلامية وأمريكا اللاتينية”.

وفي كلمته التي امتدت لنحو ساعة ونصف، طالب الحكومات والدول العربية بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف النفط والغاز والغذاء عنها.

 “كل الخيارات مطروحة”

واعتبر أن “كل الخيارات في الجبهة اللبنانية مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت”، مشيرا إلى أن “سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان هو ما يحكم تصرفاتنا على الجبهة”. كما أكد أن الاحتلال يخشى من تدهور الأمور على الجبهة اللبنانية.

وتابع مصعدا لهجة تهديداته: “إذا اعتدى العدو الإسرائيلي على لبنان فستكون أكبر حماقة في تاريخ وجوده”.

وأشار نصر الله إلى أن إسرائيل وجهت ربع قواتها الجوية نحو لبنان، إضافة إلى ثلث عدد جنود الجيش الإسرائيلي، جزء منهم من قوات النخبة. ومع ذلك، تعرضت كل المواقع العسكرية الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، بدءا من البحر وحتى مزارع شبعا المحتلة، لعمليات هجومية، حسب وصفه.

وأشار إلى سقوط 57 شهيدا على الحدود اللبنانية حتى الآن، بينهم عناصر من حزب الله وحركات مقاومة فلسطينية ولبنانية.

 “طوفان الأقصى فلسطينية 100%”

في السياق، أكد نصر الله أنه منذ “قرابة العشرين عامًا وهناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنًا. وكانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغياناً وقهراً، فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصًا في واشنطن ولندن”، وأوضح “أن عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة. وسرية العملية المطلقة هي التي ضمَنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة”.

وأشار إلى أن هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق “بل أثنينا عليه جميعاً وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة. هذا الأداء من الإخوة في “حماس” ثبّت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء أن يزيفوا وخصوصًا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليمية. معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي، وما حصل يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة وأن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها”.

شجاعة المقاومين

وعرض لما يجري في الميدان بقوله “كلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة”، سائلاً “عندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة كيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع؟”، معتبراً “أن شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل إعلام عالمية ودولية بتغطيتها عن هذا الكيان”، وحمّل أمريكا “المسؤولية المباشرة والكاملة عن ما يحصل من قتل في غزة، فأمريكا هي التي ترفض وقف إطلاق النار ووقف العدوان، فالأمريكي هو الذي يدير الحرب في غزة، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأمريكية في العراق وسوريا وهو قرار حكيم وشجاع”.

ورأى “أن ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا يحتم على الجميع تحمل المسؤولية، وهناك هدفان يجب العمل عليهما هما: وقف العدوان على غزة وأن تنتصر “حماس” في غزة”، موضحاً “أن  انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصًا دول الجوار، فانتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية”. ودعا “إلى العمل من أجل وقف العدوان على غزة”، معتبراً أنه “لا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء”، وسأل “أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.

 وتحدث نصر الله عن حركات المقاومة فقال “بالرغم من كل التهديدات قام الشعب اليمني بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيّرات إلى إيلات وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب فلسطين”.

“التضحيات مستحقة”

واعتبر نصر الله أنه “لو أردنا البحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة”، مضيفا أن “التضحيات في غزة والضفة وكل الجبهات تضحيات مستحقة لأنها أسست لمرحلة تاريخية من الصراع مع العدو الإسرائيلي”.

وأشار نصر الله إلى أن من بين أسباب عملية طوفان الأقصى أن دول العالم والأمم المتحدة لا تكترث بالفلسطينيين، وأن هناك آلاف الأسرى من الفلسطينيين لدى الاحتلال وليس هناك من يحرك ساكنا، وبالتالي كان لا بد من عملية تعيد القضية الفلسطينية إلى الاهتمام العالمي.

وتابع أن كثيرا من القتلى المدنيين الإسرائيليين الذين سقطوا يوم 7 أكتوبر قتلوا برصاص وقذائف جيش الاحتلال الذي كان يتصرف بجنون بعد أن أصيب بالصدمة.

واختتم كلمته بالقول: “يجب أن نعمل لتنتصر المقاومة في غزة.. سنلتقي قريبا للاحتفال بانتصار غزة”.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فصائل المقاومة طوفان الأقصى نصر الله إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصحة اللبنانية تكشف حصيلة الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء أمس السبت، عن حصيلة الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة "التقرير اليومي لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان"، حيث جاء فيه أن "غارات العدو الإسرائيلي ليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024، أسفرت عن 25 شهيدا و 58 جريحا وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم الجمعة 3670 شهيدا و 15413 جريحا".

خبير قانون دولي: الاحتلال يصعّد غاراته العسكرية ضد لبنان للوصول إلى تسوية لبنان يترقب اتفاق وقف إطلاق النار| خبير: الاحتلال يسعى لتحقيق أهداف استراتيجية معينة

كما صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن "غارة العدو الإسرائيلي على منطقة البسطة الفوقا في بيروت أدت في حصيلة رابعة محدثة وغير نهائية إلى استشهاد 20 شخصًا وإصابة 66 آخرين بجروح"، مشيرا إلى أن "أعمال رفع الأنقاض لا تزال مستمرة".

وبلغت الحصيلة (المحدثة) للغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في لبنان يوم السبت، 58 قتيلا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

مقالات مشابهة

  • المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مدينة صفد المحتلة وفي ثكنة “دوفيف” ومستوطنة “يرؤون” بصليات صاروخية
  • المقاومة اللبنانية تهاجم بالمسيرات الانقضاضية أهدافاً عسكرية للعدو الإسرائيلي
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في موقع المطلة شمال فلسطين المحتلة
  • الصحة اللبنانية تكشف حصيلة الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد
  • تطورات اليوم الـ415 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • كاريكاتير.. المقاومة اللبنانية تغرق كيان العدو في مستنقع الهزائم
  • تطورات اليوم الـ414 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مقتل وإصابة 425 مريضاً وعاملاً صحياً في لبنان منذ طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستوطنة “المنارة”