قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن أمريكا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وعلى شعبها وإسرائيل أداة تنفيذية لها، مؤكدًا سحق غزة منذ 30 يوما أمام المجتمع الدولي ودول الغرب التي تتغنى بالقيم وحقوق الإنسان، لافتًا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يكشف ويؤكد الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الإسرائيلي الغاصب، وجيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتقن شيئا غير ارتكاب المجازر، وأن العدو لم يستطيع تقديم إنجاز عسكري واحد بعد شهر من المعركة في غزة.

وتابع أن ما يحدث في قطاع غزة يكشف عن الغباء الإسرائيلي وحماقته وعجزه لأن ما يقوم به هو قتل الأطفال والنساء في غزة، وأن الإسرائيليين لم يستطيعوا حتى الآن في أي وقت استعادة أسراهم دون صفقات تبادل أسرى، والعالم سيكتشف أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قتلوا بسلاح جيش الاحتلال، مشيرًا إلى ارتكاب الكيان الصهيوني المجازر بحق المستوطنين الإسرائيليين أثناء قيامه بمحاولة استعادة المستوطنات من المقاومين.

وأشار إلى أنه اتضح منذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان ضائعا وتائها، وطلبت إسرائيل أموالا وأسلحة من الولايات المتحدة منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، وأنه منذ الأيام الأولى للمعركة حكومة العدو احتاجت قدوم الأساطيل الأمريكية إلى البحرين المتوسط والأحمر من أجل الدعم العسكري.

عملية طوفان الأٌقصى أثبتت للصهاينة أنفسهم أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت

وأضاف أن عملية طوفان الأٌقصى أثبتت للإسرائيليين أنفسهم أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، بالإضافة إلى أن عملية طوفان الأقصى لها نتائج وتداعيات استراتيجية ووجودية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل الكيان الإسرائيلي، فضلًا عن أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا وسياسيا ونفسيا على مستوى الكيان الصهيوني.

ولفت نصر الله، خلال كلمته، مساء الجمعة، إلى أن سرية عملية طوفان الأقصى لم تغضب أي أحد في محور المقاومة، وأن السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

وأوضح حسن نصر الله، أن عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا 100%، وأنه كان لا بد من حدث قوي يهز العالم ويعيد طرح قضية فلسطين المحتلة وشعبها المحاصر ومقدساتها المهددة كقضية أولى.

حسن نصر الله: كل التحية لشعب غزة الأسطوري على صموده ونضاله

ووجه حسن نصر الله، خلال كلمته، مساء الجمعة، رسالة إلى الشعب الفلسطيني خاصة سكان قطاع غزة، قائلًا: كل التحية لشعب غزة الأسطوري على صموده ونضاله.

حسن نصر الله: المعركة مع الصهاينة كاملة الشرعية إنسانيا وأخلاقيا ودينيا

وأكد حسن نصر الله، أن المعركة مع الصهاينة كاملة الشرعية إنسانيا وأخلاقيا ودينيا، موجهًا العزاء لأسر الشهداء في غزة والضفة الغربية وكل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى الممتدة في أكثر من ساحة.

حسن نصر الله: إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة

وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن أداء الفصائل الفلسطينية ثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى، قائلا: "معركة طوفان الأقصى من خلال قرارها الفلسطيني تثبت أنها فلسطينية بالكامل".

وأوضح حسن نصر الله، خلال كلمته، أن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قيادات حركات المقاومة وإيران تتبنى وتدعم وتساند وطوفان الأقصى معركة فلسطينية بالكامل وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي، متابعا: "يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية".

ولفت إلى أن إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة ومعركة طوفان الأقصى أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي"، مؤكدا أن عملية الأقصى كانت لها نتائج استراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان

وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة، متابعا: "ونعزي قطاع غزة فى شهداء المعركة.. وعندنا احتفال يوم الشهيد.. والشهداء فازوا فوزا عظيما وأقدم التحية لكل الشهداء الذين سقطوا من الفصائل الفلسطينية واللبنانية خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي".

بث مباشر فلسطين اليوم.. الأحداث في قطاع غزة لحظة بلحظة (قناة سكاي نيوز عربية)

وأضاف حسن نصر الله، خلال كلمته، مساء الجمعة: "الشهداء انتقلوا إلى جوار الله وملائكته ورسله وشهدائه، حيث لا استكبار أمريكي أو استبداد صهيوني ولا عدوان ولا قتل ولا مجازر ومن هذا الموقع ننظر إلى الشهداء".

وتابع الأمين العام لحزب الله اللبناني: "معركة طوفان الأقصى كاملة الشرعية إنسانيا وأخلاقيا ولقد سمع العالم كلمات عوائل الشهداء التي تعبر عن الثبات.. وكل التحية للشعب الأسطوري الفدائي الذي لا نظير له في هذا العالم.. أهل غزة وشعب غزة والتضحية الكبيرة التي قدمها وكذلك تضحيات أهالي الضفة الغربية وفى كل الساحات ولدينا استعداد عظيم للتضحية بصبر لا حدود له وشعب غزة يقدم كل ما يملك فداء للأقصى وفلسطين".

وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن إخفاء عملية 7 أكتوبر لا تأثير له مطلقا على أي من جبهات المقاومة الأخرى، والسرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة، مشددا على أن عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة في المئة.

وأضاف حسن نصر، خلال كلمته، أن ما حدث في غزة كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم، وكل ما يتعلق بها من ملفات كانت منسية وفي آخر اهتمامات العالم، مؤكدا أن أكثر من مليوني إنسان يعيشون منذ 20 عاما في حصار خانق بغزة دون أن يحرك أحد ساكنا.

وأوضح حسن نصر الله، أن هناك مخاطر عديدة تهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة، والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حسن نصر الله حزب الله فلسطين فلسطين اليوم اخبار فلسطين اخبار فلسطين اليوم اخبار فلسطين الان اخبار فلسطين عاجل أخبار قطاع غزة اخبار قطاع غزة الان اخبار قطاع غزة اليوم قطاع غزة غزة اخبار غزة غزة الان اخبار غزة الان غزة اليوم أخبار غزة اليوم عدد شهداء فلسطين شهداء قطاع غزة شهداء غزة أخبار عاجلة اخبار عاجلة اليوم عاجل اليوم عاجل الآن عاجل إخبار حركة حماس اخبار حركة حماس حماس اخبار حماس اليوم اخبار حماس الان حماس عاجل المقاومة الفلسطينية اخبار المقاومة الفلسطينية خبر عاجل عاجل فلسطين عاجل فلسطين الان عاجل فلسطين اليوم عاجل غزة عاجل غزة اليوم عاجل غزة الان قصف غزة قصف فلسطين إبادة غزة اسرائيل جيش الاحتلال قوات الاحتلال الأمین العام لحزب الله اللبنانی معرکة طوفان الأقصى عملیة طوفان الأقصى حرکات المقاومة أن عملیة طوفان حسن نصر الله خلال کلمته قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

أمريكا والحرب البرية على اليمن

يمانيون/ تقارير ما بينَ الحربِ البرية واستمرار الحصار وبقاء العدوان، هناك عدوانٌ مُستمرٌّ ترى صنعاء أنه يجب أن ينتهي.

هناك قراءات مختلفة بعضها ينظر إلى إمْكَانيات حرب برية، مقابل تلك التي تستبعد هذا الخيار وفق معطيات ومؤشرات ترتبط بمتغيرات فعلية، قد يكون لها دور كبير في تراجع هذا الخيار، على الأقل في هذه المرحلة.

الحرب البرية تبدو إلى حَــدٍّ ما غيرَ حاضرةٍ في حسابات المخطّط العسكري الأمريكي بهذا التوقيت، لاعتبارات عديدة؛ فداخلَ أروقة السياسة الأمريكية يمكن فَهْمُ أن هناك سخطًا كبيرًا من دور أُورُوبا في مِلف اليمن، ليس بتخلِّيها عن دعم أمريكا في تحالفاتها فحسب، أَو نأيِها بتحالف بقيادة أُورُوبية كما حصل مع تشكيل عمليات “أسبيدس”، بل هو سخط يتعلق بشعور أمريكي بانتهازية أُورُوبا لها.

لقد ظهر هذا في أحاديث ترامب علنًا وفي تسريبات لنائب الرئيس الأمريكي ووزير حربه.

والسؤال الذي يحتاجُ لإجَابَةٍ الآنَ: لماذا تبدو مؤشراتُ الحرب البرية ضعيفةً في القراءة الأمريكية، وما هي فُرَصُ اعتماد أمريكا على مرتزِقة الرياض وأبو ظبي؟ وفي المقابل هل تضحِّي الدولُ الخليجيةُ المتخمةُ بمصالحها؛ مِن أجلِ المصالحِ الإسرائيلية الأمريكية؟ وهل لهذا علاقةٌ بسعي الرياض لاتّفاق أمني استراتيجي، وما هي فُــرَصُ تحقيقِ أيِّ إنجازٍ من حربٍ بريةٍ تعتمدُ على المرتزِقة؟ وهل يمكنُ الإتيانُ بمرتزِقة أجانبَ إذَا ما اندلعت حربٌ برية؟

بتتبُّعِ التحليلات السياسة، يمكن القولُ إن غالبيتَها يشير إلى أن احتمالات شن حرب برية ضعيف إلى حَــدٍّ ما؛ فحلُّ معضلة وإشكالية واشنطن مع اليمن لن يكون بخيار المواجهة واللجوء لحربٍ برية. والسببُ أن لا ضماناتٍ لتحقيق أهداف هذه الحرب، حَيثُ فرص نجاحها ضد اليمن ضعيفة.

هناك متطلبات لهذه الحرب، تفترض تمويلًا كَبيرًا يتعلق باحتمالات أنها ستكون حربًا طويلة، وصعبة بالنظر إلى جغرافية اليمن المعقَّدة، وقدرات المؤسّسة العسكرية المتطورة لحكومة التغيير والبناء في صنعاء، وحجم التأييد الشعبي الكبير للقيادة الثورية والسياسية؛ باعتبَار أن الحربَ اليومَ التي ستشاركُ فيها أيٌّ من قوى المرتزِقة هي حربٌ بالوكالة عن (إسرائيل) والمشروع الصهيوني.

هذا ما يعني إضافةَ أعباء ستضاعفُ من تكاليف الحرب البرية في جانب العدوّ، ومعه يبرز أهم سؤال عمن سيموِّلُ اليوم حربًا بريةً ضد اليمن.

فيما يخُصُّ الولايات المتحدة فلا يبدو أنها مستعدة لتمويل هذه الحرب، فهناك كابوس يلاحقها من تكرار هكذا حروب كانت أبرز أهدافها نهب الدول التي غزتها هذه القوة العظمَى.

بالأرقام، فمعَ انسحاب أمريكا من أفغانستان، أصدر “مشروع تكاليف الحرب” (Cost of War) في جامعة براون تحديثًا لتحليلات دورية تُظهِرُ أن ما خسرته الخزانةُ الأمريكية من أموالٍ في حرب أفغانستان حتى الآن، آخرُ تلك الأرقام أشار إلى ما لا يقل عن 2.261 تريليون دولار؛ أي ما يقرب من 16 ألف دولار لكلّ دافع ضرائب فيدرالي، دون أن يشمل ذلك مترافقاتِ الخسائر البشرية والمساعدات الخارجية وإعادة الإعمار.

هذا التقرير الذي يسلط الضوء على هدر مال دافع الضرائب الأمريكي، يشير إلى أنها كانت حربًا عبثية استنزفت خزانة أمريكا لعشرين عامًا.

وبحسب المشروع فقد كلَّفت الحربُ في العراق الخزانةَ الأمريكية حتى 2023م، ما لا يقل عن 2.89 تريليون دولار، حَيثُ ارتفعت مساهمةُ الفرد الأمريكي إلى ما يقارب 26 ألف دولار لكل دافع ضرائب فدرالي؛ أي بزيادة تقارب 10 آلاف دولار أمريكي على كُـلّ فرد.

وللمفارقة أن البيانات الحكومية الأمريكية عشية غزو العراق قبل 20 عامًا، أشَارَت إلى بلوغ حجم الدَّين الأمريكي العام نحو 6.4 تريليون دولار، أَو ما نسبته 39 % من إجمالي الناتج القومي الأمريكي. وبعد 20 عامًا من الغزو، بلغ حجم الدين العام الأمريكي نحو 23 تريليون دولار؛ أي بزيادة 16.6 تريليون دولار. أي إن الحرب التي سخَّرتها واشنطن لنهب ثروة العراق لم تؤتِ أُكُلَها.

إن خيار اللجوء للقوة الصُّلبة دائمًا ما يرتدُّ على أمريكا بخسائرَ استراتيجية.

وفي حسابات واشنطن فَــإنَّ مناطق شمالي اليمن أشبهُ بـ “تورا بورا” أفغانستان.

وبالنظر إلى هذا الخلفية لا تبدو الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب برية أَو تدخل أمريكي بري، يزج بقوات أمريكا فيما هو أشبهٌ بمحرقة.

وَإذَا ما حصل تدخل فلا يجب أن يكون بقوات أمريكية إلا أن تكون عمليات كوماندوز محدودة، إذَن ما الحلُّ؟ ومن سيقوم بهذه المهمة؟

بهذه النماذج يمكن إدراك أن فكرةَ التمويل الأمريكي لمثل هذا الخيار في اليمن ذات التركيبة والجغرافية المعقَّدة أقربُ للمستحيل. هذا من ناحية التمويل والمشاركة الأمريكية بقوات برية.

مَن يموِّل حربًا محتملة:

ويعود السؤال عمَّنْ يمكن أن يموِّلَ هذه الحرب، حَيثُ فرضية وجود التمويل السعوديّ أقلُّ، لكن الإمارات التي تدفعُ نحو هذه الحرب ولحسابات خَاصَّة بها، قادرة على هذا التمويل، لكن هذا سيصطدم بحسابات السعوديّة في ما يخص المنافسة مع الإماراتيين وخيارات المرحلة بالنسبة للسعوديّة، التي تبدو أنها تقدِّمُ قَدَمٌ وتؤخِّرُ أُخرى، حَيثُ المخاوفُ وتعقيداتُ أية حرب قادمة مع اليمن، ستكونُ ذاتِ كلفة استراتيجية باهظة وباهظة جِـدًّا.

إلى جانب إشكالية التمويل، هناك مسألة من سيخوض الحرب البرية إن حدثت ضد الجيش اليمني ونظام صنعاء؛ فالأمريكيون هل سيشاركون فيها بقواتٍ برية أم سيقتصر الدعم الأمريكي على الإسناد وتقديم خدمات لوجستية، ثم ماذا عن مشاركة قوات المرتزِقة ذات الولاءات المتشعَّبة والأجندة الإقليمية والأجندة الخَاصَّة؟

في لقاءات النظامَينِ السعوديّ والإماراتي مع ساسة وجنرالات أمريكا فيما يخص اليمن، فَــإنَّ جزءًا مما دار الحديث عنه، مسألة التمويل، فإذا ما أرادت واشنطن حربًا برية يجب أن تبحث عن مموِّل أَسَاسي لهذه الحرب أولًا. هذا ما يفترِضُ أن يكونَ الممول هو من موَّل الحروبَ السابقة في اليمن منذ بدء العدوان على اليمن في 2015م منذ “عاصفة الحزم” وما بعدها. وأي استعداد فعلي لهذه الحرب يفترِضُ وجودَ التمويل.

لكن الحرب لم تعد معطياتها مناسبة لرعاتها في الرياض على الأقل، لا شيء يشجع على تمويل أَو حتى تبني هذه الحرب. السعوديّة التي كانت متحمسة إلى وقت قريب لضرب اليمن لم تعد كذلك. وبحسابات الربح والخسارة فَــإنَّ الإقدام على حرب برية ودعم الفصائل المحسوبة عليها سيكون كارثيًّا؛ فصنعاء اليوم ذاتُ يدٍ طُولى وتأثيرها كان واضحًا في أكثر من تجربة سواء مع السعوديّة أَو مع الإمارات ثم مع أمريكا و(إسرائيل) وتحالفَين عسكريَّين أمريكي “الازدهار”، وأُورُوبي “أسبيدس”.

في كُـلِّ الأحوال وبالقفزِ على الكثير من تفاصيل من سيشارك مع أمريكا في أية حرب برية محتملة، تدرك فصائلُ مرتزِقة التحالف أن قرار مشاركتها يرتبطُ وثيقًا بالرياض وأبو ظبي بالدرجة الأولى، ولا قدرة لها على التحَرّك خارجَ سيطرة مموِّليها.

في لقاءات السفير الأمريكي لدى مجلس الرياض، بقادة فصائل المرتزِقة، أشَارَت بعض تلك القيادات إلى ضرورة عودة واشنطن للتفاهُمِ مع السعوديّة أولًا للموافقة على خوض الحرب.

هذه الأنظمة الخليجية تفهم ما الذي تعنيه رسائلُ صنعاء الواضحة جِـدًّا، فأيُّ تحَرّك لتلك القوات التي شكَّلتها وترعاها وتموِّلها الرياض وأبو ظبي يعني تحَرُّكًا سعوديًّا إماراتيًّا في مواجهة اليمنيين وإشعالَ حرب برية من جديد مع اليمن.

في شِقٍّ آخرَ فَــإنَّ تنازع فصائل التحالف فيما بينها، وتعمُّقَ خلافاتها منذ 2015م، وحتى اليوم، يجعل الاتِّكالَ عليها خطأً كَبيرًا ودائمًا ما نصحت صنعاءُ تحالفَ العدوان بعدم الاعتماد على تلك الفصائل، حَيثُ فشلت واشنطن والسعوديّةُ والإمارات والبريطانيون، في التوفيق بين تلك الفصائل والجماعات؛ فلكُلٍّ منها أجندتُه وولاءاته الخَاصَّة التي تتقاطع تمامًا وفي أكثر من اتّجاه مع الفصائل والجماعات الأُخرى.

وبالنظر لإمْكَانيات القوات المسلحة اليمنية اليوم وقياداتها في صنعاء، لا فرصةَ لتحقيق أهداف أمريكا في وقف مَــدِّ صنعاء الجهادي نحو غزة وحصار كَيان العدوّ، فأيَّةُ قوىً -سواءٌ أكانت أمريكيةً أو إماراتية أَو مرتزِقةً ضد القواتِ المسلحة اليمنية- ستواجِهُ أَيْـضًا رَدَّ فعلٍ شعبيًّا كبيرًا، بالنظر إلى قناعة الشعب اليمني اليوم -في ما يخُصُّ حربَ غزة- بأن تلك الجماعات المدعومة أمريكيًّا وسعوديًّا وإماراتيًّا، ينظر لها اليمنيون على أنها أدواتٌ للمشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة العربية.

ومن ناحية التوقيت فَــإنَّ التوقيتَ لا يخدم الرؤيةَ السعوديّة 2030، وحاجتها لتأمين مناخ استثماري مستقر يرتبط باستقرار الإقليم. لذا لا تبدو الرياض مستعدَّةً لمجاراة أية اندفاعةٍ إماراتية منفردة أَو أمريكية تبحثُ عن كباش محرقةٍ لهذه الحرب من غير الأمريكيين.

مع ذلك لا يمكنُ تجاهُلُ التحَرُّكاتِ الأمريكية والتشجيع الإماراتي والتنسيق السعوديّ وما رافق ذلك من تسريبات تبدو متعمدة. وتصريحات ميك ميلوري -المسؤول السابق في وزارة الحرب الأمريكية- حول دراسةِ التعاون مع حكومة المرتزِقة لاستعادة “الحديدة”، هذه تظل مؤشرًا على أن هناك سيناريو لعمل عسكري بري محدود، يستهدف مناطق الساحل، ولا يمكنُ تجاهُلُ أنه عاد إلى طاولة النقاش الأمريكية، حَيثُ تبدو الإماراتُ مندفعة اليوم نحو معركة ميدانية “رغم تحذيرات صنعاء”، وهي تركز على مناطق الساحل الغربي، في ظل ربط هذه الدويلة للجغرافيا العسكرية بطموحاتها الاقتصادية والأمنية البحرية.

غير أن المعطيات الإقليمية والدولية تؤكّـد أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الإمارات والسعوديّة، ليسوا في موقعٍ مريحٍ لإثارة فوضىً إقليميةٍ، إلى جانب تحضيرات واستعداد صنعاء لما أسمته -عن ثقة- “المرحلة الأخيرة” من مواجهة العدوّ. ويمكن القول إن اليمنَ قد حشرت أمريكا في زاوية ضيِّقة ووضعتها في موقف صعب؛ فلا هي تستطيع الانسحاب الذي يضرِبُ عميقًا مفهومَ وواقعَ الهيمنة الأمريكية في بحار العالم، ولا هي التي تستطيع أن تستمرَّ في حرب استنزاف طويلة مع اليمن الذي يتوثَّبُ لإكمال الفصل الأخير من المواجهة.

أَمَّا الداخلُ الأمريكي فينظر إلى أن أيَّ تورُّطٍ لواشنطن في حربٍ برية في اليمن وبهذا التوقيت وفي ظل متغيرات داخلية ودولية عاصفة، يعني السيرَ في اتّجاه مجهول ومعاكس لاستراتيجية أمريكا التي تحاول استعادةَ التركيز بإمْكَاناتها على مواجهة الصين، لا الغرق بالمزيد في صراعات المنطقة والشرق الأوسط.

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • طوفان بشري ومسيرة مليونية في العاصمة صنعاء تأكيداً على الثبات مع غزة رغم أنف العدو الأمريكي (تفاصيل + صور)
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • ترامب: أوكرانيا هي المسؤولة عن بدء الحرب ضد روسيا والقرم ستبقي مع موسكو
  • اندلاع أول اشتباك مسلح بين الهند وباكستان بعد عملية كشمير
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد بين الحكومة والجيش حول احتلال غزة بالكامل
  • مسير في السودة بعمران دعماً لفلسطين وتأكيد الجهوزية لمواجهة العدوان
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن