محاصرون في الجحيم.. فلسطينيون يحاولون البقاء على قيد الحياة شمال غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
عندما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مخيم جباليا المزدحم للاجئين في شمال غزة؛ شعرت ممرضة الأطفال حديثي الولادة، هدى علي، في جناحها داخل مستشفى كمال عدوان، القريب، بهزة قوية، سمعت الصوت ورأت الدخان.
ووفقا لما قالته “أسوشيتد برس”؛ تدفق الجرحى، وملأ المرضى- صغارًا وكبارًا- الأسِرَّة، ثم غطوا الأرضيات، واندفعت الممرضة الفلسطينية للمساعدة في وقف النزيف، وإنعاش المحتضرين، وتنظيف ما يكفي للعلاج.
أثناء حالة الهرج والمرج، وجدت الممرضة الفلسطينية هدى علي، نفسها، أمام وجهين مألوفين، وركضت نحوهما وهي تصرخ، وكانا ولديها، “كنان” البالغ من العمر 7 سنوات، و"حيدر" البالغ من العمر 9 سنوات.
قامت بدفنهما في وقت لاحق من ذلك اليوم، مع شقيقتها وشقيقيها و3 أعمام، وفي يوم الخميس، عادت الممرضة الفلسطينية إلى عملها وهي تبكي.
وبعد أسابيع من أمر سكان شمال غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة بإخلاء الجنوب، يكثف الجيش الإسرائيلي قصفه للمنطقة الممتدة نحو الأراضي الرطبة في وادي غزة، في القطاع الأوسط. ويقاتل الجنود الإسرائيليون أيضاً مقاتلي حماس في أماكن قريبة شمال مدينة غزة – وهي بداية ما يُتوقع أن يكون غزواً برياً طويلاً ودموياً.
أدت العملية البرية الإسرائيلية، تحت غطاء نيران الدبابات والمدفعية الثقيلة، إلى تقطع السبل بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ما زالوا في شمال غزة، حيث يقول السكان إنهم محاصرون في الجحيم.
قال أنس الشريف، وهو صحفي مستقل في جباليا قام بتغطية القصف العنيف على المخيم يومي الثلاثاء والأربعاء: إننا نعيش في رعب مستمر. إنها ليست غارة جوية واحدة أو اثنتين. نحن نتحدث عن ثمانية، تسعة، عشرة، لا أستطيع حتى العد، كلهم في نفس المكان. إنها كارثة.
أسفرت الغارات عن مقتل عشرات الأشخاص، وحولت أجزاء من المخيم إلى أنقاض، أحدثتها الحفر الهائلة الناجمة عن القنابل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة يوم الأربعاء دمرت مركز قيادة لحماس، وإن ضربة يوم الثلاثاء أصابت قائدا رفيع المستوى في حماس ساعد في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر الذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص في جنوب إسرائيل، وأضاف أيضًا أن الغارات أصابت شبكة من أنفاق حماس أسفل الحي؛ مما تسبب في انهيار المباني فوقها.
ويقول المنتقدون إن الدمار الهائل دليل على أن الهجمات الإسرائيلية غير متناسبة ولا تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب المدنيين. وتقول إسرائيل إنها لا تستهدف المدنيين وتلقي باللوم على حماس في شن عمليات عسكرية وإطلاق صواريخ من مناطق سكنية مزدحمة.
قال شعوان جبارين، مدير مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان: حتى لو كان هناك قائد لحماس هناك، فلا يوجد مبرر لقتل هذا العدد الكبير من المدنيين وإحداث دمار كهذا.
ترددت أصداء صور الضربات الجوية – أطفال ملطخون بالدماء يتسلقون فوق أكوام ضخمة من الأنقاض، ومباني مقسمة إلى نصفين أو سويت بالأرض تماما، وشوارع كانت مزدحمة ذات يوم محوتها الحفر المتصاعدة – يتردد صداها في جميع أنحاء العالم.
جباليا هي أكبر مخيمات اللاجئين في غزة، حيث ينحدر ثلثا السكان من نسل الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم خلال الحرب التي شهدت قيام إسرائيل عام 1948. وفي ذلك الوقت، تم اقتلاع حوالي 700 ألف فلسطيني من ديارهم.
على مر الأجيال، تطورت جباليا لتصبح حيًا مكتظًا بالمباني الإسمنتية التي يسكنها 116 ألف شخص، وفقًا لتقديرات وكالة اللاجئين الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة.
يقول أولئك الذين يرفضون أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية، ويبقون في شمال غزة: إن لديهم أسبابهم، وقالت الممرضة الفلسطينية هدى علي، مثل معظم الأطباء الذين يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح على الرغم من نقص الوقود والإمدادات، إنها لا تستطيع تحمل التخلي عن مرضاها.
بعض العائلات ليس لديها سيارات أو وقود لتشغيلها. ولا يوجد لدى البعض مكان يذهبون إليه في الجنوب، حيث تكتظ الملاجئ ومخيمات النازحين.
يقول مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن ما يقرب من 30 ألف فلسطيني تم إجلاؤهم عادوا إلى منازلهم في شمال غزة بعد أن توصلوا إلى أن الجنوب لم يعد أكثر أمانا.
قال أطباء إن القذائف الإسرائيلية أصابت، اليوم الجمعة، قافلة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، مما أسفر عن مقتل نحو 10 فلسطينيين، وتظهر لقطات من الطريق، جثث أطفال مغطاة بالدماء ملقاة على الرمال الناعمة.
وقال الصحفي المستقل فؤاد أبو خامد، الذي سافر مع عمال الطوارئ إلى الموقع: "اضطر المسعفون إلى ترك المزيد من الجثث في منتصف الطريق؛ لأنهم تعرضوا لإطلاق النار".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطائرات الحربية الطائرات الحربية الإسرائيلية مخيم جباليا للاجئين مستشفى كمال عدوان فی شمال غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: إسرائيل ستستأنف القتال وتعيد تهجير فلسطينيي شمال غزة
#سواليف
قالت مصادر إسرائيلية، إن تل أبيب تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ #خطة_تصعيدية ضد قطاع #غزة، تشمل قطع الكهرباء وإعادة #تهجير_الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، و #استئناف_القتال.
ونقلت هيئة البث (رسمية) عن مصادر وصفتها بالمطلعة ولم تسمها، قولها إن إسرائيل ستنفذ خلال أسبوع #خطة أُطلق عليها “ #الجحيم ” ضد قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الخطة تشمل قطع الكهرباء بشكل كامل عن غزة، وإعادة تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب، واستئناف العمليات العسكرية الشاملة.
مقالات ذات صلة الثلاثاء .. أجواء مغبرة في العديد من المناطق 2025/03/04واعتبرت أن هذه الخطة تتضمن تصعيدا غير مسبوق مقارنة بالأسابيع والشهور الماضية.
أوضحت المصادر أن الخطة تشمل قطع الكهرباء بشكل كامل عن غزة، وإعادة تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب، واستئناف العمليات العسكرية الشاملةبدورها، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الخطوات القادمة في الخطة الإسرائيلية في قطاع غزة تشمل قطع المياه والكهرباء، بالإضافة إلى عمليات اغتيال مركزة، بهدف “الضغط على حماس للقبول بالمقترح الأمريكي الجديد”.
وعند منتصف ليل السبت/ الأحد انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما، ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، كان مقررا أن يتضمن ثلاث مراحل، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
#نتنياهو: حماس “تريد وقفا دائما لإطلاق النار وهذا مرفوض”
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حركة حماس بقطاع غزة “تريد وقفا دائما لإطلاق النار لكن مرفوض” متوعدها باتخاذ “خطوات إضافية” إذا استمرت في احتجاز الأسرى الإسرائيليين.
وقال نتنياهو في كلمة مسجلة نشرها مكتبه باللغة الإنكليزية مساء الأحد: “سنتخذ المزيد من الخطوات إذا استمرت حماس في احتجاز رهائننا”.
وأضاف أن إسرائيل تعلم أن الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعمانها.
وأشار نتنياهو، إلى أنّ حركة “حماس” عرضت خطة لوقف كامل لإطلاق النار، لكن تل أبيب ترفضها.
وأكد أنّ “إسرائيل قبلت خطة مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت لـ50 يومًا”.
وأردف نتنياهو مدعيا: “مرة أخرى، إسرائيل قبلت هذه الخطة، أنا قبلت هذه الخطة، لكن حتى الآن، حماس رفضتها”.
وجدد شكره للرئيس الأمريكي متوددا: “خلال زيارتي الأخيرة إلى واشنطن، قلت إن دونالد ترامب هو أعظم صديق حظيت به إسرائيل على الإطلاق البيت الأبيض”، على حد قوله.
وأضاف: “ويُظهر الرئيس ترامب هذه الصداقة كل يوم”.
وتابع نتنياهو: “أشكره على إرسال جميع الذخائر التي كانت محتجزة من قبل، ما يتيح لإسرائيل الحصول على الأدوات التي نحتاجها لإنهاء المهمة ضد محور الإيراني”.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
في المقابل تطالب “حماس” بإلزام إسرائيل بما نص عليه الاتفاق، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات “ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق”.