تعذيب وسرقة.. عمال غزة يروون ظروف اعتقالهم أثناء طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
غزة- "عذبونا وبهدلونا وسرقونا"، ترددت هذه الكلمات ومرادفاتها على ألسنة عمال فلسطينيين لدى وصولهم إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة، وقد أطلقت إسرائيل سراحهم اليوم الجمعة بعد احتجازهم في ظروف قاسية لنحو 3 أسابيع.
ونقل جيش الاحتلال آلافا من عمال غزة في حافلات إلى المعبر الواقع عند نقطة التقاء الحدود المصرية الإسرائيلية مع القطاع بعدما كانت قد اعتقلتهم من أماكن عملهم في الداخل المحتل إثر اندلاع الحرب التي أعقبت "معركة طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبدا العمال المطلق سراحهم في حالة يرثى لها وإعياء شديد جراء ظروف احتجازهم القاسية والتعذيب الشديد الذي تعرضوا له على مدار الأسابيع الماضية، وتعالى البعض منهم على الآلام والمعاناة، وسجدوا على أرض غزة وألسنتهم تلهج بالحمد والشكر لله.
عمال ينتظرون رفاقهم الذين أطلق الاحتلال سراحهم عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة (الجزيرة) العامل الشهيدوقال أطباء في وزارة الصحة ومسؤولون في "هيئة المعابر والحدود" إن العمال المفرج عنهم وصلوا إلى غزة في حالة يرثى لها، وقد بدت على أجسادهم آثار التنكيل إثر تعذيب شديد تعرضوا له خلال فترة احتجازهم لدى جيش الاحتلال الذي لم يكتف بذلك، بل وسرق أموالهم وهواتفهم المحمولة ووثائقهم الشخصية.
واستدعت الحالة الصحية الصعبة نقل عدد من العمال إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح، وبحسب مدير الإعلام في معبر رفح البري وائل أبو عمر فإن العامل منصور نبهان ورش آغا من سكان بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع استشهد جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه وضربه قبل ترحيله مع بقية العمال.
ويقدر عدد العمال المفرج عنهم بنحو 3200 عامل من بين 18 ألفا و500 عامل لم يكونوا جميعهم في إسرائيل وقت اندلاع الحرب لتوقف أعمالهم بسبب "الأعياد اليهودية".
وقال مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي (الكابينت) في بيان مساء أمس الخميس إن "عمال غزة الذين كانوا في إسرائيل يوم بدء الحرب سيعادون إلى غزة، وإن إسرائيل تقطع كل الصلات مع غزة، ولن يكون هناك عمال فلسطينيون من غزة".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد كان عمال غزة محتجزين في قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ القرار الذي أعلنه منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي قضى بإلغاء جميع تصاريح عمال غزة.
"عاملونا كحشرات"
بكلمات غير مترابطة وبنبرة يكسوها الكثير من القهر قال العامل الخمسيني بسام نصر للجزيرة نت "اتبهدلنا.. عذبونا وجوعونا"، وقد بدا ذلك على هيئته الرثة وملابسه المتسخة، ووفقا له فإن جيش الاحتلال تعمد تجويعهم وحرمهم من الاستحمام طوال مدة احتجازهم.
وعاد نصر إلى غزة من دون نجله (16 عاما) الذي كان يرافقه بالعمل، حيث لا يزال مصيره مجهولا، واعتقلتهما قوات الاحتلال معا، وتعرضا لتعذيب شديد وتحقيق قاس بهدف الحصول على معلومات عن فصائل المقاومة في غزة، خاصة حركة حماس ونشطائها ومواقعها.
3 أسابيع رهن الاحتجاز في قاعدة تابعة لجيش الاحتلال وصفها نصر بأنها "الأسوأ في حياته"، وقال "تعاملوا معنا كحشرات، يلقون إلينا بالقليل من الطعام، ويحرموننا النوم والراحة، وآخر المطاف سرقوا أموالنا وكل شيء معنا".
وطوال هذه الفترة لم يكن العمال المحتجزون على دراية بمجريات الحرب على غزة، ووفقا لنصر "كنا معزولين عن العالم، لا نعلم أي شيء عما يدور خارج أسوار السجن، والآن وقد وصلنا إلى غزة وعرفنا حجم الجرائم لا أعلم إن كانت أسرتي على قيد الحياة أم بين الشهداء".
وتقطن أسرة نصر (70 فردا) في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، وهو أحد أكثر الأحياء التي شهدت مجازر مروعة نتيجة غارات جوية عنيفة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
العامل بسام نصر يشرح أساليب التعذيب في قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة) تعذيب جسدي ونفسيمنذ اللحظة الأولى لاعتقال نصر وعمال غزة قيدهم جيش الاحتلال من أطرافهم ووضع عصبات على عيونهم، ومارس ضدهم صنوفا من التعذيب الجسدي والنفسي.
وعن قرار الإفراج عنهم قال نصر "بعد منتصف الليل كبّلونا وعصبوا عيوننا على أساس نقلنا إلى سجن آخر، وبعد ساعات من المعاناة والقلق داخل الباصات فوجئنا بأننا على معبر كرم أبو سالم، وأمرونا بالسير نحو غزة".
مشى العمال نحو كيلومترين على أقدامهم للوصول إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، لكن الإعياء الشديد لم يسعف العامل ضياء زعرب لتقدير المسافة، وقال للجزيرة نت "مشينا 5 كيلومترات، كانت أجواء مرعبة طوال الطريق وحتى الوصول إلى غزة".
واعتقلت قوات الاحتلال زعرب من عمله في اليوم الرابع للحرب على غزة، وخلال 3 أيام متواصلة "لم يتوقف التعذيب الشديد، من دون معرفة السبب، تعذيب لا يحتمله بشر، مع تربيط ليلا ونهارا".
وخلال هذه الأيام لم تقدم قوات الاحتلال لزعرب ورفاقه من العمال سوى القليل من الماء ووجبات طعام صغيرة ورديئة، وبحسب العامل فؤاد النونو "رمونا تحت الشمس نهارا وفي البرد ليلا بدون أغطية، ولم يقدموا لنا الأغطية والفراش والطعام إلا بعد مرور 5 أيام".
وتركز التحقيق مع زعرب وغيره من العمال على فصائل المقاومة ومنصات إطلاق الصواريخ وما توصف بـ"شبكة الأنفاق" ونشطاء وقادة حركة حماس، وطوال التحقيق الذي تخلله "التعذيب بالكرسي الكهربائي" لم يكن على لسانه سوى "إحنا عمال ولا نعرف شيئا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الاحتلال جیش الاحتلال عمال غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
الضيف شهيد الانتصار
إنه الاصطفاء الإلهي للمؤمنين الذين صدقوا الله عهدا، وباعوا له أنفسهم بنفوس راضية، ففازوا بالعطاء والتكريم الإلهي الكبير والعظيم، الذي لا يليق إلا بأمثالهم من القادة العظماء، والمؤمنين الأتقياء، والمجاهدين النجباء، وما لها من عظمة، ويا له من فخر، ويا له من سبق، عندما يرتقي قادة المقاومة شهداء وهم يقاتلون في الصفوف الأمامية في المواجهات والمعارك التي خاضوها ضد كيان العدو الصهيوني، بكل شجاعة وإقدام واستبسال، ضاربين أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام و البذل والعطاء والتضحية والفداء .
بالأمس القريب زف المتحدث باسم كتائب القسام المجاهد (أبو عبيدة ) نبأ استشهاد القائد المجاهد الكبير محمد الضيف – رئيس هيئة أركان القسام – رضوان الله عليه، ومعه ثلة من القادة العظماء الذين فازوا بالشهادة في معركة طوفان الأقصى بعد أن سطروا الملاحم البطولية التي ستظل مفخرة لكل الأجيال العربية والإسلامية المتعاقبة .
الشهيد الضيف الشبح المرعب لكيان العدو الإسرائيلي، وصاحب العطاء الجهادي الوافر في مقارعة الاحتلال الصهيوني، وأحد أبرز الشخصيات العسكرية الجهادية في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، التي لعبت دورا رئيسيا بارزا في تنظيم العمليات الجهادية ضد هذا الكيان الغاصب، وعرف عنه براعته المشهودة في التكتيكات العسكرية والقدرة الفائقة على التخطيط للعمليات والتنفيذ لها حتى في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وصاحب الحضور اللافت في تطوير التصنيع الحربي، وتعزيز قدرات المقاومة، والإشراف على إنشاء الأنفاق، وقيادة المقاومة عسكريا في غزة لسنوات عديدة، الأمر الذي شكل مصدر رعب وقلق مستمر للكيان الصهيوني، الذي حاول اغتياله لأكثر من خمس مرات، ولكنه فشل في مهمته، ليظل الضيف يسقي الصهاينة السم الزعاف وكؤوس المنايا، إلى أن ارتقى شهيدا خلال معركة طوفان الأقصى، مختتما حياته بالشهادة التي كانت الختام الطبيعي لسفر هذا القائد الجهادي الكبير، الذي استحق عن جدارة واستحقاق بأن يفد على الرحمن ضيفا كريما بعد أن حاز على وسام الشهادة الذي يمثل الجائزة الإلهية الكبرى للخالدين العظماء .
أيها الشهيد الضيف : لقد أتعبت العدو الصهيوني وهو يتعقبك ويحاول بائسا اغتيالك، لقد أرعبتهم بتحركاتك، وأزعجتهم بعملياتك الموجعة، وضرباتك الحيدرية المسددة، أعلنوا مرارا وتكرارا عن مقتلك خلال معركة طوفان الأقصى والعدوان على غزة العزة، ولكن لطائف الله ظلت تحيط بك، وترعاك برعايته، ليعترف الكيان الصهيوني بأن المعلومات التي حصل عليها بشأن مقتلك غير صحيحة، ليأتي نبأ استشهادك مع ثلة من رفاقك الذي أعلنه أبو عبيدة، كاشفا إفلاس وعجز وفشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أمام تفوق استخبارات حركة حماس التي نجحت في إدارة المعركة بكل كفاءة واقتدار، دون أن تمنح العدو أي فرصة للإعلان عن إنجاز عسكري يُذكر في هذا الجانب .
لقد كنت يا أبا خالد شوكة في نحور الصهاينة المجرمين، لقد هزمتهم وأنت حي في مختلف الجبهات والميادين وكان آخرها معركة طوفان الأقصى، وها أنت تهزمهم بعد استشهادك، لقد فزت وهم خابوا وخسروا، لقد حققت كل أهدافك النبيلة وهم فشلوا فشلا ذريعا، لقد أثمرت تضحياتك ورفاقك الشهداء عزا ونصرا، لقد انتصرت غزة العزة، لقد عاد النازحون إلى ديارهم، لقد فشلت مخططات التهجير والترحيل الصهيو أمريكية، لقد خرج السجناء والسجينات من سجون ومعتقلات كيان العدو الصهيوني، لتنم قرير العين أيها الضيف الشهيد رفقة الشهداء القادة هنية والسنوار والعاروري ومن سبقهم ومن لحق بكم من الشهداء العظماء، هنيئا لكم هذا المقام الكريم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وسلام على أرواحكم الطاهرة .