هل من الممكن إنقاص الوزن في مناطق معينة من الجسم؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تعمل مخازن الدهون في الجسم بمثابة احتياطي حيوي للطاقة، يتم الاعتماد عليها خلال فترات التمرين، أو عندما نتّبع نظاماً غذائياً قليل السعرات، أو أثناء الصوم.
لكن، هل يمكن استهداف مواضع معينة من الجسم لإنقاص الدهون فيها؟.
يعتبر تقليل الوزن الموضعي أسطورة، بحسب الباحث نيك فولر من جامعة سيدني، ويرجع ذلك بحسب ورقته البحثية على موقع “ذا كونفيرسيشن”، إلى طبيعة تخزين الجسم لهذه الدهون.
يقول فولر: “تأخذ الدهون المخزنة في أجسامنا شكل الدهون الثلاثية، وهي نوع من جزيئات الدهون التي يمكننا استخدامها للحصول على الطاقة. وعندما نأكل، تقوم أجسامنا أيضاً بتحويل أي طاقة غير مستخدمة مستهلكة إلى دهون ثلاثية”.
ويتم تخزين الدهون الثلاثية في خلايا دهنية خاصة، تسمى الخلايا الشحمية، ويتم إطلاقها في مجرى الدم ونقلها إلى الأنسجة الدهنية، وهي الأنسجة التي نشير إليها بشكل أكثر شيوعًا باسم دهون الجسم.
ويشير البحث إلى 3 عوامل رئيسية تتحكم في موضع تخزين الدهون، هي: الجينات، والنوع، والسن.
عوامل توزيع الدهون
تتحكم الجينات في 60% من أماكن توزيع الدهون على الجسم.
وتميل النساء إلى إنقاص الوزن من الوجه والساقين والذراعين أولاً لأنها مواضع لا تؤثر على الإنجاب، مع الاحتفاظ بالدهون المخزنة حول الوركين والفخذين والأرداف.
ونتيجة عوامل هرمونية مع التقدم في العمر، تميل النساء بعد انقطاع الطمث والرجال في منتصف العمر إلى تخزين الدهون الحشوية حول البطن، وهي المنطقة الأصعب بالنسبة للتخسيس.
ويشير البحث إلى نتائج 13 دراسة سابقة، وجدت أن تدريب العضلات الموضعي لا يؤثر على إنقاص الوزن من هذا الموضع من الجسم.
كما يحذّر البحث من ترويج مكملات غذائية وعلاجات تستهدف التخسيس الموضعي، لعدم فاعليتها.
وتشير النتائج إلى أن بناء كتلة عضلية في كل أجزاء الجسم يحسن حرق الدهون فيها، وأن التمارين المتكاملة، مع اتباع نظام غذائي معتدل السعرات، تؤسس لعادات تحافظ على الرشاقة.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
عقار جديد لإنقاص الوزن يحرق الطاقة ويخفض الشهية
اكتشف العلماء في جامعة كوبنهاغن في الدانمارك عقارا جديدا لإنقاص الوزن يقلل الشهية ويزيد من استهلاك الطاقة ويحسن حساسية الأنسولين دون التسبب في الغثيان أو فقدان كتلة العضلات. ويطمح الباحثون لإجراء تجارب على البشر للتأكد من أنه آمن وفعال.
تم نشر هذه النتائج لدراسة بمجلة "نيتشر" يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. ومن المتوقع أن يسهم العقار الجديد في علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني والذين لا يستجيبون جيدا للعلاجات الحالية.
وزن الجسم ومعضلة حرق السعراتيتحدد الوزن إلى حد كبير من خلال التوازن بين الطاقة التي نتناولها وكمية الطاقة التي نستهلكها. إن تناول الكثير من الطعام وحرق كميات أقل يصنع فائضا من الطاقة، مما يجعل ميزان الطاقة إيجابيا وبالتالي يزداد الوزن، في حين أن تناول كميات أقل من الطعام وحرق كميات كبرى يدفع الجسم لحرق سعرات مخزنة فيه سابقة وبالتالي يصبح الميزان سلبيا مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
يجعل الجيل الحالي من العلاجات القائمة على إنكريتين الميزان يميل نحو توازن سلبي للطاقة من خلال خفض الشهية وإجمالي السعرات الحرارية التي يستهلكها الشخص. لكن العلماء أدركوا أيضا الإمكانات على الجانب الآخر من المعادلة، فكان هدفهم العمل على زيادة السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.
هذا النهج ذو أهمية خاصة نظرا للأبحاث الحديثة التي أظهرت أن أجسامنا تبدو وكأنها تحرق سعرات حرارية أقل في حالة الراحة مقارنة ببضعة عقود من الزمن. ومع ذلك، لا توجد حاليا طرق معتمدة سريريا لزيادة استهلاك الطاقة بأمان، وهناك عدد قليل من الخيارات قيد التطوير.
والإنكرتينات هي هرمونات يفرزها الجهاز الهضمي، وتلعب دورًا حيويا في تنظيم مستوى السكر في الدم. وعندما نتناول الطعام، تحفز هذه الهرمونات البنكرياس على إفراز الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن نقل الجلوكوز (السكر) من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة.
يتحدد الوزن إلى حد كبير من خلال التوازن بين الطاقة التي نتناولها وكمية الطاقة التي نستهلكها (بيكسلز) شغل وضعية حرق السعرات
أهم هرمونين من هرمونات الإنكريتين هما البولي ببتيد الإنسولينوتروبي المعتمد على الجلوكوز "جي آي بي" (GIP) والببتيد المشابه للجلوكاجون-1 "جي إل بي-1" (GLP-1). ولدى المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني يقل تأثير الإنكريتين.
قرر العلماء في جامعة كوبنهاغن اختبار تأثير تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 "إن كيه 2 آر" (NK2R) في الفئران. وقد تمكنت مجموعة جيرهارت-هاينز من تحديد المستقبل من خلال الفحوص الجينية التي أشارت إلى أن مستقبلات إنكريتين 2 تلعب دورا في الحفاظ على توازن الطاقة والتحكم في الغلوكوز.
وقد أذهلتهم نتائج الدراسة، فلم يعمل تنشيط المستقبلات على زيادة حرق السعرات الحرارية بأمان فحسب، بل أدى أيضا إلى خفض الشهية دون أي علامات للغثيان. إن تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 يقلل من وزن الجسم ويعكس مسار مرض السكري.
يقول الأستاذ المساعد زاك جيرهارت هاينز من مركز مؤسسة نوفونورديسك للأبحاث الأيضية الأساسية "سي بي إن آر" (CBMR) بجامعة كوبنهاغن -وفقا لموقع يوريك أليرت- "بينما أحدثت العلاجات القائمة على جي إل بي-1 ثورة في رعاية المرضى للسمنة والسكري من النوع الثاني، فإن تسخير إنفاق الطاقة بأمان والتحكم في الشهية دون غثيان يظلان هدفين مقدسين في هذا المجال. من خلال معالجة هذه الاحتياجات، نعتقد أن اكتشافنا سيدفع الأساليب الحالية لجعل العلاجات الأكثر تحملا وفعالية في متناول ملايين الأفراد الآخرين".
أظهرت دراسات أخرى أجريت على الرئيسيات غير البشرية المصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسمنة أن تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 أدى إلى خفض وزن الجسم وعكس مرض السكري لديهم من خلال زيادة حساسية الأنسولين وخفض نسبة السكر في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول.
نحو 400 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والسمنة (غيتي) من فئران المختبر إلى البشروبعد أن أظهر العقار نتائج واعدة في التجارب الحيوانية يطمح الباحثون لإجراء تجارب على البشر للتأكد من أنه آمن وفعال. وتقول طالبة الدكتوراه فريدريك ساس من مركز أبحاث السرطان في جامعة كوبنهاغن والباحثة المشاركة في الدراسة، "تتمثل إحدى كبرى العقبات في تطوير الأدوية تتناسب مع البشر بعد نجاح الأمر لدى الفئران. ولهذا السبب كنا متحمسين لأن فوائد تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 انتقلت إلى الرئيسيات غير البشرية المصابة بمرض السكري والسمنة، مما يمثل خطوة كبيرة نحو العمل السريري".
وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى ظهور الجيل القادم من العلاجات الدوائية التي توفر علاجات أكثر فعالية وقابلية للتحمل لنحو 400 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والسمنة.