دور محوري وتاريخي.. هكذا وصف أساتذة السياسة دور مصر تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع تزايد التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووجود دعوات بتهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، الأمر الذي رفضته مصر شكلاً وموضوعا، بل واعتبرته بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية.

نجح الموقف المصري في تغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما كشف عنه الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، موضحا: «نجد على سبيل المثال مظاهرات في أوروبا وبريطانيا ضد الاحتلال الإسرائيلي والبعض اعتبر هذه المظاهرات بأنها طريق لعودة معاداة السامية أي اليهود تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني وما يقع عليه من جرائم».

مظاهرات ضد قوات الاحتلال

لم يقتصر الأمر على وجود مظاهرات فقط في الدول الكبرى ضد ما تقوم به قوات الاحتلال على قطاع غزة، بل وصل الأمر إلى وجود مظاهرات في إسرائيل نفسها ضد حكومة الاحتلال، بحسب ما رواه عاشور، لـ«الوطن».

وظهرت براعة الدبلوماسية المصرية في فتح معبر رفح البري، الذي وصل العديد من الرسائل المهمة، التي كشف عنها أستاذ العلاقات الدولية، وهي أن هناك من يحتاج بالفعل لمساعدات إنسانية، وثاني هذه الرسائل أن هناك جرحى ومصابين جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي: «كل هذا يؤكد أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بمثابة انتهاك لمبادئ القانون الدولي الإنساني».

مخالفات للقوانين الدولية 

وينص القانون الدولي الإنساني على أن يُمارس الدفاع عن النفس وفق حجم الاعتداء نفسه، إلا أن إسرائيل ضربت بكل هذه القواعد والنصوص عرض الحائط، حيث أكد الدكتور تامر عاشور، أنه خالفت كل القوانين حتى التي تنص على ضرورة توفير تأمين صحي إنساني للمدنين في حالة الحرب، وتجاوز عدد الشهداء والجرحى ما تخلف من الأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت في النصف الأول من عامها الثاني.

موقف مصر الدبلوماسي في القضية الفلسطينية مُشرف

ووصف أستاذ العلاقات الدولية، موقف مصر الدبلوماسي في القضية بالـ«مُشرف»، موضحا أن استضافة مصر للأمين العام للأمم المتحدة وعقده مؤتمرا صحفيا أمام معبر رفح، كان بمثابة صدمة للمجتمع الدولي، وانعكس ذلك على تجاوز مندوب إسرائيل في جلسة مجلس الأمن السابقة على كلمة الأمين العام: «مصر هي التي تتحرك وتخوض أشرف معركة دبلوماسية لصالح الشعب الفلسطيني».

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فسرت صلابة الموقف المصري وقوة دبلوماسيته، قائلة: «مصر تدافع عن حق الأمر الذي يعطي موقفها ودبلوماسيتها وهو حق منصوص عليه في المواثيق الدولية وحق إنساني، فمنذ الوهلة الأولى كانت مصر مُحددة في مطالبها وواضحة تماما».

دلائل قوة مصر 

فجملة مطالب مصر بشأن القضية، كانت تدور حول عدة نقاط، وضحتها الدكتورة نورهان الشيخ في حديثها لـ«الوطن»، أولها فتح معبر رفح لدخول المساعدات بل واستدامتها للشعب الفلسطيني الذي خلف منه الاحتلال الإسرائيلي آلاف الجرحى والشهداء، والأمر الذي ساعدتها في ذلك هو رصيدها الدولي والإقليمي وامتلاكها العديد من قنوات الاتصال المهمة، فضلاً عن كونها قوة عربية وأفريقية وشرق أوسطية مُهمة.

نتيجة قوة ومكانة مصر، أكدت «نورهان الشيخ»، أنها نجحت أولاً في معبر رفح، ثانياً في دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، فضلاً عن تجهيز مستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين.

ووصف محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدور المصري بشكل عام تجاه القضية الفلسطينية بأنه دور مركزي ومحوري وتاريخي، موضحاً أن مصر دائماً ما تلعب أدواراً محورية على مستوى القضية الفلسطينية، إلا أن دورها في ثنايا التصعيد الراهن الذي بدأ في 7 من شهر أكتوبر الماضي اكتسب خصوصية وأهمية كبيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة فلسطين أستاذ العلاقات الدولیة الاحتلال الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41689 شهيدا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41689 شهيدًا و96625 مصابًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريحات نقلتها فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 51 شهيدًا و165 مصابًا خلال الساعات الـ24 الماضية.

ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023.

ويشن جيش الاحتلال مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.

ويواجه سكان قطاع غزة قيود إسرائيلية متزامنة في ظل استمرار الحرب، لا سيما محافظتي غزة والشمال، مجاعة شديدة في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ودمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة في قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.

ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ وآلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، وذلك بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.

مقالات مشابهة

  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • النعيمي يؤكد أهمية حضور الشعر والكلمة الحرة في دعم القضية الفلسطينية
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41689 شهيدا
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • الصحة الفلسطينية: 41638 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة