خبراء: الدبلوماسية المصرية خاضت معركة شرسة لكشف انتهاكات إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
دور محوري وتاريخي.. هكذا وصف أساتذة السياسة دور مصر تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع تزايد التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووجود دعوات بتهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، الأمر الذي رفضته مصر شكلاً وموضوعا، بل واعتبرته بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية.
نجح الموقف المصري في تغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما كشف عنه الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، موضحا: «نجد على سبيل المثال مظاهرات في أوروبا وبريطانيا ضد الاحتلال الإسرائيلي والبعض اعتبر هذه المظاهرات بأنها طريق لعودة معاداة السامية أي اليهود تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني وما يقع عليه من جرائم».
لم يقتصر الأمر على وجود مظاهرات فقط في الدول الكبرى ضد ما تقوم به قوات الاحتلال على قطاع غزة، بل وصل الأمر إلى وجود مظاهرات في إسرائيل نفسها ضد حكومة الاحتلال، بحسب ما رواه عاشور، لـ«الوطن».
وظهرت براعة الدبلوماسية المصرية في فتح معبر رفح البري، الذي وصل العديد من الرسائل المهمة، التي كشف عنها أستاذ العلاقات الدولية، وهي أن هناك من يحتاج بالفعل لمساعدات إنسانية، وثاني هذه الرسائل أن هناك جرحى ومصابين جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي: «كل هذا يؤكد أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بمثابة انتهاك لمبادئ القانون الدولي الإنساني».
مخالفات للقوانين الدوليةوينص القانون الدولي الإنساني على أن يُمارس الدفاع عن النفس وفق حجم الاعتداء نفسه، إلا أن إسرائيل ضربت بكل هذه القواعد والنصوص عرض الحائط، حيث أكد الدكتور تامر عاشور، أنه خالفت كل القوانين حتى التي تنص على ضرورة توفير تأمين صحي إنساني للمدنين في حالة الحرب، وتجاوز عدد الشهداء والجرحى ما تخلف من الأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت في النصف الأول من عامها الثاني.
موقف مصر الدبلوماسي في القضية الفلسطينية مُشرفووصف أستاذ العلاقات الدولية، موقف مصر الدبلوماسي في القضية بالـ«مُشرف»، موضحا أن استضافة مصر للأمين العام للأمم المتحدة وعقده مؤتمرا صحفيا أمام معبر رفح، كان بمثابة صدمة للمجتمع الدولي، وانعكس ذلك على تجاوز مندوب إسرائيل في جلسة مجلس الأمن السابقة على كلمة الأمين العام: «مصر هي التي تتحرك وتخوض أشرف معركة دبلوماسية لصالح الشعب الفلسطيني».
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فسرت صلابة الموقف المصري وقوة دبلوماسيته، قائلة: «مصر تدافع عن حق الأمر الذي يعطي موقفها ودبلوماسيتها وهو حق منصوص عليه في المواثيق الدولية وحق إنساني، فمنذ الوهلة الأولى كانت مصر مُحددة في مطالبها وواضحة تماما».
دلائل قوة مصرفجملة مطالب مصر بشأن القضية، كانت تدور حول عدة نقاط، وضحتها الدكتورة نورهان الشيخ في حديثها لـ«الوطن»، أولها فتح معبر رفح لدخول المساعدات بل واستدامتها للشعب الفلسطيني الذي خلف منه الاحتلال الإسرائيلي آلاف الجرحى والشهداء، والأمر الذي ساعدتها في ذلك هو رصيدها الدولي والإقليمي وامتلاكها العديد من قنوات الاتصال المهمة، فضلاً عن كونها قوة عربية وأفريقية وشرق أوسطية مُهمة.
نتيجة قوة ومكانة مصر، أكدت «نورهان الشيخ»، أنها نجحت أولاً في معبر رفح، ثانياً في دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، فضلاً عن تجهيز مستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين.
ووصف محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدور المصري بشكل عام تجاه القضية الفلسطينية بأنه دور مركزي ومحوري وتاريخي، موضحاً أن مصر دائماً ما تلعب أدواراً محورية على مستوى القضية الفلسطينية، إلا أن دورها في ثنايا التصعيد الراهن الذي بدأ في 7 من شهر أكتوبر الماضي اكتسب خصوصية وأهمية كبيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة فلسطين أستاذ العلاقات الدولیة الاحتلال الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة معبر رفح
إقرأ أيضاً:
سياسيون: إسرائيل عدونا الأكبر نوايا ترامب تصفية القضية الفلسطينية
رفض عدد من الخبراء السياسيين، حديث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين قسريا أو طوعيًا إلى مصر والأردن، مؤكدين أن ذلك يرمى إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وأن ترامب يريد القضاء على القضية الفلسطينية، وما يحدث يكشف أن أمريكا لسان إسرائيل فى المنطقة.
يقول اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الدولة المصرية، رئيسًا وشعبًا، ترفض مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يُفضى إلى تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يرى أن كيان أى دولة هو أرض وشعب ونظام.
وأفاد فرج، فى تصريح خاص لـ»الوفد»، أن تحرك الشعب الفلسطينى نحو سيناء يعنى ببساطة انتهاء الدولة الفلسطينية وتصفية القضية، ومن هنا مصر ترفض رفضًا قاطعًا تلك المخططات التى من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، وإحداث حالة من عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط.
وأكد الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن مصر رفضت تلك المقترحات من أيام بلينكن قائلًا: «ترامب عايز يقضى على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هناك تأييدًا شعبيًا كاملًا لموقف الرئيس السيسى ضد أمريكا وهناك استعداد لتقبل أى قرارات.
واختتم اللواء دكتور سمير فرج حديثه قائلًا: «الشعب المصرى عظيم ويتبنى القضية الفلسطينية منذ عقود، ويقف دائمًا خلف القيادة السياسية فى جميع المواقف».
وأكد الدكتور مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رفض التهجير القسرى أو الطوعى من قبل مصر، يعنى دحر المخططات التى ترمى إلى القضاء على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الرفض المصرى الأردنى القاطع لتلك المسألة، للحفاظ على الدولة الفلسطينية، قائلا: «تنبنى أمريكا تلك الطرح لأنها لسان إسرائيل فى المنطقة.
العدو الأهم لمصر هى إسرائيل:
وأضاف غباشى فى تصريح خاص لـ»الوفد» أن مصر حجر الزاوية فى الدفاع عن القضية الفلسطينية ومتعاطفة معها، والشعب يدرك أن العدو الأهم لمصر هو إسرائيل، مضيفًا أن مشهد عودة النازحين من الجنوب للشمال فى غزة مبهر للغاية، وتسبب فى إزعاج إسرائيلى.
وأشار نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن ثناء بن غفير وسموتريتش على اقتراح ترامب خطير للغاية، ونابع من مخاوف من التغيير الديمغرافى على الأرض، تكمن فى أن يتساوى عدد سكان الشعب الفلسطينى وهو لا يأتى فى مصلحة إسرائيل.
وتابع الدكتور مختار غباشي: ترامب يريد ثمن تدخله فى وقف إطلاق النار بغزة، وكان تحدث فى وقت سابقٍ أن إسرائيل دولة صغيرة، وبعدها الكثير قال إن نجاح الوقف فى إطلاق النار قد يساوى ثمنًا يدفع لهم «إسرائيل» خلال ولايته، وقد سمح ترامب برجوح صفقة سلاح توريد قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل.