لبنان ٢٤:
2024-12-17@16:51:58 GMT

نصرالله يبقي يده على الزناد

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

نصرالله يبقي يده على الزناد


وضع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته، التي سمعها العالم بأسره، حدًّا لكل ما سبقها من تحليلات وتنظيرات وتوقعات شغلت الأقربين والأبعدين على مدى الأيام، التي تلت الإعلان عن موعدها، خصوصًا أن ما سبقها من ترويج لها استفاد من الحالة النفسية لدى جميع الذين كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم لمعرفة القرار، الذي يمكن أن يُتخذ.



فبعد 3 تشرين الثاني يشبه كثيرًا بمفاعيله السياسية عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، وبالتالي يمكن القول إن ما بعد كلمة نصرالله ليس كما قبلها. فما قاله كان مدروسًا كلمة كلمة، التي اختيرت بدّقة ومسؤولية، لأن الظرف الذي تمرّ به المنطقة هو أكثر من دقيق وخطير، خصوصًا بالنسبة إلى موقع لبنان من المعادلات الجديدة القائمة، في ضوء ما تتعرّض له غزة من مخططات تفوق بمفاعيلها الاستراتيجية كل تصوّر أو توقّع.

فما قاله نصرالله كان متوقعًا. أمّا ما لم يقله فهو أخطر بكثير مما قاله. وهذا ما لا يزال يقلق العدو والدول الغربية المتضامنة معه، لأن ما لم يُقل يبقي عنصر المفاجأة عنصرًا أساسيًا في المعركة النفسية والمعنوية، التي تلازم المعارك العسكرية. وهذا الأمر يجيده "حزب الله"، بل يتقن تقنياته بحرفية فائقة، خصوصًا أن إعلامه العسكري المتطور تقنيًا والمزوّد بأحدث الأساليب التكنولوجية يتسمح له بالتأثير الإيجابي في عملية رفع المعنويات في صفوف المقاتلين، وفي ضخّ نسبة مرتفعة من عناصر القلق في صفوف العدو، سياسيًا وعسكريًا.

فما سبق الكلمة قد يوازي بأهميته الدعائية والترويجية أهمية الكلمة بحدّ ذاتها، مع ما أحدثته من حال ترّقب في مختلف الدوائر الدولية، وبالأخص لدى تل أبيب، بحيث أصبحت أنظار العالم مشدودة إلى هذه الكلمة، وما يمكن أن يعلنه "سيد المقاومة" في هذه المرحلة المفصلية، التي تتزامن مع تحريك إيران كل العواصم العربية، التي سبق أن قالت عنها إنها تشكّل منظومة متكاملة تبدأ باليمن وتمرّ بالعراق وسوريا ولبنان وتنتهي بغزة.

ما أعلنه نصرالله هو قليل من كثير، تاركًا المجال واسعًا للتعاطي مع هذه المواقف من مناظير مختلفة، مع استمرار الإيحاء للجميع بأن يده لا تزال قابضة على الزناد، مع التذكير بأن أي تدّخل مباشر له من شأنه أن يعيد خلط الأوراق، ويجعل البعض يعيد حساباته. وهذا ما حصل في سوريا عندما انخرط في الحرب فيها مباشرة. ويُقال إنه أحدث فيها من خلال هذا الانخراط كل الفرق.

"لنحمي ونبني". هو شعار أطلقه "حزب الله" في حملته الانتخابية النيابية الأخيرة، والتي أفضت إلى انتخاب 27 نائبًا شيعيًا توزّعوا على "الثنائي الشيعي. ومن هذا الشعار استوحى السيد نصرالله خطابه المفصلي، الذي حذّر العدو من ارتكاب أكبر حماقة في تاريخه إذا فكرّ بجرّ لبنان إلى حرب شاملة. وقال ردًّا على الذين يطالبون المقاومة بالتدخل في "المعركة الكبرى": "لقد دخلنا معركة "طوفان الأقصى" منذ 8 تشرين الأول، مضيفًا "أخذنا علماً بعملية "طوفان الأقصى" كما كل العالم، وسريعاً انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة"، ولفت إلى أن "ما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جداً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال".

وأضاف: "المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها". كما لفت إلى أن "الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا"، مضيفًا "لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الإسرائيلي مرتاحًا عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب إلى غزة".

فما قاله نصرالله في كلمته كان واضحا ولكنه أبقى الكثير من الأمور غامضة، وذلك عندما قال "إننا لن نكتفي بما يحصل في الجبهة الجنوبية بهذا القدر، وأن هذه الجبهة مفتوحة على كل الاحتمالات والخيارات وفق التطورات الميدانية في غزة، ووفق ما يخطّط له العدو من عدوان شامل على لبنان.

ما لم يقله نصرالله في كلمته، وفق بعض المحللين في محور المقاومة، هو أكثر قوة مما قاله، وهذا ما سيجعل إسرائيل تحسب ألف حساب لما يمكن أن تقدم عليه مستقبلًا في غزة وفي لبنان. وقال سماحته "لقد دخلنا معركة "طوفان الأقصى" منذ 8 تشرين الأول، مضيفًا "أخذنا علماً بعملية "طوفان الأقصى" كما كل العالم، وسريعاً انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة"، ولفت إلى أن "ما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جداً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال".

وخلص إلى القول بأن "هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعًا"، مشيرًا إلى أن "عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك".

في الخلاصة، يمكن القول أن نصرالله أعطى مجالًا واسعًا للضغط الدولي والعربي على إسرائيل وللعمل الديبلوماسي لوقف عدوانها على غزة، مبقيًا يده على الزناد. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: طوفان الأقصى تشرین الأول إلى أن

إقرأ أيضاً:

ضمن مخطط صهيوني ممنهج.. أجهزة أمن السلطة تشن حربًا على المقاومة في الضفة

الثورة نت/..

تصاعدت الإدانات الفلسطينية المُنددة والرافضة لعمليات القتل التي تنفذها أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما في مخيم جنين، مع دعوات لضرورة تحمّل السلطة مسؤوليتها الوطنية وأن لا تكون شريكاً فاعلاً جنباً إلى جنب مع العدو الصهيوني المجرم في إراقة الدم الفلسطيني.

فمنذ عدة أيام وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية تشن حملة عدوانية متواصلة على مدينة جنين ومخيمها، وسط تنسيق ودعم كاملين من العدو الصهيوني الغاصب.

وأسفرت هذه الحملة عن استشهاد عدد من المواطنين الفلسطينيين من بينهم القائد في كتيبة جنين يزيد جعايصة، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق النار المباشر من قِبَل هذه الأجهزة.

وبحسب القناة 12 الصهيونية فإن هذه الحملة الأمنية تأتي ضمن خطة مشتركة مع الكيان الصّهيوني.

وكشفت القناة أن قادة أجهزة السلطة تلقوا تعليمات مباشرة من مسؤولين صهاينة لإتمام العملية، مع تحذيرات من أن فشلهم سيؤدي إلى تدخل جيش العدو مباشرة.

وأشار تقرير القناة إلى أن العدو الصهيوني منح أجهزة السلطة الفلسطينية مزيدًا من الوقت لتنفيذ الحملة في حال أظهرت جدية في استهداف خلايا المقاومة.

وقد لاقت ممارسات وسياسات السلطة الحالية، استنكاراً فصائلياً واسعاً حيث اعتبرت الفصائل في بيانات منفصلة، ما يجري في جنين “سلوكًا مشينًا” يؤجج خلافات داخلية في وقت حساس ويتماهى مع العدوان الصهيوني وأهدافه.. داعية للوحدة والجلوس على طاولة الحوار الوطني.

وفي هذا السياق استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، “وحالة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لهم في جنين، والتي تتماهى بشكل تام مع العدوان الصهيوني وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات بكف يدها عن أبناء الشعب الفلسطيني ومقاوميه”.

وقالت: إن ما تقوم به الأجهزة الأمنية في جنين “يؤجج خلافات داخلية نحن في غنى عنها، في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ قضيتنا وما تتعرض له من مخططات الضم والتهجير”.

ودعت حماس كافة الفصائل والقوى الوطنية، والمؤسسات القانونية والحقوقية لاتخاذ “موقف حاسم” أمام ما تقوم به الأجهزة الأمنية وخاصة في جنين، وعموم الضفة الغربية، والضغط الجاد عليها “لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد النسيج والاستقرار المجتمعي”.

في غضون ذلك دعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أهالي مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية للإضراب والنفير العام وإعلان يوم غضب والمشاركة في تظاهرة شعبية تحت عنوان “دم الشهداء يوحدنا والعدو يتربص بنا”.

وقالت السرايا في بيانٍ لها: “إن هذا النفير هو أقل واجب أخلاقي وشرعي نؤديه نحو حقن الدم الفلسطيني، وإسنادًا لمخيم جنين حاضنة المقاومة بالضفة، ونصرةً للدماء الزكية التي نزفت من إخواننا المحاصرين بقطاع غزة، والقابعين تحت ظلم ونيران هذا العدو الغاشم”.

بدورها، دعت حركة المبادرة الوطنية السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لوقف العمليات الجارية بجنين، والاحتكام للغة الحوار الوطني، والحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وسيادة القانون العادل بمواجهة مؤامرات الاحتلال وجرائمه.

وقالت في بيانٍ لها: إن “الصراعات والاشتباكات الداخلية هي آخر ما يحتاجه شعبنا وهو يواجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجاعة في قطاع غزة ومؤامرة ضم وتهويد الضفة الغربية وتطهيرها عرقيا على يد عصابات الاحتلال والمستوطنين”.

لجان المقاومة في فلسطين بدورها دعت كل مكونات الشعب الفلسطيني للتصدي لما تقوم بها أجهزة الأمن وخاصة في جنين “لوضع حد لما وصفته بـ “الخطيئة الكبيرة التي تهدد نسيجنا المجتمعي والوطني وتكرس الانقسام”.

واعتبرت في بيانٍ لها، شن الأجهزة الأمنية حملة تستهدف المقاومين والمطلوبين للاحتلال، “تماهيا واضحا مع أجندة الاحتلال، التي تستهدف القضاء على حالة المقاومة؛ بهدف إفراغ الضفة من المقاومين لتسهيل تنفيذ مخططات الضم والتهويد”.

وطالبت السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية لتغليب صوت العقل والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضيته، والوقف الفوري والتام عن “جميع هذه الاعتداءات المشبوهة، والتي لا تصب الا بمصلحة كيان الاحتلال”.

واعتبر محللون سياسيون الحملة الشرسة التي تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في مخيم جنين وإعدامها للمقاومين، بأنها مؤشر خطير، يأتي على حساب المقاومة الفلسطينية، ويمنح العدو الصهيوني ذرائع إضافية لاستهداف الفلسطينيين.

وأكد المحللون أن هذه السياسة المدمرة التي تنتهجها أجهزة أمن السلطة هى تجسيد واقعي لمفهوم التنسيق الأمني الذي حاولت السلطة نفيه أكثر من مرة، بالإضافة إلى كونها، خطوة ضمن مخطط صهيوني ممنهج لتفريغ الضفة الغربية من المقاومة، في تواطؤ مفضوح يعكس انحراف السلطة عن واجبها الوطني وتحولها إلى أداة لخدمة كيان الاحتلال ومصالحه.

مقالات مشابهة

  • بماذا فوجئ نصرالله قبل عام؟ صحيفة إسرائيلية تعلن
  • العدو الصهيوني يعترف بمقتل جنديين في رفح
  • متى سيتم تشييع نصرالله؟
  • ملف الإسلاميين الى الواجهة وهذا ما تريده الحكومة السوريّة المؤقتة من لبنان
  • شاهد | العدو الإسرائيلي والخشية من المقاومة في سوريا بسبب المنطقة العازلة
  • عز الدين من الصوانة: من يراهنون على ضعف المقاومة واهمون
  • ضمن مخطط صهيوني ممنهج.. أجهزة أمن السلطة تشن حربًا على المقاومة في الضفة
  • سفير مصر: بري مصرّ على موعد الجلسة وهذا ما أبلغناه به
  • تقرير: خروقات إسرائيل تطال كل لبنان وهذا ما تخشاه بيروت
  • الشيخ نعيم قاسم يحدد برنامج عمل حزب الله للمرحلة المقبلة ويؤكد استمرار المقاومة