السيد نصرالله يُشيد بمبادرات ومواقف الشعب اليمني المُناصرة للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
الثورة نت../
أشاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، بمبادرات الشعب اليمني ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمُحاصر في معركة “طوفان الأقصى” البطولية.
وقال السيد نصرالله في كلمة متلفزة خلال الاحتفال التكريمي لشهداء المقاومة الذين قضوا على طريق القدس والذي أقامه حزب الله اليوم الجمعة: إن “الشعب اليمني الذي على الرغم من كل التهديدات، قام بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الصهيونية في جنوب فلسطين”.
وأضاف: “نوجه التحية لكل من دعم وأيّد في كل دول العالم ونخص بالتحية السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة”.
كما حيا الشعب الفلسطيني في غزة.. قائلاً: “التحية كل التحية للشعب الأسطوري الذي لا نظير له في هذا العالم لشعب غزة وأهلها، الذين شاهدنا كيف يخرج الرجل والمرأة وأيضا الطفل من تحت الانقاض ليقولوا إن كل ما قدموه هو فداء لفلسطين والأقصى والمقاومة”.
واعتبر أن “اللسان يعجز عن التعبير عن عظمة هذا الشعب وجبروته وايمانه وصموده وصبره وكذلك ما نشهده في الضفة الغربية من صمود وصبر وفي كل الساحات”.
وأكد السيد نصرالله أن إنجازات ونتائج وتداعيات معركة “طوفان الأقصى” تستحق كل هذه التضحيات، لأنها أسست لمرحلة تاريخية جديدة من مصير الشعب الفلسطيني ومصير شعوب ودول المنطقة.
وأضاف: الملف الأول “معركة “طوفان الأقصى” وعدم علم أحد فيها تثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي، وما حصل فيها يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهديها”.
وتابع: “معروف لكل العالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ 70 عاما ولكن خلال السنوات القليلة الماضية ذات قساوة الظروف امام هذه الحكومة “الإسرائيلية” المتطرفة الظالمة، وخاصة مسألة الاسرى وازدياد اعدادهم والتضييق عليهم وعائلاتهم ما جعل الامور انسانيا سيئة جدا”.
وقال: “الملف الثاني المسجد الأقصى وما تعرض له خاصة في الأسابيع الماضي لم يكن له سابقة منذ احتلال القدس”، والملف الثالث هو الأوضاع الصعبة الحياتية والمعيشية لأهالي غزة المحاصر دون أن يحرك أحد ساكنا”.
وأضاف: “الملف الرابع الضفة المحتلة مع ازدياد الاستيطان والقتل والاعتقال اليومي وهدم البيوت مع هذه الحكومة الصهيونية الظالمة”.
وذكر أن “كل هذه الملفات كانت ضاغطة بدون أن يتحرك أي أحد في هذا العالم، وكانت سياسة العدو تزداد قهرا وظلما وإذلالا ولذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب وكل داعميه خصوصا في واشنطن ولندن ويفتح هذه الملفات أمام العالم وإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية اولى في العالم”.
وأكد السيد نصر الله أن “الحدث هو عملية جهادية كبرى في السابع من أكتوبر أي عملية طوفان الاقصى التي قامت بها كتائب القسام وشاركهم فيها بقية فصائل المقاومة في غزة”.
وأوضح أن “هذه العملية كان قرارها فلسطينيا وكذلك تنفيذها مائة بالمائة.. فقد أخفاها أصحابها عن الجميع حتى فصائل المقاومة في غزة وعن محور المقاومة وهذه السرية المطلقة ضمن نجاح العملية الباهر”.
ولفت إلى أن “هذا الاخفاء لم يزعج أحد من محور المقاومة بل اثنينها عليه لأنه كان شرطا أساسيا لنجاح العملية وهذا الأداء من الأخوة في حماس أكد الهوية الحقيقية للمعركة وقطع الطريق على الأعداء والمنافقين بان يزيفوا ويحرفوا في حقيقة علاقة المقاومة في المنطقة”.
وشدد على أن “هذه المعركة تثبت أنها فلسطينية بالكامل ومن أجل فلسطين وملفاتها وشعبها ولا علاقة لها بأي ملف في المنطقة وتؤكد مصداقية كل ما كنا نقولها طوال السنوات الماضية ان القرار لدى حركات المقاومة هو لدى حركات المقاومة”.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى الى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان”.
ورأى أن “أهم ما فعلته العملية أنها كشفت الضعف والوهن والهزال وأن “إسرائيل” بالفعل أوهن من بيت العنكبوت”.. مؤكداً أنه “مهما فعلت حكومة العدو لن تستطيع أن تغير من آثار طوفان الأقصى على هذا الكيان ومستقبله”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن “هذه الانجازات والنتائج والتداعيات تستحق كل هذه التضحيات لأنها أسست لمرحلة تاريخية جديدة من مصير الشعب الفلسطيني ومصير شعوب ودول المنطقة والخيار الاخر يعني الصمت والانتظار”.. مضيفاً” “لذلك هذا الخيار كان صائبا شجاعا مطلوبا في وقته المناسب”.
ولفت إلى أن “الادارة الأمريكية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة”.
وتابع: “هذه السرعة الأمريكية لاحتضان “إسرائيل” ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان”.. مبيناً أن “يأتي الجنرالات الأمريكيون الى الكيان وفتح المخازن الأمريكية للجيش “الإسرائيلي” وطلب “إسرائيل” من اليوم الأول عشرة مليارات دولار فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”.
وقال السيد نصرالله: “كان واضحا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان تائها وضائعا.. وأمام غزة والحادث المهول الذي تعرّض له العدو يبدو أن حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق، وما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي ولكن من نفس الطبيعة”.
كما لفت السيد نصرالله إلى أنه “من أهم الأخطاء التي ارتكبها الصهاينة ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها”.
وقال: إنه “في عام 2006 وضعوا هدفًا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الاسيرين من دون تفاوض وتبادل ولمدة 33 يوما لم يحققوا أهدافهم واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر”.. مضيفاً: “ما يقوم به “الإسرائيلي” هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء فالإسرائيلي يدمر أحياء بكاملها”.
وعن الشهداء الذين قضوا وعوائلهم، قال السيد نصرالله: “أرحب بهذا الحضور الكبير والمهيب في احتفال اعتزازنا وافتخارنا بكل الشهداء الذين نحتفل بهم اليوم”.. مضيفاً: “نحيي ذكرى هؤلاء الشهداء، شهداء المقاومة الاسلامية سرايا المقاومة شهداء سرايا القدس وكتائب القسام في لبنان والشهداء المدنيين.. ونتوجه الى هؤلاء الشهداء والى عوائلهم بالتبريك ومن ثم بالعزاء واسال الله ان يتقبل من الجميع”.
وأكد السيد نصرالله “يمتد تبريكنا وعزاؤنا الى كل عوائل الشهداء في غزة والضفة وكل مكان ارتقى فيه شهداء ضمن معركة “طوفان الأقصى التي امتدت الى عدة ساحات”.
وأضاف: “الشهداء هؤلاء فازوا فوزا عظيما وهذا ما اكده الله في القرآن الكريم وهذا موضع افتخار لعائلاتهم ولنا جميعهم وان نكون على يقين الى المكان الذي ذهبوا اليه”.
وأوضح أن “الشهداء الآن هم أحياء فرحون يتنعمون بفضل الله ونعمته، هنيئا لكل الشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والولدان والصغار والكبار، هنيئا لهم انتقالهم الى ذلك العالم الى جوار الله ورسله وانبيائه حيث لا عدوان صهيوني ولا قتل ولا مجازر ونحن من هذا المنطلق العقائدي ننظر الى الشهداء”.
وقال السيد نصرالله: “لعوائل الشهداء نقول اولادكم في معركة كاملة الشرعية من الناحية الاخلاقية والشرعية والانسانية ضد هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين”.
وشدد على أن “هذه المعركة لا غبار عليها على المستوى الشرعي الاخلاقي والشرعي الانساني وهي من أعظم مصاديق الشهادة في سبيل الله”.. مضيفاً: “نتوجه للعوائل لنعتز بهم ونفتخر بهم وهذه قوتنا الحقيقية في هذا الايمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد للتضحية التي يعبر عنهم عوائل الشهداء”.
وقال السيد نصر الله “منذ الثامن من أكتوبر جاء التهديد الأمريكي لنا بإمكانية الدخول بالمعركة، وهنا أقول تطور وتصاعد الجبهة على الحدود مع فلسطين المحتلة مرهون بأحد أمرين أساسين: مسار وتطور الأحداث في غزة لأن جبهتنا هي جبهة دعم ومساندة لغزة”.
وأضاف: “المسار الثاني هو سلوك العدو الصهيوني باتجاه لبنان وهنا أحذره من بعض التمادي الذي أدى الى استشهاد بعض المدنيين الذي قد يدفعنا لعودة قاعدة المدني مقابل المدني”.. مؤكداً أن “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مفتوحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات وأن نكون جميعا جاهزين لكل الاحتمالات المفتوحة”.
وتوجه السيد نصر الله للأمريكيين بالقول: إن “التهويل علينا وعلى المقاومين لا يجدي نفعا لا على الدول ولا على حركات المقاومة”.. مضيفاً: “أساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام وأنا أقول لكم بكل صراحة التي تهدوننا بها لقد أعددنا لها العدة أيضا”.
وتابع: “أيها الأمريكيون عليكم أن تتذكروا هزائمكم في لبنان وأفغانستان ومن هزمكم في لبنان ما زالوا على قيد الحياة ومعهم أولادهم واحفادهم”.
وأوضح السيد نصرالله أن “طريق الحل ليس التهويل على المقاومين بل وقف العدوان على غزة، وهذه “إسرائيل” خادمتكم وأنتم الأمريكيون تستطيعون وقف العدوان على غزة”.
وشدد السيد نصرالله على أن “من يريد وقف الحرب الإقليمية يجب عليه وقف العدوان على غزة”.. قائلاً: إنه “في أي حرب إقليمية ستكون الضحية والخاسر الأكبر هي مصالحكم وقواتكم”.
وتوجه السيد نصر الله للشعب الفلسطيني ولكل المقاومين الشرفاء في المنطقة بالقول: “ما زلنا نحتاج الى وقت ولكننا ننتصر بالنقاط وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة وهكذا حققت المقاومة في الضفة إنجازات”.. مضيفاً: “أنا شخصيا ومن موقع التجربة الشخصية مع الإمام الخامنئي الذي كرر يقينه وإيمانه أن غزة ستنتصر وأن فلسطين ستنتصر وهو الذي قال لنا ذلك في الأيام الأولى في عدوان تم”.
وتابع قائلاً: “المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الانجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه ونحن جميعا يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة وتنتصر المقاومة في غزة”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وقف العدوان على غزة الشعب الفلسطینی السید نصر الله السید نصرالله طوفان الأقصى هذه المعرکة المقاومة فی هذا الکیان فی لبنان إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
رجال السيد القائد يحطمون أسطورة البحار
محمد يحيى فطيرة
في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين وتحديدًا في قطاع غزة، برزت مواقف داعمة من مختلف دول ومحاور المقاومة، وعلى رأسها اليمن تحت قيادة السيد عبد الملك الحوثي، أعادت صنعاء التأكيد على وقوفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حيثُ أظهرت اليمن التزامها السياسي والعسكري بدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة.
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، شدّد السيد عبد الملك الحوثي في خطاباته على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمّة الإسلامية المركزية، وأن الوقوف مع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي واجب ديني وأخلاقي، وأشار إلى أن صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال يعبّر عن إرادة الأمّة الحرة، داعيًا شعوب العالم الإسلامي إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بكل أشكالها.
أرسلت صنعاء رسائل تضامن واضحة عبر المسيرات الشعبية الكبرى التي شهدتها المدن اليمنية، حيثُ خرجت الحشود تهتف لفلسطين وتندد بالجرائم الإسرائيلية، كما استُخدمت المنابر الإعلامية والسياسية لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال.
في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، اتّخذت اليمن خطوات جريئة تهدف إلى كسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وبرز ذلك في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية التي اقتربت من السواحل اليمنية، في رسالة واضحة أن اليمن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية محاولات لاستفزاز سيادتها أو دعم العدوان على شعوب المنطقة.
وقد استخدمت القوات المسلحة اليمنية، تحت قيادة السيد عبد الملك الحوثي، تقنيات متطورة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة لاستهداف حاملات الطائرات ومنها إبراهام لينكولن، و يو إس إس دوايت أيزنهاور، وترومان، وغيرها، والسفن الحربية في البحر الأحمر وبحر العرب، وأكدت هذه العمليات أن اليمن بات يمتلك قوة ردع قادرة على إحداث تغيير في معادلات القوة الإقليمية.
تأتي هذه المواقف اليمنية في إطار التحالف المتنامي بين قوى المقاومة في المنطقة، والذي يسعى إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التوسعية، وقد أكد السيد عبد الملك الحوثي، أن العدوان على غزة واليمن هو جزء من مشروع واحد يستهدف كسر إرادة الشعوب الحرة، لكن صمود المقاومة في فلسطين واليمن أثبت أن هذه الشعوب قادرة على تحقيق النصر.
ختامًا، أثبتت اليمن، قيادةً وشعبًا، أن الموقف المبدئي والداعم لقضايا الأمّة لا يتأثر بالحسابات السياسية أو الاقتصادية؛ فبينما تقف بعض الدول متفرجة أو منحازة للاحتلال، تصدح صنعاء بصوتها الحر، وتترجم مواقفها إلى أفعال تعزز من روح المقاومة وتزيد من عزلة المعتدين.