طوفان الأقصى عمل على قلب الموازين العسكرية بين حركات المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي فالبرغم من تواصل القصف العنيف لإسرائيل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ونتج عنه استشهاد الاف من المدنيين اغلبهم من الأطفال، فيما ترد حركات المقاومة الفلسطينية التي فجأت إسرائيل بعمليات "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر استطاعت خلالها شل قدرات الجيش الإسرائيلي وعطلت آلة الحرب الإسرائيلية التي تعرف بـ"القبة الحديدة" في إسقاط صواريخ استهدفت العمق الإسرائيلي وحققت خسائر للجيش الإسرائيلي، بالرغم من تعداد الجيش الإسرائيلي يتألف من 170 الف جندى في الخدمة ونحو 465 ألفا في الاحتياط، ويبلغ عدد عناصر الفصائل الفلسطينية الذين يشتركون في العملية 20 ألف مقاتل، ما يجعلنا نتأمل عند هذا المشهد الذي نرى فيه قِوَى تعدادها 170 ألف وأخرى تعدادها20 ألف فقط وبالرغم من ذلك استطاعت ان تزلزل كيان إسرائيل وتلحق به خسائر كبرى وتحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وهذا لا يعنى رجوح كفة الأكثر عددا أو تحقيق انتصار، والدليل هو عملية "طوفان الأقصى" التي زلزلت عمق تل أبيب وأحدثت صدمه لدى الشعب والحكومة الإسرائيلية من حيث الخسائر التي لحقت بهم سواء في عدد القتلى وعدد الأسرى

تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن عملية طوفان الاقصي موضحة أن عملية الـ7 من أكتوبر في قطاع غزة غيرت ميزان القِوَى على الأرض".

وتبنى موقع متخصص في الشؤون الدفاعية الرأى ذاته برصده أن التوازن العسكري بين إسرائيل وفلسطين قد اختل بشكل كبير مع أن إسرائيل "تمتلك قوات مسلحة راسخة ومتقدمة تقنيا، بما في ذلك جيش مدرب بشكل متقدم وسلاح جوى وبحري. و لديها مُعِدَّات حديثة وقدرات استخباراتية وبنية تحتية دفاعية موثوقة".

وذكر الموقع أن إسرائيل تمتلك جيشا أكثر تقدما وتجهيزا بشكل كبير مقارنة بالمقاومة الفلسطينية. تمتلك إسرائيل جيشا عالى التدريب ومتقدما تقنيا، بما في تلك قوة جوية قوية وقدرات استخباراتية متقدمة وأسلحة حديثة. إضافة إلى ذلك، تستفيد إسرائيل من التحالفات الدولية القوية، منها الولايات المتحدة الأمريكية.

فعملية "طوفان الأقصى" بمنزلة "خروج عن التكتيكات السابقة، مما يدلل على وجود تكتيكات عسكرية أكثر تطورا. حيث استخدمت المقاومة الفلسطينية وسائل حرب جديدة، بعضها لم يستخدم من قبل.

طوفان الأقصى، عملية عسكرية كاملة بوسائل حرب جديدة، بتكتيكات تكنيكيات جديدة اكثر تطورا في كيفية إدارة الصراع وإحداث خسائر بالجانب المعادي عن طريق استخدام المقاومة "الطائرات الشراعية الكهربائية لنقل عناصرها إلى داخل العمق الإسرائيلي، متجاوزة نقاط التفتيش شديدة التحصين"، و أيضا استخدام طائرات مسلحة من دون طيار أول مرة لتدمير دبابة طراز ميركافا 4 الأكثر تقدما في إسرائيل".

وبجانب الصواريخ التي أطلقت من غزة، بعضها كان مداها بأكثر من 70 كم، ويصل إلى تل أبيب، ما يشير إلى استخدام أنظمة ومحركات توجيه متقدمة نسبيا"ما يدلل على أن حركات المقاومة الفلسطينية تتميز بقدرتها على القتال من الأنفاق وتتبنى نظريات الحرب الخاطفة وهى مكلفة للجيوش النظامية، مثلها مثل حرب الغوار ثم أن وجود شبكة خطوط دفاعية ملغمة ستكلف الجيش الإسرائيلي الكثير من العدد والعتاد العسكري.وبخلاف ذلك فإن حرب العصابات والفيالق المسلحة تستنزف وستظل تستنزف الجيش الإسرائيلى بشكل يثير الدهشة ويلحق به خسائر جمه في الأيام المقبلة.

وبالرغم من انه من المعروف أن إسرائيل تمتلك قوة عسكرية هائلة كما تزعم وكما تروج عن نفسها فإنها فشلت أمام حرب الغوار التي تتبناها المقاومة الفلسطينية التي لا تمتلك 10% مما تمتلكه إسرائيل من سلاح متعدد وقوة عسكرية، مما يكشف مدى هشاشة الجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على الثَّبات والمواجهة لذلك لجأ إلى حرب الإبادة الجماعية للمدنيين من سكان قطاع غزة للتغطية على فشله في التصدي لضربات الفصائل الفلسطينية بالرغم من الدعم الدُّوَليّ الذي تنعم به إسرائيل.

وسوف يقف التاريخ العسكري أمام ذلك الحرب كما وقف تجاه نصر أكتوبر 1973 لدراسة وتحليل كيفية استنزاف مقدرات جيش إسرائيل للمرة الثانية بعد خمسين عاما من نفس الدرس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يكشف تفاصيل الحملة العسكرية ضد الحوثيين (بيان)

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية الاثنين عن استمرار عملياتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن منذ 15 مارس 2024. وأكدت أن هذه العمليات تأتي في إطار جهودها لحماية حرية الملاحة الدولية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأوضح البيان أن القوات الأمريكية نفذت ضربات جوية دقيقة ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين بعد تحليل استخباراتي متعمق، مما أسفر عن تدمير أكثر من 800 هدف عسكري، شملت منشآت للقيادة والسيطرة، وأنظمة دفاع جوي، ومواقع لتصنيع وتخزين الأسلحة المتطورة.

وأشار البيان إلى أن هذه العمليات أدت إلى تحقيق نتائج ملموسة، حيث تم القضاء على المئات من عناصر المليشيات، بينهم قادة ميدانيون متخصصون في أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة، كما تم تدمير كميات كبيرة من الأسلحة الهجومية بما فيها الصواريخ الباليستية والكروز المضادة للسفن والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة.

ولفت البيان إلى انخفاض ملحوظ في وتيرة الهجمات الحوثية، حيث سجلت نسبة انخفاض بلغت 69% في إطلاق الصواريخ الباليستية، و55% في هجمات الطائرات المسيرة. كما تم تعطيل البنية التحتية اللوجستية للمليشيات عبر تدمير القدرات التشغيلية لميناء رأس عيسى.

https://t.co/UKfMeWG6OR

— U.S. Central Command (@CENTCOM) April 27, 2025

وأكد البيان أن هذه العمليات تتم بدعم من تشكيلات عسكرية متقدمة، بما في ذلك مجموعتي حاملات الطائرات "هاري إس ترومان" و"كارل فينسون"، مشيداً بكفاءة القوات الأمريكية في تنفيذ مهامها بدقة عالية.

وفي ختام البيان، أعربت القيادة المركزية الأمريكية عن قلقها إزاء استمرار الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية، مؤكدة عزمها على مواصلة الضغط العسكري حتى تحقيق أهدافها المتمثلة في ضمان حرية الملاحة البحرية وإعادة فرض الردع الأمريكي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة
  • الجيش الأمريكي يكشف تفاصيل الحملة العسكرية ضد الحوثيين (بيان)
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • مسير راجل ووقفة مسلحة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بلاد الطعام بريمة
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها
  • مسير راجل ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عمران
  • بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.. قطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى