كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور هاني عودة خطيب الجامع الأزهر، أن الإسلام جعل حفظ النفس غاية من غاياته ومقصدا رئيسا من مقاصده، ونهانا عن قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق قال تعالى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾، مبينا أن الله حرم الإعتداء على النفس بأى حال من الأحوال سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة لأنها نفس خلقها الله عزّ وجل فيجب المحافظة عليها وصونها.

وأوضح خلال خطبة الجمعة، بالجامع الأزهر، أن الله رسم لنا المنهج الذى تقوم عليه العلاقة بين المسلم وغير المسلم فيأمن كل منهما على نفسه ودينه وماله وعرضه، منوها إلى أن الأعداء يجتهدون فى العمل على الغزو الفكرى لشباب الأمة من أجل تفرقة الأمة وإحداث الشقاقات والفرقة بين أفرادها فتضيع وحدتها وتنشب الخلافات والفوضى ويعم الفساد فى المجتمع من خلال إثارة الفتن والضغائن، ونصير بذلك صيداً ثميناً نقع فى أيدى أعدائنا بلا أى مجهود منهم.

وأشار إلى تواجد تيارات وأفكار هدامة لا يعرفها الإسلام تريد العبث بأمن الوطن وتقطيع أوصال الأمة، مشددا على الجميع أن ينتبهوا جيداً لما يُحاك فى الخفاء لهم من قبل أعداء الوطن الذين يريدون من هؤلاء الشباب أن يهدموا بلادهم وأوطانهم بأيديهم.

واسترسل خطيب الجامع الأزهر، فى حديثه بتذكير المسلمين بأن يأخذوا العبرة من قصص الأنبياء السابقين من نوح وعاد وثمود وكذلك لوط، حتى يكونوا بعيدين كل البعد عن الفساد الفكرى والعقلى الذي يهدف إلى النيل من المجتمع ليتفكك ويسهل تدميره، موصيا بضرورة السير على المنهج الذى رسمه الله عزّ وجل، وأن نرجع إليه وحده ونصلح ما فسد من أنفسنا وشبابنا وعقولنا واموالنا حتى نحقق ما يرضاه الله لنا ونكون أمة واحدة قال عنها النبى ﷺ ﴿المؤمن للمؤمنِ كالبُنْيَانِ يشدُّ بعضُه بَعْضا﴾.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الحق مهما طال أمده آت وأن الباطل وإن طال لن يدوم قال تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ وأكد فضيلته على أن سيناء أرض مصرية عزيزة وغالية علينا ارتوت بدماء الشهداء من جنودنا البواسل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحريرها، موجهاً تحية إعزاز وتقدير لحماة الوطن الذين لا تغفل أعينهم لحظة واحدة عن الدفاع عنه وحمايته مستدلا بقوله ﷺ ﴿عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله﴾، مثمنا صمود الشعب الفلسطيني فى وجه العدوان الغاشم على أرض فلسطين الحبيبة داعياً المولى عزّ وجل لهم بالنصر قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: زيادة البنزين طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار سعر الفائدة خطيب الجامع الأزهر خطيب الجمعة بالأزهر السيادة المصرية طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

رمضان 2025.. عالم أزهري يوضح الحكمة من عبادة الله وخلق البشر |فيديو

أكد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن عبادة الله هي الغاية العظمى وأنها الهدف من خلق البشر، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثًا ولم يتركهم هملاً، بل خلقهم لأمر عظيم، وهو عبادته وتوحيده. 

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "مع الصائمين"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم السبت، أن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة بامتياز، حيث يتقرب المسلمون فيه إلى الله بالصيام، والصلاة، والذكر، وتلاوة القرآن، موضحًا أن العبادة ليست مجرد أعمال ظاهرية، بل منهج حياة شامل، يجب أن يكون حاضرًا في كل تفاصيل حياة المسلم. 

وأشار إلى أن العبادة فطرة فطر الله الناس عليها، حيث يلجأ الإنسان إلى الله في الشدائد، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" (لقمان: 32)، مشددا على أن العبادة هي العهد الذي أخذه الله على عباده، مستدلًا بقوله تعالى: "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (يس: 60). 

وأكد نائب رئيس جامعة الأزهر، أن جميع الأنبياء، من لدن آدم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، جاءوا بالدعوة إلى عبادة الله وحده، لافتًا إلى قول الله تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل: 36). 

وشدد على أن العبادة هي محور وجود الإنسان في الدنيا، داعيًا الجميع إلى استثمار شهر رمضان في تعميق علاقتهم بالله عز وجل، والتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة.

مقالات مشابهة

  • المحاضرات الرمضانية.. تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية
  • المحاضرات الرمضانية .. نحو تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية
  • ملتقى الجامع الأزهر يكشف عن معاني اليسر في الصيام وأهم الوقفات مع آياته
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
  • رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • شيخ الأزهر: الأمة الإٍسلامية في أشد الحاجة إلى الوحدة لمجابهة تحديات العصر
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة غذاء روحي يهذب النفس ويربطها بالخالق
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة غذاء روحي يهذب النفس ويربطها بالخالق| فيديو
  • رمضان 2025.. عالم أزهري يوضح الحكمة من عبادة الله وخلق البشر |فيديو