بوتين: بعض الأسلحة الغربية المتجهة لأوكرانيا تستقر في أيدي طالبان
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إن بعض الأسلحة الغربية المتجهة إلى أوكرانيا تصل إلى الشرق الأوسط من خلال سوق الأسلحة غير المشروعة ويتم بيعها لحركة طالبان.
وقال بوتين “يقولون الآن إن الأسلحة تصل إلى الشرق الأوسط عن طريق أوكرانيا. نعم بالطبع يحدث ذلك لأنه يتم بيعها، فالأسلحة تباع إلى حركة طالبان ومن هناك تنتقل إلى أي مكان آخر”.
منذ أن أرسلت روسيا قوات لأوكرانيا في 24 فبراير شباط من العام الماضي، أرسلت السلطات الغربية إلى أوكرانيا أسلحة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات في مسعى لهزيمة القوات الروسية.
وتقول أوكرانيا إنها تخضع أي أسلحة واردة إليها لرقابة مشددة، ولكن أثار بعض المسؤولين الأمنيين الغربيين المخاوف، وطلبت الولايات المتحدة من أوكرانيا أن تبذل المزيد من الجهد للتصدي لمسألة الفساد.
وفي يونيو حزيران عام 2022، حذر رئيس منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) يورجن شتوك من أن بعض الأسلحة المتطورة التي تُرسل إلى أوكرانيا سينتهي بها المطاف في أيدي جماعات الجريمة المنظمة.
وقال تقرير حول حرب أوكرانيا وتجارة الأسلحة غير المشروعة صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في مارس آذار “في الوقت الحالي، لا تخرج كميات كبيرة من الأسلحة من منطقة الصراع في أوكرانيا”.
وأضاف التقرير “تشير كل السوابق إلى أنه إذا لم يتم التعامل مع التهديد بشكل استباقي ومبتكر، بمجرد انتهاء الحرب الحالية، ستتحول ساحات القتال الأوكرانية إلى مستودع جديد من الفوضى يسلح جميع المتمردين في أفريقيا ورجال العصابات في شوارع أوروبا”.
ووفقا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي الذي يتتبع الجهات المانحة، فإن الدول الغربية الثماني الكبرى بقيادة الولايات المتحدة قد قدمت التزامات عسكرية لصالح أوكرانيا بقيمة تزيد عن 84 مليار يورو (90 مليار دولار).
ويشمل الدعم العسكري الأمريكي 160 مدفع هاوتزر عيار 155 ملليمترا، و109 مركبات برادلي قتالية، وأكثر من 111 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة، و38 من نظم المدفعية عالي الحركة التي تطلق الصواريخ.
المصدر رويترز الوسومأفغانستان أوكرانيا الولايات المتحدة روسياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أفغانستان أوكرانيا الولايات المتحدة روسيا
إقرأ أيضاً:
من الخاسر الأكبر؟ أميركا بأفغانستان أم روسيا بسوريا؟
قال باحثان في "مركز أولويات الدفاع" في العاصمة الأميركية واشنطن، إن هناك أوجه تشابه كثيرة بين انهيار النظام في سوريا هذا الشهر، ونظيره في أفغانستان قبل 3 سنوات، إذ كان انفراط عقد القوات الحكومية في كلتا الحالتين مفاجئا وتاما.
جاء ذلك في مقالهما التحليلي المشترك بمجلة "فورين بوليسي"، الذي يستقرئ ما خسرته كل من روسيا والولايات المتحدة من حربيهما في سوريا وأفغانستان على التوالي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف فرنسية: تهافت دبلوماسي غربي على سوريا الجديدةlist 2 of 2صحف عالمية: حماس وإسرائيل "أكثر جدية" بشأن التوصل إلى اتفاقend of listويعتقد جيل بارندولار وماثيو ماي -الباحثان في مركز أولويات الدفاع، وهي مؤسسة فكرية أميركية مختصة بالسياسة الخارجية- أنه لم يتضح حتى الآن كم ورث مقاتلو هيئة تحرير الشام من ترسانة أسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، التي ربما تكون قد نجت من الضربات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
ومعظم تلك الأسلحة سوفياتية وروسية الصنع. ومما يزيد الأمور تعقيدا، برأي الكاتبين، أن الجنود والمرتزقة الروس تركوا كميات من الأسلحة أثناء فرارهم من مواقعهم الأمامية خارج القاعدتين الروسيتين الرئيستين في مدينتي طرطوس واللاذقية.
ويتساءل الباحثان: ما الدولة التي خسرت أكثر من انهيار عميلها، الولايات المتحدة أم روسيا؟
الحقائق والأرقام
وللإجابة عن هذا السؤال، طفق بارندولار وماثيو ماي يحللان، بالحقائق والأرقام، ما فقدته الدولتان الكبيرتان من أسلحة ومعدات في الحربين. لكن الملاحظ أن تركيزهما انصب أكثر على خسائر روسيا دون الولايات المتحدة.
إعلانواعتمد الكاتبان على بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، الذي أظهر أن الأسلحة السوفياتية شكلت 94% من إجمالي واردات سوريا من الأسلحة خلال الفترة ما بين عامي 1950 و1991.
ووفقا للمقال، فقد خسرت سوريا كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات إبان الحرب التي خاضتها دول عربية ضد إسرائيل في عامي 1967 و1973. لكن في الفترة من 1975 إلى 1991، أعاد السوفيات تزويد قوات الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بالأسلحة، حيث منحوه أو باعوه 20 قاذفة قنابل و250 طائرة مقاتلة و117 طائرة هليكوبتر و756 مدفعا ذاتي الدفع و2400 عربة مشاة مقاتلة و2550 دبابة وما لا يقل عن 7500 صاروخ مضاد للدبابات وأكثر من 13 ألف صاروخ أرض-جو.
وفي بداية الحرب في سوريا عام 2011، كان لدى قوات الحكومة نحو 700 طائرة ثابتة الجناحين ومروحية متفاوتة الجاهزية، 5 آلاف دبابة، و4 آلاف مدرعة، و3400 قطعة مدفعية، و2600 سلاح مضاد للدبابات، و600 عربة استطلاع. لكن العديد من هذه الأسلحة دُمرت في القتال ضد المعارضة المسلحة، ولاحقا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
الاستيلاء على معدات النظاموطبقا للمقال، فإن عدد الدبابات والمدرعات التي تركها نظام الأسد وراءه لم يتضح بعد، إلا إن منظمة أوريكس المعنية بمراقبة الصراعات في العالم، وثّقت استيلاء هيئة تحرير الشام على معدات النظام خلال هجومها السريع.
وشمل ذلك -كما يقول الباحثان- ما لا يقل عن 150 دبابة، وأكثر من 75 قطعة مدفعية، و69 عربة مشاة مقاتلة، و64 قاذفة صواريخ متعددة ومدافع مضادة للطائرات. ومن المحتمل أن تكون آلاف المركبات المدرعة والمدافع والصواريخ الأخرى في أيديهم الآن، أو ستكون كذلك قريبا.
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ادعى أنه قضى على معظم ترسانات نظام الأسد من صواريخ وأسلحة إستراتيجية أخرى، فإن بارندولا وزميله ماي قالا إن هناك سببا يدعوهم للتشكيك في تلك المزاعم، ذلك أن استنزاف الإسرائيليين لتلك الأسلحة الناجم عن الغارات الجوية مبالغ فيه.
إعلانوإلى جانب تلك الخسائر، فإن الجماعات المدعومة من إيران أقدمت على "سرقة" الأسلحة الروسية.
الخسائر الأميركية
ولكن ماذا عن خسائر الولايات المتحدة في أفغانستان؟ ينقل الباحثان في تحليلهما عن هيئات الرقابة الحكومية الأميركية، أن حركة طالبان استولت على معدات أميركية تزيد قيمتها عن 7 مليارات دولار بعد سقوط حكومة كابل المدعومة من الغرب قبل 3 سنوات.
وكان تقرير صادر عن وزارة الدفاع (البنتاغون) في أغسطس/آب 2022، قد كشف أن القوات الأميركية تركت عند انسحابها من أفغانستان، مركبات برية بقيمة 4.12 مليارات دولار وطائرات عسكرية بقيمة 923.3 مليون دولار.
وذكر تقرير قُدِّم إلى الكونغرس -لم يُكشف النقاب عنه- أن القوات الأميركية تركت وراءها أيضا 9524 ذخيرة جو-أرض، و40 ألف مركبة، و300 ألف قطعة سلاح خفيف، و1.5 مليون طلقة ذخيرة.
ونقل تقرير أصدرته هيئة رقابية حكومية أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، عن سجلات البنتاغون أن سلاح الجو الأفغاني كان لديه 162 مقاتلة مقدمة من الولايات المتحدة، منها 131 طائرة صالحة للاستخدام، وذلك قبل أسبوعين تقريبا من استيلاء حركة طالبان على السلطة.
لكن الباحثيْن في مركز أولويات الدفاع أشارا إلى أن الطيارين الأفغان نقلوا ثلث تلك الطائرات والمروحيات إلى طاجيكستان وأوزبكستان المجاورتين قبل أيام قليلة من انسحاب الجيش الأميركي.
ويستنتج بارندولار وماي في تحليلهما أن الأرقام الأولية التي تقارن بين أفغانستان وسوريا تخفي في طياتها فرقا كبيرا بين ترسانات الأسلحة التي فقدتها كل من روسيا والولايات المتحدة.
وحسب رأيهما، فإن بإمكان الروس استخدام تلك الأسلحة اليوم نظرا إلى نقل الكثير منها إلى روسيا، في حين أن الولايات المتحدة لم تترك سوى القليل من أفضل معداتها في أفغانستان.
وزعما أن الجيش الحكومي وقوات الشرطة في أفغانستان كانا يعتمدان إلى حد كبير على عتاد أميركي من الدرجة الثانية والثالثة يفترض أنه كافٍ لقمع تمرد مسلح تسليحا خفيفا.
إعلانوكانت كثير من الأسلحة الأميركية في أفغانستان باهظة التكلفة بحيث لم يتسن نقلها إلى الولايات المتحدة، فقد كان من الأرخص -على حد تعبير المقال- تحويلها إلى خردة أو تركها لقوات الأمن الأفغانية.