تقرير أمريكي يؤيد موقف مصر: خروج الفلسطينيين من أرضهم يعني عدم عودتهم مرة أخرى
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
سلطت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية الضوء على الأسباب التي تجعل دولا مثل مصر والمملكة الأردنية ترفضان استقبال الفلسطينيين الذين يبحثون عن أي ملجأ للهروب من القصف الإسرائيلي المستعر والمستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، مؤكدة أن البعض يتساءل عن أسباب موقف القاهرة وعمّان.
ومنذ بدء الأحداث في غزة في السابع من أكتوبر الماضي خرجت كثير من التصريحات الرسمية وغير الرسمية داخل إسرائيل وفي بعض الأوساط الغربية تدعو إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء في مصر حتى تنتهي إسرائيل من عملياتها ضد الإرهاب المزعوم.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن كلا من مصر والأردن رفضتا بالفعل فكرة التهجير، وأدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بأشد تصريحاته حين قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية لا تهدف فقط إلى قتال حماس والمقاومة التي تحكم قطاع غزة، ولكنها أيضا محاولة لدفع السكان المدنيين إلى الهجرة إلى مصر وحذر من أن هذا قد يدمر السلام في المنطقة.
كما أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان وجه رسالة مماثلة لما صرح به الرئيس السيسي حين قال إنه «لا لاجئون في الأردن، ولا لاجئون في مصر»، وهو الموقف الذي ارتبط بالأساس بالقناعات المصرية – الأردنية المشتركة بأن التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية وهو الأمر الذي رفض بشكل قاطع.
مخاوف القضاء على القضية الفلسطينيةوكانت الفلسفة المصرية الأردنية من هذا الرفض تتمحور حول أن التاريخ يقول إن الفلسطينيين حين يتم تهجيرهم لن يعودوا مرة أخرى، ومن ثم فإننا أمام مرحلة جديدة من تصفية القضية الفلسطينية.
ونقل تقرير لوس أنجلوس عن إتش إيه هيلير الزميل المشارك أول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله إن كل السوابق التاريخية تشير إلى حقيقة أنه عندما يضطر الفلسطينيون إلى مغادرة الأراضي الفلسطينية، لا يُسمح لهم بالعودة مرة أخرى.
وتشير الصحيفة إلى أن صعود الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زاد المخاوف لدى الدول العربية، كون هؤلاء يتحدثون بشكل إيجابي عن إبادة الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن جذور الرفض العربي ترجع إلى القلق من أن إسرائيل تريد فرض طرد دائم للفلسطينيين إلى بلدانهم وإلغاء المطالب الفلسطينية بإقامة دولتهم. وهو نفسه ما حذر منه الرئيس السيسي حين قال إن تهجير هؤلاء قد يؤدي إلى خطر جلب المتشددين إلى سيناء، حيث قد يشنون هجمات على إسرائيل، ما يعرض معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ 40 عاما للخطر.
وينقل التقرير كذلك عن ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية قوله إن عدم وضوح إسرائيل فيما يتعلق بنواياها في غزة وإجلاء السكان يمثل في حد ذاته مشكلة، وهذا الارتباك يغذي المخاوف في المنطقة، مضيفا أن «السلام الذي حققناه سيختفي من أيدينا، كل ذلك من أجل فكرة القضاء على القضية الفلسطينية».
الفلسطينيون أنفسهم يرفضون التهجيرفي هذا السياق، يقول الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، في تصريحات لـ«الوطن»، إن موقف مصر بشأن رفض تهجير الفلسطينيين يعبر عن كل الفلسطينيين الذين يتمسكون بأرضهم ويرفضون مغادرتها حتى لو دكت المنازل فوق رؤوسهم.
وأضاف «صافي» أن مسألة التهجير هي مرادف لما سمي من قبل بالوطن البديل، الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهي خطة قديمة، لكن غير مقبولة على الإطلاق، ونحن نثمن موقفي القاهرة وعمّان الرافض لتهجير الفلسطينيين، لأن إسرائيل تريد بكل وضوح تصفية القضية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة تهجير الفلسطينيين مصر وفلسطين تصفية القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة تصفیة القضیة
إقرأ أيضاً:
«فتح»: القضية الفلسطينية برمتها تتعرض اليوم لحرب إبادة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال زيد تيم، أمين سر حركة فتح بهولندا، إنّ المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الصمت العالمي إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية، وأنّ القضية الفلسطينية برمتها تتعرض اليوم لحرب إبادة.
عراقيل حقيقيةوأضاف أمين سر حركة فتح، في تصريحات مع الإعلامي كريم حاتم، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ مسألة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد تواجه عراقيل حقيقية، في ظل الظروف الحالية وتعنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتابع، أنّ مواقف نتنياهو وأعضاء حكومته ليست بجديدة، بل تعكس توجهًا استراتيجيًا متجذرًا في العقلية السياسية الإسرائيلية حتى قبل السابع من أكتوبر.
وتساءل أمين سر حركة فتح، عن الخطوة التي يمكن أن تلفت انتباه المجتمع الدولي إلى هذه السياسات التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، لافتًا إلى أن كل التقارير الأممية والكاميرات توثق ما يحدث في قطاع غزة من استهداف للمدنيين ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية.