تُشكل جبال الحجر الغربي المعروفة بالحزام الثاني إطلالة الصمود في تاريخ قرية "شام" بوادي حيبي بولاية صحار، التي تُطل من أعاليها بتاريخ لايزال ينبض بالحياة، حيث يروي أهل قرية "شام" تفاصيل هذه الحياة من الماضي الجميل إلى الحاضر المُشرق عبر صفحات "عُمان" التي زارت القرية، واستمعت من أهلها تفاصيل الرواية.

بداية يتحدث راشد بن خميس بن علي العيسائي عن موقع القرية وبُعدها عن مركز الولاية، وتفاصيل أخرى ويقول: تقع قرية "شام" وهي إحدى قرى وادي حيبي على بُعد (٧٣) كيلومترا عن مركز مدينة صحار، لتحافظ على تاريخها وعاداتها وتقاليدها المتوارثة عبر الأجيال، فموقعها بين سفوح جبال الحجر الغربي امتزج بلون الأشجار والزراعة المروية بماء الأفلاج، مع اكتسائها بثوب النهضة الحديثة، وما حظيت به القرية كسائر القرى في سلطنة عمان بالخدمات الحكومية في قطاعات الطرق والمواصلات والصحة والتعليم والهاتف والكهرباء.

ويضيف: إن ما يميز قرية "شام" هو عراقتها المتجذرة عبر الحقب التاريخية لما يميزها من عادات وتقاليد وأعراف ولها خصوصية دون غيرها فيما يتعلق بالسنن العرفية والتآلف الاجتماعي لاسيما في أوقات الأفراح والأتراح، كما أن أهالي القرية متمسكون بالحفاظ على الموروثات دون أن يغير ذلك مع ما تعيشه سلطنة عمان من ازدهار في كافة المجالات في ظل النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -.

ويعتز سعد بن راشد بن سعد العيسائي بتاريخ قرية "شام" وموقعها الفريد بين محيط جبال الحجر الغربي المعروف بـ (الحزام الثاني) ويقول: لقد استمدت قرية شام أصالتها من أصالة وتاريخ أهلها منذ القدم، فتجذرت فيهم أواصر المحبة والإخاء والتعاون والتكاتف في السراء والضراء، فجعلوا من عاداتهم وتقاليدهم مثالا يحتذى به لهم وللأجيال القادمة والتي تجلت في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، ومن هذه العادات المشاركة في الأعراس وأمور العزاء والمناسبات الاجتماعية الأخرى كالإفطار الجماعي، كما حظي هذا الموروث بدعم الحكومة من خلال توفير أماكن خاصة لمثل هذه المناسبات وهي ما تعرف بالمجالس العامة، مما زاد من ترابطهم الأسري والاجتماعي النابض بالحياة.

ويشاركه الرأي علي بن محمد بن علي العيسائي الذي يشير إلى التآلف الاجتماعي الصامد في وجه متغيرات الحياة بين أهل القرية، ويتحدث أيضا عن ما تتميز به من وفرة المياه ونظام الري في مزارعها عن طريق الأفلاج ويقول: حبا الله قرية شام بالمزارع ذات النخيل وافرة الظلال، والمحاصيل الزراعية الأخرى التي تمتد بين مسارات الجبال للمحيطة بها، والتي جميعها تعتمد على الفلج كنظام ري لهذه المزارع، فنظام الري لا يزال حتى اليوم قائم على تقسيم مياه الفلج حسب مساحة الأرض المزروعة والتي تعرف محليا بـ( الجيل)، وكان نظام الري سابقا يقاس بـ(الطوعة) للنخيل والمزروعات، بحيث يوزع الماء بالساعة، وفي فصل الصيف تسقى المزارع على ستة أيام، ويقتصر الري على سقي النخيل، ويتم زيادة الماء إلى الضعف في فصل الشتاء بما يسمى محليا بـ(الدرور) أي أنها تزاد في التسعين لزراعة المحاصيل الزراعية كالبر والشعير وزراعة الجلجلان والثوم ويستمر ما يزيد على ١٦٠ يوما وترد في الخمسين ويُزرع البصل بعد حصاد الجلجلان بحيث تكون مدة زراعة كل منهم ٣ أشهر، وهذا ما يجعل من قرية شام الجبلية واحة خضراء طوال العام ذات الظل الوافر للأشجار وذات البساط الأخضر من زراعة المحاصيل الموسمية.

أما محمد بن حارب العيسائي فيتحدث عن صور التكافل الاجتماعي في قرية شام، ونظامها التعليمي قديما القائم على المدارس الدينية وحفظ القرآن الكريم، ويقول: تربى أبناء القرية قديما على الأخلاق والقيم الإسلامية من جامع القرية وما صاحب ذلك من قيم ومبادئ وآداب عامة، حتى أصبح التعليم اليوم في المدارس الحديثة التي وفرتها الدولة، هذا إلى جانب الأدوار التكافلية والاجتماعية، ونذكر هنا ما تقوم به المتطوعات في تعليم أمهاتنا من كبار السن القرآن الكريم وتسخير وقتهن في ذلك يوميا وأيضا تعليمهن كل ما يتعلق بالوضوء والصلاة وتشجيعهن على صلة الأرحام وزيارة المرضى، فيضرب بهن المثل للتكافل الاجتماعي التي ما زالت باقية إلى اليوم من أبناء وبنات القرية اقتداء بمن سبقوهم من الآباء والأمهات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سوريا.. حريق جديد في قرية عين الدلبة

أفادت وسائل إعلام سورية باندلاع حريق في قرية عين الدلبة بناحية كسب في أقصى ريف اللاذقية الشمالي والأهالي يعملون على إخمادها.

وتبذل فرق الإطفاء في سوريا جهود كبيرة للسيطرة على حرائق ريف اللاذقية الشمالي، لليوم الخامس على التوالي، و ذلك بمساعدة من  أجهزة الدولة المعنية، بالإضافة إلى مساعدات خارجية، من الاردن و لبنان و تركيا، بحسب وكالة "سانا" السورية. 

اليونان: اعتراض أكثر من 750 مهاجرا غير شرعي جنوب جافدوس خلال 24 ساعةاليونان: اعتراض أكثر من 750 مهاجرا غير شرعي جنوب جافدوس خلال 24 ساعة

ردا على تهديدات ترامب.. الصين: مجموعة (بريكس) منصة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية ولا تستهدف أي دولةردا على تهديدات ترامب.. الصين: مجموعة (بريكس) منصة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية ولا تستهدف أي دولة

تقدم في بالسيطرة على بؤر النيران

صرح مدير الدفاع المدني في الساحل السوري عبد الكافي كيال،  أن عمليات مكافحة الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي منذ خمسة أيام متتالية، تشهد بعض التقدم في موضوع السيطرة على بعض البؤر.

وأوضح كيال، أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني والفرق الأخرى، التي تشارك في مواجهة الحريق، بما فيها الجانبان التركي والأردني، تبذل جهوداً كبيراً لمنع تمدد النيران وانتشارها إلى مناطق خضراء جديدة.

وأشار كيال إلى أن هناك ثلاث مناطق تتعرض حالياً للنيران، هي رأس البسيط، وقسطل معاف، وربيعة، والعمل جار لقطع امتدادها وعدم وصولها إلى ناحية كسب، التي تضم أكبر محمية من الغابات في سوريا، مبينا أنه يتم التنسيق مع جميع الأطراف، من أجل تقديم المؤازرة بالآليات والأفراد للمساهمة في إخماد الحريق، معرباً عن أمله في أن تشهد الساعات القادمة نسبة سيطرة أكبر.

وفي السياق ذاته ذكر الدفاع المدني السوري عبر قناته على تلجرام صباح اليوم أن جهوداً كبيرة بذلتها فرق الإطفاء في الدفاع المدني وأفواج إطفاء الحراج وفرق الإطفاء التركية خلال الليلة الماضية في إخماد حرائق الغابات بعد اشتدادها في موقعين في جبل التركمان وغابات الفرنلق.

وأوضح الدفاع المدني أن النيران امتدت في أحد وديان جبال التركمان شديد الانحدار، وعملت الفرق على قطع طريق النيران، ومازالت تعمل على إخمادها، إضافة إلى امتداد النيران في عدة بؤر باتجاه غابات الفرنلق، مع اشتداد سرعة الرياح وهي غابات كثيفة جداً وذات تضاريس وعرة، حيث تعمل الفرق على محاولة وقف انتشار النيران.

فرق سوريّة وتركيّة وأردنية تشارك في الاطفاء

أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في تصريح لـ سانا، أن فرق وأفواج الإطفاء تواصل جهودها بمشاركة فرق الإطفاء التركية والأردنية براً وجواً في تنفيذ عمليات ميدانية مكثفة لإخماد حرائق الغابات في محافظة اللاذقية.

وبين الوزير الصالح، أن الجهود تتركز اليوم على منع وصول النيران إلى محمية الفرنلق المصنفة كإحدى أكبر وأهم الغابات في سوريا، وتتم عمليات الاستجابة وفق تنسيق كامل وعلى أعلى المستويات، مع الوزارات المختصة، والجهات الحكومية والمؤسسات المحلية، وبمشاركة من الجانب التركي والأردني، بينما تشارك المروحيات في الجهد الجوي عبر تنفيذ طلعات تبريد دقيقة، ورصد امتدادات اللهب لدعم الفرق الأرضية العاملة في تضاريس صعبة وبيئة عالية الخطورة.

وأشار الوزير الصالح إلى أنه من المخطط مشاركة الطيران اللبناني في عمليات الإخماد اليوم، وأكد أن العمل مستمر دون توقف، وسط إصرار الفرق على حماية الأرواح والغابات، رغم التحديات الكبيرة نتيجة الرياح النشطة، وعوامل التضاريس وخطر مخلفات الحرب.

طائرات لبنانية تشارك في الاطفاء

و خصصت الجمهورية اللبنانية طائرتي إطفاء مروحيتين،  لتضاف إلى مبادرات تركيا والأردن اللتين أرسلتا فرقاً برية وطائرات إطفاء خلال اليومين السابقين.

الأمم المتحدة تحدد حجم الكارثة

وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى أعلن أمس أن فرق الأمم المتحدة على الأرض تُجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة في ريف اللاذقية والاحتياجات الإنسانية العاجلة”، معرباً عن استعداد المنظمة الأممية لنشر بعثة مشتركة بين الوكالات في اللاذقية، بالتنسيق مع السلطات والشركاء، لتقييم الوضع بشكل أكبر واستكشاف سبُل الدعم الفوري طويل الأمد.

تعزيزات وزارة الداخلية

كما أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تدفع بتعزيزات بشرية ولوجستية إضافية إلى ريف اللاذقية، لمساندة فرق الدفاع المدني في جهود إخماد الحرائق، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة الطوارئ والكوارث، في إطار الاستجابة السريعة للتطورات الميدانية، وحماية الأهالي والحفاظ على البيئة.

خسائر الحادث

أكثر من 80 فريقاً و180 آلية يعملون في الميدان

ولا تزال فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري منذ الخميس الماضي، عبر أكثر من 80 فريقاً في الميدان ونحو 180 آلية متنوعة، ضمن غرفة عمليات مشتركة شكلتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تضم جميع الوزارات والمنظمات المحلية المعنية، وبمشاركة وحدات من القوات البرية والجوية ومروحيات في الجيش العربي السوري، وبمؤازرة من الأهالي والمتطوعين ومنظمات المجتمع.

وتسببت الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي بتضرر أكثر من 10 آلاف هكتار حتى الآن في أسوأ موجة حرائق تشهدها المنطقة في ظل تحديات كبيرة تواجهها فرق الإطفاء، تشمل الظروف المناخية القاسية، وشدة الرياح، ووعورة التضاريس وجود الألغام ومخلفات الحرب وإهمال النظام البائد للغابات وعدم وجود خطوط نار، ما شكل عوائق أمام استكمال عملية الإطفاء وفق المعنيين.

وشكلت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل غرفة طوارئ خاصة، لمتابعة أوضاع المتضررين والنازحين من الحرائق في ريف اللاذقية، وتقديم كل أشكال الدعم العاجل لهم.

الأردن تعلن مواصلة طائرات سلاح الجو الملكي في عمليات إخماد حرائق سورياترامب: رفعنا العقوبات عن سوريا .. و السعودية والإمارات وقطر لديهم قادة عظماءالبنك الدولي: سوريا تواجه أزمة سيولة حادة بسبب نقص أوراق النقدبمساعدات خارجية.. فرق الإطفاء تكافح لإخماد الحرائق في سوريا لليوم الخامس طباعة شارك سوريا حريق ريف اللاذقية الأردن تركيا

مقالات مشابهة

  • إصابته متوسطة .. طعن أحد جنود الاحتلال في قرية رمانة
  • رأس المال الاجتماعي… ندوة بحلب تبحث التعافي المجتمعي بعد الحرب
  • إطلاق حملة لترميم الجبال التي احترقت باللاذقية ووزير الطوارئ يشكر الدول المشاركة في إخماد الحرائق
  • وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح: إطلاق حملة “بأيدينا نحييها” دليل على أن الشعب السوري قادر على بناء بلده لصنع سوريا الجديدة وإعادة بناء المنطقة التي تضررت
  • محافظ اللاذقية محمد عثمان خلال مؤتمر صحفي مع وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح: الجهود التي بذلت خلال الأيام الماضية مشكورة وجبارة، وأطلقنا حملة “بأيدينا نحييها” لإعادة جبالنا خضراء وترميم الجبال التي تعرضت للحرائق
  • العثور على جثة متحللة لشخص في قرية بالدقهلية
  • الكيلاني تبحث مع فريق العمل مستجدات تنفيذ مشروع السجل الاجتماعي الموحد
  • سوريا.. حريق جديد في قرية عين الدلبة
  • السبتي: المشاريع الحالية والمستقبلية تعكس الاهتمام بتنمية القطاع الصحي في المحافظات
  • وزير الإنتاج الحربي يؤكد على الاهتمام بتطوير التعليم والبحث العلمي وربطهما بالصناعة